أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عطيه الذهبان - ( مُقتطفاتٌ من حياةِ أهلُ الريف )














المزيد.....

( مُقتطفاتٌ من حياةِ أهلُ الريف )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 16:03
المحور: المجتمع المدني
    


المناطقُ الريفية تحتاجُ إلى تأليفِ كُتُبٌ عديدة حتى يتوَصلُ القارئُ لمعرفةٍ كاملة عن طبيعةُ حياةِ أهالي تلكَ المناطقُ والظروفُ الطبيعيةُ المختلفة لكلّّ منطقة ، لأنَّ فيها تقاليدٌ وعاداتٌ مثلُ الدستور الذي يُكتَبُ من قِبَل حكوماتِ جميعُ البلدان ويسري العملُ به وِفْقَ قراراته ، كذلك وَضَعَ أهلُ الريف للكثيرِ من قضاياهم قوانينَ تحكمهم فيها وعليهم تطبيقها ، وأغلَبُها إجتماعية ويلتزمُ الجميعُ بها طوعيًا لأنَّ منذُ طفولةُ كِلا الجِنسَين يعملونَ بهذهِ التقاليدُ والعادات من خلالِ نصائحُ الوالدين وتعريفهم بها ومتابعتَهم على تنفيذها . كانت القُرى سابقًا غالبيَتُها لاتتعدى عدة بيوت ومبنيةٌ من الطين وأغلبها لايوجدُ فيها بابٌ خارجي للدار وإنما الإكتفاء ببناءِ حائطٌ لما يسمى بلهجتهم ( الحوش ) لايتجاوز إرتفاعهُ مترًا واحدًا والجارُ ينظر إلى جارِه ماذا يفعلُ لأنَّ المنطقةُ مفتوحةٌ ، كما إنَّ لدى كلَّ بيتٍ منهم بنينَ وبنات بمختلفٌ الأعمار لكن بحُكم التقاليد والتربية الصحيحة لا يستطيعُ أيُ شاب أن ينظرُ إلى بنتُ الجيران نظرةً سيئة أو يُسمِعها كلامًا خادشًا للحياء ولا لأيُ بنتٍ من بنات القرية ، وأُعطي دليلًا على ذلك حيثُ كانت بعضُ المناطق يسكُنُ أهلها بالقربِ من نهرِ دجلة وفي الماضي كانت لا تتوفرُ وسائلُ إسالةٍ للماء كما في عصرنا هذا ، بل كانت طريقةُ جَلبِ الماء عن طريق وضع براميل بحجم ٢٠ لتر عددُها إثنان أو بواسطة قماش نوع چادِر مقسمٌ إلى حوضينِ متساويين بالحجم عندما يوضَعانِ على ظهرُ الحمار لأجل التوازن ، وفيهما فتحتاتٌ لملئ وتفريغُ الماء ويطلق عليها إسم { الراويَه } ومن يذهبُ لجَلب الماء هنَّ البنات وفي طريقهم يصادفهم بعضُ شباب أهلُ القرية ، لكنهم سرعان ما يبتعدون عن طريقُ مرورِ بناتُ قريَتهم إحترامًا وتقديرًا للتقاليد والعادات ، وكانت تطلق عليهم تسميةُ { المَلَّايات } نسبةً لجلبهم الماء ، بحيث تذهب البنت وتعود دونَ أن يتعرضُ لها أحد . كما إنَّ الأطفالُ منذُ نشأتِهم تكون العلاقةُ بينهم علاقةُ محبةٍ ويدخلون بيوتَ بعضهم البعض بكلِّ راحةٍ دون خجل بل في بعض الأحيان قد يأكلُ ايٌ منهم في بيت صديقه إذا كان وقت غداءٍ أو عشاء وكأنهم إخوة وترعرعوا في بيتٍ واحد . ففي فترةِ السبعينات وصل الكهرباءُ إلى بعضِ القُرى ، حينها قام المتمكِنين ماديًا بشراءِ التلفزيون الذي يعتبرُ في ذلك الوقت شيئًا عجيبًا ويدعوا للدهشة والإستغراب لذلك تَجِدُ أغلبُ اطفالُ تلكَ القرية يتجمعونَ في هذا المنزل لحضورِ أفلامُ الكرتون أو مسلسلٌ معين تَمَّت متابعته ولاينزعجُ أهل الدار من كثرةُ الأطفال في بيتهم بل يعتبرونهم مثلُ أولادهم . وفي حالةِ وفاة ايُ شخصٍ من أهالي القرية يحزنُ الجميع ويتوقفونَ عن تشغيل التلفزيون في البيوت لفترةٍ طويلة حُزنًا منهم على من توفى ويعتبرونه شيءٌ مُعِيب أن تشاهد مسلسلات وأغاني وجارك أو إبن منطقتك حزين بسبب وفاة أحَدُ أفرادُ عائلته ، حتى من كان خاطِبٌ لإبنه لغرض زواجه يتوقف عن القيام بمراسيم حفلِ الزفاف مدةً قد تصل إلى ثلاثةِ أشهر وبعدها يأتي إلى أهل المتوفي ويستأذنهم بالسماح له بالقيام بحفل الزواج ، هكذا كانت الإلفةُ والمحبة لذلكَ من عاش هذه ِالمرحلة يطلق على تلك الحِقبة الزمنية تسميةُ { الزمن الجميل } وفي الحقيقةِ لم يَكُن زمنٌ جميل بمعنى الكلمة لأنَّ الفقر موجود وتفتقرُ أغلب المناطق لوجودِ المدارسُ ووسائلُ النقل والمراكزُ الصحية وغيرها من متطلباتُ الحياة التي يتوَجب أن تكون موجودةٌ مقارنةً مع دوَّلُ العالم ، لكن المحبةَ والتواصلُ بين الناس ولكون النفوسُ خاليةٌ من الحقد والغدر والحسد لذلكَ كان الزمنُ جميلًا . على عكسُ ما نعيشه اليوم الأخُ إبتعد عن اخيه والجار لم يعُد بينهما أُلفة محبة وتعاون مقارنةً بالماضي فكلُّ شيءٍ قد تغيَّر . سردتُ إليكم جزءًا بسيطًا من حياةِ أهل الريف والتي تحتوي على قصصٌ وحكايات يحتاجُ بعضها للكثير من الكتابةِ عنها ، لهذا من عاش تلك الأيام دائماً يقودهُ الحنينُ إليها لا لشيء لكن لإجلِ المحبة والنيَّة ُالصافية التي كانت مغروسة في نفوسِ أهلُ ذلكَ الزمان .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ذِكرياتي في قريةُ إطويبة )
- ( المُهاتراتُ بين الجمهور قبل الإنتخابات )
- ( مُكافحةُ المحتوى الهابط مسؤوليتنا جميعًا )
- ( التسقيطُ السياسي للإنتخاباتِ بدأ مُبَكِراً )
- ( المشهدُ السياسي في نينوى بعد إقالة رئيس المجلس )
- ( الشيخُ شِهابُ الدِعِس شيخُ عشيرةَ الحسون تاريخٌ وحِكاية )
- ( التأثيرتُ السلبية للتَكَبُر على الشخصية )
- ( معاناتُ البحث عن موقفٍ للسيارة لتجَنبُ الغَرامة )
- ( المريضُ فريسةُ الطبيب )
-               ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
- ( ثقافةُ الإستئذانُ قبلُ الزيارة )
- ( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )
-         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )
-             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )


المزيد.....




- عائلة أبو الهيجا.. صورة مصغرة لنكبة الأسرى الفلسطينيين
- الحفاظ على استمرارية وفعالية حراك السفارات لدعم قضية المعتقل ...
- قرار قضائي نهائي ضد تجويع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائ ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المجتمع الدولي خذل الفلسطينيين ...
- إسرائيل تُعلن اعتقال شخص من القدس الشرقية للاشتباه بضلوعه في ...
- حملة بريطانية-فلسطينية تطالب بالتحقيق مع رئيس حكومة الاحتلال ...
- إكسترا نيوز: قوافل الإغاثة المصرية تواجه عراقيل إسرائيلية مس ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: المجتمع الدولي خذل الفلسطي ...
- 83 مليون دولار تضع -ذا كونجورينغ: لاست رايتس- في صدارة شباك ...
- القتل الجماعي والتدمير الواسع وسيلة الاحتلال الوحشية لتهجير ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عطيه الذهبان - ( مُقتطفاتٌ من حياةِ أهلُ الريف )