أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2














المزيد.....

ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 02:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اضطراب مسار الشمس: من الدأب إلى الغروب في عينٍ حمئة

في مواضع أخرى من النص القرآني، تُصوَّر الشمس والقمر بأنهما "دَائِبَان" (يَسْبَحَان في انتظام)، كما في قوله: "وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ". لكن في سياق قصّة ذي القرنين، تتعرض حركة الشمس لتشويه بالغ في بنيتها التصورية، إذ تصبح الشمس كيانا متحركًا يُدرَك من خلال موقع غروبها أو شروقها، لا ككائن سماوي في مدارٍ معلوم.

يقول النص: "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ...". وهنا يتحوّل غروب الشمس إلى نقطة تماس محسوسة: تغرب "في" عينٍ حمئة. لا يظهر هذا كمجاز شعري، بل كوصف مكاني حسي مباشر. المشهد يوحي بحدودٍ للأفق، وبنهاية عينية لمسار الشمس، تنغمس فيه كتجسيد نهائي للحركة.

لكن حين ينتقل النص إلى المشرق، لا يعود يحافظ على ذات المستوى من التحديد الحسي، بل يقول: "ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا". لم يُقَدَّم هنا مشهد للشمس وهي تخرج من شيء، بل حوّل المحور من الشمس ذاتها إلى القوم المكشوفين لأشعتها. وكأن النص عجز عن تصور تموضع مكاني لشروق الشمس مقابل وضوحه عند الغروب، فتراجع إلى توصيف البيئة البشرية بدلاً من الفضاء الكوني.

الاختلال واضح: كيف تخرج الشمس من "العين الحمئة" لتبدأ مسيرًا جديدًا نحو مشرق لا يُحَدّ؟ كيف يُفترض أن تُحافظ على "دَأْبِهَا" –أي حركتها المستمرة– إن كانت قد غابت في مستنقع؟ وكيف لم ينتبه النص إلى تناقض بنيوي بين وحدة المسار في الفضاء الفلكي، وبين هذا الانقطاع الحسّي الذي يُشبه توقف الشمس عند حافة الأرض المسطحة؟

المشكلة هنا تتجاوز التصور الفلكي الخاطئ، لتشير إلى اضطراب في منطق الرد نفسه. النص أراد أن يستعرض سلطة ذي القرنين عبر سرده لرحلة شروق وغروب، لكنه حين حاول أن يُوظّف الكون كفضاء للسرد، انكشفت له محدودية تصوره الكوني، فأنتج فجوات لا يردمها الا دفع العقل الى غيبوبه



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12
- من “الملحمة” إلى الجيوسياسة: الحوثيون بين الدعم الإيراني وال ...
- تصحر في العراق . أم تصحير .. ؟
- ترامب يحدث شرخا في العلاقات الاسرائيليه- الامريكيه
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..10
- الهيئه الأقتصاديه لتيار الصدر
- السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغمو ...
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5
- النهج الماركسي في مواجهة التجريبية الاقتصادية
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق ...3
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»


المزيد.....




- آلاف المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإنهاء الحرب على غزة
- ??ژنام?ي ??وت ژمار? 37
- دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية ترحب بقرار برلمان كتالو ...
- عاطف مغاوري: زيادة الأجرة قبل نشر القانون بالجريدة الرسمية.. ...
- عام من الحبس الاحتياطي.. والتهمة رسام كاريكاتير
- لا لطرد المستأجرين.. سكني وتجاري ايد واحدة
- القيادي العمالي الاشتراكي جهاد طمان… وداعًا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- عاجل | حماس: سلمنا قبل قليل للإخوة الوسطاء ردنا ورد الفصائل ...
- إلقاء حزب العمال الكردستاني لسلاحه يبرز العراق كوسيط قوة


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2