للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 10:17
المحور:
قضايا ثقافية
مقدمة: زرقاء اليمامة شخصية أسطورية عربية خالدة، اشتهرت ببصرها الثاقب وحدّة رؤيتها حتى أصبحت مضرب المثل في دقة الملاحظة، وصدق الإنذار، وقد اختلفت الروايات حول نسبها، واسمها الحقيقي، لكنها ظلّت حاضرة بقوة في الذاكرة الأدبية والتاريخية للجزيرة العربية.
أصل التسمية واختلاف الروايات: ورد عن الطبري أن اسمها اليمامة بنت مُرّة، فيما ذكر ياقوت الحموي أنها اليمامة بنت سهم بن طسم، وهي قبيلة من العرب البائدة. أما الجاحظ فخالفهما، وقال إن اسمها عَنز، وهي من بنات لقمان بن عاديا. وجاء في "المنجد" أنها حذام، وأن العرب كانوا يضربون بها المثل لحدّة بصرها وصدق نُذرها.
الأسطورة والرؤية الخارقة: أشهر ما يُروى عن زرقاء اليمامة أنها كانت ترى الشخص من مسيرة ثلاثة أيام، وهو ما جعلها تُنذر قومها عند اقتراب الأعداء. وتقول الأسطورة إن جيشًا أراد مباغتة قومها، فتنكّر الجنود بقطع الشجر ليُخفوا أنفسهم، لكن زرقاء اليمامة رأتهم ونبّهت قومها قائلة: "إنّي أرى الشجر يسير" فلم يصدقوها، فوقع الهجوم ودمّرت القبيلة. وبعد المعركة، قيل إنهم شقّوا عينيها فوجدوا العروق مشدودة من شدّة النظر.
الدلالة الثقافية: تحولت زرقاء اليمامة إلى رمز للبصيرة والنباهة، وضُرب بها المثل في الفطنة، وقيل: "أبصر من زرقاء اليمامة" وتُستخدم شخصيتها اليوم في الأدب والنقد لتجسيد فكرة الحكمة المبكرة التي تُقابل بالإهمال أو التكذيب، كما تُشير إلى خطورة تجاهل صوت التحذير وسط الغفلة الجماعية.
خاتمة: زرقاء اليمامة، سواء كانت شخصية حقيقية أم أسطورية، تمثل بعدًا ثقافيًا عميقًا في التراث العربي، وترمز إلى أهمية الإنصات لأصحاب البصيرة وعدم الاستخفاف بالإنذارات الصادقة، مهما بدت غرابتها. لقد بقيت قصة زرقاء اليمامة عبر العصور تحذرنا من أن تجاهل الحقيقة قد يؤدي إلى الهلاك.
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟