أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - الجمهورية الأمنية: كل مواطن ضابط وكل خلاف جنحة














المزيد.....

الجمهورية الأمنية: كل مواطن ضابط وكل خلاف جنحة


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 18:49
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


محمد السايس

في مصر، القمع لم يعد مجرد سياسة أمنية تستهدف معارضين سياسيين أو فئات بعينها. المشهد أصبح أوسع بكثير. الذي يعتقل سوزي الأردنية اليوم هو نفسه الذي اعتقل أحمد أبو زيد، وصفوان ثابت، وشباب الدفاع عن فلسطين، ورسام الكاريكاتير، وأهالي الوراق والعريش، وعمال الحديد والصلب، والدكتورة البذيئة بتاعت كفر الدوار، وشهاب بتاع الجمعية، وأحمد طنطاوي، وجماهير الأهلي والزمالك. قائمة المعتقلين و المقموعين والممنوعين لا تتوقف، لأنها ببساطة قائمة تشمل مصر كلها.

القمع في مصر لم يعد حالة استثنائية، بل صار هو القاعدة. كل مشكلة تقابلها الدولة – إقتصاد، صحة، تعليم، سياسة – تُرحّل فوراً إلى الأجهزة الأمنية، لم يعد هناك عقل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يُدير، بل أصبحت الدولة كلها تُدار عبر الأمن: القمع والمنع والحجب والمصادرة والتخويف هي أدوات الحكم الوحيدة.

توسع الدولة في الحلول الأمنية ليس علامة على قوتها كما يتوهم البعض، بل هو انعكاس لتفسخها وعجزها عن إيجاد حلول حقيقية. كلما ازدادت الأزمة، ازداد النظام لجوءًا للعنف، وكلما ضاق الخناق عليه، وسّع دوائر الاستهداف ليطال فئات جديدة لم يكن أحد يتخيل أن تكون في مرمى النيران.

لكن المأساة الحقيقية أن هذا القمع المُمنهج تجاوز حدود السلطة وانتشر في جسد المجتمع نفسه كمرض عضال. ما بدأ كسياسة قمع منظمة ضد المعارضين أصبح ثقافة وسلوك يومي. الدولة نجحت في تصدير أدواتها القمعية إلى الأحزاب والجماعات السياسية والنخبة والمثقفين والجماهير .

اليوم، نشهد انهياراً كاملاً لأي نموذج ديمقراطي داخل الكيانات السياسية المصرية، حيث صار التخوين والطرد ورفع القضايا والاستعانة بالأمن أدوات “نضال” لدى أطراف كثيرة. لم تستطع النخب الثقافية والسياسية أن تقدم نموذجًا ديمقراطيًا واحدًا يُحترم فيه حق الاختلاف وحرية التعبير. فشلت النخبة، كما فشل المجتمع، في بناء ثقافة سياسية تتجاوز أسلوب الأجهزة الأمنية.

هذه ليست أزمة أفراد ولا مجرد أخطاء سلوكيات شخصية. هذا انعكاس مباشر لسياسة طويلة الأمد هدفت إلى تجريف الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، حتى لم يبق إلا الحل الأمني بصفته الخيار الوحيد المطروح أمام الجميع: الدولة، والمجتمع، والأحزاب، وحتى الأفراد في تعاملهم مع بعضهم البعض.

لكن الكارثة الأكبر إن القمع ده مبقاش واقف عند حدود السلطة والمعارضة. اللي بدأ كقمع سياسي منظم ضد المعارضين، اتحول مع الوقت لمرض اجتماعي مستفحل. الدولة نجحت في إنها تصدّر أدواتها القمعية للناس نفسها. بقى القمع مش بس شُغل الأجهزة الأمنية، ده بقى طريقة تفكير، رد فعل تلقائي عند ناس كتير.

مبقاش فيه مبادرة جادة خارجة من وسط كل الركام ده لمواجهة أي مشكلة اجتماعية . مش هتلاقي غير العفن اللي بيطالب الداخلية تتدخل في كل تفصيلة، واللي بيكتب على صفحة وزارة الداخلية عشان تتحرك، واللي عايز الرقابة تمنع أغنية، واللي بيقول نصادر فلوس ناس معينة، واللي بيطالب بحجب أبلكيشن، واللي بيصور الناس وينتهك خصوصيتهم، واللي بيستسهل العنف في التعامل مع غيره… كله بقى بيقلد الدولة في قمعها. بقى جوه كل واحد دولة صغيرة واستسهال لاستخدام القمع.

لكن الحقيقة الجوهرية التي لا يريد هذا النظام الاعتراف بها، أن الحرية ليست حقًا فرديًا يُمنح أو يُصادر من هذا أو ذاك حسب مزاج السلطة. الحرية، في جوهرها، قضية جماعية. حرية التعبير ليست ترفًا، ولا رفاهية أخلاقية، بل هي شرط أساسي لأي مجتمع قادر على حل مشكلاته. حرية كل فرد في التعبير عن نفسه وعن قضاياه هي الوجه الآخر لحرية المجتمع في الدفاع عن مصالحه الجماعية.

من منظور ماركسي، القمع ليس أداة لتثبيت النظام فقط، بل هو أيضًا وسيلة لإدامة علاقات الاستغلال والهيمنة الطبقية. لا يمكن لأي سلطة أن تحكم مجتمعًا يقف على قدميه بحرية. ولذلك، فإن النضال من أجل حرية التعبير ليس معركة نخبة ولا معركة أفراد، بل هو معركة الطبقات الشعبية، معركة المجتمع كله لاستعادة حقه في أن يكون فاعلاً في تقرير مصيره.

الحرية ليست قضية سوزي الأردنية ولا علاء عبد الفتاح ولا شهاب بتاع الجمعية وحدهم، بل هي قضية كل من يعمل ويعيش ويُفكر ويُحب في هذا البلد. معركة الحرية لا تُخاض دفاعاً عن الأفراد، بل تُخاض من أجل مستقبل جماعي، من أجل أن تكون لنا جميعاً الكلمة في وطننا ولذلك ابدّي دفاعي الغير مشروط في حق الجميع في التعبير عن نفسه كما يشاء.

soc-rev-egy.org



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية
- ضحية تعذيب جديدة في قسم بلقاس..النظام يقتل المصريين ويحاصر ا ...
- عن عملية قسم المعصرة - حين يُغلق المجال العام لا يبقى سوى ال ...
- انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع
- المسؤولية السياسية عن كارثة حريق سنترال رمسيس
- بيان تيار الثورة الاشتراكية حول تعديل قانون الإيجار القديم: ...
- الثقب الأسود المصري
- لا نطلب القبول فقط ، بل نسعى لثورة اجتماعية تحقق التحرر الجن ...
- نحلم بأكثر من البقشيش
- من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟
- القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!
- تعليق علي منع قافلة الصمود: لو أن في شتمكم نفعًا، لسوّدنا في ...
- من البحر إلى البر: الطريق أطول والتحديات أصعب
- إلى الرفاق: تقرير حول الأزمة السياسية
- النصر حليف ليلي والعار يحاصر الفرعون
- الحرية لعلاء عبد الفتاح، الحرية للمعتقلين
- الموت جوعًا… الخزي للنظام وداعميه إلى الأبد
- قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير
- إذا لم تستحِ، فافعل مثل أحمد ماهر
- فلسطين 77 عام من النكبة والإبادة المستمرة


المزيد.....




- حادث مأساوي في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي.. الأبرز في أس ...
- بسبب مداهمات الهجرة.. إيداع حيوانات أليفة في مأوى بلوس أنجلو ...
- الصين: العاصمة بكين تصدر أعلى مستوى تحذير تأهبا لخطر حدوث في ...
- السودان يتهم الإمارات باستقدام وتمويل مرتزقة كولومبيين لصالح ...
- إسقاط المساعدات الجوية عشوائيا يفتك بالمجوعين في غزة
- السودان يتحدث عن مشاركة مرتزقة أجانب مع الدعم السريع
- شاهد.. بنغالي يؤكد منع علاج متظاهري العام الماضي ضد الشيخة ح ...
- الأردن يتهم المستوطنين الإسرائيليين بنهب شاحنات مساعدات لغزة ...
- قوات خاصة إسرائيلية تغتال أحد مقاتلي كتيبة جنين في قباطية
- بين المملح والمدفون.. أبرز 10 أطعمة ساعدت على النجاة خلال ال ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - الجمهورية الأمنية: كل مواطن ضابط وكل خلاف جنحة