أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح














المزيد.....

ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد العام والموقف من ممر زنغزور

ممر زنغزور هو قضية شائكة تتداخل فيها مصالح إقليمية ودولية متضاربة، تجعل المشهد العام حوله مشوشًا. هناك تصريحات متضاربة بين العواصم، وتفاهمات ضمنية، وتسريبات إعلامية مختلفة، وهذا يصعب على المراقب العادي فهم حقيقة الأمور بشكل دقيق وواضح.

إيران تعارض الممر بشدة، وهددت باستخدام كل الوسائل لمنع تنفيذه لما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها الجيوسياسي.

روسيا تتخذ موقفًا حذرًا وغير معلن، مع قلق من خسارة نفوذها في القوقاز لصالح نفوذ غربي وتركي متنامي.

الصين تراه مفيدًا من الناحية الاقتصادية لكنه مشروع بعيد عن تدخلات سياسية مباشرة.

أرمينيا ترفض منح سيادة أو إدارة خارجية على الممر، وتصر على بقاء أي طريق ضمن سيادتها الكاملة.

أذربيجان وتركيا تدعمان المشروع بقوة من أجل ربط أذربيجان بقطاع ناخشيفان والبحر عبر تركيا.

الولايات المتحدة (ترامب) رعت توقيع اتفاق سلام يشتمل على إقامة الممر، وتسعى لإدارته أو استثماره من خلال شركات أميركية لمدة طويلة، لتقوية نفوذها في المنطقة.

الاتحاد الأوروبي يرحب بالممر كخطوة سلام وإعادة ربط اقتصادية، لكنه يدعو لاحترام السيادة وعدم التصعيد.


2. الموقف الإيراني والتصريحات الأخيرة

مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي صرح مؤخرًا أن إيران لن تسمح بإنشاء الممر الأمريكي عبر زنغزور "سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها".
إيران أظهرت استعدادًا للردع العسكري بالقيام بمناورات عسكرية قرب شمال غرب البلاد، موجهة رسالة تهديد واضحة لمنع الممر.
تنفيذ تهديد إيران بشكل عملي يحمل مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى توتر إقليمي واسع، خاصة أن الممر يمر داخل الأراضي الأرمينية، مما قد يعقد التحرك العسكري المباشر.
الدعم الروسي المحتمل لإيران في هذا الملف يعزز قدرة الردع، لكن موسكو نفسها توازن بين مصالحها في أوكرانيا ومنطقة القوقاز.
إيران تميل في المرحلة الحالية إلى استخدام الضغط السياسي والدبلوماسي ووسائل غير مباشرة لعرقلة المشروع، بعيدًا عن المواجهة العسكرية المفتوحة.

3. دور روسيا والصين

روسيا تقبل المساومة حول الممر ضمن صفقة أكبر تتعلق بأوكرانيا، حيث تسعى للحصول على تنازلات غربية مقابل السماح للممر بوجود إدارة أميركية تركية أذربيجانية.

موسكو تحاول المحافظة على نفوذها الجيوسياسي وتوازن المصالح في القوقاز، لكنها ليست في وارد مواجهة مباشرة مع الغرب في هذا الملف.

الصين مستفيدة اقتصاديًا من الممر لأنه جزء من شبكة "الحزام والطريق"، حيث يسرّع وصول بضائعها إلى الأسواق الأوروبية عبر القوقاز، لكنها لا تتدخل عسكريًا أو سياسيًا بشكل مباشر.


4. مساعي ترامب لإنجاز الممر

في أغسطس 2025، رعى ترامب اتفاقية سلام بين أرمينيا وأذربيجان تضمنت بندًا لإقامة ممر عبر زنغزور (TRIPP).
الاتفاق يمنح واشنطن حقوق تطوير وإدارة الممر لمدة 99 عامًا، ضمن استراتيجية أمريكية لكسر احتكار النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة.
ترامب يسعى لجعل الممر نقطة محورية في إعادة بناء شبكات التجارة بين آسيا وأوروبا، وتأمين نفوذ أميركي أمني واستراتيجي في جنوب القوقاز.

5. سيناريو المواجهة العسكرية الإيرانية

المواجهة العسكرية المفتوحة من إيران على الممر ستؤدي إلى تصعيد سريع وحرب إقليمية قد تشمل تدخلات أذربيجان وتركيا والغرب، وربما توسع النزاع ليشمل البحر الأسود.
إيران ستواجه حصارًا دوليًا وعسكريًا، مع مخاطر عالية على بنيتها التحتية وأمنها القومي.
روسيا قد تحاول الاستفادة من الفوضى لكنها لن تدخل في حرب مباشرة، والصين ستراقب المصالح الاقتصادية فقط.
لذا، من الناحية الواقعية، المواجهة العسكرية المفتوحة خيار كارثي وغير محتمل إلا في حالات تهديد وجودي مباشر لإيران.
الاحتمال الأكبر هو التصعيد السياسي والدبلوماسي مع احتمالية دعم وكلاء في المنطقة، وليس المواجهة المباشرة.

6. خلاصة التحليل الواقعي

روسيا تستخدم الممر كورقة مساومة في صفقة أكبر حول أوكرانيا وتخفيف العقوبات.

إيران تستخدم التهديدات والضغط السياسي، لكنها تتجنب المواجهة العسكرية المفتوحة بسبب المخاطر.

أذربيجان وتركيا هما الرابحان الأكبر في المشروع من حيث النفوذ والاستراتيجية الاقتصادية.

الصين تستفيد من الناحية الاقتصادية كجزء من مشروع الحزام والطريق.

الولايات المتحدة تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر إدارة الممر وتأجير حقوقه طويلة الأمد.
ختامًا، يمكننا القول إن الولايات المتحدة، بشكل أو بآخر، نجحت في الاقتراب بريًا من الحدود الإيرانية عبر ممر زنغزور، وهو أمر لم تستطع تحقيقه في العراق. ففي العراق، ومنذ دخول قواتها وحتى يومنا هذا، كانت واشنطن حريصة جدًا على إبقاء تواجدها العسكري بعيدًا عن الحدود الإيرانية، تجنبًا لأي تصعيد مباشر أو مواجهة محتملة. أما في القوقاز، فالممر الجديد يمثل خطوة استراتيجية تسمح لأمريكا بزيادة نفوذها الجيوسياسي في المنطقة، وبناء جسور وصل بري مباشر مع إيران، ما يعكس تحولًا هامًا في ديناميات القوة بالمنطقة.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...
- حزب الدعوة: المنظمة الغامضة
- شهقة ما قبل الوجود
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائي ...
- الإسلام السياسي : أسلمة الرأسماليه
- في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...
- الوطنية كجدل يمزّق، واللادولة كفراغ مفاهيمي
- الوطنية العراقية ومأزق الكردي: ولاء يُطلب بلا شراكة
- الروح الوطنية العراقية: من رابطة سيادية إلى أداة قمع رمزي
- في تقديس الكيان الميت: تناقضات الطائفة ووهم الدولة
- مهمة الثوري العراقي المرحليه..الهدم ثم الهدم


المزيد.....




- سوريا: تزايد المطالب بالتحقيق الدولي عقب ظهور فيديو يوثق جري ...
- نتنياهو يهاتف ترامب ويتحدث عن -عملية سريعة- في غزة
- أقدم من الأرض بـ20 مليون سنة، ماذا نعرف عن نيزك جورجيا الغام ...
- مقتل أربعة صحافيين من قناة الجزيرة بينهم أنس الشريف بقصف إسر ...
- قتيل وجرحى في زلزال باليكسير غربي تركيا
- -الجزيرة- تعلن مقتل مراسلين لها في غارة من بينهم أنس الشريف. ...
- الجيش الإسرائيلي يقر بقتل الصحفي أنس الشريف في غزة
- نتنياهو يتمسك بالسيطرة الكاملة على غزة وسط ضغط دولي
- الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ68 للمساعدات بغزة
- سوريا.. تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع -قسد-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح