أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد محمد مهدي غلام - (حين يُجرَح القانون: كيف تُستخدم -الشكليات- لتمرير الظلم في القضاء العراقي؟)














المزيد.....

(حين يُجرَح القانون: كيف تُستخدم -الشكليات- لتمرير الظلم في القضاء العراقي؟)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 00:25
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


(دراسة حالة: ادعاء التصديق التمييزي زيفًا للقرار البدائي رقم 488/ ب/ 2024 المردودتمييزًا شكلًا في الدعوى 170/ب/2025)

حين يتحوّل النص القانوني من وسيلة لتحقيق العدالة إلى أداة لإخفاء الظلم، لا تعود المشكلة في نقص التشريع، بل في من يتولّى تطبيقه.
هذا تمامًا ما يكشفه الملف القضائي للدعوتين المرقمتين 488/ ب/ 2024 و 170/ب/2025، وما تفرّع عنهما من طعون وتمييز وتصحيحات، قادت إلى تكريس مغالطة إجرائية صريحة، تحوّلت بمرور الوقت إلى "حقيقة قضائية مصدّق عليها"، رغم الأدلة الثابتة التي تنقضها حرفيًا.

ما بين قرار ابتدائي استند إلى واقعة غير موجودة، وقرار تمييزي تجاهل الوثائق المرفقة، وطلب تصحيح رُفض بلا تفنيد، ثم تقاعس هيئة الإشراف القضائي رغم التحقيق، تشكّلت سلسلة صامتة من التواطؤ القضائي الرسمي.

لكنّ الأخطر من ذلك، هو ما تمّ تسجيله باسم "التصديق على حكم سابق"، بينما الحكم لم يُصدّق أساسًا.
فكيف يتحوّل قرار قضائي إلى مصدر لتزييف الواقعة؟
وكيف تُحاط المؤسسات القضائية بجدارٍ يحميها من الرقابة، ولو كانت المغالطة مثبتة بالرقم والتاريخ؟

من أين بدأ الخلل؟ قرار ابتدائي بُني على زعم قضائي زائف

في قرارها الصادر في الدعوى المرقمة 170/ب/2025، ادّعت محكمة بداءة الشامية أن موضوع الدعوى قد سبق أن حُسم واكتسب الدرجة القطعية، مشيرة إلى أن القرار السابق الصادر في الدعوى 488/ب/2024 قد "صُدِّق عليه تمييزيًا"، واتخذت من ذلك سببًا لرد الدعوى الجديدة.

لكن القرار التمييزي الصادر في تلك الدعوى (8149/الهيئة المدنية/2024) لم يصادق على الحكم البدائي، بل رد الطعن شكلًا. أي أن الدعوى السابقة لم تُفصل فيها تمييزيًا أصلًا، ولم تكتسب صفة البتات، وهو ما يجعل الادعاء بكونها "مصادقًا عليها تمييزيًا" زيفًا قانونيًا لا مجرد سهو في التعبير.

أن يُدرج القاضي في حكمه توصيفًا زائفًا لقرار محكمة أعلى، ثم يبني عليه النتيجة، هو تزوير قضائي في وصف قرار نافذ، لا اجتهاد ولا سهو.

حين تصمت محكمة التمييز: الغش لا يُرى، والاجتهاد لا يُطَبَّق

بدل أن تُصحّح محكمة التمييز هذا الخطأ الجسيم، تجاهلت في قرارها (6189/الهيئة المدنية/2025) جوهر الدفع، ولم تتناول أصل المغالطة في توصيف القرار السابق.

بل إن المحكمة أغفلت بشكل فاضح تطبيق المادة 310/1 من قانون المرافعات، والتي تُبطل أي قرار يصدر من محكمة غير مختصة مكانيًا في القسام النظامي، وهو ما كان جوهر الدعوى.

وتجاهلت كذلك قرار الهيئة العامة رقم 78/2007 الذي يؤكد ذات القاعدة ، ثم عادت لاحقًا لتتغافل عن قرار الهيئة العامة رقم 88/2024، الذي نص على أن الرد الشكلي لا يمنع من إقامة دعوى جديدة بذات الموضوع وقررت ان القسام النظامي يصدر من أي مكان دون تقييد بمكان المتوفي الدائم .

ثم جاء القرار الثاني (7214/الهيئة المدنية/2025)، ليرد طلب التصحيح بنفس اللغة الباردة المعتادة:

"لا يوجد سبب قانوني وفق المادة 219 مرافعات ..."
دون أن تجيب المحكمة على السؤال الجوهري:
كيف لا يكون الغش في وصف قرار صادر عن محكمتكم خطأ جوهريًا ؟وفق المادة 203/ 5 وكيف لا تنطبق المادة 219/1,2

هيئة الإشراف القضائي... حين تعترف بالخطأ وترفض المحاسبة

توجه المشتكي إلى هيئة الإشراف القضائي ومجلس القضاء الأعلى، بعريضة مدعمة بالأدلة والقرارات المرفقة، لتوضيح المخالفة.
وتم بالفعل فتح تحقيق من قبل لجنة اطلعت على الملف وأبدت قناعة بوجود الخلل.

لكن النتيجة لم تكن محاسبة حيثيات القرار المجانب للقانون ، بل إصدار قرار بـ"غلق التحقيق"، مع تذييله بالعبارة الشهيرة:

"الإجراءات سليمة".

بهذا الرد، تنتقل القضية من كونها خطأً قضائيًا إلى كونها تواطؤًا مؤسسيًا رسميًا على تغييب المساءلة.
فإذا كان قرار محكمة يزوّر فيه وصف قرار محكمة التمييز، ويُبنى عليه قرار بداءة، ويُصدّق عليه تمييزيًا دون مراجعة، ثم تغلق الإشراف القضائي الملف بلا محاسبة، فما فائدة النصوص، وما جدوى المراجعة، وما معنى "الرقابة" أصلًا؟

حين يُبرّأ الغش باسم “سلامة الإجراءات”

عبارة "الإجراءات سليمة" حين تُقال في مواجهة واقعة موثّقة من الغش القضائي، لا تختلف عن ختم مزوّر على جرح مفتوح.
إنها شهادة رسمية بأن المغالطة ممكنة، وأن التزوير مقبول، وأن العدالة تُدار بالتوصيف، لا بالنص.

هل يمكن إنقاذ الثقة بالقضاء؟

الطريق إلى الثقة يبدأ من كسر هذا الحصار المؤسسي الذي يمنع مراجعة القضاء لنفسه، ويمنح الحصانة للخطأ متى ما خرج من محكمة تمييز.
لا عدالة بدون رقابة، ولا استقلال حقيقي للقضاء بدون جهة رقابية مستقلة عن مجلس القضاء الأعلى، تملك حق المساءلة والتدقيق وفتح ملفات الشكاوى بلا تردد.

العدالة لا تُهدى، بل تُحمى.
والسكوت عن الغش القضائي هو تهديد للسلم الاجتماعي، لا مجرد خلل إداري.

هامش:
جميع الأولويات والقرارات تحت يد الكاتب لمن يرغب بالاطلاع عليها .



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حين يُجتهد في مورد النص: أزمة القضاء العراقي بين غياب المسا ...
- (بِرَوْثِ المَعْجَمِ أَرْهَصُ) (هَذَيانُ عِشْقٍ يَقْتاتُ مِن ...
- ( الشَّاعِرُ: صَيْرُورةُ فَرَاشةِ كَاليمَا)
- (إضاءة نقدية على قصيدة -انتظار- للشاعر شلال عنوز)
- (أطيافُ الخراب في مرآةِ الكابوس:شَفَقٌ أَخْضَرُ)
- (الأنوثة المبدعة بين الزمن والرمز: قراءة سيميائية في قصيدتي ...
- (المَنْفى)
- (مراثي زَمانٍ يُبشِّرُ بالخُذلان)
- (بين ازدواجية الخطاب وتكميم الأصوات: القضاء العراقي في مرآة ...
- (حين ينتقد القضاة بعضهم علنًا: قراءة في أزمة الخطاب القضائي ...
- (مراجعة سيميائية عامة لقصيدة الشاعرة بشرى البستاني: [أنثى ال ...
- (رَهْبَةُ القُرْبِ وَفَزَعُ الغِياب) (مُناجاةٌ بين قيثارةٍ ر ...
- (عن الحنين الذي لا يهدأ: جَذْبَة )
- (مُنْفَرِدُ التَّقْسِيمِ)
- (على قنطرةٍ من لهبٍ وظِلّ: وَاسِني بِالسُّهى)
- (رَهِينَةُ النَّيَاسِمِ) (اتِّبَاعًا لأَثَرِ الغِيَابِ المُق ...
- (تَلَّةُ لَوزٍ مُرٍّ) (مرثيّةُ العشقِ المصلوبِ على هودجِ الخ ...
- (نَشِيدُ العِنْدَلِيبِ وَشَجَرَةُ التِّينِ)
- - هدر دم خور عبد الله بتدخل القضاء العادي في القضاء الدستوري ...
- تحليل قانوني دستوري لمقال : -أمواج خور عبد الله بين قرارين م ...


المزيد.....




- برنامج الأغذية العالمي: الجفاف يدفع ثلاثة ملايين سوري نحو ال ...
- بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه
- تعثر المفاوضات بين الكونغو ومتمردي حركة M23 في الدوحة وسط خل ...
- صحافة عالمية: إعلام إسرائيل يتناول مجاعة غزة ونتنياهو يهاجم ...
- صحافة عالمية: إعلام إسرائيل يتناول مجاعة غزة ونتنياهو يهاجم ...
- سجن -الكاتراز- في فلوريدا... شكاوى من التعذيب ومحاولة الانتح ...
- مكاتب مشبوهة تتربح من معاناة المهاجرين غير المسجلين بفرنسا
- مصدر إسرائيلي: تلقينا رد حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل ال ...
- وزير دفاع إسرائيل: التهديد باجتياح مدينة غزة دفع حماس لبحث ص ...
- مجلس رؤساء الجامعات يبحث مُستجدات إغاثة التعليم العالي في غز ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعد محمد مهدي غلام - (حين يُجرَح القانون: كيف تُستخدم -الشكليات- لتمرير الظلم في القضاء العراقي؟)