أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - خبث التغاضي من كتاب (رسائل غير مشفرة )














المزيد.....

خبث التغاضي من كتاب (رسائل غير مشفرة )


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 15:17
المحور: قضايا ثقافية
    


يتغاضى عنك شخص كنت الأقرب إلى قلبه، وتنتظر منه دعوة أو تذكّرًا في لحظة فرح أو إنجاز أو مناسبة، فتفاجأ بأنه يمد يده لغيرك ويتناساك، هنا لا يكون الغياب صدفة ولا السهو بريئًا، وإنما هو نتاج دوافع أعمق تخفيها ملامحه وتصرفاته، ففي مثل هذه المواقف، تتجلّى هشاشة الروابط التي كنت تظنها متينة، وتتكشف طبيعة العلاقات حين تتبدل الأحوال وتتغير المواقع.
هناك من لا يحتمل رؤية من كان سندًا له في ضعفه، لأنه يشعر داخليًا أن هذا السند يذكره بنفسه القديمة، بتلك اللحظات التي لم يكن فيها شيئًا يُذكر. ومع أن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا بالوفاء، إلا أن البعض يظن أن إقصاءك عنه يعزز حضوره أكثر، وقد يتوهم أن بقاءك بجانبه يسرق منه الضوء أو يضعف تأثيره أمام من حوله. تلك النفوس التي تأنف من الاعتراف بدينٍ عاطفي أو إنساني، تحاول أن تهرب منك كأنك مرآة تذكّرها بماضٍ مازالت تخجل منه، أو تخشى أن تعود إليه إن ظللت قريبا،
ومن هؤلاء من عاشوا ظروفًا قاسية، وتجاوزوا محنًا بصعوبة، فلما تغيّرت أوضاعهم صاروا يخافون من عودة الصورة القديمة، يخشون أن يراهم أحد كما كانوا، لا كما أصبحوا. فإذا كنت شاهدًا على رحلة الألم، قد تصبح في نظرهم خطرًا على صورة القوة الجديدة. هذه النفوس المأزومة لا تعرف كيف تميز بين من يحبها لذاتها ومن ينافسها على موضع، فتخلط بين المحبة والتهديد، وبين القرب والسطو. ومع كل نجاح جديد يعيشونه، يشعرون بحاجتهم إلى فصل الفصول، وقطع خيوط الذاكرة التي تربطهم بما كانوا عليه.
قد تعيش لحظة الذهول وأنت ترى أحدهم يمنح غيرك ما كنت تنتظره منه، ويشارك الآخرين أمورًا كنت أولى بها، لكن حين تتأمل عمق الحكاية تدرك أنك كنت أرقى من أن تكون في حفلة إثبات أو مظاهرة حضور. فوجودك بحد ذاته يكفيك، وحضورك في قلبك وصفائك من الغل والحسد يجعل مقامك أعلى. النفوس التي تشعر أنها في سباق دائم لا تهدأ، وتظل تراقب كل من حولها خشية أن يتفوقوا عليها، وإن لم ينافسوها أصلًا. هؤلاء لا يشعرون بالأمان حتى مع الأقرب، ويظنون أن الضوء لا يتسع إلا لهم، فيحاولون حجبك دون أن تعرف.
في مثل هذا، لا تلُم نفسك ولا تحاول أن تبرّر غياب الدعوة، لأن المشكلة ليست في مكانك أو قيمتك، وإنما في عيونهم التي لم ترَ الحقيقة كما هي. هؤلاء حين يبتعدون فإنهم يختارون أن يخسروا من لا يُعوّض، لأن الغل لا يصنع صداقات ولا يبني مودة. عش كبيرًا كما كنت، وامنح العذر دون أن تطلب تفسيرًا، واترك للزمن أن يكشف المعدن الأصيل من الطلاء الزائف. فالكريم يزداد وفاءً كلما اشتد به النعيم، أما من ضاقت روحه بعد أن وسّع الله عليه، فهو لم يتعلّم شيئًا من البلاء، ولم يحسن حمل النعمة بعده.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتابي أفئدة من ذهب (ثريا الشاوي)
- لغات الحب تعلمناها من الحبيب المصطفى
- من كتاب( أفئدة من ذهب)زوجات النبي والحكمة من كلل زوجة
- حميد بركي المفكر الادبي
- التطفل
- عندما يصبح السؤال تساؤلا
- مهرجان ابن عريف
- أخلاقيات العلاقة الزوجية
- رد بآشارة يغني عن السؤال والإثارة
- الجميل (صبرا ،هجرا.. )
- شبه قرين
- من كتابي رواد من شروق (مراكش والقلعة عملة واحدة)
- من كتابي أفئدة من ذهب(الفلكي حماد عاشور)
- سر الجمال
- خاتمة كتاب (رواد من شروق)
- مقدمة كتاب (رواد من شروق)
- سيرة ادباء وشعراء (رشيد أيلال)
- سوق الغزل ( من مغرب الثقافات)
- سيرة ادباء وشعراء (أحمد حيدة )
- سيرة الشاعر الناقد (حميد بركي )


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - خبث التغاضي من كتاب (رسائل غير مشفرة )