سر الجمال

للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 21:34
المحور: الادب والفن
    

الجمال مفهوم واسع يمتد ليشمل كل شيء يحيط بنا فهو ليس مظهرًا خارجيًا فحسب بل يتغلغل في أعماق الروح والفكر والسلوك إنه سحر يأسر القلوب ويبهج النفوس ويبعث الطمأنينة في الوجدان وله أشكال متعددة تتجلى في الطبيعة والفن والأخلاق والفكر

الجمال الطبيعي هو أول ما تلتقطه الأبصار حين ننظر إلى وجه جميل تزينه ملامح متناسقة أو إلى زهرة متفتحة تفوح بعطرها الزكي أو إلى مشهد غروب تتمازج فيه ألوان الشمس مع زرقة البحر في لوحة بديعة إنه ذاك الإبداع الإلهي الذي يسحر القلوب ويبعث الراحة في النفوس فالجبال الشامخة والأنهار الجارية والغابات الكثيفة كلها صور من الجمال الذي لا يحتاج إلى تفسير يكفي أن نتأمله حتى نشعر بعظمته

أما الجمال الفني فهو انعكاس للإبداع الإنساني حيث تترجم الأحاسيس والمشاعر إلى لوحات وألحان وأشعار تلامس القلوب وتخاطب الوجدان فيجد الإنسان في الموسيقى متنفسًا لمشاعره وفي الرسم تعبيرًا عن رؤيته للعالم وفي الشعر لغة تنبض بالحياة وتحمل بين أبياتها معاني الحب والجمال والسلام والفن بكل أشكاله هو مرآة تعكس ما في الداخل وتجعلنا نرى العالم من زوايا مختلفة

أما الجمال الأخلاقي فهو ذلك النور الذي يشع من الإنسان حين يتحلى بالصدق والتسامح والكرم والعفو عن الآخرين إنه جمال لا تراه العين لكنه ينعكس على الملامح ويجعل صاحبه محبوبًا حيث يشعر الآخرون بالراحة في حضوره والثقة بكلماته فكلما ازداد الإنسان نقاء داخليًا انعكس ذلك على تصرفاته وأفعاله

وهناك أيضًا الجمال العقلي الذي يتمثل في الفكر العميق والعقل الراجح الذي يزن الأمور بحكمة ويتأمل الحياة برؤية ثاقبة فكل إنسان يمتلك عقلًا لكنه لا يبلغ الجمال الحقيقي إلا إذا غذّاه بالعلم والثقافة والفهم الصحيح للأمور فالعقل الجميل هو الذي يجمع بين المعرفة والتواضع بين التفكير والإبداع بين المنطق والإحساس

الجمال بكل أنواعه هو سر من أسرار الوجود فهو الذي يجعل للحياة معنى ويمنحها بريقًا خاصًا وكل إنسان يستطيع أن يكون جميلاً حين يعتني بروحه وعقله وأخلاقه كما يعتني بمظهره وحين يدرك أن الجمال الحقيقي ليس في الملامح فقط بل في القلب الذي يحب والعقل الذي يبدع والروح التي تنشر الخير

#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل