أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - الشاعرالمغربي محمد بودلاعة














المزيد.....

الشاعرالمغربي محمد بودلاعة


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 18:41
المحور: قضايا ثقافية
    


الشاعر محمد بودلاعة رئيس فرع المنتدى العشرة، وعضو جمعية أدباء النهضة، وهو أحد الأصوات الشعرية البارزة في مدينة قلعة السراغنة بالمغرب. يُعرف بإسهاماته المتواصلة في إثراء المشهد الثقافي المحلي، من خلال مشاركته الفعالة في العديد من التظاهرات الأدبية والمبادرات الهادفة إلى تعزيز ثقافة القراءة والإبداع.

من بين أبرز أعماله ديوان "زوايا الظل"، الذي تم توقيعه في مناسبات ثقافية مختلفة، منها دار الثقافة بقلعة السراغنة والسجن المحلي، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للكتاب واليوم الوطني للقراءة . كما شارك في المعرض الجهوي السادس للكتاب، حيث تم توقيع ديوانه "إيماءات" ضمن فعاليات "ليلة الإبداع" .

إلى جانب ذلك، ساهم بودلاعة في مبادرات تهدف إلى تحبيب القراءة للنشء، مثل مشاركته في قافلة "أجي نقراو" التي حلت بقلعة السراغنة . كما كان له حضور مميز في الصالونات الأدبية التي نظمتها جمعية أدباء النهضة، حيث أُشيد بدوره في تنظيم واستقبال الضيوف .

يُعتبر محمد بودلاعة من الشعراء الذين لا يكتفون بكتابة القصيدة، بل يُحولونها إلى نشيد ينبض بالحياة، مما يعكس عمق تجربته الشعرية وارتباطه الوثيق بالواقع الثقافي والاجتماعي ، وهذا مقطع من كتاباته قصد التعرف عليه شيئا ما قصيدة تحت عنوان " بعض من تعب" ديوان .. زوايا الظل ..
الصفحة .. 40 ..
..
متعب الخطى
تعصف بي قرابين الهوى
إلى انحدارات في ظلام مكتمل العناق
أذرف دمعة على بعد الموت
أقصد مثواي في ظل سكوني
أركع حيثما أنا
لمن تسلقت سلم جسدي
دون أن تترك أثرا
أو تطفئ نارا
أوقدها الحنين .

تنفتح على عتبة تأملية تمهد لعالم داخلي مشحون بالوهن والوجد، حيث يقول الشاعر: "بعض من تعب .. متعب الخطى" هذه الجملة القصيرة تفيض بطاقة شعورية مكثفة، وتشتغل بلاغيًا على التكرار البنائي الذي يُحوّل التعب من حالة جزئية إلى كيان متكامل يثقل الحركة، فتبدو الخطى كأنها تعبير جسدي عن انكسار داخلي، بلاغة الإيجاز هنا تتجلى في تحويل الكلمات القليلة إلى دفق وجداني يختزل تجربة وجودية بأكملها،
يأتي بعد ذلك تفجير للصور ضمن منحى رمزي ينفتح على أفق الأسطورة والتضحية، حين يقول: "تعصف بي قرابين الهوى إلى انحدارات في ظلام مكتمل العناق". القرابين، في بعدها المجازي، تؤول إلى المشاعر أو الذات نفسها التي تُقدّم حبًا، لكنها لا تُكافأ إلا بالتيه والانحدار، والتعبير بـ"تعصف" يمنح الهوى طابع القوة العمياء، قوة تجرّ لا تهمس، تأخذ ولا تمنح. أما "ظلام مكتمل العناق" فهي عبارة مشبعة بالغموض الجميل، تمنح الظلمة ملمسًا حميميًا، وكأن الشاعر بلغ من الإلفة مع ألمه حد الاحتضان، فتصبح العتمة مأوى، والعناق لا يتم في النور بل في قاع السكون، وحين نصل إلى قوله : "أذرف دمعة على بعد الموت"، ندخل عالمًا من الشفافية المكثفة، حيث البلاغة تقوم على المفارقة الزمنية. البكاء لا يحدث قبل الموت أو في حضرته، بل بعده، ما يعطي للدعابة الحزينة بعدًا وجوديًا، كأن الذات تتأمل ذاتها من مسافة ما بعد الفناء، في نوع من الحضور اللاحق، أو الندم المتأخر، وهي صورة شاعرية عميقة تؤثث النص بهدوءٍ يتنافى مع الألم لكنه لا ينفيه.
ثم تتوالى صور الانسحاب والهدوء الداخلي في عبارة: "أقصد مثواي في ظل سكوني أركع حيثما أنا". هنا تتحول الكتابة إلى طقس رمزي. "مثواي" تعني استقرارًا نهائيًا، لا يحمل بالضرورة دلالة الموت، بل الراحة الأخيرة، بينما "ظل سكوني" يوحي بأن هذا السكون ليس ظاهرة عابرة، بل له ظل، أي امتداد وتجذر. أما "أركع حيثما أنا" فهي جملة بالغة التأثير، تحمل انكسارًا داخليًا لا يحتاج إلى سبب أو مسرح، فالمكان لم يعد مهما، إذ أن الذات تفرغت من رغبة الحركة، فصار الركوع فعل وجود، لا ظرف عبادة، بل تكثيف لحالة داخلية من التسليم.
تبلغ القصيدة ذروتها البلاغية في المقطع الختامي: "لمن تسلقت سلم جسدي دون أن تترك أثرا أو تطفئ نارا أوقدها الحنين" صورة مبتكرة، تنحت الجسد ككيان له درجات، كأنه معمار روحي، و"التسلق" فعل يشي بالاقتراب والنية، لكنه لم يخلف أثرًا، ما يدل على علاقة عابرة أو روح لم تكتمل في الحضور، أما "النار" فهي نار الحنين، لا نار اللقاء، مما يعمق من جمالية الصورة، حيث الغائب يحترق في القلب أكثر من الحاضر، والغياب يترك جرحًا أشد من الفعل.
البلاغة هنا لا تقوم على الفخامة اللفظية أو الزخرفة الشكلية، بل على تكثيف المعنى، واستدعاء صور غريبة مألوفة في الآن نفسه، تبني جسرًا بين الحزن الشخصي والحزن الإنساني، بين الجسد والروح، بين الحب والانطفاء. فالنص يتنفس من داخل تجربة إنسانية صامتة، تتكلم بالهمس وتصرخ بالرمز، وهو ما يجعل القصيدة نثرًا مشعًا بالشعر.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الشعر
- حين تغرك الدنيا
- الفرق بين المن والامتنان
- الفرق بين العلم والمعرفة
- الحلاقة
- على الظلال نسير
- قيمة المال
- كيف نتعامل مع الحداثة
- من كتابي (أفئدة من ذهب) عبد الرفيع الجوهري
- جمال الدين الافغاني
- من كتابي (أفئدة من ذهب ) عبد القادر السكراتي
- دلالة الوفاء
- الشعر والأنثى
- خطورة إهمال الأنثى في كل مراحلها
- معنى في رعاية الرحمن
- زرقاء اليمامة : بين الأسطورة والتاريخ
- معنى الحديث
- الفرق بين الحياء والخجل عند الانثى
- الاصطلام
- إيمان خليف (نساء فوق العادة )


المزيد.....




- دخل منطقة محظورة.. سائق توصيل طلبات ينتهي به المطاف على مدرج ...
- -تصميم- فرنسي على الاعتراف بدولة فلسطينية... وشكوى ضدّ إسرائ ...
- الشركات الأمريكية تتمسك بالصين رغم الرسوم الجمركية المرتفعة ...
- بنعبد الله يستقبل وفدا عن عن الجمعية المغربية لحماية المال ا ...
- مودي يفتتح أعلى جسر سكة حديد في العالم يربط كشمير بباقي الأر ...
- لحظة رعب في السماء.. طفلان ينجوان بأعجوبة من قلعة مطاطية طائ ...
- ترامب: وفد أمريكي يجري في لندن يوم 9 يونيو مفاوضات تجارية مع ...
- -إنجاز طبي في مكة-.. استخدام روبوت في عملية جراحية دقيقة بال ...
- رغم شهداء المساعدات.. واشنطن تدعو العالم لدعم -مؤسسة غزة الإ ...
- الى الامام العدد 248


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - الشاعرالمغربي محمد بودلاعة