أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - العراق بمهب الريح - القسم الثاني














المزيد.....

العراق بمهب الريح - القسم الثاني


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في زيارتي العام الماضي للعراق, إلتقيت بآلكثير من الناس الخرّيجين, و عندما كنت أسأل بعضهم عن إختصاصهم, قال أحدهم ؛ إختصاصي هي اللغة التركيّة وآخر قال؛ اللغة الفارسيّة, و حين سألت الأخير, طيّب ماذا تعرف عن الأدب الفارسي .. و مَنْ مِن الأدباء و العلماء الإيرانيين, وبأيّ أتجاه عُرف الأدب الإيراني, وهل لكَ أنْ تطربنا بقصيدة أو بيت شعر معروف لأشهرهم كآلشيرازي و السعدي!؟

حنى رأسه خجلاً دون جواب, و تبيّنَ أنهُ لا يعرف شيئاً عن ذلك ولا يحفظ بيت شعر!؟
ثمّ سألته: طيب و ماذا درستَ خلال السنوات الأربع أو الخمس التي قضيتها في الجامعة!؟
لكنه إنزعج أيضاً و تقلّص وجهه و تَهرّب من الجواب .. و سألت بعضهم ممّن حصل على شهادة الدكتوراه؛ هل ترجمت نصّاً أو كتاباً من الفارسيّة التي درستها للعربية؟ كان جوابه النفيّ, مضيفاً؛ لستُ قادرا ًعلى الترجمة لأني ضعيف في اللغة العربية!؟
طيّب بآلله عليكم و ما فائدة دراسة لغة ثانية و أنت لا تعرف لغتك الأم جيّداً!؟
و هكذا شخص آخر حصل على بكالوريوس في الأدب التركي لكنه أيضا عجز حتى عن تشكيل جملة مفيدة أو بيت شعر باللغة التركية.
أما المحنة الأخرى فكانت أتعس من ذلك, فآلمعروف أن اللغة الثانية في العراق هي الأنكليزية, لكن أحدى القريبات و هي مدرسة لغة optimalإنكليزية/بغداد, سألتها عن معنى كلمة (الأوبتيمل) .

أما العلوم والتكنولوجيا فحدّث ولا حرج فكان الحال مع المدّعين لها أسوء وأمرّ! فماذا تتوقع من مصير بلد بهذا المستوى من المعرفة؟

يقول أحد الأساتذة؛ في يومٍ إلتقيتُ أحدَ الإخوةِ المسؤولينَ الذي يدَّعي أنه دكتور في اللغة العربيّة، و أحببتُ وقتها أن أذكُرَ لهُ طُرفةً تاريخيَّةً تتعلَّقُ بموضوعِ تعدُّدِ الزوجاتِ، فقلتُ: [سُئِلَ الزَّمخشري: لماذا يجوزُ للرّجل الزواجَ بأكثرِ من إمرأةٍ ولا يجوزُ ذلكَ للمرأة]!؟

فأجابهُ بقاعدةٍ نحويَّةٍ: [يجوزُ تعدُّد المفعول به ولا يجوز تعدُّد الفاعل], تفاجأتُ بأنَّ مُدَّعي دكتوراه العربيّة لم يفهم الطُرفةَ، لأنَّهُ ببساطةٍ لم يفهم إمكان تعدُّد المفعولِ بهِ !؟
و يضيف؛ كانت مشاكلنا مع وزراء التعليم العالي هو قولنا الحقَّ، قال الله تعالى: (و أكثرُهُم للحقِّ كارهونَ) منهم مَن حَشَّدَ الوزارةَ ضِدَّنا لأننا كشفنا عن (دكتوراه الأكشاكِ) حيثُ انتشرت في مناطقَ عديدةٍ من بغداد في باب المعظم و شارع الصناعة و الجادرية و غيرها … مكاتب لكتابة الماجستير و الدكتوراه بعضهم مختصّ في رسائل آلسّحر و البقلاوة و الطبخ و منها قبل أيام صدور شهادة عليا في (أثر إضافة الفلفل الحار للدولمة)!؟

المشكلة القائمة اليوم في العراق إضافة لما أسلفت:
هي وجود عديد من الأساتذة الجامعيين المتقاعدين الذين تخصَّصوا في كتابة الأطاريح و الرّسائل الجامعيّة مقابل مبالغ للمعيشة، و تعرَّض من قاوم ذلك إلى المضايقات و الدعوات القضائية و حملة من التسقيط و التشهير من أقطاب وزارة التعليم العالي بعد آلكشف عن أكثر من (30) ألف شهادة جامعيّة عليا من لبنان مزوَّرة كانت عبارة عن جدارية و مجموعة أوراق مقابل بِضعةِ آلافٍ من الدولاراتِ، و بيَّنا وقتها بالأدلة فساد دائرة البعثات و التي سهَّلت تزوير الشهادات إلى بلدان أخرى شملت عشرات الألوف من إيران و ألوف من تركيا و أضعاف ذلك من مصر و الهند و الأردن و بيلاروسيا و أذربيجان.

يقول أحد المطلعين : سألتُ أحدَ الأصدقاءِ الذي حصل على ماجستير هندسة من إيران عن أُطروحتهِ، فأجابني : إنها مكتوبة بالفارسية، وسألتهُ: كيفَ تمَّ معادلتها!؟
أجابني: ترجموها لي في إيران إلى الانكليزية، و عندما سألته عن معرفته للغة الفارسيّة و الإنكليزيّة، أجابني: أنه لا يعرف الفارسية و لا الإنكليزية..
و الغريب ‏أنَّ مسؤولًا في دائرة البعثات الدراسية يقول:
لدينا (100) ألف شهادة عليا ماجستير و دكتوراه قادمة من إيران؛ أكثر من 85 ألف من هذه الشهادات مع الأطاريح تمَّ بيعها من قبل الجامعات الإيرانية للطلاب العراقيين الذين حصلوا عليها و هُم نائمونَ في بيوتهم!

طيب ؛ أسأل أهل العقول و القلوب إن وجدوا في العراق:
كيف يُمكن لبلدٍ يحتل هذا الكم الهائل من أصحاب الشهادات المزورة أن يفلح و يتطور .. إلى جانب السياسيين الذي كشفت الأيام و المواقف مدى جهلهم و ظلمهم و تخلفهم و فسادهم و خيانتهم على كل صعيد؛ حيث أكثرهم يحملون مثل تلك الشهادات, و معظمهم من إيران و لبنان النفاق و الفساد!؟

إذن العراق في مهب الريح, بل تناثر مع الرياح العاتية للأسف كنتيجة طبيعية للظلم و الجهل والفوارق الطبقية و ترك التعليم الحقيقي المعرفي .. وعدم معرفة العراقيّ الفرق بين التعليم الأبجدي والتعليم الفكري أو حتى الفرق بينهما, لذلك باتت لقمة سائغة لكل مَنْ هبَّ و دبّ, بل ومسخرة للعالم!
علة العلل في هذا المصير الخطير تكمن في فقدان العراق إلى المعايير و المواصفات الفنية المطلوبة رعايتها في التأسيس و الأنتاج و الجسور خير دليل على ذلك ناهيك عن باقي الأختصاصات المختلفة, لأن العراقي يتخرج من الجامعة و لا يعرف المعايير الفنية لأتباعها في مجال عمله!
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
عزيز حميد مجيد



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فقدت حكومة المحاصصة شرعيّتها ؟
- القضاء إذا فسد ؛ فسد كل شيئ :
- مواصفات المسؤول المطلوب :
- بزوغ فجر منتدى آخر :
- نداء مُكرّر للاقلام النزيهة
- كوبا الشّيوعيّة و بلادنا الإسلاميّة ّ؟
- قبل 20 عاما كتبت عن قمة بغداد و أكرره اليوم لعل الساسة يدركو ...
- نشر كتاب جديد عن منهج المنتدى الفكري - ج3
- لهذا يجب محاكمة الطبقة السياسية :
- هل توجد في بلادنا ديمقراطية !؟
- أهم الكتب و النظريات الفلسفية :
- أخطر محنة في شعوبنا :
- النداء الثوري الأهم لمستقبل العراق :
- إحذروا الفتنة الكبرى:
- ماذا يرتجي العراقيون من الأنتخابات!؟
- ندوة ثقافية عن إحدى المنتديات الفكرية حول العالم :
- لذلك لا نأمل الخير من بلادنا :
- أهمّ سبب في خراب بلادنا :
- العراق ليس بأجمل بلد :
- نشر كتاب : [القلة مقابل الأمة]


المزيد.....




- هل الضربة قاضية؟.. ماذا نعلم عن وضع جوهرة أهداف إسرائيل بضرب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا للإيرانيين بالفارسية (صورة)
- -وادي إيزار-.. لماذا تجتذب ميونيخ الشركات الناشئة؟
- ردا على احتجاز سفينة -مادلين-.. ماليزيا تعلن تحضير -أسطول ال ...
- حوالي 2000 سائح روسيا -عالقون- في الإمارات  
- -مهر-: حريق مستودع -شهران- للنفط جنوب طهران بات تحت السيطرة ...
- لبنان والأردن يفتحان الأجواء والعراق وسوريا يغلقان
- محللان: إسرائيل تبحث عن الصورة وإيران تحاول ترسيخ معادلة جدي ...
- قاض أميركي يرفض الإفراج عن محمود خليل
- إسرائيل تدعو الإيرانيين لإخلاء منازلهم قرب المفاعلات النووية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - العراق بمهب الريح - القسم الثاني