أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير














المزيد.....

في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 16:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا يمكن قراءة ما يُعرف بـ"الرعايه الاجتماعية" في العراق خارج سياقها السياسي–الاقتصادي، بوصفها تعبيرًا نموذجيًا عن طبيعة الدولة الريعية، التي لا تنتج اقتصادًا بل تُنتج تبعية. فحين تقوم السلطة بمنح رواتب شهرية لمن يُسمّون بـ"المشمولين بالرعاية"، فهي لا تُمارس عدالة اجتماعية، بل تُدير العجز الشعبي كما تُدار الفاقة: بالمساعدات المشروطة بالسكوت.

إن الإعانة هنا ليست عدلاً، بل أداة تأديب جماعي، يتم عبرها إعادة إنتاج المواطن بوصفه كائنًا مُعالا، لا يُنتظر منه سوى الولاء السياسي أو الصمت الطبقي. هذه الرواتب التي تُمنح تحت لافتة "الرعاية الاجتماعية" لا تُمثّل سوى إعادة تدوير للفائض النفطي على شكل رشاوى سياسية، تكرّس الانسحاق وتحوّل الفقر إلى وضع دائم، لا طارئ. والأخطر من ذلك، أن نسبة عالية من المستفيدين لا تنطبق عليهم أساسًا الشروط القانونية للرعاية، لكنهم مشمولون بـ"الرضا السلطوي" الذي يحكمه ميزان الزبائنية والمحسوبية والولاءات الحزبية.

الإعانة هنا لا تُواجه الفقر، بل تُنظّمه. إنها شكل من أشكال إدارة الجوع لا معالجته، كما أنها تفرّغ مفهوم "العدالة الاجتماعية" من مضمونه الإنتاجي، ليُستبدل بفكرة الكفاف المذل. وبدل أن يكون الدعم موجّهًا نحو تمكين الفقراء عبر مشاريع إنتاج صغيرة، أو توفير سكن وعمل وخدمات، يجري إرضاؤهم بفتات شهري يكفي لتسكين الألم، دون علاجه.

هكذا يُعاد تعريف العلاقة بين المواطن والدولة: ليس عبر الحقوق، بل عبر الإحسان. وليس عبر الإنتاج، بل عبر التوسّل. وكل ذلك في ظل تغوّل طبقة سياسية–دينية–بيروقراطية تنعم بالامتيازات، وتُدير ملايين الفقراء كما لو كانوا "ذخيرة انتخابية" أو "جمهورًا قابلًا للضبط" عبر الريع المباشر



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...
- الوطنية كجدل يمزّق، واللادولة كفراغ مفاهيمي
- الوطنية العراقية ومأزق الكردي: ولاء يُطلب بلا شراكة
- الروح الوطنية العراقية: من رابطة سيادية إلى أداة قمع رمزي
- في تقديس الكيان الميت: تناقضات الطائفة ووهم الدولة
- مهمة الثوري العراقي المرحليه..الهدم ثم الهدم
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12
- من “الملحمة” إلى الجيوسياسة: الحوثيون بين الدعم الإيراني وال ...
- تصحر في العراق . أم تصحير .. ؟
- ترامب يحدث شرخا في العلاقات الاسرائيليه- الامريكيه
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..10
- الهيئه الأقتصاديه لتيار الصدر
- السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغمو ...
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5


المزيد.....




- في سراب الدولة الفلسطينية
- الشعر الشعبي في المثنى.. صوت الفقراء وذاكرة العشائر
- غزة ولينينغراد.. الحصار وصمود المدن
- بالفيديو.. جورج عبد الله للجزيرة نت: عودتي ليست نهاية النضال ...
- جهة الدار البيضاء: السلطات تواصل التضييق على حزب النهج الديم ...
- سؤال وجواب حول إضراب يوم شغيلة غلوفو GLOVO يوم الاثنين 28 ...
- احتجاجات عمال التوصيل لدى شركة “كلوقو” (GLOVO) مستمرة…
- حزب التقدم والاشتراكية ينعى المناضل التقدمي الكبير حميد المُ ...
- م.م.ن.ص// لا نقبل التشتيت.. ولا تراجع عن مواجهة الهدم!
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي ينعي الرفيق أحم ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير