للاإيمان الشباني
الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 00:03
المحور:
قضايا ثقافية
هي الأبواب موصدة في وجه طارقها، إنها اختبار خفي للنفوس ومرآة صادقة تعكس جوهر الإنسان حين يدقها الطارق فلا يُختبر بها الواقف خلفها بقدر ما تُختبر بها مروءته وجرأته هي لحظة تزن معدن القلب وتكشف عن سعة الروح فمن تردده أن يفتح قد أغلق في وجهه أبوابا أعمق من باب البيت أغلق باب الشهامة باب الإيثار باب الرحمة باب الوعي الحقيقي بالوجود
ما أصغر الإنسان حين يعجز عن استقبال من جاءه طارقا وما أضيق دنياه حين يحتسب كل يد ممدودة عبئا عليه إن الطارق، أو أتى َ، وقد يكون شخصا جاء يستجدي حاجة، هو رمز لكل ما فيك من شهامة معطلة وقيم خامدة وصوت دقاته، صوت ضميرك الذي يناديك من خلف الجدران فمن تردد في فتح الباب قد أغلق قلبه قبل أن يغلق عينيه
الباب الذي تتركه موصدا خوفا أو بخلا هو الباب الذي قد تحتاج أن يُفتح لك يوما حين تصبح أنت الطارق ولا تجد سعة ولا رحابة ولا من يمنحك لحظة دفء
المروءة لا تحتاج إلى ضوء النهار لتُمارس ولا إلى شهود ولا إلى ألقاب المروءة موقف داخلي مع النفس قبل أن تكون موقفا مع الآخرين الكرم الحقيقي أن تفتح الباب، ولو كنت خائفا أن تفتح وأنت تعلم أن خلفه ربما لا تجد شيئا سوى درس جديد في الحياة أن تفتح لأن الأبواب ما وُجدت إلا لتُفتح وما الأيدي إلا امتداد لقلوب إن أغلقت الأبواب خنقت الأرواح داخلها
ليس الأمر فيما سيأخذه الطارق منك، وإنما هي حالات فيما ستأخذه أنت من لحظة العطاء إذ كل باب مغلق يُضاعف وحشتك وكل باب مفتوح يمنحك فسحة في ذاتك
الذي يتردد في العطاء يمضي عمره يجمع أشياء زائلة ويخسر في المقابل أجمل ما يمكن أن يملكه الإنسان ألا وهو القدرة على أن يكون نورا في ظلام غيره أن يكون حضورا في غياب الآخرين أن يكون ملاذا حين تتشابه الطرق وتُغلق النوافذ
افتح الباب لا لأن الطارق يستحق بل لأنك تستحق أن تعيش إنسانيتك كاملة لا تشوهها بتردد ولا تشلها بالخوف فالذي لا يملك جرأة أن يفتح الباب لن يملك يوما جرأة أن يفتح قلبه للحياة ذاتها وما أصعب أن يعيش المرء خلف أبوابه المغلقة أسيرا لما جمع ناسيا أن الحياة كلها هبة وأن أجمل ما فيها يُعطى لا يُخزن ولا يُختزن.
#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟