ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 11:10
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
التنافس المعاصر: الصين وروسيا مقابل أمريكا وأوروبا
من منظور ماركسي–لينيني، الصراع بين محور الصين وروسيا من جهة، وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى، يعكس صراعًا طبقيًا عالميًا بين شكلين مختلفين من الرأسمالية:
الصين وروسيا (رأسمالية الدولة): الاقتصاد موجّه من الدولة، حيث تُسيطر على الموارد والبنى التحتية الاستراتيجية وتعيد توزيعها لضمان بقاء الدولة قوية في مواجهة الخارج.
أوروبا وأمريكا (الرأسمالية الليبرالية): السوق الحر هو المسيطر، والشركات متعددة الجنسيات هي التي تدفع الحكومات لتأمين مصالحها في الخارج.
الصراع بين الجناحين يتمحور حول السيطرة على الأسواق والموارد وسلاسل الإنتاج العالمية. فالنموذج الصيني–الروسي يقوم على تعزيز قوة الدولة المركزية، بينما النموذج الغربي يقوم على إطلاق العنان للرأسمال الخاص في إعادة تشكيل النظام العالمي.
أثر الصراع على الدول الطرفية (العراق نموذجًا)
الدول الطرفية، من منظور ماركسي، لا تملك استقلالًا حقيقيًا ضمن النظام الإمبريالي العالمي. فهي تُدمج في تقسيم العمل الدولي بوصفها موردًا للمواد الخام وساحة استهلاكية للمنتجات. عندما يشتد التنافس بين المحاور الكبرى، تتحول هذه الدول إلى ميادين صراع بالوكالة:
في حالة العراق والشرق الأوسط، نجد أن هذه المناطق تُستغل كخزانات للطاقة وممرات استراتيجية، كما تتحول إلى ساحات لتصفية الحسابات الدولية.
النخب المحلية غالبًا تُستقطب كوسطاء للمصالح الخارجية، ما يعمّق التبعية ويمنع تشكل سياسة وطنية مستقلة.
التناقضات داخل المحاور الكبرى
في داخل كل محور، هناك تناقضات موضوعية:
روسيا–الصين: رغم التحالف الظاهر، فروسيا تعتمد على موارد الطاقة والصادرات، بينما الصين تركز على السيطرة على سلاسل الإنتاج العالمية والتكنولوجيا. هذا يخلق تناقضات مؤجلة قد تتفاقم في مناطق مثل آسيا الوسطى وأفريقيا.
أمريكا–أوروبا: الغرب يبدو كتلة واحدة، لكن أوروبا تعتمد على الطاقة الروسية والأسواق الصينية، في حين تدفعها واشنطن لمواجهة الصين وروسيا. كذلك، أوروبا عسكريًا تعتمد على الحماية الأمريكية، ما يجعل العلاقة غير متكافئة رغم وحدة الخطاب.
النتيجة الماركسية–اللينينية: حتى المحاور الكبرى ليست متماسكة داخليًا بالكامل، والتناقضات الاقتصادية والسياسية في داخلها قد تبرز في أزمات مستقبلية.
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟