أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - في حضرة الشعر














المزيد.....

في حضرة الشعر


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 22:14
المحور: قضايا ثقافية
    


في حضرة الشعر، حيث الزمن يهمس بأسراره، وحيث الذاكرة تفتح نوافذها على ضوء الكلمات، تولد أسماء ليست مجرد عابري دروب، بل صروح من وهج، وجدران من نبض، تحرس المعنى، وتصون الذاكرة من النسيان.
في قلعة السراغنة، كما في مراكش، لا ينبت الشعر صدفة، بل يخرج من صلب الأرض، من تربة ارتوت بعرق الأحلام وهمس القصائد، فتفتحت أزاهيره على أفواه شعراء جعلوا من الحرف قنديلًا في عتمات الروح.
هنا، يبرز حميد بركي، الشاعر والفيلسوف، أمير القصيدة، من جعل من الشعر مملكة لا تغيب عنها الشمس. صوته ينساب إلى الأعماق كما ينساب الضوء في عيون المدى، وتنهيداته تمسّ الروح كما تمسّ النسمة وجنة طفل نائم.
قريبًا منه، رشيد سحيت، ذلك المتصوّف في محراب اللغة، من يكتب وكأنه يصلّي، لا يطلب إلا الصفاء.
ومحمد بودلاعة، من لا يكتب القصيدة، بل يغنيها، يحولها إلى نشيد للوطن، ومأوى للحنين.
ثم أحمد حيدة، من يحفر في الصخر ليكشف النور، لا يرضى بالقشرة، بل يغوص إلى جذر الإحساس، يشق اليومي ليكشف المعنى المتواري خلف التفاصيل.

وفي مراكش، مدينة الحلم المتكئ على أساطيره، حيث الذاكرة تعتمر قُبّعة الضوء، يسطع إسماعيل زويريق شاعر الرسول ، ريشة الحرف المتأمل، من يرسم بالكلمات ما تعجز عنه الألوان، ويجعل من القصيدة مرآة مدينة تحب وتفنى كي لا تشيخ.
ومليكة العاصمي، شاعرة الحكمة والجذور، من لا تكتب إلا حين يصرخ الصمت، ولا تصرخ إلا لتوقظ النائمين على أرصفة الخديعة.
وأمينة حسيم، حيث للأنوثة طقسها، وللحرف امتدادها.
أما رشيد أيلال، ذلك الشاعر الذي تسكنه الأسئلة أكثر من الأجوبة، لا يزرع إلا الجدل، ليزهر به المعنى.
وإلى جانبه إلهام زويريق، عازفة الوجدان، من تصنع من الصمت لغة، ومن اللغة سكونًا يوشوش المدن.

هؤلاء شعراء الذاكرة التي تُختزل في المتاحف أو تُحنّط في الذكرى، كما تُعاش حيّة في نبض القصيدة، وفي بيت الشعر حين يتحول إلى وطن.
إنهم صوت الحاضر، ورجْع الغد، من يعلّمون الجبال كيف تلين حين تتكلم القصيدة، ويمنحون اللغة ما لا تمنحه الأنهار لجدب الأرض.
لا يتشابهون، لكنهم يلتقون خلف الحرف، حيث تتوحّد النوايا، وتتماهى الذوات في اسم واحد: الإبداع.
هم الذاكرة التي تمنع الزمن من المحو، وتمنح الوطن لوحة لا تشيخ، بل يزداد ألقها كلما مرّت السنون.
فكيف نقرأهم؟
لا كما نقرأ الأوراق، بل كما نقرأ أنفسنا، حين نغفو على إيقاع القصيدة.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تغرك الدنيا
- الفرق بين المن والامتنان
- الفرق بين العلم والمعرفة
- الحلاقة
- على الظلال نسير
- قيمة المال
- كيف نتعامل مع الحداثة
- من كتابي (أفئدة من ذهب) عبد الرفيع الجوهري
- جمال الدين الافغاني
- من كتابي (أفئدة من ذهب ) عبد القادر السكراتي
- دلالة الوفاء
- الشعر والأنثى
- خطورة إهمال الأنثى في كل مراحلها
- معنى في رعاية الرحمن
- زرقاء اليمامة : بين الأسطورة والتاريخ
- معنى الحديث
- الفرق بين الحياء والخجل عند الانثى
- الاصطلام
- إيمان خليف (نساء فوق العادة )
- السلف او الاقتراض


المزيد.....




- حيوان غير متوقع على طريق سريع يتسبب بحادث قوي لدراجة نارية.. ...
- كوريا الجنوبية: تصويت لانتخاب رئيس جديد بعد اضطرابات الأحكام ...
- شتّتهم الحرب وجمعهم المنفى... أمّ فلسطينية تلتقي أطفالها بعد ...
- 4 أسئلة لـ-اختبار الولاء- لترامب
- أوربان: حل الصراع الأوكراني سيكون ضمن اتفاق بين روسيا والولا ...
- إدانة رجل من مواليد تركيا أحرق نسخة من القرآن في لندن.. فبما ...
- طهران ترد على البيان الختامي لاجتماع المجلس الوزاري للتعاون ...
- مراسلتنا في لبنان: حركة مغادرة كثيفة لعائلات سورية من طرابلس ...
- وزير الخارجية الإيراني من بيروت: نحترم شؤون لبنان الداخلية و ...
- برونو روتايو.. سياسي فرنسي بدأ صحفيا وانتهى وزيرا للداخلية


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - في حضرة الشعر