أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - الضفاف لا تُغوي... لكن السفن لا تُقاوم















المزيد.....

الضفاف لا تُغوي... لكن السفن لا تُقاوم


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


في المحمرة ؛ حين توضأ القمرُ في نهر الكارون ... ، وغفَتِ النخيلُ على كتف الريح ؛ خرج الاستاذ كريم بعد صلاة الفجر ... ؛ في فجرٍ لا يشبه الفجر، وعند الضفة التي تعبت من انعكاس القمر... ؛ كان “كريم” يخطو بهدوء ... ؛ يحمل فجرًا في عينيه ، ويمشي كما تمشي القصائد في نوم الحالمين ...
كان وحده، كعادته دائمًا، يسير على ضفةٍ من ماءٍ وذكرى، يحدّق في الموج، يبحث عن صورة القمر قبل أن تبتلعها شمسُ العالم الواقعي...؛ يلفّ عباءته حول قلبه لا حول كتفيه،
ويمشي على ضفاف نهر الكارون ، كمن يُفتِّشُ في الماء عن ظلِّ فكرةٍ أو صدى صلاةٍ
نسيها الفجرُ في رحلته نحو الضوء... ؛ فرأى القمرَ يغسل وجهه، كأنه يستعدُّ لمغادرة الليل،
ورأى نفسه، لكنها لم تكن نفسه، بل ظلاً باهتًا لرجلٍ تعب من أن يكون طيبًا دون مقابل...
ثم… ؛ ظهرت سفينةٌ صغيرة، كأنها نُزِعت من روايةٍ لم تُكتب بعد، ترسو كما ترسو الأسئلة في عقل فيلسوف، ومنها نزل شابٌ يشبه الحكايات التي لا تُصدَّق ...؛ لم يكن من طين هذا العالم ... ،كان بدرًا نزل إلى الضفاف متعطرًا بالنرجس ... ،وجهُهُ مشعٌ كأنّ الملائكةَ صاغته من ضوءٍ وحرير...؛ جسدٌ من عسل الشمس، ممشوق القوام , فارع الطول , وجهٌ مسروقٌ من بدرٍ أتمَّ دورته... ؛ مرسوم بريشة نحاتٍ عجوز، يبتسم بثقةِ من يملك حقّ الفتح،
وعيناه... بوابتان تؤديان إلى جهنم مغلفةٍ بالعسل والاغراء ... ؛ و اسمه : رجائي...
تَقارَبَا، تَحايا، وتصافحا , كَأَنَّما يَعْرِفانِ بَعْضَهُما قَبْلَ الْخَلْقِ... ؛ وكانت المصافحة كأنها صدمةُ زمنين، واحتراقُ قيمتين ... ،رجلٌ من دفتر الفلسفة وآخرُ من هوامش الغريزة... ؛ تحيةٌ بين شيخ الحروف، وبين بحّارٍ لا يعرف للثبات مرسى ... ؛ وكان اللقاء كاصطدامِ نجمين...أحدهما من نار، والآخر من ملح... ؛ فقد كان كريم عربيا ساميا بينما كان رجائي فارسيا اريا ...
***المَشْهَدُ والْمَأْكَلُ :
وَسَأَلَ الْفَتَى عَنِ الْمَطْعَمِ، فَكانَتِ الدَّعْوَةُ من كريم ... ؛ دعاه إلى الفطور كعربون للتعارف والصداقة ... ؛ فضلا عن انها سجية عشائرية متغلغلة في اعماق نفسية كريم الطيبة ... ؛ صَعِدا إِلى الْمَطْعَمِ ذِي الأَرْبَعَةِ طَوَابِقَ، حَيْثُ الطَّابِقُ الرَّابِعُ يَنْفَتِحُ كَصَدْرِ سَمَاءٍ : ويطلُّ على النخيل ونهرٍ لا يعترف بالحدود ... ؛ شَطُّ الْعَرَبِ الْبَعِيدُ كَذِكْرَى تاريخية عريقة تؤرشف حقيقة المكان ...
وَتَناوَلا "التَّكَّةَ": لَحْمًا مُشْوِيًّا عَلَى جَمْرِ الزَّمَنِ والذكريات والتوقعات ؛ فاللقاءات العابرة مليئة بالمفاجئات ...
ثم رشفَ رجائيُّ القهوةَ كجرعةِ غوايةٍ ، والقهوة في يده كأنها نبيذ المساء... ؛ فهو يحتسيها كمَن يحتسي امرأة ...
بينما ارتشف كريم شايًا مهيلًا، كأنّه يرتشف من ذاكرة الأجداد... ؛ فالشاي المهيل في يد كريم كأنّه تراتيلُ صوفيٍّ تاه عن الطريق ...
***مرآة الاضداد :
وتبادلا اطراف الحديث , وتكلما ... ؛ فَكَشَفَتِ الأَلْسُنُ عَنِ الْقُلُوبِ : الا ان كريم كعادته ظن برجائي خيرا اذ اعتقد انه عثر على رفيق فكرٍ، ولم يعلم انه رفيق درب بلا جذور...
فقد كان رجائي قاسيا و ذكيًّا كمن يبيع الحكمة على أرصفة الغواية، فطنًا بطباع النساء، براجماتيًا كنهرٍ لا يهمّه إن غرق فيه العشاق...؛ فهو يقرأ الناس لا الكتب، ويؤمن باللذة لا بالفكرة ، ويقتنص القلوب كما يصطاد الأسماك ... ؛ قبطان لا يعرف التأمل ... ، وأن فلسفة "رجائي" ليست سوى تجارةٍ بالأرواح والبضائع والاسماك معا ...!!
فهو لا يؤمن بالحب، بل يؤمن بالفرص... ؛ بالأبواب المفتوحة، بالعيون التي لا تُغلق سريعًا...
بينما هو – كريم –كان طيبًا حدَّ البلاهة، كريمًا حدَّ الإفلاس، نقيًّا كقطرة ماءٍ تنحدر من سُحُب الأزل... ؛ نعم كان كريم ولا يزال يضع الورود في فوهات البنادق ،ويُعَلِّقُ الأخلاقَ على شرفات الزمن...
باختصار شديد : رجائيُّ: يتميز بحنكةُ الثعالبِ، وذكاءُ المتاهاتِ، وهو نفعيٌّ كالسكينِ... ؛ بينما كريم : غارقٌ في بحورِ الكتبِ، طيبٌ كالطفلِ، صادقٌ كالبلورِ... ؛ هذا يسبحُ في عُلوِّ الأفكارِ، وذاكَ يغوصُ في عمقِ البشرِ...
*** الوهلةُ:
ثم جاءتِ النادلةُ لأخذ الحساب , .. وجهٌ مُثقلٌ بمللِ الأيامِ ومَكْفُوفٌ بِالهموم ِ، قَلْبٌ مُقْفَلٌ بسبب الاحزان المتكلسة ... ؛ وجهٌ كان حزينًا كأغنيةٍ منسية من مدينةٍ بائسة ، وجهٌ ضجرٌ من تكرار الصباح ... ؛ إِلاَّ أَنَّها لَمَّا رَأَتْ "رَجَائِي": طُولاً فَارِعًا، عَيْنَيْنِ خَضْراوَيْنِ، شَعْرًا طَويلاً، خَصْرًا رَفِيعًا، صَدْرًا عَرِيضًا، بَشَرَةً بَيْضاءَ، خُدودًا وَشِفاهاً وَرْدِيَّةً... ؛ تَهَلَّلَتْ أَسارِيرُها ,و أزهَرَ وجهها بلحظةٍ ... , و ابتسمت و كأنها رأت الله في جسد إنسان ... ؛ فما إن وقع بصرها على "رجائي" ؛ حتى ظنت أنها خرجت من سجنها الداخلي ، وعثرت على ميناء عمرها الذي ظل قاربها المكسور ينتظره بفارغ الصبر ... ؛ ولم تدري انها القت بنفسها وسط دوامة البحر الذي لا يرحم صراخ ضحاياه ...!!
فأمطرها بوابلِ كلماتٍ معسولةٍ رَفَعَتْ حَمْضَ السَّعادَةِ فِي دِمَاغِها الْمَكْبُوتِ... ؛ وأذابتْ جليدَ كآبتِها... ؛ وغنّى رجائي لها على وترِ الطيشِ ... ، كلماته...كانت كالغيث ؛ تسقطُ على أرضٍ عطشى فلا تعود كما كانت ... ؛ وأخذ رقمها كما يأخذ الصياد سمكةً ؛ أعجبت بطُعمه اللامع ... ؛ وانصرف رجائي كما تنصرف الكارثة بعد أن تُخلِّفَ الدمار... ؛ انصرفَ كقائدٍ منتصرٍ... , ومشى بخفةِ أميرٍ فتحَ قلعةَ جديدة، ، بينما كانت النادلةُ تنظر إليه كمن يرى منقذه في حلمٍ لن يعود... ؛ و ظلَّتْ نظراتُها تلاحقُه كأسيرةٍ تطلبُ الرحمةَ ... !
مضى رجائي ... ؛ وكريم ينظر... ؛ يرى في وجهها رجفةَ انتظار ، وفي عينيها قيدًا من حرير، وفي ابتسامتها سُؤالًا لا تعرف إجابته إلا الغواية ؛ ويرى في عيني الفتاة نداءَ مَن وقعَ في الأسرِ طوعًا ... !
*** رِحْلَةٌ :
ثُمَّ اتَّجَها إِلى سوق السمك "عَلْوَةِ بَيْعِ السَّمَكِ" في المحمرة ... , الضجيجُ رائحةُ المهنة , واصوات الباعة تتعالى مع امواج النهر ؛ وَاتَّفَقَ "رَجَائِي" مَعَ التُّجَّارِ، وَفُرِّغَتِ السَّفِينَةُ مِنْ حَمُولَتِها... ؛ وكأنها تفرغ وجعها...
وبما ان المحمرة تقع بالقرب من عبادان ... ؛ َابْتَعَدَتِ السَّفِينَةُ نَحْوَ عَبادانَ ، كَطَائِرٍ يَطْلُبُ مَرْعىً جَديدًا ... ؛ اذ اصر رجائي على كريم بالذهاب معه , وقبول دعوته الى تناول وجبة الغداء في (هوتيل عبادان ) الشهير والذي شيده الانكليز في بدايات القرن العشرين ؛ حيث بصمات التاريخ والانكليز واضحة على جدران الفندق العريق ... ؛ وآثار العابرين الذين لم يتركوا شيئًا سوى العطور في الوسائد...
ذهبا الى الغرفة التي حجزها رجائي في الفندق ... , واستحما , واخذا قسطا من الراحة ... ؛ ثم نزلا الى مطعم (الهوتيل ) وتناولا طبقًا بحريًّا، ثم تمرًا كحلاوةِ الحياةِ، وشايًا كراحةِ البالِ...
*** حِكايَةُ الدُّومينُو :
ثم لعبا الدومينو في مقهى يشبه العزلة ... ، وبين نقراتُ الدومينو والحقيقةِ ... ؛ تحدثا ... ؛ وفي الحديث كانت الفجوةُ بين عالمين…
سأل كريم : – "تلك الفتاةُ النادلة... أَعجبتكَ ... أليست بريئة ؟
رد رجائي: “ نعم ... ؛ بريئة؟ ربما… لكنّها لم تكن ذكية...
فقال كريم : وهي أُعجِبَت بك، وكأن القدر جمعكما... ؛ و سأله كريم ببراءة أساتذة جيل السبعينات من القرن المنصرم : أليس هذا حبًّا ؟ نظرةً، فابتسامةً، فموعدًا ؟
ضحك رجائي حتى مالت الكراسي من حوله ... ؛ قهقه كمن سخر من طفلٍ يؤمن بالملائكة ...
وقال : استاذ كريم، إنك تحيا في عالمٍ لا يسكنه أحد ... ، ستخسر قلبك، وسعادتك، وصحتك ... ؛ ثم لا أحد يهتم بك ؛ لأنك طيّبٌ أكثر من اللازم ... ،صادقٌ حدّ السذاجة مع احترامي لجنابك الكريم ... , سَتُفْنيكَ طيبتُك ... ؛ و لن تنجو في غابةٍ تُدار بالغريزة والمخالب ... ؛ أنت شاعرٌ، لكن الحياة لا تُقرأ بالشعر... ؛ إنها تُؤكل كالطعام… بشراهةٍ وبرودة ...
ثم تابع قائلاً - و شرح له فلسفته - : أنا لا أغويهن ، هنّ مَن يُهرولن إليّ، والذئب لا يعتذر إن جاءت الشاة إلى عرينه ... ؛ أصطادُ النساءَ كما أُصطادُ الأسماك ... ،أختلقُ الفرص ... ؛ أغزل من اللسان خيوطًا حريريا تلتفت حول الضحية ،أخدع بالعين، ثم أهرب دون ندم... ؛ فأنا لم أجبر أحدًا ،لكن إن كانت النعجةُ تهرول إلى الذئب، فما ذنبي أنا ... ؟
من تُعجَب من النظرة الأولى...؛ تستحق الخذلان... ؛ نَعَمْ : أَنَا أَلْعَبُ، ثُمَّ أَمْضِي... ؛ هُنَّ مجرد مَحَطَّاتٌ، لَيْسَ أَكْثَرَ... ؛ أنا ألتقي نساءً كأمواجٍ عابرةٍ : أعزفُ على أوتارِهنَّ، ثمَّ أمضي... ؛ أنا لا أحب و أعشق ، أنا أمرّ على الاجساد فقط ، كالمسافر، كلّ محطةٍ عندي: امرأةٌ ، سريرٌ، كأس , سيكارة , بندر، ثم وداع ... ؛ فالبشر في نظري مجرد موانئ ؛ مرافئَ للعبور، لا أسماء لها ، لا أرواح... ؛ أنا مسافرٌ دائمٌ ... ؛ الناسُ محطاتٌ... ؛ والمشاعرُ موانئُ للراحةِ فحسبْ ...!!

ثم جلس بثقله وقال: الحياة لا تُنصف البلهاء والمغفلين ، ولا تحمي السذج و الطيبين ...
ثم نظرَ إلى ساعتهِ و استأذن : سأكملُ مسرحيتي مع النادلةِ الليلةَ... ؛ انتظرني على العشاء ؛ ومضى…؛ ليكمل فصله التالي مع الفتاة ... ؛
وانتهى اللقاء... ؛ انصرف رجائي إلى المحمرة ...؛ وترك "كريم" على رصيف الدهشة... ؛ وبقي كريم وحده…؛ ينظر إلى كأس الشاي الفارغ ... ؛ مُثقلًا بما سمع ... ، مكسورًا كمن قرأ فصلاً من كتاب الغواية ... ؛ فلم يعد كما كان... ؛ تأمّل النهر من شرفة الفندق ، لكن لم يرَ القمر، بل رأى وجهه ينعكس: متعبًا، مُلتبسًا، كأنّه بقايا رجلٍ كان يظن أن العالم كتابُ أخلاق، فأفاقَ ليجده كتالوجًا للنجاة لا يعرفُ إلا الأقوياء... ؛ وفي تلك الليلة ،عاد كريم إلى غرفته في الفندق ،لكنّه لم ينم... ؛ بانتظار رجائي الذي ظل متأخرا حتى الساعة الثالثة ...
عاد رجائي آخر الليل، مترنّحَ الخطى، مثقلَ الرأس برائحة النبيذ الحادّة والضوء المائل في عينيه... ؛ كانت أزرار قميصه مفتوحة، كأنّ أحدهم نزعها بشهوة لا ترحم، وعلى عنقه آثار أسنان، لا تخطئها العين، تفضح ليلًا لم يكن فيه للنوم موضع... ؛ وقف لحظة أمام المرآة، نظر إلى وجهه المُتعب كمن يرى غريبًا في ملامحه، ثم تنفّس بعمق وألقى بنفسه على السرير كما القى الاحمال في جوف البحر... ؛ لم يُغلق الباب، لم يُطفئ النور، لم يقل شيئًا... ؛ فقط تمدّد بصمت، كأنّه ينتظر محكمة لا مفر منها...
*** الْخِتامُ والوداع :
استأذن رجائي من كريم وشكره على كرم الضيافة والصحبة , وعزم على الابحار الى جزيرة كيش ثم بحر العرب ؛ لِلصَّيْدِ وَالتَّهْرِيبِ ... ؛ وبعد تناول وجبة الفطور في ( الهوتيل ) طلب رجائي سيارة اجرة لتقل كريم الى المحمرة , وَتَبادَلا الْوَداعَ ... ؛ وقال رجائي : أَنَا مُسافِرٌ دَائِمٌ، أَنْظُرُ إِلى الْوُجُودِ كَمَحَطَّاتٍ أَوْ مَوانِئَ، لِلرَّاحَةِ فَقَطْ ... ؛ فأعذرني ان أخطأت بحقك ...
أبحر رجائي ،إلى الخليج، ثم إلى جزيرة كيش، ثم إلى بحرٍ آخر ... ؛ وامرأةٍ أخرى ... ؛ ومطعمٍ آخر ... ؛ وضحيّةٍ أخرى... ؛ وصحبة جديدة ...!!
*** الضفةُ الباقيةُ :
أما كريم..., رجع الى المحمرة ... , وبقيَ كريمٌ على ضفافِ الكارونِ ، ينظرُ إلى صورةِ القمرِ تذوبُ في الماءِ كالمعتاد ، وأفكارُه كسفينةٍ صغيرةٍ ترسو في ميناءِ المثاليةِ العتيق ، بينما يبتعدُ رجائيٌّ حاملًا غنيمتَه الجديدةَ ... ؛ باحثًا عن ميناءٍ آخرَ... ؛ فالحياة : ضفافٌ ثابتةٌ ... ؛ وزوارقُ عابرةٌ ...
ثم كتب كريم في دفتر مذكراته : كان وجهه كالربيع ... ؛ لكن صوته كالعاصفة ... ؛ وكانت يداه ناعمتان...؛ لكن قلبه من صخرٍ صلد ... ؛ نعم كان وجهه جميلًا... لكنه مرٌّ كالخيانة، وكانت كلماته موسيقى، لكنها تفضي إلى الهاوية ... ،وكانت الحياةُ معه… مسرحيةً بلا حب، بلا شفقة، بلا ختام ... ؛ ... ليس كلُّ من صافحكَ، صادقكَ ... ،فبعض الأيادي باردةٌ كأنها لا تعرف حرارة الصدق ... ،وبعض الضحكات… خناجرُ مخمليّةٌ تبتسم قبل الطعن ...
ثم سأل نفسه : هل الطيبون أضعف؟ أم أن العالم خُلق ليحكمه من لا يخجل؟
ثم أغمض عينيه ، وبكى...؛ بكى على زمنٍ كان يظن أن فيه الحبُّ يُولدُ من النظرات، لا من الغرائز...
ثم أغلق دفتره، وأيقن … ؛ أن الطيبين لا يموتون، لكنّهم يشيخون سريعًا في هذا العالم الصاخب بالذئاب...



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة المستدامة : التغول التكفيري و الطائفية السنيّة كأداة ...
- مقولة وتعليق / 60 / علة الحب و نبض القلب
- أطياف اللقاء في مملكة الظل
- دوافعُ الانسلاخ عن الهوية والذات الجمعية... من الطمع إلى الج ...
- الفلول الارهابية والعصابات الاجنبية على الأبواب: مخاطر الزحف ...
- دونية الاغلبية العراقية: خيانة الذات وتغذية مشاريع الأعداء
- الكتابة الملتزمة: بين ضريبة الكلمة والجهر بالحق وبناء الهوية ...
- الاحتلال الناعم ونهب الثروات بواجهات محلية .. العراق نموذجًا
- صرخة العقل العراقي : بين وجع الهوية والضياع وشرف المكاشفة وا ...
- تموز الحارق والكهرباء الغائبة: العراقي بين لهيب الصيف وغياب ...
- أحمد الجولاني: الوجه المحلّي لمشروع تكفيري اقليمي
- -الدوني... وين وجهك؟!- .. وجهك في قعر الخيانة، وذيلك في كف ا ...
- سياحة الموت.. التعتيم الحكومي وضحايا الارهاب السوري
- الضمير: الملاك الساقط أم الجلاد الخفي ؟ .. قراءة فلسفية ونفس ...
- الزمنُ حين يختبئ في جيب المعنى
- لا تطرق أبواب الماضي.. فإنها لا تفتح
- ندوب القدر وثارات الغدر
- فلسفة البساطة في زمن الازدحام النفسي
- سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات
- أعداء الداخل وتفكيك الخديعة: قراءة فكرية في الطائفية السياسي ...


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - الضفاف لا تُغوي... لكن السفن لا تُقاوم