مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(مخاطرة إعادة احتلال غزة..)
قبل عدة ايام قرر؛ نتنياهو احتلال غزة بالكامل. لكنه واجه معارضة من قبل رئيس الاركان الاسرائيلي، بينما وزير الدافع الاسرائيلي توافق تماما مع رؤية نتنياهو في احتلال او اعادة احتلالها، بعد انسحاب اسرائيل منها في عام 2006تحت ضغط المقاومة الفلسطينية. رئيس الاركان الاسرائيلي الذي عارض نتنياهو عاد مرة اخرى وتوافق مع نتنياهو في اعادة احتلال غزة. الكابينت سيجتمع الليلة في تقرير ما اذا كان يوافق على المباشرة في اعادة احتلال غزة او الامتناع عن الدخول في هذه المخاطرة. من وجهة النظر الشخصية المتواضعة ان اسرائيل نتن ياهو ربما كبيرة جدا؛ سوف تقدم على هذه المخاطرة. الرئيس الامريكي قال في الذي يخص موضوع اعادة احتلالها ان الامر متروك لهم. سفير امريكا في تل ابيب قال ان اسرائيل تواجه خيارات صعبة في اشارة واضحة كل الوضوح حول موضوع اعادة احتلال غزة؛ بالموافقة والمباركة الامريكية لهذه المخاطرة الاسرائيلية. نتنياهو وفي معرض حديثه عن اعادة اعمار غزة، قال ان بعض الدول العربية سوف تتكفل في الاعمار وتوفير الطعام لسكان غزة. ان هذه الخطوة كما غيرها، احدثت انقسام حاد جدا سواء في المجتمع الاسرائيلي او في مجتمع الاستخبارات او في مجتمع النخبة الاسرائيلية. اذا ما دخل الجيش الاسرائيلي الى غزة، فمن المؤكد انه سوف يواجه مقاومة شرسة جدا، وسف يدفع اثمان باهظة سواء في المعدات او في الافراد، خصوصا وان البيئة الجغرافية صارت ملائمة ومناسبة لحرب العصابات التي طالما خبرها المقاوم الفلسطيني، وتراكم كل الخبرات القتالية للمقاومين الفلسطينيين في هذا النوع من المقاومة خلال اكثر من ثلاثة ارباع القرن. المقاومون الفلسطينيون وفاءا منهم للشهداء وللأرض؛ سوف تكون مقاومتهم اشد ضراوة من كل مراحل المقاومة خلال ما يقارب السنتين، التي فيها تم تدمير غزة بالكامل، اضافة الى آلاف من الشهداء الذين ارتقوا الى عليين. ان هذه الخطوة من قبل نتنياهو وحكومته العنصرية والمجرمة ما هي الا التقدم الى الامام والقفز من على فوق الفشل الى فشل اخر اكثر عمقا وسعة وتجذرا لهزيمة سوف تكون واضحة وعلى مختلف الصعد في الاقتصاد وفي السياسية سواء في الداخل الاسرائيلي او في الفضاء العربي والاقليمي والدولي. في هذا الوضع او في هذه الاوضاع التي سوف يخلقها توغل اسرائيل توغلا كاملا في غزة، واعادة احتلالها، ينبثق هنا سؤال، هل تتوقف المقاومة الجواب وبكل تأكيد ان المقاومة سوف لا ولن تتوقف، بل انها لسوف تتحول الى حرب عصابات تستنزف قدرات اسرائيل العسكرية والاقتصادية، كما سيكون لها تداعيات سياسية في المجالين الدولي الاقليمي وفي الداخل الاسرائيلي، لأنها لا ولن تتوقف ابدا. هنا تكون اسرائيل نتنياهو قد ادخلت نفسها في نفق مظلم من الصعوبة الخروج منه من دوم ان تدفع اثمان باهظة جدا؛ أذ، سوف يشتد غضب الرأي العام الدولي والاقليمي كما انه سوف يضع عرب السلطة في خانة حرجة للغاية امام شعوبهم العربية. من الطروحات العربية وهنا ما اقصده هو طروحات عرب السلطة في قارة العرب؛ ان على حماس وهنا المقصود هو المقاومة الفلسطينية، ان تتخلى عن سلاحها وان تتخلى ايضا عن حكم غزة. فيما اخرون يتمادون اكثر ويطلبون من المقاومة او من رجال المقاومة الفلسطينية الخروج من غزة الى الشتات او المنافي، وترك حكمها الى السلطة الفلسطينية. ان هذه الطروحات (العربية) لا يمكن لأي متابع فصلها عن توجهات نتنياهو وبمساندة ودعم امريكا ترامب، ولو بصورة مستترة؛ في اعادة احتلال غزة بالكامل. يظن هؤلاء كلهم سواء امريكا او اسرائيل او عرب السلطة ان خطة نتنياهو سوف تنجح وتقود الى انهيار المقاومة الفلسطينية، او انضاج بديل يعمل عليه نتنياهو منذ اشهر. غاب عن كل هؤلاء ان عام 2025 هو ليس عام 1982 كما ان المكان ليس بيروت او اي مكان اخر انه غزة والمقاومون على ارضهم فيها، ويبصرون بأعينهم ارضهم وبيوتهم ومؤسساتهم التى تم تسويتها بالأرض في اكثر من مكان في غزة، بل في كل مكان من غزة تقريبا، كما انهم يشمون في كل دقيقة وثانية رائحة الدم المسال على ارضهم من آلاف الشهداء الذين ارتقوا الى عليين. ان الذين قاتلوا كل هذه الاشهر ولم ينحنوا، ولم يهنوا ولم يرضخوا، على الرغم من الجوع والعطش وفقدان الاحبة من الزوجة والابن والاب والاخ والصديق امام انظارهم، والشهداء منهم سواء الاطفال والنساء والشيوخ، والمقاومون منهم من امثال السنوار والضيف واخرون؛ لا ولن يقبلوا بالتخلي عن سلاحهم مهما كانت الظروف والاحوال وتغييراتها المقبلة. ليخرجوا، او يتم اخراجهم الى حيث يريد لهم عرب السلطة وامريكا واسرائيل؛ ان يستقروا ويتركوا شعبهم وشهدائهم خلفهم. ان هذا ومن وجهة النظر الشخصية لا ولن يحدث ابدا. ان اسرائيل او الجيش الاسرائيلي حين يدخل الى كامل ارض غزة، واعادة احتلالها، هذا اذا افترضنا افتراضا؛ بان بإمكان اسرائيل وجيشها احتلال غزة في ايام؛ فأنه سيواجه مقاومة عنيفة جدا ومنتجة، وسيدفع خسائر كبيرة جدا من افراد جيشه حتى وان اعاد السيطرة عليها، إنما، بحكم الواقع والضرورة؛ لن يكون بإمكانه احكام السيطرة عليها ابدا. أذ، تستمر المقاومة وتأخذ شكل الاستدامة كما كان عليها حالها قبل انسحاب اسرائيل منها في عام 2006تحت قوة المقاومة وضرباتها. هناك جانب اخر بالإضافة الى كل الجوانب التي تطرقنا لها في هذه السطور المتواضعة في حالة اعادة احتلال غزة بالكامل وهذا افتراض ليس الا، الغرض منه التالي: هنا تكون اسرائيل هي دولة احتلال يترتب عليها التزامات قانونية ودولية وانسانية كما تنص عليها كل قوانين الامم المتحدة؛ في توفير الامن والطعام وكل ما له علاقة بالحياة، مع استمرار المقاومة تكون اسرائيل نتنياهو قد دخلت وهي معصوبة العينيين الى نفق مظلم لن تخرج او لن يكون في قدرتها الخروج منه بسلام كما خرجت هاربة منه في عام 2006. ان هذا السيناريو المعد سلفا هو الذي يفسر لنا وبكل وضوح التصريحات التالية سواء من عرب السلطة في قارة العرب او من المسؤولون الاسرائيليون او من المسؤولون الامريكيون: اولا، ان هناك قوات يتم تدريبها في مصر لضبط الامن في غزة وفي اليوم التالي والمقصود باليوم التالي هو انهيار المقاومة الفلسطينية والاستسلام. ثانيا، يتم إدارة غزة في اليوم التالي من السلطة الفلسطينية، ليس التي تتواجد في رام الله، بل من طاقم يتم اعداده في الامارات( محمد دحلان وجماعته)، او تم اعداده منذ سنوات عديدة. ثالثا، مساعدة او الاستعانة بقوات عربية لأحكام السيطرة وضبط الامن، تحت عنوان مخادع الا وهو توفير الامن لإعادة اعمار غزة، للشركات التي تقوم بالأعمار. في الختام اقول ان كل ما حدث ويحدث ولسوف يحدث؛ سواء في غزة او في اي مكان من فلسطين له علاقة عضوية لكل ما حدث ويحدث ولسوف يحدث في كل بقعة من بقاع الوطن العربي. وان كل ما سوف تؤل له معجزة غزة ستكون له تداعيات في كل ركن من اركان القارة العربية.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟