أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - فلول الطائفية والدونية والبعث: خيانةٌ متجددة ومواجهةٌ لا بدّ منها














المزيد.....

فلول الطائفية والدونية والبعث: خيانةٌ متجددة ومواجهةٌ لا بدّ منها


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُقدِّم التجربة العراقية المعاصرة نموذجًا صارخًا لكيفية استثمار فلول الطائفية والبعث والدونية لكل حدث وواقعة وتحدٍّ داخلي أو خارجي، في سبيل أجنداتهم التخريبية ومخططاتهم الشريرة ورؤاهم الحاقدة والمنكوسة التي تستهدف العراق، وهويته الوطنية الأصيلة، وكرامة أغلبيته الشعبية، وكيانه الجامع المتمثل بـ"الأمة العراقية".
ورغم كل ما نالوه من امتيازاتٍ وفرصٍ لم يحلموا بها زمن دكتاتوريتهم البائدة وسنواتهم العجاف، لا يزالون يستنجدون بقوى الخارج لإسقاط التجربة الديمقراطية، والعودة إلى مربّع الطغيان والدموية والطائفية والتخلف والفقر والعوز... ؛ وكأن عقودًا من الخيانة والارتهان لم تكفِ كي يرتدعوا أو يفيقوا.
ها هم اليوم يعيدون الكرّة ذاتها: يتواصلون مع المخابرات الأجنبية والاقليمية ، ويُراهنون على أنظمة الاستكبار والاستعمار ، ويصطفّون إلى جانب أعداء الشعب، طامحين إلى هدم كل ما بناه العراقيون بدمائهم وتضحياتهم الجسيمة ، ومجددين خيانتهم تحت شعارات زائفة كـ"الوطنية ومقاومة المحتل " و"النزاهة ومحاربة التبعية "... ؛ وهم يعلمون علم اليقين أنهم لا يملكون مكانًا في قلوب الجماهير، ولا جذورًا في أرض الوطن؛ فمكانهم الطبيعي هو دهاليز المخابرات، ومهاجر الذل، ومنافي الخزي والعار .
إنهم ليسوا سوى شراذم مريضة وأدوات مستهلكة في مشاريع الآخرين والاعداء ... ؛ و مصيرهم النسيان، ومآلهم الإهانة، بينما يظلّ الوطن شامخًا بأبنائه الشرفاء الاصلاء ، الذين لا يبيعون ترابهم ولا يستبدلون شرفهم، مهما علت الإغراءات واشتدت الضغوط؛ فالجذور لا تُباع، والشرف لا يُشترى.
حين خان أبناء الداخل أهلهم
من المؤسف أن تاريخنا السياسي والاجتماعي حافل بمثل هؤلاء الانذال الاوغاد ؛ فحين تسلّطت بعض الأقليات الهجينة على الحكم، استعانت بدونية بعض أبناء الأغلبية: فسلّطوا البعثي الشيعي على الشيعي الحر، والكردي المرتزق على الكردي الوطني، والعربي المتصهين على العربي المقاوم... ؛ فتمزّق النسيج الوطني العراقي بأيدي الخونة من الداخل، أكثر مما مزقته أيادي الغزاة من الخارج.
لقد ارتكبت المجاميع البعثية والطائفية جرائم بشعة ومجازر مروعة، قبل عام 2003 تحت عباءة السلطة، وبعده تحت راية "مقاومة الاحتلال" و"تطهير العراق من الروافض والمجوس"!
الخيانة بوصفها استعمارًا داخليًا
بات من الواضح أن القوى الاستعمارية، والمخابرات الأجنبية، والأنظمة الطائفية لا تحقق أهدافها إلا بأدواتها المحلية: من الخونة والدونيين والطائفيين والتكفيريين... ؛ فهم من يفتحون الأبواب للعدو، ويبرّرون الطغيان، ويقتلون أبناء جلدتهم فقط لأنهم اختاروا الكرامة على الخنوع، والوطنية على التبعية، والمقاومة على الخيانة.
فمن دمّر الجنوب؟ ومن أحرق مدنه؟ ومن ذبح أبناءه؟ أليسوا هم البعثيون الشيعة الذين خدموا صدام ضد طائفتهم؟ أليسوا هم أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا كلاب صيد للحاكم؟ لقد لخّصت عقيدة الفئة الهجينة و شراذم القومجية والبعثية ؛ المقولة المشؤومة : "هد جلابهم عليهم" – أي دمّرهم بأيديهم!
لقد تقاتل الكرد مع العرب، والتركمان مع الكرد، والشيعة مع السنة، بفعل تحريض الخونة من أبناء الفئة الهجينة والطغمة الطائفية والقومجية والبعثية الذين زرعوا الفتنة وشوّهوا معالم الهوية والوحدة الوطنية.
وما إن سقط النظام الصدامي حتى ضاقت الأرض بهم، فهربوا إلى أسيادهم، ليتحوّل بعضهم إلى مرتزقة في اليمن أو البحرين، أو أبواق لأنظمة طائفية وإعلام مأجور يهاجم أهله ويدافع عن جلاّديهم، دون أن يتّعظوا من مصيرهم الأسود السابق .
المرتزقة الجدد والثأر القديم
التاريخ يعيد نفسه، فما زال الطائفيون والبعثيون و( الدونيون ) يشكّلون الطابور الخامس في كل أزمة وطنية: يحرّضون ضد الانتخابات، ويدعون للفوضى، ويتآمرون مع السفارات والاستخبارات، ويرفعون شعارات النزاهة، وهم لا يؤمنون بوطن ولا بشرف!
ومن كان متحولًا مذهبيًا، أو مقطوع النسب والأصل أو هجينا حاقدا ، فمكانه الطبيعي هو المنافي وكهوف الذل... ؛ فهؤلاء أشد خطرًا من العدو الظاهر، لأنهم يخترقون الجسد الوطني من داخله، ويزرعون السم في روحه.
الخلاصة: تطهير الجبهة الداخلية ضرورة وطنية
إن معركة العراق والاغلبية والامة العراقية ليست فقط مع الاستعمار الخارجي وقوى الاستكبار والاعداء ، بل مع الخونة الذين مكّنوه... ؛ إنّ الخونة أخطر من العدو، لأنهم يعرفون مواطن الضعف... ؛ ومواجهتهم لا تقل أهمية عن مواجهة المحتل، بل هي شرط للانتصار عليه... ؛ ولذلك، فإنّ على الأغلبية الوطنية والأمة العراقية الأصيلة أن تتطهر من الطفيليات الاجتماعية وأن تفعل ما يلي:
***تطهير الجبهة الداخلية: بفضح أساليبهم، وقطع تمويلهم، وكشف أدوارهم الإعلامية المشبوهة.
***العزلة السياسية والاجتماعية: بمقاطعتهم وفضح رموزهم وتسفيه شعاراتهم.
***التحصين الفكري والنفسي: ببناء مناعة مجتمعية ضد الطائفية والدونية والخطابات التكفيرية والعنصرية .
***العدالة والشفافية: ببناء دولة قانون حقيقية تسدّ الذرائع وتُنصف الجميع، كي لا يُستغل "التهميش" ذريعةً للخيانة.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضفاف لا تُغوي... لكن السفن لا تُقاوم
- النكبة المستدامة : التغول التكفيري و الطائفية السنيّة كأداة ...
- مقولة وتعليق / 60 / علة الحب و نبض القلب
- أطياف اللقاء في مملكة الظل
- دوافعُ الانسلاخ عن الهوية والذات الجمعية... من الطمع إلى الج ...
- الفلول الارهابية والعصابات الاجنبية على الأبواب: مخاطر الزحف ...
- دونية الاغلبية العراقية: خيانة الذات وتغذية مشاريع الأعداء
- الكتابة الملتزمة: بين ضريبة الكلمة والجهر بالحق وبناء الهوية ...
- الاحتلال الناعم ونهب الثروات بواجهات محلية .. العراق نموذجًا
- صرخة العقل العراقي : بين وجع الهوية والضياع وشرف المكاشفة وا ...
- تموز الحارق والكهرباء الغائبة: العراقي بين لهيب الصيف وغياب ...
- أحمد الجولاني: الوجه المحلّي لمشروع تكفيري اقليمي
- -الدوني... وين وجهك؟!- .. وجهك في قعر الخيانة، وذيلك في كف ا ...
- سياحة الموت.. التعتيم الحكومي وضحايا الارهاب السوري
- الضمير: الملاك الساقط أم الجلاد الخفي ؟ .. قراءة فلسفية ونفس ...
- الزمنُ حين يختبئ في جيب المعنى
- لا تطرق أبواب الماضي.. فإنها لا تفتح
- ندوب القدر وثارات الغدر
- فلسفة البساطة في زمن الازدحام النفسي
- سطوة المال في عالم السياسة والانتخابات


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعد فرص استثمارية لطرحها على الشركات الأمريك ...
- ما الفرق بين الموت الدماغي والغيبوبة؟
- كيف تربح نقاشاً مع من يختلف معك في الرأي؟
- الحوثيون يعلنون -عملية نوعية- ضد إسرائيل.. ونتنياهو يشترط اس ...
- موجة قصف روسي ليلية.. حرائق في أوديسا وسومي وضحايا في كييف
- في ظل الجوع المتفشي في غزة.. ماذا يحدث لجسد الإنسان حين يُحر ...
- مصدر سوري: صمود وقف إطلاق النار بالسويداء بلا خروقات
- إيران: موجة حر شديدة تتسبب في انقطاع الماء والكهرباء في عدة ...
- باريس تطلب السماح للصحافة بدخول غزة -لتوثيق ما يحدث فيها-.. ...
- أردوغان: من يصمت عن غزة شريك لإسرائيل في جرائمها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - فلول الطائفية والدونية والبعث: خيانةٌ متجددة ومواجهةٌ لا بدّ منها