أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان - ( ذِكرياتي في قريةُ إطويبة )















المزيد.....

( ذِكرياتي في قريةُ إطويبة )


محمد عطيه الذهبان
كاتب في بعض الجرائد والمجلات

(Mohammed Atiyah Aldhahban)


الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 16:54
المحور: سيرة ذاتية
    


للحديث عن هذهِ القرية أودُّ أن أُقدِّمُ بعضُ المعلومات عنها حيث تقع جنوب مدينة الموصل وهي تابعة لناحية الشورة التي تبعد عنها ١٣ كم ومسافة ٤٥ كم عن مركز المدينة ، تتميَّز عن بقية قُرى جنوب الموصل بموقعها الجغرافي الذي يُميِّزها إذ تقعُ على حافةِ نهر دجلة من جهةُ الغرب وبيوتها مبنيةٌ على تلالٍ مرتفعة وتكون أكثر جمالًا خاصةً في فصل الربيع وإختاريت الكتابة عن مُذَكَّراتي في هذهِ القرية تحديدًا لكون سُكانُها ه‍ُم أهلُ والدتي ( خوالي ) المعروفين بإسم { العجاج } وهم ينحدرونَ من ( قبيلة الجبور - عشيرة العميري - فخذ العمر العيسى ) كُنا منذ طفولتي أنا وإخوتي وأخواتي عندما يُبلِّغنا أهلنا بالذهاب غدًا إلى قرية إطويبة من شدة الفرح ننتظرُ الصباح بفارغِ الصبر لكي نذهب إلى الخوال وكان أكثر ذهابنا إلى بيت خالي { صالح الياسين العجاج } الأخ الكبير لوالدتي الذي كان يتميّزُ بالأناقةِ والترتيب ومتحدثًا بارعٌ في المجالس ومعروفًا لدى أغلب أهالي تلك المناطق ، وما أن يسمع بقيةُ الخوال بقدومنا يتسابقوا لدعوتنا لتكونَ وليمةُ العشاء في بيت الذي يسبق الجميع بدعوتنا وجميعهم متميَّزون بالكرم إلى يومنا هذا . كان اللعب في فترة الطفولة مع أولاد الخال والخالات من أجمل الأيام التي اتذكَّرها ، وخلال هذه الزيارة نذهب إلى جدنا { ياسين العجاج } الرجلُ الوقور الكبيرُ في السن والمعروف بتصوِّفه لكي نسلم عليه وليدعوا لنا بالنجاح والبركات وكنا نستأنِسُ عندما نجلسُ عنده نشعرُ برَوحانية وأمان . بعد أن تقدم بي العمر ووصلت إلى مرحلة الدراسة الإعدادية كنت في بعض أيام الدراسة أو خلال العطلة الربيعية والصيفية أزورُ بيت خالي صالح وكانت علاقتي بالدرجة الأولى مع أحد أبنائِه وهو { محمد الصالح الياسين } مع إعتزازي ببقية أبناء الخوال والخالات فهم جميعًا محلُ محبة وتقدير وإحترام ، لكن أحيانًا الروح تختار شخص ما تجده أقرب لنفسها ولتقارب السن بيني وبينه كانَ عاملًا مساعدًا على ذلك . كنت خلال تواجدي في القرية لانفترق أبداً ننامُ في غرفةٌ واحدة نذهب للسباحة في النهر وكنت أعتبره نصفي الثاني . من بين ذكرياتي كنا نذهب لحضور بعض حفلات الزفاف في قرى السيد حمد والصنيديج التابعتان لناحية النمرود حيث كنا نعبر النهر بواسطة الچوب ونعود في صباح اليوم التالي أو بوقت متأخر من الليل ، كانت سعادتنا أكثر عندما نشارك بالدبكات العربية خلال تلك الحفلات . أما في القرية وخصوصًا في ليالي الشتاء كُنا نقضي بعض الليالي في بيت خالي { محمد الأحمد العجاج } والمتزوج من خالتي ونبلغ إبن خالتي رشيد بأن التعليلة عندهم هذا اليوم أو عندما ينزل بإجازة إبن الخالة { العميد المتقاعد أحمد محمد العجاج } الذي كان في ذلك الوقت برتبة نقيب كانت هذه الفترة في الثمانينات ، حيث كانت هناك معلمات من مدينة الموصل مقيمات في القرية ولايذهبن إلى أهلهُن إلا في أيام العطل ، خلال تلك الليالي التي يطلق عليها إسم ( تعليله ) كانت المعلمات متواجدات وننقسم إلى فريقين لأجل خوض المسابقة بالمطاردة الشعرية التي تعرفونها حيث ينقسم المعلمات إلى قسمين وننقسم نحن البقية معهم أيضًا إلى قسمين كل قسم مع مجموعة من المعلمات ، كانت تلك الأيام جميلة لأن المحبة الصادقة والإخلاص والطيبة والنية الصافية كلها موجودة . أما في فترة الصيف كان أغلب الوقت نقضيه سباحةً في النهر ، بعد إكمالنا الدراسة الإعدادية أنهى إبن خالي محمد الدراسة قبلي بسنتين وتمَّ قبوله في معهد النفط / كركوك بعد ذلك إلتحق في دورة ضباط وأصبح ضابط في الجيش العراقي وعندما أكملت دراستي الإعدادية إلتحقت أنا أيضًا في الكلية العسكرية وأصبحت ضابطًا كذلك ، وإستمرت علاقتنا كما كانت عليه سابقًا وتزوج إبن خالي وتزوجت أنا أيضًا وأصبح لديه ولد ولدًا أسماه { معتز } وكان برتبة ملازم أول وأنا برتبة ملازم ولكن الحروب جعلتنا نفترق عن بعضنا البعض حيث فقد منذ عام ١٩٩١ إلى يومنا هذا عندما كان في قيادة قوات الحدود لكن والله لم ولن أنساه طيلة هذه السنوات ، وتلك الأيام التي ذكرتها وصورَتَهُ لاتفارق مخيلتي لأنني كنت أعتبره نصف الثاني وكنا متشابهين تقريبًا في كل شيء وأسرارُ بعضنا عند بعضنا الآخر ، لكن هذا امر الله جعلنا نفترق رغم إرادتنا ، مع ذلك إستمر الحنين إلى الخوال وديارهم ولم انقطع عن زيارتهم ويستقبلونني بقية أبناء خالي أو خالاتي كما كنا في أيام الطفولة والشباب لذلك تارةً أذهب إلى بيت الإبن الكبير لخالي صالح وهو { خضير الصالح الياسين ابواياد } أو إبنه { العميد المتقاعد أحمد الصالح الياسين ابومحمود } أو { عبدالله الصالح الياسين ابو عبدالحافظ } أو إلى بيوت أبناء خالتي وهم { العميد المتقاعد أحمد محمد أحمد العجاج ابومثنى } والمعاون الطبي { رشيد محمد أحمد العجاج أبو كوثر } أو إلى بيت خالي { فتحي الياسين العجاج ابوإسماعيل } الذي كان يتصف بالمرح في المجالس وروحه الطيبة وكان قريبًا من الصغير والكبير ، بالإضافة إلى بيت الكرم والهلا والمرحبا مختار القرية في ذلك الوقت زوج إبنة خالي صالح وهو المرحوم { محمد الخليف العلي ابوجاسم } الذي كان بيته متميِّزًا بموقعه المُطِلُ على حافة النهر وكان مرتب مكان تحت الأشجار وكأنك في كازينو بإقليم كردستان وقد خصَّصَ هذا المكان للزائرين لبيته وخاصةً لأخي الكبير { خضير العطية الذهبان ابوسالم } التي كانت تربطهم علاقة قوية فيما بينهم ، كان ابوجاسم بترحيبه يجعلك تشعر كأنك في منزلك وليس في منزله من طيبته وكرمه هو وزوجته أُم محسن إبنة خالي صالح . وبرز أيضًا من أبناء خالاتي { العميد المتقاعد عبد حمد الحسن } الذي عرف على مستوى محافظة نينوى بإسم { عبد إطويبة } وكان من الضباط البارزين في الشجاعة ومقارعة الإرهاب ودائمًا يدعونا أنا وأخي الكبير ابوسالم في بيته بشكل خاص إعتزازًا منه بنا وإعتزازنا وفخرنا به أيضًا ، ومضيفه مفتوح للقاصي والداني . وبعد كل ما ذكرته بشكلٍ مختصر أُقِرُ بأننا تعلمنا من الخوال الكثير من الحنان والمحبة والطيبة والتواصل وإن تلك الأيام كانت أجمل أيام شبابي ويبقى كل من في قرية خوالي بيت كرم ومحبة , وهناك مثل يقال ثلين الولد على الخال .



#محمد_عطيه_الذهبان (هاشتاغ)       Mohammed_Atiyah__Aldhahban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( المُهاتراتُ بين الجمهور قبل الإنتخابات )
- ( مُكافحةُ المحتوى الهابط مسؤوليتنا جميعًا )
- ( التسقيطُ السياسي للإنتخاباتِ بدأ مُبَكِراً )
- ( المشهدُ السياسي في نينوى بعد إقالة رئيس المجلس )
- ( الشيخُ شِهابُ الدِعِس شيخُ عشيرةَ الحسون تاريخٌ وحِكاية )
- ( التأثيرتُ السلبية للتَكَبُر على الشخصية )
- ( معاناتُ البحث عن موقفٍ للسيارة لتجَنبُ الغَرامة )
- ( المريضُ فريسةُ الطبيب )
-               ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
- ( ثقافةُ الإستئذانُ قبلُ الزيارة )
- ( اهالي ناحية القيارة أهلُ الشجاعةِ والكرمُ والشيمة )
-         ( بِرِّوا والدَيكم قَبْلَ فَواتِ الأوان )
-             ( مراحِلُ الصداقةِ وعواقِبُها  )
-      ( الخبيرُ النفطي جاسم الذهبان فخامَةٌ وعِنوان )
-   ( التحَدِي والطُموحُ واليأس )
-      ( أسواقُ مدينةُ الموصل )
-        ( حوادِثُ السيارات الأسبابُ والمعالجات )
-              ( الطُلابُ مابينَ الماضي والحاضِر  )
- ( الزعامةُ أساسُها المواقِف )
- ( الخِبرةُ في الحياة شَهادةٌ مُكْتَسبَه )


المزيد.....




- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذارا أخيرا ...
- محللون: المقترح الأميركي فضفاض ويضع حماس بموقف لا تُحسد عليه ...
- معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدة محاور في كر ...
- هجوم روسي واسع على كييف تضمن استهداف مبنى الحكومة
- مظاهرة في بروكسل تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
- مئات التونسيين يستقبلون -أسطول الصمود- بميناء سيدي بوسعيد
- فرنسا أمام أسبوع مضطرب: مصير حكومة بايرو مهدد وحراك شعبي مرت ...
- 25 عامًا على غرق الغواصة النووية كورسك: الكارثة التي هزت روس ...
- إسرائيل -تعمق- هجومها في مدينة غزة وترامب يوجه -إنذار أخيرا- ...
- أسطول الصمود العالمي: مهمتنا كسر الحصار عن غزة


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد عطيه الذهبان - ( ذِكرياتي في قريةُ إطويبة )