أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - دكتاتورية الحزبين في الولايات المتحدة: ثنائية محاصصية وضرورة الثورة الانتخابية














المزيد.....

دكتاتورية الحزبين في الولايات المتحدة: ثنائية محاصصية وضرورة الثورة الانتخابية


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعكس النظام السياسي الأمريكي نموذجًا لدكتاتورية ثنائية-محاصصية، حيث يهيمن حزبا الجمهوري والديمقراطي على جميع مستويات السلطة التنفيذية والتشريعية، مع استبعاد شبه كامل لأي قوة سياسية ثالثة. هذه الثنائية ليست مجرد هيمنة حزبية، بل آلية لإدامة مصالح النخب السياسية والاقتصادية، وضمان استمرار الاستقرار السياسي على حساب المشاركة الشعبية الفعلية.

السمات الأساسية للدكتاتورية الثنائية

1. سيطرة الحزبين الرئيسيين: يسيطر الجمهوري والديمقراطي على جميع مستويات الحكومة، بما في ذلك الكونغرس والرئاسة والهيئات الفيدرالية.


2. محاصصة وتقاسم غير رسمي للسلطة: النخبة الحزبية تتبادل المناصب والمصالح لضمان استمرارية النظام.

3. إقصاء القوى الجديدة: النظام الانتخابي القائم على الأغلبية البسيطة يحد من قدرة الأحزاب الصغيرة أو الحركات الجديدة على الوصول للسلطة، وتمويل الحملات يتركز في الحزبين الرئيسيين.

4. هيمنة مؤسساتية وثقافية: الإعلام، المؤسسات، وحتى الثقافة السياسية الأمريكية تعزز الثنائية، وتخلق شعورًا بأن التصويت لأحزاب ثالثة "مهدور".

. محاولات تأسيس أحزاب ثالثة: حزب "إلى الأمام" نموذجًا

تأسيس الحزب

التاريخ: يوليو 2022

المؤسسون: آندرو يانغ وكريستين تود ويتمان

الهدف: تقديم بديل سياسي للناخبين الوسطيين والمستقلين، والحد من الاستقطاب الحاد بين الحزبين التقليديين.

الإنجازات والتحديات

إنجازات:

الحصول على وضع "حزب مؤهل" في ولايات مثل فلوريدا ويوتا وجنوب كارولينا.

اندماج مع حزب "يوتا المتحد" لتعزيز القاعدة المحلية.

تحديات:

صعوبة الوصول لقوائم الاقتراع (أكثر من 14,000 توقيع في كارولاينا الشمالية).

ضعف التمويل والظهور الإعلامي مقارنة بالحزبين الرئيسيين.

محدودية التأثير الفيدرالي حتى الآن.

البعد الطبقي

تظهر هذه الصعوبات كامتداد للهيمنة الطبقية في السياسة الأمريكية: النخب المترابطة اقتصاديًا وسياسيًا تتحكم في الموارد والسلطة، بينما يبقى المواطن المتوسط أو الطبقات المهمشة خارج دائرة التأثير. الأحزاب الثالثة تواجه إقصاءً سياسيًا واقتصاديًا في الوقت نفسه.

أمثلة تاريخية على الثنائية المحاصصية

التاريخ الحديث

إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية: المسيحيون الديمقراطيون يحكمون بالتناوب مع الاشتراكيين، مع استبعاد الشيوعيين.

المكسيك (PRI): هيمنة شبه مطلقة مع منافس رمزي، استبعاد القوى الأخرى.

بريطانيا بعد 1945: حزب العمال وحزب المحافظين يهيمنان على البرلمان.

اليابان: الحزب الليبرالي الديمقراطي يسيطر مع منافس رمزي، ويستبعد القوى الثالثة.


التاريخ القديم

روما القديمة: القنصلان يتقاسمان السلطة التنفيذية، مع استبعاد القوى الصغيرة.

إسبرطة: ملكان مع مجلس شيوخ، ثنائية محاصصية، استبعاد الهيلوتس.

أثينا: توزيع السلطة بين الأريستقراطيين والمؤسسات الديمقراطية الرمزية، استبعاد الطبقات الدنيا.

قرطاج: مجلس الشيوخ والقادة العسكريون يتقاسمون السلطة، واستبعاد الفئات المتوسطة والدنيا.

الثورة الانتخابية: ضرورة جوهرية

تغيير النظام الانتخابي ليس رفاهية سياسية، بل ضرورة جوهرية لبناء نظام ديمقراطي حقيقي قادر على كسر احتكار الحزبين. الانتقال من نظام "الأغلبية البسيطة" إلى نظام تمثيل نسبي أو هجين يتيح للأحزاب الصغيرة والناخبين المستقلين فرصة حقيقية للتأثير.

لكن هذا التغيير ليس سهل المنال، فهو يوازي ثورة تهز أركان النظام بأكمله:

إعادة توزيع القوة بين النخب السياسية.

كسر احتكار التمويل والإعلام.

منح المواطنين العاديين سلطة فعلية على صناعة القرار، وليس مجرد دور شكلي.

. الخلاصة

النظام الأمريكي الحالي يعكس دكتاتورية ثنائية-محاصصية تضمن استمرار هيمنة النخبة الاقتصادية والسياسية على صناعة القرار. الأحزاب الثالثة، مثل حزب "إلى الأمام"، تمثل محاولة لكسر هذا الاحتكار، لكنها تواجه عوائق هيكلية كبيرة. ثورة انتخابية حقيقية عبر إصلاح النظام الانتخابي هي الخطوة الوحيدة لكسر الثنائية وإعادة السلطة للناخبين، ولإتاحة الفرصة للطبقات الوسيطة والمهمشة للمشاركة الفاعلة.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتفاف على قرار التأميم: من منجز تاريخي إلى ريع تابع
- -الفائض والريع: تحليل اقتصادي سياسي للمقارنة بين الاشتراكية ...
- -الفائض والريع: تحليل اقتصادي سياسي للمقارنة بين الاشتراكية ...
- التحول الأنتي-إمبريالي في الدولة الريعية
- قمة ألاسكا : من فراغ علني إلى صفقة كبرى
- أمميه النضال الطبقي في الاقتصاد الريعي
- أعطني شرطياً نزيهاً.. وأضمن لك حصار السلطة الفاسدة
- (المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصو ...
- الاقتصاد الرقمي: ذروة تطور الرأسمال وانكشاف عبودية القرن الح ...
- توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموا ...
- -الاقتصاد الرقمي والإنتاج السلعي: إعادة تأكيد الدور المركزي ...
- الاقتصاد الرقمي كامتداد لرأس المال: نقد إسقاطات الصراع الطبق ...
- ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...


المزيد.....




- وصفه بـ-المنحط-.. أول تعليق من ترامب على تفتيش منزل مستشاره ...
- اختفاء خيام ورصد مركبات إسرائيلية في مدينة غزة | بي بي سي تق ...
- جدل في الكويت بعد إغلاق صحيفة وقناة -الصباح- بسبب إسقاط جنسي ...
- كيف يؤثر اختيار الحذاء الخاطئ على صحة جسمك؟
- -لا أحد فوق القانون-.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يدهم منزل بو ...
- اعتقاله أشعل السليمانية- من هو المعارض البارز لاهور شيخ جنكي ...
- من الكتابات الجدارية إلى عمليات القتل...كيف تجند إيران إسرائ ...
- سريلانكا: توقيف الرئيس السابق رانيل فيكريمسينجي على خلفية ته ...
- تحذير من استعمار أميركي جديد عبر الذكاء الاصطناعي
- أميركي يوثق فظائع ارتكبها متعاقدون مع مؤسسة -غزة الإنسانية- ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - دكتاتورية الحزبين في الولايات المتحدة: ثنائية محاصصية وضرورة الثورة الانتخابية