أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية















المزيد.....

من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 20:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


مصطفى سامح

حين يصمت القاتل عن جريمته، يتكلم التاريخ، وحين تغيب العدالة، يتكفّل الوجدان الجمعي للأمة بمواجهة كل من خان، وباع، وتواطأ.

وإننا اليوم أمام واحدة من أبشع الجرائم التي تُرتكب بحق الإنسانية. لا يشارك فيها العدو الصهيوني وحده، بل يجد له من الأعوان والأنظمة من يتكفّلون بإتمام الحصار، وخنق من تبقّى من الأرواح.

إن ما يجري اليوم في قطاع غزة من مجازر جماعية وجرائم إبادة ضد المدنيين العزّل، لم يكن ليبلغ هذا الحدّ من الوحشية، لولا اشتراك أطراف إقليمية مع العدو الصهيوني في تنفيذ الحصار، وتجويع الناس، ومنع الدواء والإغاثة.
وعلى رأس هؤلاء يأتي النظام المصري، الذي لم يعد خافيًا على أحد أنه شريك مباشر في جريمة خنق غزة.

النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي لا يقدّم الدعم لفلسطين، ولا يحمي ظهرها كما يدّعي في بياناته المنحطة، بل شريكٌ علني في حراسة الحدود الإسرائيلية، وضامن لأمنها، وفاعل رئيسي في خنق الشعب الفلسطيني المحاصر منذ سنوات.

وقد تجلّى هذا الدور في أوضح صورة خلال حرب الإبادة الأخيرة، حين أُغلقت المعابر في وجه الجرحى والنازحين، ومُنعت القوافل الإغاثية من الدخول، وتُرك آلاف الأطفال والنساء للموت جوعاً أو تحت الأنقاض، دون أن يسمح لهم النظام المصري بالعبور أو الوصول إلى المستشفيات.

لم يكن هذا تقصيرًا، بل قرارًا سياسيًا واعيًا ومدروسًا. لقد قرّر النظام أن يقف ضد الشعب الفلسطيني، وأن يتاجر بمأساته، وأن يستغل الحرب لتكديس الأرباح عبر أدواته المحلية.

لقد ظهر إلى العلن ما كان يُدار سابقًا من خلف الستار: تسليم إدارة ملف دخول المصابين من غزة إلى شخصية مثل إبراهيم العرجاني، أحد رجال الأعمال المرتبطين بالأجهزة الأمنية، والذي فرض إتاوات تصل إلى آلاف الدولارات على كل جريح يُسمح له بالمرور.

هذا الاستغلال المهين والوضيع لمعاناة الناس لم يكن ليحدث لولا أن الدولة المصرية منحته الغطاء الكامل، وشاركت معه في تحويل المعبر إلى نقطة عبور مقابل المال، وسوق سوداء للموت تُدار بالأوامر الأمنية، وتُغلق وتُفتح بقرار سياسي خاضع لتفاهمات مع العدو.

لا يمكن الحديث عن هذه الخيانة دون التذكير بأن عبد الفتاح السيسي لم يأتِ إلى الحكم بإرادة وطنية، بل صعد عبر ثورة مضادة دموية، على أنقاض آلاف الشهداء والجرحى، ورأت فيه إسرائيل خادمًا طيّعًا، قادرًا على تلبية كل طموحاتها وأطماعها، وكبح أي نفس ثوري في مصر، ضمانًا لأمنها.

وقد عبّر السيسي عن هذه الوظيفة بوضوح، حين قال في أكثر من مناسبة:
“أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي“
وهو قول خطير، لا يمكن اعتباره زلّة لسان، بل يعكس جوهر عقيدته السياسية، ويكشف انحيازه الكامل للاحتلال، حتى وإن كلّف ذلك سحق غزة وتصفية القضية من بوابة القاهرة.

ولمن يظن أن هذه الخيانة استثناء ناتج عن ظرف سياسي أو ضغوط خارجية، نذكّره بأن هذا هو السلوك الطبيعي لنظام يتعامل مع شعبه بالعقلية ذاتها.

فعبد الفتاح السيسي، منذ انقلابه في 2013، أقام سلطته على ثلاثة أعمدة:
التجويع، القمع، التفريط.

قتل واعتقل وشرّد مئات الآلاف من أبناء الشعب المصري، ودمّر الحياة السياسية، وصادر الحريات، بعد أن ملأ السجون بكل من طالب بالعدل، أو الكرامة، أو الديمقراطية، أو الحقوق السياسية.

ثم شرع في مشروع واسع لتصفية أصول الدولة، فباع الأراضي العامة، وهجّر الأهالي من سيناء، والوراق، والقرصاية، والدهب، ومنحها لمستثمرين من الإمارات – الشيطان الأكبر ومخلب إسرائيل في المنطقة – تحت غطاء “حق الانتفاع” لعشرات السنين، وهو غطاء قانوني لبيع الأرض دون إعلان البيع.

ولم يكتفِ بتهجير السكان، بل بدأ في بيع الموانئ والمطارات والمرافق الحيوية.
فتم بيع وتأجير:
– ميناء العين السخنة
– ميناء شرق بورسعيد
– ميناء سفاجا
– محطات السفن السياحية في شرم الشيخ والغردقة

كما جرى بيع مؤسسات مالية وصناعية وطنية، مثل:
– بنك القاهرة
– شركة فوري
– شركة أبو قير للأسمدة
– شركة ناصر لإنتاج الأسمدة
– شركة الإسكندرية لتداول الحاويات
– الشركة الشرقية للدخان
وغيرها من عشرات شركات الأدوية والزراعة والخدمات الأخرى التي لا تُعد ولا تُحصى.

هذا غير بيع الفنادق التاريخية، وتسليمها لمستثمرين من الخليج وأطراف أجنبية، في صفقات تُدار في الخفاء، بعيدًا عن أي شفافية أو محاسبة.

ما يفعله السيسي في مصر، هو ذاته ما يفعله مع فلسطين.
نظام لا يعرف الوطن، ولا يعترف بالكرامة، ويعامل الناس كما تُعامل الأشياء القابلة للبيع والتبادل.
ولذلك، فإن شراكته في حصار غزة ليست خروجًا عن مساره، بل امتدادٌ طبيعي لسياساته الداخلية، وللعقيدة الأمنية التي تدير بها الأجهزة العسكرية الدولة وتتعامل بها مع محيطها الإقليمي.

إن السكوت على هذا النظام بعد اليوم هو تواطؤ، وتبرير أفعاله أو التماس الأعذار له هو خيانة.
ومن يرفض الثورة عليه، فهو يوافق ضمنًا على بقاء نظام يقتل في الداخل، ويخنق الجيران، ويقدّم نفسه للعالم كخادم لإسرائيل مقابل البقاء في السلطة.

إلى كل من لم يرضَ بالظلم البادي حولنا، أو يختزل وجوده في دور المتفرّج:

لسنا أمام أزمة مؤقتة أو خلل عابر، بل أمام نظام يستمدّ قوته من إفقاركم وتجويعكم، ويستمرّ في وجوده من تشتّتنا وصمتنا.

لم يعد السؤال: هل يجب أن نسقط هذا النظام؟
بل أصبح: ما الذي يؤخّرنا عن ذلك؟
هذا النظام يجب إسقاطه فورًا، وبلا تردّد.
عبد الفتاح السيسي، رأس ذلك النظام، لم يعد مجرّد حاكم مستبد، بل صار خائنًا صريحًا، عميلًا علنيًا، يدير البلد كضيعة خاصة، ويبيعها قطعة قطعة في مزاد الخنوع، وبدّد ثروات الأجيال، وسفك الدماء، وأذلّ الكرام.
وها هو اليوم يرتكب أبشع الجرائم في حق جيراننا في غزة بدم بارد، مستغلًا حرب الإبادة لتحقيق أرباح ملوّثة بدماء الشهداء.
لا إصلاح ممكن، ولا مصالحة تُرجى.

ولهذا فإننا لا نخاطب مشاعرك، بل نناشد وعيك.

ندعوك للانضمام إلينا في مسار سياسي بديل مشترك، لا يكتفي برفض الواقع، بل يعمل على تغييره؛
مسار يجمعنا على خطة واضحة، وتنظيم فعّال، ورؤية تقطع مع العشوائية وردود الفعل، وتؤسّس لبناء جديد لا يعيد إنتاج القديم بثوب مختلف.

نحن لا نقدّم وعودًا جاهزة، بل نفتح بابًا للشراكة في العمل والمواجهة والتخطيط.
نبحث عن كل من يرى أن الصمت خيانة، وأن الانتظار تواطؤ.
إن كنت من هؤلاء، فإن مكانك بيننا، والوقت الآن، لا غدًا.

يسقط حكم الخونة
يسقط حكم السيسي
المجد للشعوب
والعار لكل من باعها

soc-rev-egy.org



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحية تعذيب جديدة في قسم بلقاس..النظام يقتل المصريين ويحاصر ا ...
- عن عملية قسم المعصرة - حين يُغلق المجال العام لا يبقى سوى ال ...
- انتخابات الشيوخ: نظام يعزف منفردًا ومعارضة أتلفها القمع
- المسؤولية السياسية عن كارثة حريق سنترال رمسيس
- بيان تيار الثورة الاشتراكية حول تعديل قانون الإيجار القديم: ...
- الثقب الأسود المصري
- لا نطلب القبول فقط ، بل نسعى لثورة اجتماعية تحقق التحرر الجن ...
- نحلم بأكثر من البقشيش
- من “الجون” إلى الجُبن: كيف وقعت مصر في مصيدة الغاز الصهيوني؟
- القافلة التي أرادت أن تُحرج مصر… ففشختها!
- تعليق علي منع قافلة الصمود: لو أن في شتمكم نفعًا، لسوّدنا في ...
- من البحر إلى البر: الطريق أطول والتحديات أصعب
- إلى الرفاق: تقرير حول الأزمة السياسية
- النصر حليف ليلي والعار يحاصر الفرعون
- الحرية لعلاء عبد الفتاح، الحرية للمعتقلين
- الموت جوعًا… الخزي للنظام وداعميه إلى الأبد
- قانون الانتخابات: مصادرة جديدة على حرية التعبير
- إذا لم تستحِ، فافعل مثل أحمد ماهر
- فلسطين 77 عام من النكبة والإبادة المستمرة
- هل كانت حرب أكتوبر انتصار ؟ ام كذبة من كذبات النظام ؟


المزيد.....




- خبير عسكري: 72 ساعة بدون تقدم ملموس والمقاومة تجبر الاحتلال ...
- محللون: ضبابية الأهداف والخلافات تربك جيش إسرائيل وتطيل أمد ...
- زامير يأمر بوقف مرور القوافل من الأردن إلى قطاع غزة
- ورقة الرهائن في غزة.. سلاح ردع أم مدخل لحرب استنزاف طويلة؟
- الصين تعلق على تصريحات ترامب بشأن العودة إلى أفغانستان
- -سامسونغ- تخطط لطرح هاتف ثلاثي الطي في أميركا
- العراق يعلن عن مقتل قيادي بداعش في عملية -نوعية- في سوريا
- ترامب يقر اختبار جنسية جديد يتضمن -أسئلة معقدة-
- اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيسين الأميركي والصيني
- تلويح ترامب بسحب تراخيص شبكات تلفزيونية يثير القلق


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية