أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - من كتابي أفئدة من ذهب(الفلكي حماد عاشور)














المزيد.....

من كتابي أفئدة من ذهب(الفلكي حماد عاشور)


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 18:39
المحور: قضايا ثقافية
    


حمّاد عاشور: رائد الفلك المغربي الذي كتب اسمه في نور النجوم
في قرية صغيرة بين مرتفعات الناظور والحسيمة، حيث يعانق الليل سكون الجبال، تغدو السماء كتابًا مفتوحًا لمن أراد التأمل، وُلد العالم المغربي حمّاد عاشور، ليبدأ رحلته مع النجوم منذ نعومة أظافره.ة، إذ مهدت الطبيعة له ذلك إذ لم تكن الكهرباء قد وصلت بعد إلى قريته تيمسمان، نافذة تُطل على عوالم سحرية تسكن فوق السحاب.
هناك، تحت سقف الليل الريفي، كان الطفل الصغير يخرج رفقة بعض أقرانه ليعدّ النجوم بعين الدهشة وفضول العالم الذي لم يولد بعد، وهي بالنسبة إليه أسئلة معلّقة، وصورًا لا تُنسى، تضيء الذاكرة وتوقظ الخيال.
لم يكن يتقن سوى الأمازيغية، ولم يكن يعرف من العربية إلا صوتها الغريب، لكنه فهم لغة الكون من خلال نظراته الأولى إلى السماء، لغة قادته إلى تخصص نادر: فيزياء الشمس.
من جبال الريف إلى قاعات جامعة أوسلو
بدأت أولى خطواته الأكاديمية في كلية العلوم بتطوان سنة 1985، غير أن أقداره كانت ترسم له طريقًا أطول وأبعد. هاجر إلى النرويج سنة 1987، وهناك أعاد بناء ذاته من جديد، فحصل على شهادة البكالوريا للمرة الثانية، ثم واصل دراسته العليا حتى حصل على أعلى الدرجات العلمية ما بين 1991 و1998، ليُعيّن أستاذًا في جامعة أوسلو، وتبدأ بذلك فصول قصة علمية غير عادية.
في رحلته العلمية، لم يكتف بتدريس علم الفلك فقط، بل انفتح على مجال المعلوميات لكونه أداة أساسية في تحليل البيانات الفلكية، وهو ما مكّنه من مواكبة التطور العلمي، والمشاركة في مشاريع بحثية دولية تعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية وتحليلها بشكل دقيق.
حين تفسر الغيوم النارية… وتُكشف أسرار الشمس
أثمرت سنوات البحث والاجتهاد عن نظرية علمية جديدة قدّمها الأستاذ عاشور تفسر ظاهرة فلكية عجز العلماء عن فكّ ألغازها:
لماذا تنخفض درجة حرارة الشمس كلما ابتعدنا عن مركزها، ثم تعود للارتفاع في غلافها الخارجي؟
الشمس، التي تبلغ حرارتها في نواتها قرابة 15 مليون درجة، تنخفض حرارتها في طبقتها الخارجية إلى 6 آلاف درجة فقط، ثم تعاود الارتفاع إلى ملايين الدرجات في الهالة الشمسية. هذا السلوك الحراري، غير المألوف في القوانين الفيزيائية، شكّل لغزًا كبيرًا لعقود طويلة.
وقد توصّل عاشور إلى تفسير علمي مستند إلى دراسة معمقة للانبعاثات الغازية الشمسية، وبيانات القمر الاصطناعي الأوروبي "سوهو" (SOHO)، الذي وضع على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، في نقطة التوازن بين جاذبية الشمس والأرض، وهي نقطة فلكية دقيقة تتيح مراقبة دائمة للشمس.
نُشرت نتائج أبحاثه في المجلة الأمريكية المرموقة Astrophysical Journal، في مقال علمي يُعدّ مرجعًا في دراسات فيزياء الشمس، ويُسهم في إثراء النقاش حول طبيعة النشاط الشمسي وتأثيراته على الأرض.
حلم لا ينطفئ: المغرب ومراكز البحث الفضائي
رغم استقراره في النرويج منذ نحو ثلاثة عقود، ظلّ قلب الأستاذ عاشور معلقًا ببلده الأم. عبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته في نقل تجربته إلى المغرب، والمساهمة في إحداث مراكز أبحاث فلكية مغربية تُواكب التطورات العالمية، وتُخرج أجيالًا جديدة من العلماء القادرين على التفاعل مع أسئلة الكون، في ظل التغيرات المناخية والاهتمام العالمي المتزايد بالفضاء.
يرى عاشور أن علم الفلك ليس ترفًا نظريًا، بل علم حيوي يتداخل مع مجالات دقيقة كالمناخ، والاتصالات، وحركة الأقمار الاصطناعية، وحتى الأمن الغذائي والطاقي. كما يعتبر أن فهمنا للكون لا يمكن أن يكتمل دون فهمٍ دقيق لما يجري في الشمس، النجم الذي يمنحنا الحياة، لكنه يحمل أيضًا طاقات لا تزال غير مستكشفة بالكامل.
عالِم يحمل روح المُعلّم
إلى جانب أبحاثه، حرص الأستاذ عاشور على نقل المعرفة وتعليم الأجيال. فقد ظلّ طيلة سنوات تدريسه في جامعة أوسلو يُقدّم علم الفلك كأفق مفتوح، ويدمج بينه وبين الرياضيات والفيزياء والمعلوميات، باعتبار الفلك مجالًا تكامليًا يُنعش التفكير العلمي، ويدرب العقل على التجريب والتأمل والاستنتاج،
وقد شارك في مؤتمرات علمية دولية، وبعثات أكاديمية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، حيث عرض نتائج أبحاثه وناقشها مع كبار المتخصصين، غير أن تواضعه ظلّ سِمته الأولى، كما يشهد له بذلك كل من عرفه عن قرب، بصمة مغربية في سماء الشمال
رغم ظرفه الصحي الذي أجبره على التخفيف من وتيرة عمله اليومي، لم يخفت نجم الأستاذ حمّاد عاشور. ما يزال اسمه حاضرًا في المجلات العلمية، ونتاجه المعرفي يُستلهم في مراكز الأبحاث، وأحلامه مستمرة في الوصول إلى مزيد من الاكتشافات، ومزيد من الاقتراب من أسرار الضوء،
إنه العالم الذي خرج من قرية بلا كهرباء ليُصبح أحد الذين يقرأون ضوء الشمس بلغات العلم، ويُسهمون في فهم حركتها وتأثيرها على كوكب الأرض،
ولعلّ قصته تُمثّل رمزًا حقيقًا للإرادة والمعرفة والانتماء، حيث يصير الحلم طريقًا، والطريق عِلمًا، والعِلمُ رسالة.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر الجمال
- خاتمة كتاب (رواد من شروق)
- مقدمة كتاب (رواد من شروق)
- سيرة ادباء وشعراء (رشيد أيلال)
- سوق الغزل ( من مغرب الثقافات)
- سيرة ادباء وشعراء (أحمد حيدة )
- سيرة الشاعر الناقد (حميد بركي )
- الشاعرة أمينة حسيم
- الشاعر رشيد سحيت
- الشاعرالمغربي محمد بودلاعة
- في حضرة الشعر
- حين تغرك الدنيا
- الفرق بين المن والامتنان
- الفرق بين العلم والمعرفة
- الحلاقة
- على الظلال نسير
- قيمة المال
- كيف نتعامل مع الحداثة
- من كتابي (أفئدة من ذهب) عبد الرفيع الجوهري
- جمال الدين الافغاني


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - للاإيمان الشباني - من كتابي أفئدة من ذهب(الفلكي حماد عاشور)