أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموارد إلى السيطرة الشاملة














المزيد.....

توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموارد إلى السيطرة الشاملة


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 15:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مع صعود الرأسمالية الصناعية، كانت صراعاتها تتركز أساساً على السيطرة على الموارد الطبيعية والأسواق الاستهلاكية، باعتبارها شروط إنتاج وتوسع رأس المال. كان النزاع واضح الحدود نسبياً: مناطق نفط، معادن، أراض زراعية، وأسواق استهلاكية كبرى.

لكن في مرحلة الاقتصاد الرقمي، يتجاوز ميدان الصراع هذه الحدود الجغرافية والاقتصادية التقليدية، ليشمل كل شبر من الأرض التي يسكنها البشر، عبر آليات تحكم شاملة في البيانات، التواصل، الفضاء السيبراني، وحتى البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والمياه.

هذا التوسع يعني:

توسيع نطاق الصراع ليشمل التحكم في حياة الأفراد اليومية، من خلال السيطرة على هواتفهم، تفضيلاتهم، معلوماتهم الشخصية، التي تُستخدم لتوجيه سلوكهم الاقتصادي والسياسي.

تحويل الفضاءات الاجتماعية إلى ساحات صراع استراتيجية بين قوى الرأسمال الرقمي، حيث السيطرة على الفضاء الرقمي تعني السيطرة على الوعي الجمعي والتوجهات السياسية.

انكشاف هشاشة السيادة الوطنية التقليدية أمام قوى تكنولوجية وشركات عملاقة تملك أدوات تأثير لا تقاوم على المستوى المحلي والعالمي.

نتيجة لذلك، الصراع لم يعد فقط على الموارد أو الأسواق، بل على الحق في التوجيه والسيطرة الرقمية على المجتمعات، وهو صراع يتسم بالعنف الهيكلي المستتر، ويتطلب أدوات جديدة لفهم مقاومته والتعامل معه.

أمثلة واقعية لصراعات السلطة الرقمية

الخلاف الأمريكي–الصيني حول شركات التكنولوجيا: حيث تصاعدت العقوبات الأمريكية على شركات مثل هواوي ومنع تيك توك في بعض الدول، في محاولة لاحتواء النفوذ الرقمي الصيني وحماية التفوق الأمريكي في مجالات الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس. هذا الصراع يتجاوز التجارة إلى كونه تنافساً استراتيجياً على الهيمنة التقنية العالمية.

فضائح استغلال البيانات السياسية: مثل فضيحة كامبريدج أناليتيكا التي كشفت كيف استخدمت بيانات ملايين المستخدمين للتأثير على الانتخابات وصياغة الرأي العام في عدة دول، مما أظهر الدور الحاسم للبيانات كأداة للسيطرة السياسية في العصر الرقمي.

الحروب السيبرانية: حيث تستهدف هجمات القرصنة والتجسس الإلكتروني البنى التحتية الحيوية للدول والشركات الكبرى، مثل اختراقات وزارات الخارجية أو شركات النفط، في تصعيد للصراعات الرقمية التي تمتد إلى ساحات جديدة من المواجهة بين القوى العالمية.

السيطرة على الفضاء الرقمي الوطني: تظهر التجربة الصينية في فرض رقابة صارمة على الإنترنت وحجب منصات عالمية، محاولة لترسيخ السيادة الرقمية الوطنية، فيما تفرض دول غربية قواعد معقدة على شركات التكنولوجيا لضبط تأثيرها المحلي، مما يعكس صراعات على السيادة الرقمية والحدود الجديدة للسلطة.
اندماج رأس المال الرقمي والسلطة السياسية: تأثيرات عميقة على الديمقراطية والسيادة

في ظل هذا الواقع، باتت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون، جوجل، فيسبوك، ومايكروسوفت، تظهر بشكل علني وتشاركي على المسرح السياسي الأمريكي، من خلال:

تمويل الحملات الانتخابية والتأثير على السياسات العامة بما يعزز مصالحها الاقتصادية.

التواصل المباشر مع صناع القرار عبر فرق ضغط (lobbying) قوية ومتخصصة، مما يمنحها تأثيراً غير مسبوق على التشريعات المتعلقة بالتقنية والاقتصاد.

الظهور الإعلامي والسياسي عبر كبار التنفيذيين الذين أصبحوا شخصيات عامة تشارك في النقاشات حول القوانين والسياسات الوطنية والدولية.


هذا الاندماج يعكس دور شركات التكنولوجيا في:

تشكيل السياسات الرقمية العالمية، بما في ذلك قوانين الخصوصية، مكافحة الاحتكار، ومعايير الأمن السيبراني، ما يعزز هيمنتها ويحد من قدرة الحكومات على التحكم الكامل.

التأثير على حرية التعبير والرقابة، حيث تتداخل مصالح رأس المال الرقمي مع سياسات المحتوى على منصات التواصل، ما يثير تساؤلات حول توجيه الرأي العام والرقابة الخفية.

إنشاء أنظمة تنظيمية خاصة تحمي مصالحها وتمنع المنافسة، مما يشكل نوعاً من “الدولة الخاصة” الرقمية داخل الدول.

تهديد السيادة الوطنية والديمقراطية من خلال السيطرة على المعلومات والتقنيات الحيوية التي تشكل بنية النظام السياسي والاجتماعي.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاقتصاد الرقمي والإنتاج السلعي: إعادة تأكيد الدور المركزي ...
- الاقتصاد الرقمي كامتداد لرأس المال: نقد إسقاطات الصراع الطبق ...
- ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...
- حزب الدعوة: المنظمة الغامضة
- شهقة ما قبل الوجود
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائي ...
- الإسلام السياسي : أسلمة الرأسماليه
- في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...
- الوطنية كجدل يمزّق، واللادولة كفراغ مفاهيمي
- الوطنية العراقية ومأزق الكردي: ولاء يُطلب بلا شراكة


المزيد.....




- لا للفصل التعسفي.. نطالب بعودة المفصولين من معهد “هندسة الطي ...
- وقفة احتجاجية لموظفات “محو الأمية” للمطالبة بالتثبيت
- إضراب عمال “مصر العامرية” لليوم الـ13 على التوالي
- الاشتراكي الديمقراطي يطالب بعرض وثائق مستشار الأمن المنسية ع ...
- بيان للسكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة ...
- الاتحاد التونسي للشغل يلوح بالإضراب العام ويستعد لمسيرة احتج ...
- تظاهرات حاشدة في لندن ضد الابادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ...
- الاوضاع المعيشية والسياسية في اقليم كوردستان
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 11 غشت 2025
- رائد فهمي : (المدى) علامة فارقة ومتميزة في المشهد الإعلامي و ...


المزيد.....

- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموارد إلى السيطرة الشاملة