أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق استراتيجي؟..ج2














المزيد.....

التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق استراتيجي؟..ج2


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما وراء "الرضا الأمريكي": صفقات التموقع في شرق أوسط يتشكل من جديد

إن أخطر ما يمكن قراءته في الرضا الأمريكي الظاهري على التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي، لا يكمن فقط في تفاصيل العقود، ولا في هوية الشركات، بل في التوقيت ذاته.

فانطلاق موجة التوسع الصينية منذ العام 2024 يتزامن بدقة مع سلسلة من التحولات الجيوسياسية العميقة في المنطقة، أهمها:

تسارع مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، بقيادة أمريكية–إسرائيلية، يعتمد على تخفيف التواجد العسكري المباشر لصالح ترتيبات إقليمية أمنية واقتصادية مرنة.

نقل ثقل واشنطن تدريجيًا نحو آسيا والمحيط الهادئ، مقابل تقليل الانخراط المباشر في أزمات الشرق الأوسط، مع الحفاظ على النفوذ عبر أدوات غير صدامية.

ظهور صفقات "تقاطع مصالح" غير معلنة، تسمح بوجود شركاء اقتصاديين ثانويين (كالصين في العراق)، مقابل تخلي هؤلاء عن أي طموح استراتيجي أو أمني داخل المنظومة التي تقودها واشنطن وحلفاؤها للمنطقة، وعلى رأسهم إسرائيل.

الصين تُشارك في "المنطقة الاقتصادية" من الخريطة الجديدة، لكنها لا تدخل "المنطقة السيادية" أو "المنطقة الأمنية".

العراق كحقل اختبار لتخفيف الارتباط الصيني–الإيراني

إذا افترضنا أن ما يجري في العراق هو نتيجة صفقة توفيقية دولية، فإن أحد أعمق أهداف هذه الصفقة – وإن لم يُعلن – قد يكون تحجيم مستوى التشابك الاستراتيجي بين الصين وإيران، الذي بدأ يتحول إلى عبء لا يمكن تحمله، خصوصًا في ظل:

الانكشاف المتزايد للدور الإيراني في تأجيج التوتر في البحر الأحمر عبر دعم الحوثيين.

تصاعد الضغوط الأمريكية والأوروبية على الصين بصفتها "ممكّنًا غير مباشر" لأنشطة تهدد ممرات التجارة العالمية، انطلاقًا من القاعدة الصينية في جيبوتي.

حساسية الوضع الداخلي في الصين نفسها، التي باتت تُفضّل تجنب التورط في ملفات عسكرية خارجية مكشوفة قد تؤثر على استقرارها الاقتصادي.

وهنا تبرز العراق كبديل آمن، ليس فقط للاستثمار النفطي، بل كمجال يسمح لبكين بإعادة توزيع ثقلها في المنطقة بطريقة:

تُبقيها شريكًا اقتصاديًا معتبرًا.

تُخرجها – تدريجيًا – من خانة الداعم الاستراتيجي لطهران.

تمنحها مساحات ربح دون المخاطرة بالاصطفاف في صراعات مفتوحة.

توازن دقيق... ومؤقت بطبيعته

لكن هذا الترتيب، مهما بدا عقلانيًا وهادئًا، يبقى هشًا لأسباب عدة:

1. إيران لن تصمت طويلًا على تقليص دورها الإقليمي، خصوصًا إذا شعرت أن شريكها الصيني بدأ يميل إلى "تطبيع اقتصادي" لا يخدم مشروعها المقاوم.

2. الولايات المتحدة لن تسمح بتحول العراق إلى منصة مالية أو لوجستية تغذي النظام الإيراني بشكل غير مباشر، حتى من خلال شركات مستقلة.

3. إسرائيل، التي تلعب دورًا مركزيًا في هندسة المرحلة الجديدة، لن تقبل بتوسيع النفوذ الصيني إذا ما أحست أنه يمنح طهران متنفسًا في العراق أو سوريا.

خاتمة: نحو صفقة "صينية جديدة"؟

إذا صح هذا التقدير، فنحن على أعتاب نموذج تعامل جديد للصين في الشرق الأوسط، يقوم على:

التراجع عن الشراكات الاستراتيجية الحادة (كإيران).

التمدد الاقتصادي البراغماتي في بيئات منخفضة التهديد (كالعراق).

القبول بلعب دور "الشريك التجاري المحايد" لا المحور الاستراتيجي.
العراق ليس فقط فرصة نفطية للصين، بل بوابة لإعادة تعريف دورها في المنطقة بعيدًا عن سياسة "الظل الإيراني".

والسؤال المركزي الآن:
هل هذه الصفقة التوفيقية مؤقتة وظرفية؟ أم أنها بداية هندسة صينية مختلفة لموقعها في الشرق الأوسط؟
وهل تملك إيران القدرة على منع هذا التحول؟ أم أن الحصار الدولي سيجعلها مجبرة على بلعه بصمت؟



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...
- حزب الدعوة: المنظمة الغامضة
- شهقة ما قبل الوجود
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائي ...
- الإسلام السياسي : أسلمة الرأسماليه
- في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...
- الوطنية كجدل يمزّق، واللادولة كفراغ مفاهيمي
- الوطنية العراقية ومأزق الكردي: ولاء يُطلب بلا شراكة
- الروح الوطنية العراقية: من رابطة سيادية إلى أداة قمع رمزي
- في تقديس الكيان الميت: تناقضات الطائفة ووهم الدولة
- مهمة الثوري العراقي المرحليه..الهدم ثم الهدم
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق


المزيد.....




- من الموضة إلى العافية... ديور تغيّر مفهوم الرفاهية في الولاي ...
- قمة مرتقبة بين بوتين وترامب.. وموسكو تتحفّظ على مقترح لقاء ث ...
- سلوفينيا تحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية وتلوّح ب ...
- قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين .. هل ستنهي الحرب في أوكرانيا؟
- جسلة للكابينت الإسرائيلي اليوم لمناقشة خطة نتانياهو لاحتلال ...
- جلسة مرتقبة للحكومة اللبنانية لاستكمال النقاش بشأن الورقة ال ...
- أزمة دبلوماسية متصاعدة: هل سترد الجزائر على باريس بقرارات غي ...
- طائرات هيركوليس ومخيم غالانغ.. خطة إندونيسية لدعم غزة إنساني ...
- رئيس الوزراء السوداني بالقاهرة في أول زيارة خارجية
- مسؤولة أوروبية: حرب غزة تشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق استراتيجي؟..ج2