أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج3














المزيد.....

الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج3


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 00:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


القيمة الواقعية والتطبيقية للرؤية الماركسية–اللينينية

تتمثل القيمة الواقعية والتطبيقية للرؤية الماركسية–اللينينية في قدرتها على تعميق الوعي الطبقي لدى القوى الشعبية والتقدمية، عبر توضيح حقيقة الصراع الدولي وعلاقته المباشرة بالصراع الطبقي العالمي. فالصراع الدولي ليس مجرد صراع بين دول، بل هو تجسيد لصراع فئوي داخل المنظومة الرأسمالية المحلية أو الوطنية، مترابط مع شبكة طبقية دولية تحكمها الرأسمالية العالمية وشركاتها وكارتلاتها. هذه الشبكة أصبحت أممية بشكل غير مباشر، تتجاوز المعنى التقليدي للوطني أو المحلي، وتمارس سيطرة غير مباشرة على طبقات مجتمعات الأطراف، مناصرةً الطبقات البرجوازية العليا.

من هنا، يصبح واضحًا أن مهمة الشعوب والقوى التقدمية لا تقتصر على النضال الطبقي المباشر داخل مجتمعاتها، بل تتطلب أيضًا منع حكوماتها وأنظمتها من الانخراط في الصراعات والمنافسات الدولية بين مراكز رأس المال، ما يحافظ على استقلالية القرارات الوطنية ويحد من الاستغلال الخارجي.

الوجه الثاني لقيمة هذه الرؤية يكمن في تشخيص التناقضات الأساسية والثانوية في النظام الدولي:

الرؤية الماركسية تكشف التناقضات الرئيسة بين الدول المهيمنة، والتي تؤدي إلى ظهور المحاور الكبرى في النظام العالمي.

كما تكشف التناقضات الثانوية داخل كل محور، والتي تتفاعل جدليًا مع التناقضات الأساسية، بحيث يمكن أن تتحول الثانوية إلى رئيسية حسب تطور المحاور الكبرى.

هذا التشخيص يفسر استدامة الصراعات والحروب والمعاضل السياسية المستمرة، طالما أن الرأسمالية تتحكم في الشأن الإنساني وتوجه مصالح النخب الاقتصادية الكبرى.
باختصار، توفر الرؤية الماركسية–اللينينية خارطة واقعية ودقيقة لفهم ديناميكية الصراع الدولي، تكشف عن جذوره الاقتصادية والطبقية، وتوجه النضال الشعبي والسياسي نحو استراتيجيات واقعية لحماية مصالح الشعوب واستقلالها، بعيدًا عن الانخراط في صراعات نخبوية دولية.

رؤى أخرى لفهم العلاقات الدولية

لا تقتصر دراسة العلاقات الدولية على المنظور الماركسي–اللينيني، بل هناك مدارس أخرى تختلف معه جذريًا:

الواقعيه :ترى أن العالم محكوم بالفوضى، والدول تبحث عن البقاء وتعظيم قوتها العسكرية. لا تعتبر الصراع الطبقي محركًا أساسيًا، بل الدولة القومية كوحدة مستقلة.

الليبرالية : تؤكد على دور المؤسسات الدولية والتعاون الاقتصادي المتبادل والديمقراطية في تقليل الصراع. تختلف عن الماركسية التي تعتبر الرأسمالية أداة للهيمنة.

البنائية : تركز على الأفكار والهويات والثقافات باعتبارها محددات رئيسية لسلوك الدول، بينما الماركسية تربط هذه الهويات بالمصالح الاقتصادية والطبقية.

مقاربات أخرى: مثل الدراسات ما بعد الاستعمارية والجيوسياسية الكلاسيكية، التي تعطي الأولوية للهيمنة الثقافية أو للموقع الجغرافي والموارد.

الخلاصة

العلاقات الدولية، في منظور الماركسية–اللينينية، ليست مجرد صراعات بين دول قومية، بل انعكاس مباشر للصراع الطبقي العالمي. القوى الكبرى تتحرك لحماية مصالح نخبها الاقتصادية، مستخدمة مفاهيم مثل "الأمن القومي" كأدوات أيديولوجية. الدول الطرفية تصبح رهينة هذا الصراع، فيما تخفي التحالفات الكبرى تناقضات داخلية كامنة قد تبرز مع تحولات موازين القوى.

مقارنة الرؤى الأخرى (الواقعية، الليبرالية، البنائية) تبيّن أن كل مدرسة تضيء جانبًا مختلفًا من الصراع: الواقعية على القوة، الليبرالية على المؤسسات، والبنائية على الهويات والأفكار، بينما الماركسية–اللينينية تظل المدرسة الوحيدة التي تربط كل هذه الديناميات بالبنية الاقتصادية والطبقية كأساس لفهم العلاقات الدولية.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج2
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج1
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...
- النفط العراقي بين منفذ الأردن واستراتيجية -النفط مقابل الماء ...
- النفط العراقي بين منفذ الأردن واستراتيجية -النفط مقابل الماء ...
- بين القانون والسياسة: مفارقة القضاء التركي
- تركيا : الصناعة الدفاعية كأداة تموضع إقليمي
- الأرستقراطيه المقاتله..من بدر الى معركة شرقاط..ج6
- الأرستقراطيه المقاتله..من بدر الى معركة شرقاط...ج5
- الأرستقراطيه المقاتله..من بدر الى معركة شرقاط ...ح4
- الأرستقراطيه المقاتله..من بدر الى معركة شرقاط...ج3
- ألأرستقراطيه المقاتله ..من بدر الى معركة شرقاط..ج2
- الأرستقراطية المقاتلة من بدر إلى معركة شرقاط...ج1
- لماذا غاب القلم الثوري في العراق
- أوركجينا وعروة بن الورد: قراءة في التغييب التاريخي للإصلاحات ...
- عكاشات: المنجم المنسي أم الكنز المستغل بصمت...وما مصير الكعك ...
- الجمهورية الإيرانية.. نموذج التطور الرجعي
- طبقات تحت الضغط: الأزمات والسياسات الاقتصادية وإعادة إنتاج ا ...
- لاهور شيخ جنكي… صراع الأجنحة البرجوازية والطبقات المهمشة في ...


المزيد.....




- التقدم والاشتراكية يطالب بمناقشة إشكاليات الإحصاء والدعم لإع ...
- بيرني ساندرز: حكومة نتنياهو خرجت عن السيطرة
- الفصائل الفلسطينية تنعى شهداء الدوحة وتعتبر الهجوم دليلاً عل ...
- بيان بمناسبة الذكرى الثانية لزلزال الحوز
- كل الدعم لـ”انتفاضة السكر” حتى تستجيب وزارة التموين لمطالب ا ...
- موقفنا من الانتخابات البرلمانية المقبلة
- الناهبة، قصة حقيقية..
- جريدة الغد الاشتراكي العدد 49
- تيسير خالد : القيادة الاسرائيلية فقدت عقلها وصوابها
- إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف من دخول أرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج3