أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - الشعر والأنثى














المزيد.....

الشعر والأنثى


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 14:38
المحور: قضايا ثقافية
    


الشاعرة والأنوثة الإبداعية: رهافة الحرف وليونة القو
تتميز الشاعرة بقدرتها الفريدة على استبطان المشاعر، وصياغتها في كلمات تنبض بالحياة، فالشعر عندها قبل أن يكون تراكيب لغوية، أو صور بلاغية، فهو امتداد طبيعي لإحساسها العميق بالحياة، وتجاربها الوجودية التي تمرّ بها ككائن حساس، يرى العالم بعين العاطفة، ويترجمه بحروف منسابة كالماء. إن المرأة بطبيعتها العاطفية وحسها المرهف تملك القدرة على تحويل الألم إلى جمال، والفرح إلى نشيد، والحزن إلى نغم يعبر عن حالة إنسانية عامة، مما يمنح شعرها قوة ناعمة تتسلل إلى القلوب بلا استئذان. الخنساء، وليلى الأخيلية وولادة بنت المستكفي الأندلسية دليل على حسية النص النسائي إذا اتخذناهن مثلا، إذ تمتلك المرأة ليونة في التعبير تجعل من قصائدها مساحات تتراقص فيها الكلمات بحرية وانسيابية، كأنها تكتب بمداد الروح لا بالحبر. هذه الليونة في القول لا تعني الضعف، بل على العكس، تعكس مرونة الإحساس وقدرته على التكيف مع مختلف التجارب الإنسانية. فالكلمة عندها لا تأتي جافة أو حادة، بل تأتي كنسمة تهبّ لتلامس الشعور بلطف، أو كموجة بحر تحمل في طياتها أسرار الحنين والاشتياق.
من خلال رهافة حرفها، تستطيع الشاعرة أن تلتقط أدق التفاصيل التي قد لا يلتفت إليها الآخرون، كارتعاشة يد عاشقة، أو غصة في صوت أم، أو ارتباك نظرة حالمة. هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يجعل شعرها أكثر صدقًا، لأنه ينبع من عين ترى ما وراء المشهد، وأذن تسمع صمت القلوب قبل ضجيج الكلام. فالمرأة، بحكم ارتباطها العاطفي بالأشياء، تكتب لا فقط لتعبّر عن ذاتها، بل لتكون صوتًا لكل من يشعر ولا يستطيع البوح، مما يجعل شعرها أقرب إلى نبض المجتمع وإلى إحساس الإنسان في تجاربه المختلفة.
الرهافة والليونة لا تعنيان نقصًا في القوة، بل على العكس، هما شكل آخر من أشكالها، حيث تكمن القوة في التأثير لا في الصخب، وفي القدرة على التغلغل في الأعماق لا في فرض الرأي. الشعر الذي تكتبه، وهو ضرب من المقاومة الهادئة، حيث تقاوم القسوة بالحنان، والجمود بالحركة، والجمح بالانسياب. إن قصائدها، مهما بدت رقيقة أو عذبة، تحمل في طياتها قوة من نوع آخر، قوة تجعلها قادرة على تغيير القلوب، وإيقاظ الأحاسيس، وإعادة تشكيل الوعي الجمالي لدى القارئ.
إن الشعر عند الشاعرة ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو أسلوب حياة، وطريقة لفهم الذات والعالم. هو امتداد لأنوثتها بكل ما تحمله من رقة وعمق، بكل ما تملكه من قدرة على الاحتواء والتعبير في آن واحد. لذلك نجد أن حضورها في المشهد الشعري ليس مجرد إضافة عددية، بل هو ضرورة جمالية وفكرية، لأن صوتها يحمل بُعدًا آخر للحياة، بعدًا لا يمكن الوصول إليه إلا عبر هذه الرهافة والليونة التي تجعل الشعر ينبض بالحياة، تمامًا كما تنبض القلوب بالمشاعر.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة إهمال الأنثى في كل مراحلها
- معنى في رعاية الرحمن
- زرقاء اليمامة : بين الأسطورة والتاريخ
- معنى الحديث
- الفرق بين الحياء والخجل عند الانثى
- الاصطلام
- إيمان خليف (نساء فوق العادة )
- السلف او الاقتراض
- رجال بصموا التاريخ (المهدي المنجرة)
- العلاقة في العالم الأزرق بين الواقع والخيال
- موضة العنف
- أخلاقيات العلاقة السليمة
- نساء فوق العادة (حسناء الشناوي)
- علامة استفهام وما تزيل من إبهام
- النحت الذاتي
- كيف لا نصبح نسخة متكررة
- السريالية
- قيمة الأخوة
- نساء فوق العادة (فاطمة أحمد)
- من كتابي رجال ونساء (المصطفى الزموري)


المزيد.....




- الرئيس الباكستاني لـ RT: يمكن لروسيا لعب دور مهم لإنهاء الصد ...
- عراقجي يدعو الهند وباكستان إلى التحلي بضبط النفس
- المالية الأوكرانية لن تسدد ديونها للغرب على مدى 30 عاما القا ...
- طهران ترد على نية ترامب بتغيير تسمية الخليج: الحقائق لا تتغي ...
- طرابلس..احتفالية بذكرى النصر على النازية
- رغم التوترات.. باكستان والهند تقيمان اتصالا على مستوى وكالة ...
- شي جين بينغ بموسكو للتباحث حول أوكرانيا والعلاقات مع واشنطن ...
- محللون: المقاومة لا تزال متماسكة وقادرة على القتال في غزة
- ترامب: أحترم وعود الحوثيين وقد أظهروا شجاعة كبيرة
- روسيا وأوكرانيا.. بدء سريان -هدنة بوتين- لـ3 أيام


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - الشعر والأنثى