للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 20:47
المحور:
قضايا ثقافية
من بين أكثر ما يفسد العلاقات، ويهدم جسور الثقة بين الناس هو التطفل على خصوصيات الآخرين خاصة، حين يتعلق الأمر بالهواتف التي أصبحت اليوم تحمل أسرار الأفراد، وحياتهم الشخصية، ومشاعرهم وأحاديثهم الخاصة فليس من الأخلاق في شيء أن تمتد يد أحدهم لتتصفح ما ليس له أو أن يقرأ الرسائل التي لا تخصه، أو أن يفتح صورا، أو يستمع إلى مكالمات، أو يسأل أسئلة من قبيل مع من كنت تتحدث، وماذا قال لك، ولماذا كنت تضحك أو تحزن، أو تغضب كلها سلوكات تدل على ضعف في الوعي وسوء في التربية وقصور في احترام الكرامة الإنسانية والأدهى من ذلك أن تكون مع شخص في مجلس، أو في مكان عام ويتلقى مكالمة فيترك هاتفه على وضع مكبر الصوت دون أدنى اعتبار لحرمة الكلام الذي قد يكون خاصا، أو يحمل سرا من أسرار من يتصل به وقد يتسبب ذلك في إيذاء نفسي أو اجتماعي أو حتى مهني وقد يصل الأمر إلى القطيعة أو فقدان الثقة والاحترام كما أن من سوء السلوك أن يسأل المتصل أول ما يسأل أين أنت كأن السؤال ضرورة أو كأن الإنسان فقد قيمته ولا يُعامل إلا بناء على موقعه أو المكان الذي يوجد فيه بل إن البعض يجعل من هذا السؤال وسيلة للضغط أو للرقابة وكأننا نعيش في سجن مراقب لا حرية فيه ولا خصوصية لذلك فإن ما ينبغي ترسيخه في نفوس الناس هو أن لكل إنسان حرمته وخصوصيته التي يجب أن تُصان وأن الهاتف لا يُعطى إلا بإذن ولا يُستمع لما فيه إلا برضا صاحبه وأن السؤال عن المكان يجب أن يكون بلطف وفي سياق ضروري لا فضوليا ولا تسلطيا وأن من يريد علاقة سليمة عليه أن يضع الثقة قبل المراقبة والاحترام قبل التطفل والحب قبل الفضول لأن الكرامة أثمن من أي معلومة والحرية أرقى من أي سلوك فضولي ومن لم يفهم أن الاحترام أساس العلاقات فلا يلومن إلا نفسه حين يفقد أحبته واحدا تلو الآخر.
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟