أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى الروح في ميزان الشرق: جدل السياسة والإنسان














المزيد.....

صدى الروح في ميزان الشرق: جدل السياسة والإنسان


بوتان زيباري

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 13:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في هذا الشرق المضطرب، حيث تتشابك خيوط القدر بالسياسة، وتتداخل الأفكار في نسيج الواقع، تبرز حقيقةٌ مُرة: الكلمات، وإن حملت بذور التغيير، غالبًا ما تظل حبيسة الألسن، لا تتجاوز الآذان. فكم من حديثٍ دار، وكم من وعودٍ بُذلت، وما زال الحال على ما هو عليه، بل ازداد تعقيدًا. إنها مهزلةٌ أن تُصاغ الأقدار على أيدي من لا يرى في الوطن إلا ساحةً لمآربه، ولا في الشعب إلا وقودًا لناره. متى يستفيق الضمير، ومتى تنكسر قيود الصمت، ليصدح الحق عاليًا، وتُبنى الأوطان على العدل؟

يتحدث البعض عن "نهاية المطاف" في مسيرةٍ لا نهاية لها، ويزعمون "القضاء على الإرهاب" في أرضٍ نبتت فيها جذوره عميقًا. إنها لغةٌ لا يفقهها إلا من يرى السياسة لعبةً، والشعوب بيادق. فهل يُعقل أن تُقال "تركيا على وشك القضاء على الإرهاب"، بينما المشهد السوري يغلي، والمنطقة تئن تحت الصراعات؟ هذا القول، وإن بدا حقيقةً، لا يعدو كونه خطابًا موجهًا للداخل، محاولةً لتهدئة العامة، بينما الحقائق تصرخ بغير ذلك. فماذا نفهم من هذا التناقض بين القول والفعل؟ وهل باتت السياسة في هذا الشرق مجرد مسرحيةٍ لا يصدقها إلا من أراد؟

إن الحديث عن "مكاسب" تركيا في سوريا يثير السخرية، فما هي المكاسب من مستنقعٍ يغرق فيه الجميع؟ سوريا ليست سوى مستنقعٍ عميق، ابتلع الكثيرين. فهل تُغفل تركيا ما يجري، بينما الأسلحة تُحرق، والدماء تُسفك، والمؤامرات تُحاك؟ إن من يرى في "وحدات حماية الشعب" (YPG) مجرد تنظيمٍ إرهابي، يتجاهل حقيقةً ساطعة: أمريكا تدعمها، وتتواجد معها، وتقف خلفها. فهل يجهل الساسة الأتراك هذه الحقيقة، أم يتجاهلونها عمدًا لخدمة أجنداتٍ خفية؟

من يظن أن تركيا هي "صانعة الألعاب" في هذه المنطقة، فهو واهمٌ. فأي لعبةٍ تلك التي تُصنع على أنقاض الأوطان، وأشلاء الأبرياء؟ إنها مأساةٌ إنسانيةٌ. فهل تُبنى "لعبةٌ" على دماء الشعوب، وتُقام على أنقاض حضارات؟ من يتحدث عن "صناعة الألعاب" في هذا الشرق، كمن يرقص على جراح الآخرين، لا يرى فيهم إلا أرقامًا في معادلةٍ خاسرة. فماذا جنت تركيا من هذه "اللعبة"؟ وهل منعت إسرائيل من التوغل في سوريا؟ إنها أسئلةٌ تكشف زيف الادعاءات، وتُظهر حقيقة المشهد: لا "صانع ألعاب" إلا القوى الكبرى، التي تُحرّك الخيوط من وراء ستار، وتُشعل الحرائق، ثم تتظاهر بإطفائها.

من يتتبع الأحداث في سوريا منذ 2011، يدرك أن تركيا كانت طرفًا فاعلاً، مدفوعةً بأيديولوجيةٍ إسلاميةٍ سنية، لا ترى في الآخر إلا عدوًا. فهل يُعقل أن تُدعم "الجماعات الإسلامية"، ثم يُزعم محاربة الإرهاب؟ إنها مفارقةٌ عجيبة، تكشف ازدواجية المعايير، والنفاق السياسي. فكيف يمكن أن يُقال إن تركيا تحارب الإرهاب، بينما حدودها مفتوحةً أمام "داعش"، وأنقرة تهلل لسقوط كوباني؟ إنها حقائقٌ لا يمكن إنكارها. فهل باتت الأيديولوجيا هي المحرك الأساسي للسياسات، وهل أصبحت الإنسانية مجرد شعارٍ، بينما تُنتهك أبسط حقوق الإنسان؟

أما عن "الخطوة الأخيرة" نحو تركيا خالية من الإرهاب، فما هي إلا سرابٌ. فكيف يمكن الحديث عن "نهاية الإرهاب"، بينما "حزب العمال الكوردستاني" (PKK) ما زال قائمًا، وقضيته تتفاعل؟ من يزعم أن "PKK" قد ألقى سلاحه في العراق، يتجاهل حقيقةً: القضية الكوردية ليست عسكرية، بل سياسية واجتماعية وإنسانية. فهل تُحل قضيةٌ بهذا التعقيد بحرق بضعة أسلحة في أرضٍ غريبة؟ ولماذا لم تُحرق في تركيا، إن كانت القضية تركيةً خالصة؟ هذا التساؤل يفتح الباب على حقيقةٍ مؤلمة: القضية الكوردية تتجاوز حدود تركيا، وتمتد لتشمل العراق وسوريا وإيران، وتتداخل فيها مصالح دولية وإقليمية. فهل يمكن الحديث عن "نهاية الإرهاب"، بينما كل هذه التعقيدات قائمة؟

المنطقة برمتها، من سوريا إلى لبنان إلى الأردن إلى إسرائيل، تغلي كمرجلٍ. فهل تُغفل تركيا ما يجري، بينما القوى الكبرى تتواجد على الأرض، وتُحرك الخيوط؟ الحديث عن "الاستقامة" في مسارٍ مليءٍ بالمنعطفات، يفتقر إلى الواقعية. فكيف لمركبةٍ تسير بسرعةٍ جنونيةٍ في طريقٍ وعرٍ، أن تصل إلى "الخط المستقيم" دون حادث؟ من يزعم أنه لا يضغط على المكابح، بل يزيد سرعته في المنعطفات، كمن يقود سيارته نحو الهاوية. فهل يمكن لتركيا أن تسير في هذا الطريق الوعر، وتتجاهل القوى الأخرى؟ إنها أسئلةٌ تُلقي بظلالها على مستقبل المنطقة، وتُظهر حقيقةً: لا أحد يستطيع أن يسير وحده، والتعاون والتفاهم هما السبيل الوحيد للخروج من هذه المتاهة.



#بوتان_زيباري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصواريخ لا تُنبئ بالسلام.. والدم الكردي ليس وقوداً للهيبة
- نحو وطنٍ لا يُبنى على أنقاض الهوية: بين فيدرالية الحقوق وخيا ...
- صدى الدم في قاعة الانتخابات: عندما تُكتب الديمقراطية بدموع ا ...
- سوريا في مفترق طرق: بين الأيديولوجيا والتقسيم
- الظل والضوء: حين يُستدعى التاريخ ليحاكم الحاضر
- صمت الدم: حين تُكتب الخريطة بدم العلويين والدروز…
- العرش والثور: حين يصير القصر حظيرةً والسلطةُ سرابًا
- الصورة التي نستحقها: في الفلسفة البصرية للبقاء
- صراخ الأرض: عندما ترفض الأصوات أن تُسكت
- الرُّوح المُنهكة: حين يُصبح الوجودُ تمرّداً في أرضٍ فقدتَ حل ...
- الريح لا تُمسك بالأسوار، والشعب لا يُهزم بالصمت
- حين تبكي الجبال وتحتضر الرمال
- الهوية التي تكسر حدود الاستعمار: الكورد وقضية الأرض
- صدى العهد والتفويض الثائر: صوت كوردي في رحلة دستور وأرض
- في حضرة الجغرافيا المنسيّة: الكورد بين جذور الأرض وخرافات ال ...
- أطياف الخراب وصهيل الأوهام: سوريا بين سندان التاريخ ومطرقة ا ...
- حين تُكتب الخيانة بخطٍّ كوردي
- سوريا.. بين جثةٍ تُقسَّم وقلبٍ لا يزال ينبض
- السويداء: صدى الدم في وحدةٍ مكسورة
- بين الثورة والتجديد: من خُميني إلى الشرع السنيّ


المزيد.....




- أول رد فعل من قطر على استهداف قيادة حماس بالدوحة.. ماذا قالت ...
- مصدر لـCNN: إسرائيل تشن هجومًا على قيادة حماس في قطر
- مراسل CNN يفصّل ما نعرفه للآن عن استهداف إسرائيل لقيادة حماس ...
- قطر: ندين الهجوم الإسرائيلي -الجبان- على مقرات سكن قادة -حما ...
- دون ذكر قطر.. إسرائيل تعلن شن هجوم جوي على قيادة حماس
- -فرنسا تقدم لمحة مرعبة عن مستقبل بريطانيا- - مقال في التلغرا ...
- إسرائيل تعطي الضوء الأخضر لمبادرة ترامب حول -صفقة غزة-
- اثيوبيا تدشّن سدّ النهضة و أبيي يعتبره -إنجازا عظيما-
- هل ينظف مخ الإنسان نفسه أثناء النوم؟
- انفجارات في الدوحة ومسؤول إسرائيلي يتحدث عن استهداف لقيادات ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوتان زيباري - صدى الروح في ميزان الشرق: جدل السياسة والإنسان