أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان














المزيد.....

الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي
الطوفان

(والليلِ إذا يغشى والزمنِ الأعشى)
والرّيحِ وما ترَكَتْ في ظلِّ الوردةِ من وسواسْ
(والجِنةِ والناسْ)
إنّي
- وأنا المشروخُ من الفكرةِ حتى الراسْ –
لأعوذُ بربِّ الفقراءِ من السلطانِ
وجورِ السلطانِ
وحاشيةِ السلطانْ
وأعوذُ من الفتنةِ والنفطِ
ومنْ صحراءَ معلّقةٍ بأبي جهلٍ
تتطاولُ بالبنيانْ
وأعوذُ بربِّ الثورةِ
ممنْ يتعلم ُ كلّ الأسماءْ
إلا اسم فلسطينَ وأسماءَ الشهداءْ
وأعوذُ من الحدِّ الفاصلِ بين الله وبين الإنسانْ
ورسائلِ حبٍّ بين الذئبِ وإخوتهِ الرّعيانْ
وأعوذُ من التطبيعْ
وقطيعٍ خلفَ قطيعْ
يلعقُ أحذيةَ الأمريكانْ
وأعوذ من الصمتِ
وغزةُ يذبحُها الشيطانُ من الشريان إلى الشريانْ
فمتى نغضبُ إن لم نغضبْ لدماء الأطفال الآنْ
في غزةَ
شعبٌ يتوضأُ بالدّمِّ صباحاً ومساءً
ويصلي للتحرير صلاةَ الطوفانْ
في غزةَ
لا يتوقفُ هذا الموتُ عن الطيرانْ
في غزةَ
أطفالٌ ونساءٌ تحت الردمِ وفوق الردمِ شهودُ عيانْ
في غزةَ
شهداءٌ ما زالتْ فوق زنادِ بنادقهم أيديهم تنتظرُ الفرقانْ
في غزةَ
أبطالٌ في السابع من تشرينَ الأوّلِ للعامِ الثالثِ والعشرينَ
أعادوا روحَ فلسطينَ المسروقَ من الطغيانْ
في غزةَ
في هذا اليوم الموعودْ
فنانون عباقرةٌ رسموا كيف نعودْ
ورعودٌ تتفجرُ خلف رعودْ
في غزةَ
تتحوّلُ كلُّ الأشياءِ
الزيتونُ، النخلُ، ترابُ الأرضِ، الوديانُ، البحرُ، الأحلامُ
إلى بارودْ
في غزةَ
جنرالاتٌ داستهمْ أحذيةُ سرايا القدسِ وأحذيةُ القسّامْ
جنرالاتٌ من وَرَقٍ
أرْهَبَنا السادةُ منهمْ والحكّامْ
ذُبحوا كالأغنامِ وساقوهمْ أسرى قطعاناً كالأغنامْ
في غزةَ
أبطالٌ يلتحفونَ الأكفانْ
فملائكةِ التحريرِ
من الغيمِ من البرِّ من البحرِ
أعادوا وجهَ فلسطينَ التائهَ في النسيانْ
هل يُهزمُ شعبٌ
يركبُ ظهرَ الموتِ ليقرع جدران الخزانْ
السابعُ من تشرينْ
برقٌ قَسَمَ التاريخَ إلى نصفينْ
وأدار الشرقَ إلى الغربِ بطرفةِ عينْ
السابعُ آخرةُ السبعينْ
السابعُ فاتحةُ التأبينْ
فقد انتفضتْ من تحتِ ركامِ السنواتِ فلسطينْ
وسفينةُ غزةَ مبحرةٌ حتى حطينْ
حتى حطينْ"

الشاعر المتألق هو الذي يجعل المتلقي يشعر وكأنه هو من كتب القصيدة، أو إنه وجد فيها ما يريد قوله، ما يشعر به، وهذا ما فعله الشاعر "صلاح أبو لاوي" في قصيدة الطوفان.
اللافت في قصيدة "الطوفان" تناصها مع القرآن الكريم، فنحن نعلم أن المعوذات ثلاث "الصمد، الفلق، الناس" وهي تحمل/ تعطي معنى القدسية والاستمرار، لكن الشاعر لا يستخدم الثلاثية إلا في موضعين، نجدهما في تكرار لفظ "السلطان، أسم/ أسماء/ الأسماء" ثم تختفي، ليحل محلها ثنائية جاءت بأكثر من شكل، منها ثنائية الزمن " الليل والزمن" وثنائية التكرار: "قطيع، الشريان، تغضب، لدماء/ بالدم، الأطفال/ أطفال، جنرالات، كالأغنام، السابع، حطين، الردم، رعود" وثنائية اللفظ وتكامل المعنى التي نجدها في: "يغشى/ الأعشى، الذئب/ الرعيان، التطبيع/ القطيع، الأمريكان/ الشيطان، الطوفان/ الطيران، الموعود/ نعود/ رعود، جدران/ الخزان، السبعين/ التأبين" وهناك رباعية نجدها في تكرار لفظ: " فلسطين، السابع" وهناك سداسية نجدها في تكرار: "أعوذ/ لأعوذ، ويكتمل العدد في عشرية لفظ: "غزة" بمعنى أن القصيدة تستند على ثوابت رقمية، ثنائية/ ثلاثية، رباعية، سداسية، عشرية، وإذا أخذنا أكبر رقم ذكره الشاعر "السابع" الذي يعطي دلالة زمنية لفعل عظيم، الطوفان، وأخذنا أكثر لفظ تم تكراره "غزة" عشرة مرات، نصل إلى العلاقة العنوان بزمان/ "السابع" ومكان/ "غزة" الحدث التي تناولته القصيدة.
وإذا ما أخذنا تمرد الشاعر على قدسية الثلاثية في القصيدة من خلال تناوله للأرقام الأخرى التي أعطاها أهمية أكبر ـ كما هو الحال مع الثنائية ـ وربطنا ذلك مع مضمونها، نصل إلى تكامل مضمون المتمرد مع الشكل الثوري للقصيدة.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة في قصيدة -يأتي الصباح- سامي عوض الله (البيتجالي)
- الشاعر سميح محسن في ديوان (اخلع سماءك وانتظرني): تجسيد لفكرة ...
- الشكل والمضمون في كتاب أزاهير وقوارير محمد حافظ
- أنا الشاعر في ديوان -شجر اصطفاه الطير- عمر أبو الهيجاء
- المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي
- المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني
- عزوف الحياة في قصيدة -خذ روحي إليك- علي البتيري
- الشعبية في رواية خرفيش محمود عيسى موسى
- الاستعمار الاستيطاني في رواية -الحريق- محمد ديب، ترجمة سامي ...
- البياض المطلق في -أمي- مراد السوادني
- التسلية في قصة -معضلة الزنزانة رقم 13-
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة- طفلان يبتسمان-
- غزة في رواية -سلالة من طين، غزة الباكية- قمر عبد الرحمن
- الواقع والتغيير في -خطابات الإسكندر- فيصل زريقات
- الوطن في قصيدة -حين ثملت يا وطني- نزيه حسون
- عودة الحياة في قصيدة -صديقي الشاعر من غزة- لشاعر المتوكل طه
- الفلسطيني في رواية مرآة واحدة لا تكفي
- الواقع العربي في رواية -اللجنة- صنع الله إبراهيم
- -حكايات خريفية-* للفلسطيني حامد حج محمد رواية الغياب بامتياز
- -خبايا الرماد- لجهاد الرنتيسي ... رواية الأحداث السياسية


المزيد.....




- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان