أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع














المزيد.....

انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 18:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حسن مصطفي

يجري النظام في هذه الفترة انتخابات مجلس الشيوخ، وهي فعليًا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما يمكن وصفه بالانتخابات، ولا تربطها بها صلة، لا شكليًا ولا موضوعيًا، سوى بالاسم فقط. فالوضع السياسي الراهن، والأزمة السياسية والاقتصادية التي تضرب البلاد، لا يمكن إنكارها أو تجاهل وجودها. ومع ذلك، يستمر النهج القمعي للنظام، وحالة الصلف والغرور التي تسيطر عليه، والتي جعلته لا يُلقي بالًا لأي شيء في البلد، اعتمادًا على قدرة لا نهائية على القمع، وعلى تمرير ما يشاء من قوانين وتشريعات.

فعلى الرغم من توصيات ومطالبات كل من الحوار الوطني – الذي دعا له النظام – وأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، بتعديل قانون الانتخابات بنظام القوائم المغلقة وتحويله إلى نظام القوائم النسبية، وإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بالشكل الذي يسمح بالحد الأدنى من التنافسية، إلا أن النظام ضرب بتلك التوصيات عرض الحائط، وأقرّ، عبر الأغلبية التي يسيطر عليها في مجلس النواب، في مايو الماضي، تعديلات شكلية على القانون، لم تشمل تعديل نظام القوائم المغلقة أو إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.

في النظام الانتخابي الحالي عبد الفتاح السيسي له حق تعيين ثلث أعضاء المجلس، بينما يُنتخب الثلث الثاني بنظام القوائم المغلقة، والثلث الثالث بنظام الفردي. لنجد أنفسنا أمام مشهد عبثي بعد أن أُغلق باب الترشح منذ أيام لانتخابات مجلس الشيوخ دون ترشّح المعارضة ممثلة في أحزاب الحركة المدنية، لا على نظام القوائم ولا على المقاعد الفردية. فنحن أمام انتخابات بقائمة واحدة، هي “القائمة الوطنية” لأحزاب النظام، وتشاركهم فيها أحزاب المعارضة الرسمية (الوفد، والتجمع، والمصري، والعدل والإصلاح)، بينما لم تترشح المعارضة على أي من مقاعد الفردي.

من الطبيعي أن تمتنع المعارضة عن المشاركة في الانتخابات أو في العملية السياسية بشكل عام حين تشعر بعدم جدوى المشاركة، في ظل مناخ يسوده الاستبداد والقمع. إذ إن مشاركتها تُحتسب عليها سلبًا أمام قواعدها، لأن السلطة القمعية توظف تلك المشاركة لتزعم أن الانتخابات تنافسية وحرة، في حين أنها صورية في حقيقتها. لذا، تلجأ المعارضة أحيانًا إلى تكتيك المقاطعة، وتدفع باتجاه تصعيد المواجهة مع السلطة القمعية، بوسائل وأدوات مختلفة، مثل الدعوة إلى التظاهر أو الإضراب العام أو العصيان المدني.

لكن المعارضة المصرية اليوم، وبشأن انتخابات مجلس الشيوخ، تتخذ موقفًا في منتهى الغرابة: إنها تتبنى “اللاموقف”. فهي، على أرض الواقع، غير مشاركة في الانتخابات، إذ رفضت الدخول في “القائمة الوطنية” لأحزاب النظام، والتي تشارك فيها أحزاب المعارضة الرسمية، ولم تطرح في الوقت نفسه قائمة بديلة منافسة، أو تدفع بمرشحين لها على المقاعد الفردية. ومع ذلك، لا تُعلن مقاطعتها الانتخابات بدعوى “عدم الجدوى من المشاركة”!

من المستغرب، حقًا، أن تصل مستويات القمع والسيطرة الأمنية إلى الدرجة التي تُفقد فيها أحزاب المعارضة قدرتها تمامًا على الفعل السياسي، كما لو أنها أُصيبت بسكتة دماغية. وهو ما يطرح سؤالًا على قدر كبير من الأهمية:
هل “اللاموقف” الذي تتبناه المعارضة، بامتناعها عن إعلان مقاطعة صريحة للانتخابات، رغم عدم مشاركتها الفعلية، راجع إلى خشيتها من رد فعل انتقامي محتمل من النظام حال اتخاذها خطوة تصعيدية كهذه؟

إذا كانت الإجابة “نعم”، فهذه كارثة وفضيحة يجب الإعلان عنها فورًا، مهما كانت العواقب. أما إذا كانت الإجابة “لا”، فهذه كارثة أكبر، لأنها تطرح تساؤلًا حول جدوى المشاركة السياسية من الأساس. فإذا كانت المشاركة تقتصر على إصدار بيانات شجب وإدانة، على طريقة جامعة الدول العربية، وحضور الجلسات “الصوفية” للحوار الوطني، دون قدرة حقيقية على الفعل السياسي، تصبح هذه المشاركة الانتقائية الآمنة شكلًا من أشكال التوظيف السياسي الذي يخدم أهداف النظام، دون قدرة على المناورة خارجه. ولا شك أن القمع يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مشهد بهذه الرداءة، لكن لا يمكن أن يكون ذلك مبررًا للتماهي معه.

إن مشهدًا سياسيًا مترديًا إلى هذه الدرجة، تُديره أجهزة الأمن من أجل استدامة النظام العسكري، واستدامة ديكتاتورية السيسي، يؤكد ما دأبنا على إعلانه: أن النظام لا يرغب في الإصلاح. وهو ما يجعل كل التصورات عن التغيير في المستقبل رهينة للآليات والطرق الثورية، التي يجب أن نعمل على شق طريقنا نحوها بدأبٍ وإصرارٍ لا يفتر.

فعندما تنعدم وسائل التغيير عبر الآليات السياسية، يصبح التغيير عبر الثورة ضرورة، وهو ما تتأكد من صحته الجماهير يومًا بعد آخر.

soc-rev-egy.org



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية السياسية عن كارثة حريق سنترال رمسيس
- بيان تيار الثورة الاشتراكية حول تعديل قانون الإيجار القديم: ...
- الثقب الأسود المصري
- لا نطلب القبول فقط ، بل نسعى لثورة اجتماعية تحقق التحرر الجن ...
- نحلم بأكثر من البقشيش
- من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟
- القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!
- تعليق علي منع قافلة الصمود: لو أن في شتمكم نفعًا، لسوّدنا في ...
- من البحر إلى البر: الطريق أطول والتحديات أصعب
- إلى الرفاق: تقرير حول الأزمة السياسية
- النصر حليف ليلي والعار يحاصر الفرعون
- الحرية لعلاء عبد الفتاح، الحرية للمعتقلين
- الموت جوعًا… الخزي للنظام وداعميه إلى الأبد
- قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير
- إذا لم تستحِ، فافعل مثل أحمد ماهر
- فلسطين 77 عام من النكبة والإبادة المستمرة
- هل كانت حرب أكتوبر انتصار ؟ ام كذبة من كذبات النظام ؟
- أمانة شباب الحركة المدنية مسار إصلاحي بلا إصلاح
- فعلتها العصابة وقتلتهما بدم بارد، لن ننسي لن نغفر لن نسامح
- لن تكون هذه الزيادة الأخيرة ما لم نتحرك الآن


المزيد.....




- -لا تُنسى-.. سعد لمجرد يحتفي بأصداء حفله الجماهيري في المغرب ...
- بسبب الوضع في غزة.. مظاهرة في بروكسل للمطالبة بوقف اتفاقية ا ...
- طهران في مرمى العقوبات مجددًا.. مهلة أوروبية أخيرة لإنقاذ ال ...
- فرنسا: بايرو.. إجراءات بالجملة لتقليص الدين
- السويداء: من يقف وراء الاشتباكات وماهي الأسباب؟
- بلجيكا: مدينة بروج تتخذ إجراءات لمواجهة ظاهرة -السياحة المفر ...
- خبيران: التطهير بالضفة يستدعي محاكمة سموتريتش كمجرم حرب
- القسام تعلن استهداف ناقلة جند من طراز -نمر- شمال خان يونس
- تركي آل الشيخ يكشف عن مفاجأة في موسم الرياض المقبل
- اشتباكات السويداء.. بيان رئاسي بمحاسبة -من يثبت تجاوزه مهما ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع