للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 21:29
المحور:
قضايا ثقافية
المن والامتنان مفهومان يتداخلان عند كثير من الناس رغم التباعد الكبير بينهما، في الحقيقة فبينما يظهران في الظاهر كأنهما من باب واحد، إلا أن أحدهما مذموم والآخر محمود، إذ إن المن هو أن تذكر من أسديت له معروفا بما قدمته له، وتجعله يشعر أنك صاحب الفضل عليه، وتثقل عليه بالعطاء، وهو خلق يفسد العمل الصالح لأنه ينقله من باب الرحمة إلى باب الاستعلاء والرياء، وقد حذر الله تعالى من المن في قوله " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى" فالله لا يقبل صدقة يخالطها من، ولا أذى لأن ذلك يُذهب نورها ويجعلها مدعاة للنفور لا للتقرب، أما الامتنان فهو شعور داخلي بالعرفان بالجميل والتقدير لما يُقدمه الآخرون دون أن يصاحبه استعلاء، أو انتظار للمقابل بل هو أدب النفس الرفيعة التي تعترف بفضل من أحسن إليها، وتحفظ الود لهم في السر والعلن الامتنان لا يُطلب ولا يُفرض، وإنما يُنتظر من القلوب الحرة النبيلة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لا يشكر الناس لا يشكر الله. فشتان بين من يُنفق ليُشعر الناس بثقله عليهم وبين من يُنفق ويطوي ذكره حتى لا يعلم شماله ما أنفقت يمينه بين من يُذكرك دائما بما أعطى وكأنه يريد عبودية عرفان، وبين من يُعطي ثم يمضي، وكأنه لم يفعل شيئا هذا هو الفرق الذي يغفل عنه الكثيرون، إذ يظنون أن مجرد التذكير بالعطاء نوع من المطالبة بالاعتراف لا يضر بينما هو في الحقيقة جرح لكرامة المتلقي ومحو لمعنى الكرم الحق
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟