أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - السلاح المنفلت بين الارادة الداخلية والأوامر الخارجية(لبنان.والعراق)














المزيد.....

السلاح المنفلت بين الارادة الداخلية والأوامر الخارجية(لبنان.والعراق)


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصر السلاح بيد الدولة، ونزع سلاح الميليشيات، وضبط السلاح المنفلت، شعارات تتردد بقوة في الساحتين اللبنانية والعراقية، وتطرح تساؤلات جدية حول طبيعة هذه الدعوات وأهدافها، إن كانت نابعة من إرادة داخلية حقيقية لتعزيز هيبة الدولة وتقوية الجبهة الداخلية وحماية المواطن من تسلّط القوى المسلحة الخارجة عن سيطرة المؤسسات الرسمية، أم أنها مجرد استجابة لإملاءات وشروط دولية تهدف إلى تحقيق مصالح خاصة ضمن توازنات إقليمية ودولية.

في كلا البلدين، نشأت الميليشيات في ظروف استثنائية، سواء خلال الحرب الأهلية في لبنان أو بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وتحوّلت تدريجيًا إلى قوى فاعلة سياسيًا وعسكريًا، تملك شرعية مستمدة من فئات اجتماعية أو طائفية، وتتمتع بدعم إقليمي لا يمكن إنكاره. هذا الواقع خلق بيئة مزدوجة يتعايش فيها سلاح الدولة مع سلاح الميليشيات، مما أضعف سلطة القانون وفتح المجال أمام صراعات النفوذ والتدخلات الخارجية، وأبقى المواطن في دوامة الخوف واللااستقرار.

ومع أن الدعوة إلى حصر السلاح بيد الدولة تبدو في ظاهرها مطلبًا وطنيًا جامعًا، فإن تنفيذها يواجه عوائق كبيرة، أبرزها هشاشة الدولة، وضعف مؤسساتها الأمنية، وتداخل النفوذ السياسي بالعمل المسلح، فضلًا عن أن بعض هذه الفصائل تعتبر سلاحها وسيلة لضمان البقاء أو الدفاع عن مكون اجتماعي معين في ظل تجارب مؤلمة من الإقصاء والاحتراب. كما أن فقدان الثقة بين الأطراف الداخلية، وغياب مشروع وطني شامل يعيد بناء الهوية الجامعة، يُصعّب أي مسعى لنزع السلاح دون الدخول في صراعات جديدة.

في المقابل، لا يمكن إغفال العامل الدولي في هذا الملف، حيث تسعى قوى إقليمية ودولية إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والأمني في المنطقة عبر الضغط لتقليص دور الفصائل المسلحة، لا سيما تلك المرتبطة بمحور المقاومة أو التي تُعتبر تهديدًا لمصالح الحلفاء الغربيين. وغالبًا ما تقترن هذه الضغوط بشروط مالية أو سياسية، تجعل من مسألة السلاح جزءًا من لعبة المصالح لا من منطلق الحرص على استقرار دائم. ولعل هذا البعد الخارجي يثير قلق بعض الفصائل من أن نزع سلاحها قد لا يكون لأجل الدولة، بل لصالح طرف دولي على حساب التوازن الداخلي.

ورغم كل هذه التعقيدات، فإن استمرار واقع السلاح المنفلت، سواء أكان تحت عباءة المقاومة أو بحجج الحماية الذاتية، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التفتت الوطني، وتكريس الدولة الضعيفة، وتآكل ثقة المواطن بالمؤسسات. لذلك فإن الرؤية المستقبلية المتزنة لحل هذه الإشكالية لا تمر من خلال الصدام أو الإلغاء، بل عبر مسار وطني تدريجي، يستند إلى المصالحة والحوار وبناء عقد اجتماعي جديد يعيد الاعتبار للدولة كمرجعية عليا، ويمنح كل مكونات المجتمع شعورًا بالأمان والعدالة والتمثيل.

الطريق نحو دولة تحتكر السلاح بشكل فعلي، لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل، من خلال إعادة بناء المؤسسات الأمنية على أسس مهنية ووطنية، واستعادة ثقة المواطن بالدولة، وخلق بيئة سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا. ولا شك أن هذا المسار يحتاج إلى إرادة سياسية شجاعة، ونضج مجتمعي، وحياد مؤسساتي، لكنّه أيضًا يشكّل بوابة حقيقية للاستقرار لا تُعلّق على إرادة الخارج، بل على وعي الداخل وصدق نواياه في بناء وطن يسود فيه القانون ويأمن فيه الإنسان.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي ثم أمي
- بريكس والدولار
- الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان
- العقيدة الشخصية. بين الحرية الفردية وأحترام الأخرين والمجتمع
- الضابطة التي ودعت الحلم على الأسفلت
- هل تتخلى إيران عن اذرعها في العراق ضمن صفقة مع أمريكا؟
- هل تتخلى إيران عن أذرعها في العراق مقابل صفقة مع أمريكا؟
- ترامب والحرب الإسرائيلية الإيرانية: حرب إعلامية بغطاء ناري و ...
- أزدواجية المصالح عند ترامب
- أيران تكشر عن أنيابها عندما ضربت في الصميم وتفرجت عندما قتل ...
- -ما بعد الصواريخ: الشرق الأوسط بين نار الحرب وصمت الهزيمة-
- بين العناد الفارسي والخبث الأسرائلي كيف تنتهي الحرب بينهما؟
- بين الشراكة والخذلان الموقف الروسي أتجاه ايران
- أيران بين المعارضة والدعم الشعبي في ظل العدوان الإسرائيلي
- الشرق الأوسط بين ركام تحطيم أيران وطاولة التطبيع
- أمريكا والملف النووي الإيراني. سلطة القانون ام سلطة القوة
- صوت الشارع الأمريكي من المشاركة في الحرب الإسرائيلية الأيران ...
- هل نجحت اسرائیل في هجومها على أيران؟
- الأنحياز الأمريكي من حل الدولتين
- برد الشمال ....والدفئ المؤجل


المزيد.....




- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - السلاح المنفلت بين الارادة الداخلية والأوامر الخارجية(لبنان.والعراق)