نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 11:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم أضيّع وقتي على قراءة الكتاب الذي تروّجه نخب المعارضات اليسارية المهزومة بعنوان "الحرب الأهلية"، واكتفيت بالتعليق على الرابط الذي أرسله لي أحد المناضلين الديمقراطيين ضد السلطة:
تسويق أفكار الكتاب تحت عنوان الحرب الأهلية، يؤشّر إلى طبيعة المضمون. لماذا؟
قرار دفع الصراع السياسي على مسارات الخَيار العسكري الميليشياوي في ربيع ٢٠١١ لهزيمة صيرورة الحراك ثورة ديمقراطية، اتخذه بشار الأسد وحسن نصر الله وقاسم سليماني بتعليمات مباشرة من المرشد (الذي ينسّق مع الاستخبارات الأمريكية)، بعد سقوط حسني مبارك في فبراير مباشرة، وما تبقّى تحصيل حاصل... وقد صبّت جهود جميع الذين تورّطوا في دفع الحراك السلمي على مسارات الخَيارالعسكري الميليشياوي القاتلة، بغض النظر عن تناقض المصالح والسياسات أو توافقها، في خدمة استراتيجية أمريكية إيرانية مشتركة، سعت لتفشيل الدولة السورية وتقسيمها، وقد قادتها على جميع الصعد والمستويات الإدارات الأمريكية السابقة، مع سلطات أنظمة الإقليم وأذرعها الميليشياوية في الإسلام السياسي الجهادي والكردستاني "الستاليني"، ولم يخرج عن هذا السياق أدوار السلطات الأوربيّة وطوابيرها من نخب المعارضات السورية التي كان يعمل غالبيتها لصالح استخبارات الأسد.
إنّ توصيف هذه الحرب "الإمبريالية" التي دفع ثمنها ملايين السوريين (والتي استمرّت بأشكال وأدوات مختلفة ضد حراك وتطلّعات الشعب السوري الديمقراطية حتى صبيحة ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ّ، وأدّت الى هزيمة الثورة الديمقراطية وتفشيل الدولة السورية وتقاسمها بين شركاء وأذرع الولايات المتّحدة) ب"الحرب الأهلية " بما يُحمّل السوريين" السنّة" وثقافتهم وتراثهم المسؤولية، ويغيّب طبيعة المسؤوليات الواقعية والموضوعية، هو جريمة سياسية وثقافية وأخلاقية ضد الدولة السورية، وبحق الشعب السوري، ويكشف وقائع جهل هذا الطيف الواسع من " النخب السياسية والثقافية المعارضة " بحقائق الصراع على سوريا، وإصراها على تزوير وقائعه ، كما تفضح الجوهر الطائفي في ثقافتها السياسية .
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟