أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير














المزيد.....

قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 23:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يواصل نظام السيسي ممارساته القمعية الممنهجة في ظل انسداد الأفق السياسي، والتي تتجلّى بوضوح في الإبقاء على قانون الانتخابات الحالي، والإصرار على تمرير مسودة جديدة لا تختلف في جوهرها عن سابقاتها، بل تعمّق من أزمة التمثيل السياسي، وتجهض أي أمل في محاولة جادّة نحو التحول الديمقراطي الحقيقي.

إن الإبقاء على القانون القديم بصيغته القمعية، وبالأخص بنظام القائمة المطلقة لا النسبية، يُعد استمرارًا لنهج إقصائي لا يرى في العملية الانتخابية إلا وسيلة للسيطرة، لا أداة للتعبير عن إرادة الشعب. فهذا النظام لا يُهدر فقط أصوات الناخبين، بل يمنع عمدًا أي إمكانية لظهور قوى سياسية جديدة أو بدائل حقيقية، ويجعل من الانتخابات أداة شكلية لتزيين مشهد سياسي ميت.

أما تقسيم الدوائر الفردية بشكلها الحالي، فهو لا يسمح بالمنافسة العادلة، بل يخلق بيئة مغلقة لا مكان فيها إلا للمال السياسي، والولاءات الأمنية، والنخب المصنوعة سلفًا، مما يقطع الطريق أمام أي مرشحين مستقلين أو ممثلين حقيقيين للجماهير للوجود أو المنافسة.

ولا تختلف هذه الانتخابات، في جوهرها، عن سابقاتها؛ فكلاهما يُدار بالكامل بواسطة الأجهزة الأمنية السيادية التي تحتكر الحياة السياسية، وتفرض القيود المحكمة على الفضاء العام، وتحاصر أي ممارسة ديمقراطية حقيقية. إن ما نراه اليوم ليس استحقاقًا انتخابيًا، بل عرضًا جديدًا في مسرحية قديمة، يُعاد إنتاجها بنفس الأدوات والأساليب، وبنفس الهيئات التي تملك وحدها حق الفرز والاختيار والتصفية، وإن اختلفت مسمياتها.

هذا التوجه ليس معزولًا عن الواقع القمعي الأشمل الذي تعيشه البلاد؛ فالاعتقالات العشوائية مستمرة، والنشطاء السياسيون والحقوقيون رهن الحبس والملاحقة، ومنظمات المجتمع المدني تعاني من تضييق متواصل، والحق في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي مصادَر ومجرّم من قبل السلطة. ويحرص النظام على توسيع دوائر القمع لتشمل كل من يرفع صوته مطالبًا بحق، أو معترضًا على ظلم، بغضّ النظر عن طبيعة هذا الحق، سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا، فرديًا أو جماعيًا، في محاولات دائمة لإخماد أي صوت مستقل أو حر.

لقد أثبتت مجريات السنوات الثلاث الماضية أن ما سُمّي بـ"الحوار الوطني" و"لجنة العفو" و"لجنة دمج المفرج عنهم" و"وزارة التواصل السياسي" ليست سوى مسرحية سياسية مُعدة بعناية من قِبل الأجهزة الأمنية، لم يكن هدفها السير في طريق الإصلاح السياسي أو الإفراج عن المعتقلين، بل فقط كسب الوقت وامتصاص الضغوط، سواء الداخلية أو الخارجية. ولم تُفضِ هذه المسارات إلى أي حل فعلي لأزمات القمع ومصادرة الحريات، بل استُخدمت كقنبلة دخان للتعمية على استمرار الاعتقال، والملاحقات الأمنية، وإغلاق المجال العام.

وبنفس العقلية الأمنية، صادرت الدولة حق المرشح الرئاسي أحمد طنطاوي في خوض الانتخابات الرئاسية، وحاصرته منذ لحظة إعلانه الترشح، ثم اعتقلته هو وعددًا من أنصاره، في تأكيد جديد على أن النظام لا يقبل حتى بمحاولة معارضة من داخل قواعده الدستورية الشكلية.

في الوقت نفسه، فشلت كل المفاوضات للإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، رغم المطالبات الواسعة محليًا ودوليًا، بينما تم تجاهل كافة التوصيات المتعلقة بإصلاح قانون الإجراءات الجنائية وقانون الممارسة الطبية، وغيرهما من التشريعات التي تُستخدم كأدوات قمع قانوني.

واليوم، تتكرر نفس الوصفة القديمة، عبر محاولة “طبخ” قانون جديد للانتخابات البرلمانية، لا يهدف إلى التمثيل أو الإصلاح، بل إلى قطع الطريق تمامًا أمام أي محاولة لنمو عملية ديمقراطية، وإغلاق إحدى نوافذ التغيير السلمي، في مشهد يعكس مدى خوف السلطة من أي مشاركة شعبية حقيقية أو تنافس سياسي نزيه.

إلى جانب القمع السياسي، يعيش المواطن المصري تحت وطأة سوء الإدارة المزمن والانهيار الاقتصادي المتسارع. لقد أدت السياسات العشوائية وغياب الشفافية إلى موجات من الإفقار والتجويع، بينما تتزايد معدلات البطالة، وتنهار الخدمات، وتُهدر الموارد على مشاريع لا تعود بالنفع على المواطن. في هذا السياق، يبدو القمع ضرورة بالنسبة للنظام، فهو الوسيلة الوحيدة لضمان البقاء وسط هذا الفشل الشامل.

إن مشروع قانون الانتخابات الحالي لا يضع أي طريق للإصلاح يمكن أن يُمرَّ عبره، بل يُغلق الطريق عمدًا أمام أي محاولة تغيير حقيقية. ولهذا نؤكد أن الثوريين هم الأكثر حرصًا على الإصلاح من كل من يتحدثون عنه داخل النظام أو يدورون في فلكه، ولكن بشرط أن يكون إصلاحًا حقيقيًا، لا خداعًا ولا مواربة، لا تجميلًا لواجهة النظام، ولا تدويرًا لأدواته القديمة.

إننا، إذ نرفض هذه المسودة جملة وتفصيلًا، نؤكد أن أي إصلاح حقيقي لا يمكن أن يبدأ دون فتح المجال العام، وإطلاق الحريات العامة، وضمان تداول السلطة، وإعادة صياغة قانون الانتخابات ليكون معبّرًا عن الإرادة الشعبية، لا أداة لتكريس السيطرة.

إننا نناضل في تيار الثورة الاشتراكية من أجل بناء مجتمع حر وعادل، تُحترم فيه كرامة الإنسان، وتُكفل فيه الحقوق والحريات لكل فرد، دون قمع أو استغلال. نؤمن أن إسقاط الدكتاتورية العسكرية في مصر ليس فقط ضرورة لبناء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بل هو أيضًا خطوة أساسية في طريق تحرير فلسطين؛ إذ لا يمكن لشعب محاصر ومستعبد أن يناصر قضية تحرر شعب آخر دون أن ينال حريته هو أولًا.

انضموا إلينا… وناضلوا معنا من أجل مصر حرة، وفلسطين محررة، وعالم لا مكان فيه للطغاة ولا للمحتلين.

تواصلوا معنا عبر البريد الاليكتروني: [email protected]


الثورة الاشتراكية - نضال من اجل مجتمع حر وعادل

https://soc-rev-egy.org/



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا لم تستحِ، فافعل مثل أحمد ماهر
- فلسطين 77 عام من النكبة والإبادة المستمرة
- هل كانت حرب أكتوبر انتصار ؟ ام كذبة من كذبات النظام ؟
- أمانة شباب الحركة المدنية مسار إصلاحي بلا إصلاح
- فعلتها العصابة وقتلتهما بدم بارد، لن ننسي لن نغفر لن نسامح
- لن تكون هذه الزيادة الأخيرة ما لم نتحرك الآن
- لا لتهجير أهالي الوراق يا سيسي
- من أجل معتقلين وأطفال ولاجئين وناجيات وغيرهم
- عدوان امريكي على اليمن وإعادة تشغيل الإبادة الفلسطينية
- رفض التهجير ليس بالشعارات- تعليق على بيان القمة العربية
- بين الوقاحة الأمريكية والخذلان المصري
- الاصطفاف المشبوه
- حزب الجبهة “المخابرتية” إعادة تدوير النفايات الوطنية
- ذكرى مجزرة استاد الدفاع الجوي 8 فبراير 2015
- ماذا ينتظر السيسي بعد سقوط بشار ؟
- حادثة السفينتان كاشفة – بناء جيش الثورة واجبة
- من نحن
- موقعة الجمل .. كي لا ننسى - مصر
- -غندور بطل يشجع- شهداء مجزرة ستاد بورسعيد، لن ننساكم
- إضراب عمال النساجون الشرقيون للمطالبة بزيادة العلاوة السنوية ...


المزيد.....




- قطر عن مقتل اثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن: -نرفض الإر ...
- ليبيا - نواب يقترحون تشكيل حكومة مصغرة لفترة مؤقتة
- عقوبات أمريكية على السودان بسبب -استخدام أسلحة كيماوية-
- وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية تهدد الجامعات بإجراءات إذا سمح ...
- مصر.. تدخل دبلوماسي بعد فيديو اعتداء كفيل سعودي على عمال مصر ...
- 72 شهيدا بغزة وحماس تحذر من إقامة معسكرات اعتقال
- المغرب بعيون إسكندرانية.. من فاس للقاهرة في رحلة عبر مراكش
- مناورات إيران وأذربيجان العسكرية.. تعاون أمني أم رسائل إسترا ...
- لحظة استهداف الجيش الإسرائيلي لمبنى في بلدة تول جنوب لبنان
- سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق في الجنوب والبقاع في لبنان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير