أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - بطالة الشباب: أزمة مجتمع أم فشل سياسات؟














المزيد.....

بطالة الشباب: أزمة مجتمع أم فشل سياسات؟


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 22:19
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في مجتمعاتٍ تتعدّد فيها السياسات وتتنافس فيها الخطط التنموية، تظلّ بطالة الشباب من أخطر التحدّيات التي تهدّد الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي. شبابٌ يمتلكون المؤهلات والطموحات، لكنهم يصطدمون بجدار الصمت، والتجاهل، والانتظار الطويل في طابور العمل.
فهل نحن أمام أزمة ناتجة عن خلل في تركيبة المجتمع، أم أننا نعيش نتائج سياسات فاشلة لم تُصغَ بعين المسؤولية؟

أصبحت الفجوة بين التعليم وسوق العمل واحدة من أكبر أسباب البطالة. إذ يتخرج الآلاف سنويًا من الجامعات بتخصصات نظرية غير متماشية مع متطلبات العصر، فيما تزداد الحاجة إلى مهن تقنية وريادية لم تُوفَّر لها البيئة المناسبة.
فهل فشل المجتمع في توجيه أفراده نحو خيارات عقلانية؟ أم أن الدولة تقاعست عن بناء منظومة تعليمية مرنة وعصرية؟

لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه القيم المجتمعية في تكريس البطالة. كثير من المجتمعات العربية تنظر لبعض المهن اليدوية أو الحرفية نظرة دونية، فتُضيّق على الشباب خياراتهم. كما أن ثقافة "الوظيفة الحكومية" المستقرة ما زالت تحكم عقلية شريحة واسعة من الأسر، فتقتل روح المغامرة والابتكار.
لكن أليس من واجب السياسات الرسمية أن تغيّر هذه الثقافة؟ أليس من مسؤولية الدولة أن تقدّم نماذج نجاح جديدة ومُلهمة خارج الإطار التقليدي؟

إن غياب السياسات الاقتصادية المتكاملة، وعدم وجود استراتيجية واضحة لتشغيل الشباب، يُعدّ أحد الأسباب الجوهرية لتفاقم البطالة.
فالدول التي تعاني من ضعف الاستثمار، وغياب الحوافز الحقيقية للمشاريع الناشئة، وتفشّي البيروقراطية والفساد، تُفرّط في أهم ثروة تملكها: الشباب.

برامج التدريب، ودعم ريادة الأعمال، وتحفيز القطاع الخاص على التوظيف، كلها خطوات غائبة أو ضعيفة في كثير من الدول، فتتحول الطاقات إلى عبء، والأمل إلى عبء نفسي واقتصادي.

يقف الشاب اليوم حائرًا: بين حلم مهني يسعى إليه، وواقع سياسي واقتصادي لا يمنحه فرصة عادلة. البعض يهاجر، البعض يهاجم، والبعض يعتزل المجتمع في صمت قاتل.

وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة، تتفشّى الآفات الاجتماعية: العنف، الإدمان، التطرّف، والانتحار أحيانًا. كلها وجوه مختلفة لمرض واحد اسمه "الإقصاء".

الحل ليس مستحيلًا

إن معالجة بطالة الشباب لا تتطلّب معجزات، بل إرادة سياسية حقيقية، وشراكة بين الدولة والمجتمع:

إصلاح جذري في التعليم والتدريب

دعم حقيقي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة

خلق بيئة اقتصادية جاذبة ومحفّزة

إشراك الشباب في صياغة القرار العام


بطالة الشباب ليست مجرّد رقم في الإحصاءات، بل هي مرآة تعكس صورة مجتمع مأزوم، وسياسات فقدت بوصلتها.
وإذا كان الشباب عماد المستقبل، فإن إهمالهم هو إعلان فشل الدولة في بناء غدٍ يليق بها وبهم.

إنها ليست أزمة عابرة، بل نداء استغاثة طويل… فهل من مُجيب؟



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتاة العربية: بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع ا ...
- وحدة الوطن… صمام الأمان وبوابة المستقبل
- بعيدك يا حامي الوطن... رفعتَ رأسنا بشجاعتك يا لبنان
- رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟
- على دوّامة الزجاج المكسور....
- -الإعلاميون في الظل... حين تصبح الشهادة عارًا والصورة جواز ع ...
- على دوّامة الزجاج المكسور..
- المواطن آخر الهموم… في جمهوريات الشعارات!
- حين تمرض العقول... يُصاب الوطن..
- الحياة تعيد نفسها...لكن الوجوه تتبدل...
- المهرجانات المزيفة: حين تتحوّل المنصات إلى مسارح للتفاهة
- بين وعود السماء ووعود الأرض... أتى الوعد الصادق
- بين الذاكرة الموروثة والذاكرة المبرمجة: صراع الإنسان في زمن ...
- من دفء العلاقات إلى برودة الشاشات..
- غرباء ..في زمن كنا نعرفه.
- لأنّي لم أستسلم... كتبتُ حكايتي على وجه الزمن
- حين تُخترق الحقيقة: الهكر وصوت الإعلامي الحر...
- -لا شرف في الجريمة... صرخة امرأة ضد الصمت-
- أرقام امرأة...كيف تحوّلت حياة النساء إلى جدول حسابات اجتماعي ...
- الإعلامي والصحفي: تشابه الأدوار واختلاف الجذور


المزيد.....




- وصفه بـ-المنحط-.. أول تعليق من ترامب على تفتيش منزل مستشاره ...
- اختفاء خيام ورصد مركبات إسرائيلية في مدينة غزة | بي بي سي تق ...
- جدل في الكويت بعد إغلاق صحيفة وقناة -الصباح- بسبب إسقاط جنسي ...
- كيف يؤثر اختيار الحذاء الخاطئ على صحة جسمك؟
- -لا أحد فوق القانون-.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يدهم منزل بو ...
- اعتقاله أشعل السليمانية- من هو المعارض البارز لاهور شيخ جنكي ...
- من الكتابات الجدارية إلى عمليات القتل...كيف تجند إيران إسرائ ...
- سريلانكا: توقيف الرئيس السابق رانيل فيكريمسينجي على خلفية ته ...
- تحذير من استعمار أميركي جديد عبر الذكاء الاصطناعي
- أميركي يوثق فظائع ارتكبها متعاقدون مع مؤسسة -غزة الإنسانية- ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - بطالة الشباب: أزمة مجتمع أم فشل سياسات؟