أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كلّم - مليارات تُصرف على الحروب... ماذا لو صُرفت على الحياة؟














المزيد.....

مليارات تُصرف على الحروب... ماذا لو صُرفت على الحياة؟


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وقتٍ تُنفق فيه دول العالم مليارات الدولارات على الحروب والتسلّح، تبرز تساؤلات حاسمة حول أولويات البشرية: ماذا لو وُجّهت هذه الأموال نحو التعليم، والصحة، والسكن؟ ماذا لو أُزيلت الحدود، وتحولت الأرض إلى وطنٍ واحد لا يعرف التأشيرات ولا الجدران؟
هذا المقال يطرح مجموعة من الأسئلة الجذرية حول شكل العالم الذي نعيشه، وكيف يمكن أن يبدو لو انتصرت فيه الحياة على الموت، والعدالة على التمييز، والعقل على البندقية.
إنها دعوة للتفكير، لا في شكل العالم كما هو، بل كما يمكن أن يكون.

ماذا لو كانت الدول بلا حدود؟
سؤال بسيط في صياغته، ثوريّ في مضمونه، يحفر عميقاً في جوهر الإنسانية، ويضعنا أمام واقعٍ منقسمٍ بخطوطٍ وهميةٍ رُسمت على الخرائط، لا على قلوب البشر.
إذا أُزيلت الخطوط، فهل كنا سنختلف؟
هل كنّا سنرى إنساناً يبحث عن وطن، أم وطناً يحتضن كل إنسان؟
ماذا لو لم تكن هناك تأشيرة تمنع أحدهم من أن يحلم بمكانٍ آخر، بحياةٍ أخرى، بسماءٍ مختلفة؟
لو كانت الأرض كلّها وطناً، لكأنّنا عدنا إلى جوهرنا الأول، إلى ما قبل الجدران والأسلاك الشائكة، إلى الإنسان ككائنٍ حرّ، لا كرقمٍ في ملف، ولا كجنسيةٍ على جواز سفر.

هل نملك حرية اختيار العيش؟
هل يمكن للمرء أن يذهب حيث يجد سكينته، ورزقه، أو شغفه، دون أن يُسأل عن وثيقةٍ أو ختمٍ على ورقة؟
في عالمٍ بلا حدود، لن يحتاج طفلٌ في المخيم إلى جواز سفرٍ ليحلم، ولن يُصنَّف البشرُ حسب مكان ولادتهم، بل حسب أحلامهم وقدراتهم.

الحدود التي بُنيت لتُبعدنا، ماذا لو هدمناها لنقترب من بعضنا أكثر؟

لكنّ التساؤلات لا تنتهي عند الجغرافيا.
ماذا لو صُرفت ميزانيات الحروب على التعليم؟
كم مدرسةً تُبنى بثمن دبابة؟ وكم عقلاً يُنقذ بثمن قنبلة؟
لو أُنفقت تلك الأموال على الجامعات، والمكتبات، والبحوث، لربما لم نكن لنحتاج إلى حروبٍ أصلاً؛ فالعقل المستنير لا يحمل سلاحاً.

وماذا عن الصحة؟
كم مرضاً كان يمكن أن يُشفى، وكم إنساناً يُنقَذ، لو تحوّلت ميزانيات التسليح إلى المستشفيات والأدوية؟
هل كان يمكن لوجع الأمهات في المشافي الفقيرة أن يهدأ؟
هل كان يمكن للدواء أن يكون حقاً لا امتيازاً؟

وفي زمنٍ يئنّ تحت وطأة أزمات المناخ والمرض، ماذا لو أُنفقت الثروات على مراكز الأبحاث؟
لكانت البشرية اليوم تتحدث عن استيطان الكواكب، لا عن احتمالات الهروب من حربٍ قادمة.

ماذا لو كان السكن والتعليم والعلاج حقّاً مجانيّاً؟
أن لا يُولد الإنسان مثقلاً بالديون قبل أن يعرف كيف يتهجّى اسمه،
أن لا يموت أحدهم على باب مستشفى لأنه لا يملك تأميناً صحيّاً أو مالاً،
أن لا يُحرَم طفلٌ من التعليم لأنه فقير،
أن تكون الكرامة الإنسانية منحة، لا سلعة.

نعم، قد لا تكون الحياة مثالية حتى في عالمٍ بلا حدود، لكنها ستكون أكثر عدلاً، وأكثر إنسانية.
وقد لا يُمحى الشر من الأرض، لكنه سيفقد الكثير من تمويله.

فلنُبقِ هذه الأسئلة حيّة،
لعلّ المستقبل يسمع.

[محمود كلّم] كاتبٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنَين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن الهوان... حين تئنّ الأمة ويشرق الأمل!
- حينَ كان الذِّئبُ وفيّاً... وخذلنا البشرُ!
- حينَ بَكى الذِّئبُ... ونامَ الإِنسانُ!
- غزة: حين تصمُتُ الإنسانيّةُ وتتكلمُ المجازر!
- زياد: نغمةُ الحياة التي انكسرت في قلب فيروز!
- أمير… طفلُ غزّة الذي مشى إِلى العدس فقتلتهُ رصاصةٌ: وصمةُ عا ...
- وداع فيروز لزياد: صمت الأم الذي أبكى الموسيقى!
- أنأكل الطعام وغزة تحترق؟!
- رحيل زياد الرحباني: صمت البيانو.. وانطفأ الضوء في المسرح!
- أحمد مرعي ناصر... شاعر الأرض الذي حملتهُ الرّياحُ إِلى سعسع!
- جورج إبراهيم عبد الله: حين يعود المناضل… ويغيب الوطن!
- غزّة تكشِفُ عوراتِ الأُمّةِ!
- غزة... مرثيةُ أمةٍ فقدت شرفها!
- الطفلة شام تسأل عن الطعام في الجنة، وغزة تموت جوعاً!
- نداء عاجل إلى العشائر العربية المتجهة إلى السويداء!
- بين الترفيع والترقيع: المشهد الفلسطيني في لبنان تحت المجهر
- الشيخ مرهج شاهين... حين يُهان الوقار ويسقط وجه الأمة!
- بيان نويهض الحوت تلتحق بشفيق وأنيس... ويصمت صوت الحقيقة
- غريبٌ بين النجوم
- إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّ ...


المزيد.....




- مصور نيجيري يحتفي بـ-وحوش صغيرة- في صور شديدة الوضوح
- -وجبة للمفترسات-.. حديقة حيوانات دنماركية تفتح باب التبرع با ...
- دخان كثيف يملأ قطارًا والركاب يفرّون وسط فوضى وصراخ.. شاهد م ...
- مصر: فيديو استغاثة مواطنين من بلطجية ومقتل سائق توك توك.. وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق صاروخ من اليمن والحوثي يصدر بيان ...
- روسيا تطلق وابلًا من المسيّرات على عشر مناطق أوكرانية قبيل و ...
- إسرائيل ستسمح بدخول البضائع تدريجيا إلى غزة عبر تجار محليين ...
- مواجهات في نابلس وتهجير صامت بتجمعات بدوية بالضفة
- قرار وشيك من نتنياهو بتوسع العمليات في غزة وأنباء عن ضوء أخض ...
- كاتب إسرائيلي: حكومة نتنياهو فتحت على إسرائيل أبواب الجحيم


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كلّم - مليارات تُصرف على الحروب... ماذا لو صُرفت على الحياة؟