عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 11:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم : عزيز حميد مجيد
برحيل الصحفي أنور عبد الرحمن الفيلي رئيس موقع (صوت العراق) ؛ أسدلت الستارة السوداء على (صوت العراق) و خفّت .. و هو أساساً كان خافتاً و حزيناً و مخنوقاً لأسباب لم تعد خافية على احد داخل و خارج البلد, و لا أقصد الجوانب الفنية أو السياسية أو الأدبية ؛ إنما كان المرحوم صاحب قلب حنين يعامل الجميع بإخلاص و بمستوى واحد, ففي الوقت الذي كان يميل للكورد الكردستانيون, لكنه و للأنصاف ما قصّر مع باقي الجهات و المكونات السياسية حتى الذين كانوا يميلون للجهات التي تعمل لتقويض العملية السياسية رغم عثراتها التي لا تعد و لا تحصى!
لقد قدّم أنور المرحوم من خلال موقعه المعروف و الأكثر شهرة من بين المواقع الأخرى الكثيرة (حيث وصل عدد قرّائه يوميا كمعدل إلى 40 ألف قارئ) لأنه كان موقعاً هادفاً ذو طابع موسيقى هادئ تنساب لقلب كل من يفتح الموقع ليرى الإبداع و التنوع؛ رؤية فنية فريدة متناغمة رغم تنوع الأرادات و الأهداف، تفتح أمامه نوافذ جديدة في التعبير الثقافي و الخبر الرصين عن العراق حيث أبدع بها, بل إنفرد بآلأحاطة بكل المجريات تقريباً.
كان أنور رحمه الله امتدادًا طبيعيًا من رحم آلعراق .. ذلك الوطن المتعدد و المتقاطع بآيدلوجيتها و مناطقها و قومياتها التي حاول تحقيق وحدتها حيث أعطت(صوت العراق) للعراق الكثير من الأضواء المتنوعة و من كل البلاد العربية من نذر الجمال والكرامة و الأعتدال.
نتمنى لخليفته أو من الذين سيحلّون كقيادة بديلة عنه لهذه الصحيفة أن يكونوا أهلا لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة التي تركها أمرحول الفيلي بأعناقكم, خصوصا عند تقييم المقالات بحسب رؤية كونية واسعة لا ضيقة محكومة بعقائد قومية أو قبلية من قبل المحررين و موازينهم التي قد لا تناسب الكثير من المقالات التي تصلهم , و الرحمة و الرضوان على روح و قلب المرحوم صديقنا (أنور عبد الرحمن) الذي كان قلبه يسبق عقله الحنون للحكم على المقال و صاحب المقال!
هذا رغم إن رحيله ؛ قد أسدلت الستارة السوداء على صوت العراق الذي يحتضر و يأن من وجع الساسة الفاسدين, و نأمل و ندعوا الله أن يرفعها المخلصون من بعده.
العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟