أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائيل














المزيد.....

حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائيل


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُعد حركة حماس فرعًا مباشرًا من فروع جماعة الإخوان المسلمين، تأسست رسميًا في نهاية عام 1987 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بوصفها التعبير "الجهادي المقاوم" للجماعة في فلسطين. وهي بذلك ليست مجرد حركة مقاومة وطنية فلسطينية، بل تنتمي إلى البنية العقائدية والسياسية لحركة الإخوان المسلمين العالمية، بما يتضمنه ذلك من منظومة فكرية متكاملة، تقوم على مركزية الإسلام السياسي، وتقديم الشريعة كأساس للحكم، وتأكيد "الأمة" كمفهوم جامع يتجاوز الانتماء القومي الضيق.

رغم محاولة حماس إظهار استقلالها التنظيمي، خاصة منذ انخراطها الفعلي في السلطة بعد انتخابات 2006، فإن وثائقها وممارساتها وخطابها الأيديولوجي ظلت محكومة بالمخيال الإخواني. وينعكس ذلك في تحالفاتها، وعلاقتها الوثيقة مع تركيا وقطر، وتوترها المستمر مع الأنظمة العربية غير المتصالحة مع الإخوان، مثل مصر ما بعد 2013 وسوريا، وحتى السعودية بدرجة أقل.

في هذا السياق، تُعد قطر الداعم المالي والسياسي الأبرز لحماس، منذ أوائل الألفية الجديدة، لكنها بلغت ذروتها بعد حصار غزة وسيطرة حماس الكاملة على القطاع. دعمت قطر حماس بطرق متعددة، منها:

1. الدعم المالي المباشر: تمثل في ضخ مئات ملايين الدولارات إلى قطاع غزة عبر دفعات شهرية، تارة باسم "رواتب الموظفين"، وتارة عبر دعم مشاريع إعادة الإعمار، أو عبر مساعدات إنسانية نقدية مباشرة للعوائل المحتاجة.

2. الرعاية السياسية: وفّرت قطر لحماس مساحة عمل سياسية وإعلامية واسعة. فمقرات الحركة، وقيادتها السياسية في المنفى، ولا سيما خالد مشعل، اتخذت من الدوحة مقراً دائماً. كما أن قناة الجزيرة القطرية مثّلت منصة دائمة لترويج سردية حماس ومقاومتها.

3. الدبلوماسية التفاوضية: مارست قطر أدواراً في التهدئة بين حماس وإسرائيل، عبر وساطات إقليمية وبتنسيق مع واشنطن أحياناً، وتعاونت مع مصر في بعض المرات، رغم التوتر الثنائي.

لكن المثير في المعادلة القطرية هو قدرتها على دعم حماس، وهي "عدو معلن" لإسرائيل، من دون أن تخسر علاقتها مع تل أبيب، بل ظلت على علاقات مفتوحة معها، اقتصادية ولوجستية وحتى استخبارية في بعض التقديرات. كيف يمكن تفسير هذا التناقض الظاهري؟

تكمن الإجابة في فهم البراغماتية القطرية: فحماس، بالنسبة لإسرائيل، وبالرغم من كونها حركة "إرهابية" وفق تصنيفها، إلا أنها أيضاً الجهة المسيطرة فعليًا على غزة، وبالتالي فهي طرف لا بد من التفاوض معه بشأن التهدئة، والتمويل، والكهرباء، والماء، والنقل، بل وحتى التنسيق الأمني الضمني.

وإسرائيل، من جهتها، تدرك أن الدعم القطري لحماس يضبط سلوك الحركة أحيانًا، ويمنع انفجار الأوضاع، ويؤمّن درجة من السيطرة الاقتصادية والاجتماعية على القطاع. بهذا المعنى، تغدو قطر — رغم دعمها لحماس — شريكًا ضمنيًا لإسرائيل في "إدارة الأزمة"، لا في تأجيجها.

أما قطر، فتسعى للحفاظ على هذه الازدواجية بوصفها قناة تفاوض فريدة، تمكّنها من البقاء في قلب ملفات الإقليم، سواء في غزة أو لبنان أو أفغانستان. إنها تقدم نفسها كداعم للمقاومة في العلن، وكوسيط ناعم في الخفاء. وهذا بالضبط ما يمنحها القبول من واشنطن وتل أبيب في آن، ومن فصائل المقاومة في آنٍ آخر.

وهكذا يتضح أن قطر لم تدعم حماس انطلاقًا من مشروع مقاوم، بل من مشروع نفوذ إقليمي، تُوظَّف فيه جماعات الإسلام السياسي كورقة قوة ناعمة قابلة للمساومة والتوجيه. وحماس، من جهتها، قبلت بهذه المعادلة، مادامت تضمن لها التمويل والبقاء.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي : أسلمة الرأسماليه
- في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...
- الوطنية كجدل يمزّق، واللادولة كفراغ مفاهيمي
- الوطنية العراقية ومأزق الكردي: ولاء يُطلب بلا شراكة
- الروح الوطنية العراقية: من رابطة سيادية إلى أداة قمع رمزي
- في تقديس الكيان الميت: تناقضات الطائفة ووهم الدولة
- مهمة الثوري العراقي المرحليه..الهدم ثم الهدم
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )..2
- ذي القرنين: حين ينهار المنطق أمام النص ( غيبوبة الفكر )
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12
- من “الملحمة” إلى الجيوسياسة: الحوثيون بين الدعم الإيراني وال ...
- تصحر في العراق . أم تصحير .. ؟
- ترامب يحدث شرخا في العلاقات الاسرائيليه- الامريكيه
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..10
- الهيئه الأقتصاديه لتيار الصدر
- السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغمو ...
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائيل