من كتابي (أفئدة من ذهب ) عبد القادر السكراتي

للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 18:51
المحور: قضايا ثقافية
    

عبد القادر السكراتي يعد من الأبطال المغاربة الذين سطروا بدمائهم صفحات مجيدة في سجل المقاومة الوطنية،ولد سنة 1922 بدوار السكارتة في قبيلة العرارشة التابعة لقلعة السراغنة،وقد نشأ في بيئة مغربية أصيلة متشبعة بقيم الحرية والوطنية، الأمر الذي جعله ينخرط منذ شبابه في صفوف المقاومة لمناهضة الاستعمار الفرنسي.
كان واحداً من المقاومين الأشداء الذين رفضوا الرضوخ لقوى الاستعمار، فانضم إلى منظمة اليد السوداء التي كان يقودها الشهيد محمد الزرقطوني. كانت هذه المنظمة معروفة بجرأتها وبعملياتها الفدائية التي أربكت المستعمر الفرنسي، وألحقت به خسائر كبيرة على مختلف المستويات، وقد تميز السكراتي بشجاعته النادرة وإقدامه في تنفيذ العمليات الفدائية، حيث كان من بين العناصر الأكثر نشاطاً وتفانياً في هذه المنظمة.
شاركت مجموعة اليد السوداء في العديد من العمليات الفدائية ضد الاستعمار، وقد كانت لهذه العمليات أثر كبير في إثارة غضب المحتل الفرنسي الذي وجد نفسه عاجزاً أمام ضربات المقاومين الأبطال. وقد شكلت هذه العمليات صفعة قوية للمستعمر، ما دفعه إلى مضاعفة جهوده في البحث عن أفراد هذه المجموعة الثورية.
بسبب الدور الريادي الذي لعبه عبد القادر السكراتي في مقاومة الاستعمار الفرنسي، قررت السلطات الفرنسية إصدار حكم بالإعدام في حقه. كان هذا الحكم بمثابة اعتراف ضمني بشجاعة الرجل وتضحيته في سبيل الوطن. إلا أن السكراتي، رغم علمه بالخطر المحدق بحياته، لم يتراجع أو يستسلم، بل ظل وفياً لمبادئه ومؤمناً بأن الحرية تستحق التضحية.
يمثل عبد القادر السكراتي رمزاً من رموز الكفاح الوطني المغربي، وقد استطاع بأفعاله البطولية أن يخلد اسمه في ذاكرة الأجيال. ورغم التهديد المستمر بحياته، بقي متمسكاً بحلمه في تحرير الوطن من براثن الاستعمار. كان السكراتي واحداً من أولئك الذين آمنوا بأن الكرامة الوطنية لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الظروف.
إن تضحيات السكراتي ومن معه من المقاومين جسدت أسمى معاني النضال الوطني، وأسهمت بشكل مباشر في إيقاظ الروح الوطنية لدى العديد من المغاربة الذين انخرطوا فيما بعد في مسيرة التحرير. سيبقى اسم عبد القادر السكراتي حاضراً في الذاكرة الوطنية، وشاهداً على مرحلة تاريخية مشرقة في نضال المغرب من أجل الاستقلال.

#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات