من كتابي (أفئدة من ذهب) عبد الرفيع الجوهري

للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 16:15
المحور: الادب والفن
    

عبد الرفيع جواهري من مواليد سنة 1944 بمدينة فاس المغربية، شاعر ومثقف ومناضل سياسي، ومحامٍ وإعلامي إذاعي وكاتب صحفي. يعد من أبرز الشعراء المغاربة الذين برعوا في السخرية السياسية، وعرف بتمرده على الأوضاع الاجتماعية، والسياسية من خلال قصائده التي تمزج بين النقد والأسلوب الساخر.
نشأ عبد الرفيع جواهري في كنف الحركة الوطنية المغربية، حيث تابع تعليمه في المدارس الحرة التي أنشأها رجالات الحركة الوطنية بهدف تدريس اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية المغربية في مواجهة الاستعمار، كما كان للبيئة الوطنية التي عاش فيها أثر كبير على تكوينه الفكري والأدبي، حيث نما وعيه السياسي والثقافي مبكرًا.
منذ شبابه، انخرط جواهري في النضال السياسي، مستعينًا بالكلمة الشعرية كوسيلة للتعبير عن آرائه ومواقفه. كتب قصائد عديدة تناولت موضوعات سياسية واجتماعية، بأسلوب يمزج بين العمق الفني والنقد اللاذع. وقد استطاع من خلال قصائده أن يخلق حوارًا مع المتلقي، مجسدًا التفاعل بين الأدب والواقع.
لم تكن السخرية بالنسبة لعبد الرفيع جواهري مجرد أسلوب شعري، بل كانت فلسفة في الكتابة وموقفًا من الحياة. اختار أن يسخر من الأوضاع السياسية والاجتماعية، مستفيدًا من حسه النقدي ونظرته الثاقبة. هذه السخرية جعلت منه شاعرًا مختلفًا، حيث كان يواجه القضايا بأسلوب مباشر، لكنه لا يخلو من الإبداع.
إلى جانب نشاطه الشعري، كان جواهري إعلاميًا إذاعيًا بارزًا، حيث عمل على تقديم برامج ثقافية واجتماعية، مستثمرًا صوته الجهوري وثقافته الواسعة في التواصل مع الجمهور. كما مارس المحاماة، مدافعًا عن قضايا الحق والعدل.
تميزت قصائده بصدق التعبير وحيوية المعاني، إذ جعل من الشعر وسيلة لنقل هموم الناس وقضاياهم. تناول في قصائده مواضيع متنوعة تراوحت بين السياسية والاجتماعية والإنسانية، وقد كانت كلماته تحمل في طياتها آمال التغيير وروح التمرد.
كان كذلك كاتبًا صحفيًا، حيث أسهم بمقالاته في الصحافة المغربية، معبرًا عن آرائه بشكل صريح وجريء. كان يرى في الكتابة وسيلة لتنوير الرأي العام وحث الناس على التفكير والنقد.
لقد شكلت مسيرته الأدبية والسياسية رمزًا للمثقف الملتزم بقضايا شعبه، حيث استطاع أن يوظف الأدب والإعلام والسياسة في خدمة قيم الحرية والكرامة. ولم يتوقف عن الكتابة والنضال رغم التحديات التي واجهته، ليظل نموذجًا للشاعر الملتزم بقضايا المجتمع.

#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات