رياض سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 12:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيطر تنظيم داعش على جزء كبير من هذه المنطقة منذ عام 2014 ؛ فالتضاريس الوعرة مع مناطق يصل عمقها إلى اكثر من 200 متر ؛ شكلت ملاذاً للتنظيم لينشئ مراكز ومخابئ ومستودعات أسلحة له.
وكان وادي حوران الأكثر خطورة في المعركة مع “داعش”، فهو أحد أكبر الأودية في العراق ... ؛ اذ ان أرضه وعرة وواسعة إلى درجة ؛ بحيث لو سار رتل عسكري كبير فيه سيختفي، فهو يحتوي على صحراء واسعة وتلال وكهوف ووديان وجروف مختلفة الارتفاعات كما مر عليكم في الحلقات السابقة من هذه السلسلة .
وبحسب أنباء سربتها مصادر عراقية في وقت سابق : أن قرابة ٢٥٠٠٣٠٠٠ مقاتل من داعش يتمركزون في الوادي، ويستغلون العواصف الغبارية والظروف الجوية الصعبة ؛ والصحراء المترامية التي يعرفون تفاصيلها وإحداثياتها، فضلاً عن ظلام الليل، لشن هجمات مباغتة وتنفيذ عمليات إرهابية في سورية والعراق وبغطاء جوي من القوات الأمريكية وقتذاك .
فموقع الوادي الاستراتيجي يمنح عناصر التنظيم والمجاميع الارهابية الاخرى القدرة على اختراق عدة جبهات , وسهولة التحرك في المساحات الشاسعة , والتحصن فيه بسبب العزلة التي يتمتع بها الوادي... ؛ ومع حلول فصل الشتاء ينشط تنظيم داعش وباقي الخلايا الارهابية والاجرامية في المناطق الصحراوية ؛ مع زيادة الغطاء النباتي بفعل الأمطار واستغلال برودة الجو ليلا للتحرك بعيدا عن أعين القوات الأمنية....
وطالما صرحت بعض الجهات الامنية والعسكرية العراقية بالقيام بعدة عمليات عسكرية لمطاردة فلول داعش في محافظة الانبار ؛ بل اعلنت اقتحام وادي حوران من ثلاثة محاور...؛ اذ صرح قائد العمليات اللواء الركن قاسم المحمدي لوكالة الانباء العراقية(واع) في وقت سابق : ان " القطعات العسكرية المشاركة اقتحمت وادي حوران من ثلاثة محاور ، الاول من البغدادي شرق حوران والثاني من حديثه غرب الوادي المذكور ،فيما يمتد المحور الثالث من القائم جنوبا لغاية قاعدة سعد الجوية"... ؛ واضاف : ان " القطعات المشاركة في عملية تطهير الوادي تقدمت بحدود ١٥٠كم"،مبينا ان حوران وادي يمتد من جنوب الرطبة ولغايه حديثة تبرز اهميته لكونه منطقة متكسرة تصلح للاختباء ويعتبر منطقة وسطية بين الحدود السورية والرمادي"... ؛ ولفت الى ان " عصابات داعش الارهابية تستخدم وادي حوران مكانا للاختباء وتنفيذ عمليات ارهابية"... ؛ فيما أشار قائد محور غربي الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح في وقت سابق الى تأمين المناطق الصحراوية التي تربط العراق مع كل من الأردن وسوريا والسعودية ... الخ .
وعلى الرغم من العمليات العسكرية المتكررة للقوات العراقية ومقاتلي العشائر ضد تجمعات "داعش" في صحراء محافظة الأنبار، غربي البلاد، إلا أنّ التنظيم ما يزال يسيطر وبشكل كامل على منطقة وادي حوران الصحراوية، بحسب ضباط وزعماء قبليين، مؤكدين أن "داعش" يشنّ هجماته على المناطق المحررة انطلاقاً من هذه المنطقة.
وأكد آمر فوج بطوارئ الأنبار، العقيد عاشور جلو، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ تنظيم "داعش" يسيطر بشكل كامل على منطقة وادي حوران الواقعة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار، والممتدة حتى الحدود مع الأردن وسورية، موضحاً أنّ طبيعة الأرض الوعرة تساعد عناصر التنظيم على الاختفاء فيها... ؛ وأضاف : أنّه "يصعب السيطرة على وادي حوران على الرغم من الدعم الجوي الذي نحظى به من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن"، مشيراً إلى أنّ "عناصر داعش يستغلّون الجو المضطرب وظلام الليل لشنّ هجماتهم المباغتة، كي يكونوا بعيدين عن مرمى القوات العراقية"... ؛ ولفت جلو إلى قيام تنظيم "داعش" بتكرار استهدافه للقطعات العراقية والتجمعات العشائرية من خلال صواريخ "كاتيوشا"، مؤكداً تعرض القوات العراقية المرابطة على الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بالأردن، لهجمات ليلية من قبل عناصر التنظيم... ؛ كما أشار إلى قيام قوة مشتركة من الجيش والعشائر، بتنفيذ عملية عسكرية خاطفة في الصحراء التابعة لمنطقة كيلو 160 (غرب الأنبار)، مبيّناً أنّ العملية أسفرت عن تدمير شاحنتين محملتين بالغاز، فضلاً عن العثور على أحزمة ناسفة وأسلحة متنوعة في بعض المخابئ التي غادرها عناصر "داعش" أثناء الهجوم.
وكذلك حذّر القيادي في القوات العشائرية عدنان العيثاوي، في وقت سابق ، من خطورة التغاضي عن تمركز قيادات وعناصر تنظيم "داعش" في صحراء الأنبار، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "داعش" بدأ يجمع عناصره في منطقة وادي حوران التي تحولت إلى بؤرة للتنظيم، وقد عجزت القوات العراقية عن تحريرها على الرغم من العمليات المتكررة في محيطها... ؛ العيثاوي: داعش يصر على إيصال رسالة مفادها أنّ الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان غير آمن ... ؛ ورأى أنّ "التواجد المريب" لتنظيم "داعش"، يجعل من الحديث عن فتح الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن "ضرباً من الخيال"، بسبب مرور الطريق عبر مناطق صحراوية ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيم... ؛ وقال العيثاوي إنّ "تنظيم داعش يصر على إيصال رسالة مفادها أنّ الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان غير آمن، من خلال الاستهداف المتكرر لنقاط التفتيش المكلفة بحماية الطريق"، مرجّحاً أنّ "الوضع في مناطق غرب الأنبار لن يستتب ما لم تتم السيطرة على الصحراء بشكل كامل".
وبحسب المصادر، فإن بعض تلك الأنفاق بُنيت بعد انتهاء العمليات العسكرية، ما يؤكد قدرة التنظيم على المناورة، وتنظيم وجود جديد في المواقع المهمة.
وتؤكد المصادر العراقية، أن الكشف عن تلك الأنفاق مسألة معقدة، وهي تحتاج إلى عدة مصادر محلية، وأحياناً حتى عناصر داخل التنظيم، إذ تم الكشف مؤخراً عن أن تنظيم داعش، لا يسمح بدخول عناصره إلى بعض الأنفاق إلا بعد تغطية عيونهم، ضمن خطة جديدة، تحسباً من اعتقالهم والكشف عن تلك المواقع... ؛ وتقول تلك المصادر، إن الاستخبارات العراقية تقسم تلك المناطق إلى حمراء وأخرى صفراء، بحسب كثافة وجود تلك الأنفاق، فيما تحولت خلال السنة الماضية بعض المناطق من صفراء إلى خضراء... ؛ وضمن أعمالها المتواصلة في تعقب تلك الأنفاق، عثرت القوات العراقية في وقت سابق ، على نفق بطول 200 متر، في محافظة الأنبار، وبداخله مخابئ كبيرة، وغرف لاحتجاز الرهان، فضلاً عن قطع العتاد والمواد المتفجرة... ؛ فعلى رغم توقف العمليات العسكرية بشكل رسمي، نهاية عام 2017، إلا أن القوات العراقية ما زالت تعثر بشكل متكرر على أنفاق ومخابئ، للتنظيم، في محافظات نينوى والأنبار وديالى وكركوك، حيث تمثل مضافات آمنة لهم بعيداً عن رصد الطيران والمواطنين.
وتضم الأنفاق المكتشفة غرفا صغيرة متلاصقة للنوم مع فتحات تهوية وممرات تنقل وغرف طهي، تحتوي مواد معلبة جاهزة للأكل وأكياس تمر وزيت، إضافة إلى الحمامات، وذلك على عمق يتراوح بين 5 و10 أمتار.
هذه المخابئ بُنيت بطريقة محكمة، ويصعب بشكل كبير، على القوات الأمنية، تحديد مواقعها، لجهة انتشارها في عدة مواقع، خاصة الصحاري، والأراضي البعيدة نسبياً عن عيون الرصد، كما أن الدخول إليها يتم بحيل مبتكرة... ؛ لاسيما وان فلول داعش بعد خسارتها للحرب عام 2017 هربت الى الصحراء والوديان والجبال ؛ بما فيها وادي حوران .
وصرح بعض الخبراء بأن "معالجة تلك الأنفاق يتم عن طريق العمليات المتواصلة والجهد الاستخباري والضربات الجوية والمعلومات التي تحصل عليها القوات العراقية، كلها حدّت من مخاطر تلك الأنفاق"، حذراً من "تناميها في حال عدم اتخاذ الأمر بجدية".
وقال ضابط في الجيش العراقي -طلب عدم ذكر اسمه في وقت سابق - إن هناك مناطق عدة في صحراء الأنبار -منها صحراء راوة ومنطقة وادي حوران ومقر الذيب ومناطق أخرى- ما زال يقبع بها آلاف المتطرفين، وينفذون تدريبات قتالية دورية، فضلا عن أوكار لتصنيع العبوات الناسفة والألغام الأرضية وتفخيخ العجلات، وصنع الأحزمة الناسفة؛ من أجل استهداف المدن العراقية، على الرغم من تحرير جميع مدن البلاد من خطر تنظيم الدولة الإسلامية... ؛ وأشار إلى أن الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد ما سماها معاقل الإرهابيين تراجعت وتيرتها عقب تحرير مدينتي راوة والقائم اللتين تعدان آخر المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في البلاد... ؛ وأوضح أن عدم إبعاد المسلحين من الصحراء وتطهيرها من العناصر المتطرفة وتدمير المعسكرات، عن طريق العمل الاستخباراتي، والغارات الجوية المتواصلة، وتنفيذ العمليات العسكرية المكثفة ضدهم؛ من شأنه أن يعيد سيناريو مهاجمة المدن مرة أخرى.
لذلك تمثل الصعوبات البيئية والتضاريس المعقدة، التحدي الأبرز للقوات العسكرية والامنية المنتشرة في تلك المناطق، بسبب غياب مداخلها والتمويه الكبير، الذي اعتمده عناصر التنظيم، فيما تلجأ القوات العراقية إلى الطائرات المسيرة، والاستطلاعات المباشرة للجنود الراجلة، لرصد تلك المخابئ... ؛ الا ان الامريكان يمنعون تحليق الطائرات العراقية فوق اجواء وادي حوران ... .
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق : إن "قطعاتنا طهرت 50 في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29000 كيلومتر مربع. الصفحة الأولى انتهت من المرحلة الثانية لعمليات التطهير وستشرع القطعات التقدم لتطهير بقية المناطق الصحراوية ومنها وادي حوران"... ؛ وأضاف رسول أن "الوادي عميق ويصل إلى الحدود السورية (...) والمهمة هي تدمير كل الأوكار والمخابئ في الصحراء والوديان وصولا إلى تأمين الحدود الغربية للعراق مع سورية"... ؛ وكالعادة بقت التصريحات العسكرية والامنية حبرا على ورق ؛ اذ لم يتم تطهير وادي حوران الى هذه اللحظة ...!!
وذهب بعض المراقبين الى ان الامريكان استخدموا الفلول الارهابية والتنظيمات التكفيرية المتواجدة في وادي حوران وغيرها في اسقاط نظام بشار الاسد ؛ حيث تم نقل الكثير منهم الى سوريا لمساندة عصابات الجولاني بالتنسيق مع الجانب التركي والقطري وغيرهما ... ؛ وها هم الامريكان الان وبمساعدة الحلفاء الاقليميين يعيدون ترتيب الاوراق ؛ ويهيئون لعمليات ارهابية جديدة ؛ تنطلق من الحدود التركية والسورية فضلا عن وادي حوران ... ؛ والقاصي والداني يعلم بان داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية ما هي الا صنيعة امريكية غربية صهيونية تتحكم بها تلك القوى كيفما تشاء ومتى تشاء ... .
#رياض_سعد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟