أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟














المزيد.....

من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 20:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


محمد السايس

في الوقت الذي تقصف فيه غزة بلا رحمة، ويُشن العدوان الصهيوني إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني، ويطلق حملة موسعة من الغارات والقصف على الشعب الإيراني، وتقصف فيه إسرائيل لبنان وسوريا كما أرادت، يجد المواطن المصري نفسه مضطرًا إلى تمويل آلة الحرب الصهيونية من خلال فاتورة الكهرباء وفاتورة الغاز… نعم، و للأسف تساهم فواتير منازلنا في دفع تكاليف الرصاص الذي يُطلق على أشقائنا في غزة والضفة ولبنان واليمن وسوريا وإيران ولسه القوس مفتوح، فمن وضع المصريين في هذا الموقف الحقير!

الجمعة الماضية، خرجت وزارة البترول المصرية ببيان هزيل، تؤكد فيه بدء تنفيذ “خطة طوارئ” بعد توقف إمدادات الغاز من “الشرق” الاسم الحركي لإسرائيل، الذي تستخدمه الحكومة المصرية لتجنب الإحراج السياسي أمام شارع عربى غاضب. لم تجرؤ الدولة على تسمية الاحتلال باسمه، لكنها لم تتردد لحظة فى التعاقد معه، والأرتهان لقراراته، وتحمُّل نتائج حروبه العدوانية!

من الاكتفاء الذاتي إلى التبعية

منذ اكتشاف حقل ظُهر، روّج النظام المصري لأسطورة “الاكتفاء الذاتي” وتحول البلاد إلى “مركز إقليمي لتجارة الطاقة”. إنخفاض الإنتاج المحلي ليس قضاءً وقدرًا. إنه نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة النيوليبرالية، التي فضّلت تصدير الغاز على تلبية حاجات السوق المحلي، واستنزفت حقل ظُهر بشكل غير مدروس، مما أدى إلى تدهور إنتاجه بعد أقل من 5 سنوات من تشغيله.

وعندما بدأ الإنتاج المحلي ينهار، لم تتجه الدولة إلى تطوير بدائل مستقلة أو الاستثمار الحقيقي في الطاقة المتجددة، بل سارعت إلى فتح ذراعيها أكثر للغاز الإسرائيلي. وبينما انبهر الإعلام المضلل بما وصفه السيسي بـ”الجون” عقب صفقة غاز من إسرائيل لمصر، بدأت مصر فعليًا في استيراد الغاز من الاحتلال عام 2020، بزعم تسييله وإعادة تصديره لأوروبا.

لكن الحقيقة تكشفت بسرعة: الغاز الذي وُصف بأنه “للأغراض التجارية فقط”، بات يُستخدم داخليًا لتشغيل محطات الكهرباء، وتغطية النقص الناتج عن تراجع الإنتاج المحلي. وبينما كان من المفترض أن نربح من “الجون”، تحولنا إلى أسرى في مرمى تسديدات الاحتلال، الذي يملك القدرة الكاملة على قطع الإمدادات متى شاء، كما حدث بالفعل أكثر من مرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وحتى حين أدركت مصر ضعف هذه العلاقة، وقّعت في مايو الماضي أكبر صفقة استيراد غاز في تاريخها (بقيمة 15 مليار دولار) من الشركات العالمية، دون أن تُلغي التزامها المستمر بشراء الغاز من الاحتلال حتى عام 2035!

كالعادة، يدفع الفقراء الثمن

في صيف 2023، عاش ملايين المصريين في الظلام بسبب تخفيف الأحمال وصل لانقطاع الكهرباء الى ثلاث وأربع ساعات يوميا.

وفي 2024، سُحبت المازوتات من المصانع، وأُجبرت على التوقف أو تقليص الإنتاج.

وفي 2025، ها هي الدولة تعود لنقطة الصفر، تلعب بالنار، وتغامر بتشغيل الكهرباء بالسولار وسط أزمة مالية خانقة، وفوق كل هذا… تُموّل الحرب الصهيونية من خزينة الشعب!

التطبيع الاقتصادي أخطر من السياسي

ما يحدث اليوم ليس مجرد صفقة غاز. بل هو تطبيع بنيوي كامل، يجعل مصر جزءًا من الاقتصاد الحربي الصهيوني، ويحوّل العلاقة من مجرد استيراد طارئ إلى تبعية منهجية، مُوقعة بعقود طويلة الأجل، لا تُراعي لا السيادة الوطنية ولا الأخلاق ولا التضامن الإنساني.

النظام المصري لا يطبّع فقط، بل يشارك فعليًا في تمويل الاحتلال. هذا ليس اتهامًا سياسيًا، بل حقيقة رقمية: أكثر من مليار دولار سنويًا يتم تحويلها من القاهرة إلى تل أبيب في صورة مدفوعات للغاز!

إننا كمصريين نرفض أن يتحول اقتصادنا إلى رهينة لدى الاحتلال. نرفض أن ندفع ثمن حرب الإبادة ، وسياسات لا نشارك فيها، وصفقات لا نعرف عنها شيئًا.

نرفض أن تبقى غزة تحت الحصار، بينما تفتح مصر أنابيب الغاز للاحتلال، ونرتهن لإرادة الاحتلال، ألا يكفينا من العار ما حملته لنا حكومة عبد الفتاح السيسي من اعتداء على المتضامنين العرب والأجانب مع القضية الفلسطينية، الا يكفينا عار حصار قطاع غزة وتقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل وتسيير السفن الحربية في موانينا ومياهنا الإقليمية.

ومع كل هذا العار المتلاحق، والظروف الاقتصادية الصعبة، ومستويات القمع المتزايدة، فإن الحلول أصبحت فقط تتمثل في مدى إمكانية الشارع أن يسترد صوته، مرة أخرى وأن يفرض كلمته ويقول: لا لغاز الاحتلال… لا كهرباء بالتطبيع… لا مستقبل في ظل التبعية للحكومة الصهيونية، إن تلك اللحظة يفصلنا عنها نضال طويل، وبناء وعي، وتراكم خبرات، تحتاج فعلا مجهود مخلص من كل الثوريين والعمال والطلاب الطليعيين كل في أوساطه يمارس الدعاية والتحريض من خلال عمل منظم ثوري حتى نستفيق من هذا العار.

soc-rev-egy.org



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!
- تعليق علي منع قافلة الصمود: لو أن في شتمكم نفعًا، لسوّدنا في ...
- من البحر إلى البر: الطريق أطول والتحديات أصعب
- إلى الرفاق: تقرير حول الأزمة السياسية
- النصر حليف ليلي والعار يحاصر الفرعون
- الحرية لعلاء عبد الفتاح، الحرية للمعتقلين
- الموت جوعًا… الخزي للنظام وداعميه إلى الأبد
- قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير
- إذا لم تستحِ، فافعل مثل أحمد ماهر
- فلسطين 77 عام من النكبة والإبادة المستمرة
- هل كانت حرب أكتوبر انتصار ؟ ام كذبة من كذبات النظام ؟
- أمانة شباب الحركة المدنية مسار إصلاحي بلا إصلاح
- فعلتها العصابة وقتلتهما بدم بارد، لن ننسي لن نغفر لن نسامح
- لن تكون هذه الزيادة الأخيرة ما لم نتحرك الآن
- لا لتهجير أهالي الوراق يا سيسي
- من أجل معتقلين وأطفال ولاجئين وناجيات وغيرهم
- عدوان امريكي على اليمن وإعادة تشغيل الإبادة الفلسطينية
- رفض التهجير ليس بالشعارات- تعليق على بيان القمة العربية
- بين الوقاحة الأمريكية والخذلان المصري
- الاصطفاف المشبوه


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟