رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 13:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قوات سوريا الديمقراطية قسد باتت في المشهد السوري أشبه بخنجر في خاصرة حكومة الشرع إذ تتبنى سياسات وتحركات تضعها في مواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع السلطة المركزية في دمشق وقد قاطعت قسد مؤتمر باريس مؤخرا مبررة ذلك بأن الحكومة السورية أخلت بالاتفاق الموقع في آذار بين الشرع وعبيدي وهو اتفاق كان يفترض أن يفتح بابا للتفاهم والتنسيق لكن انهياره أدى إلى شعور قسد بالتهميش والإقصاء ما دفعها إلى تصعيد مواقفها والبحث عن بدائل سياسية وميدانية وعلى خطى التجربة الكردية في العراق تحاول قسد الحصول على امتيازات مشابهة لما حققه الأكراد هناك إلا أن هذه الطموحات تصطدم بواقع سياسي وعسكري واجتماعي معقد إذ لا يمكن تحقيق مثل هذا المشروع بين ليلة وضحاها خاصة وأن قادة قسد يفتقرون إلى الخبرة السياسية التي امتلكها ساسة الأكراد في العراق الذين استفادوا من عقود من العمل الحزبي والديبلوماسي وتعدد القنوات الإقليمية والدولية وفي ظل هذا النقص في الخبرة تسعى قسد لتعويضه عبر توسيع دائرة تحالفاتها لتشمل أكبر عدد ممكن من القوى والشخصيات التي تختلف أو تعادي حكومة الشرع مثل الشيخ الهجري الزعيم الدرزي في السويداء وغزال غزال الشخصية العلوية في اللاذقية وبعض بدو وعشائر الجزيرة السورية وذلك انطلاقا من مبدأ عدو عدوي صديقي وهو ما يجعلها تراهن على جمع أطراف متباينة المصالح في جبهة واحدة ضد دمشق أما حكومة الشرع فتتعامل مع هذه التحركات بحذر ورفض معلن معتبرة أن قسد تنفذ أجندات خارجية وتعمل على تكريس الانقسام الجغرافي والسياسي في البلاد وهو موقف يجد صدى في مواقف عدد من دول الإقليم مثل تركيا التي تعتبر قسد امتدادا لحزب العمال الكردستاني وتشكل خطرا على أمنها القومي وكذلك إيران التي ترى أن هذه التحالفات تهدد نفوذها في سوريا وحتى بعض الدول العربية تبدي تحفظا على مشروع قسد خشية أن يشكل سابقة لتفتيت الدول القائمة في المنطقة في حين تراهن قسد على استمرار الدعم الأمريكي والغربي الذي يمنحها ورقة قوة في المفاوضات المستقبلية لكنها في الوقت ذاته تواجه معضلة موازنة التحالفات المتناقضة والضغوط الإقليمية والدولية وهو ما يجعل مستقبل مشروعها رهينا بتطورات الداخل السوري وصراع الإرادات في المنطقة.
#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)
Raheem_Hamadey_Ghadban#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟