أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - هل يُمكن لشعب أن يرث نبياً دون أن يرث رؤيته؟















المزيد.....



هل يُمكن لشعب أن يرث نبياً دون أن يرث رؤيته؟


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


قراءة في رواية أوراق شمعون المصري

ضحى عبدالرؤوف المل

يستند الروائي أسامة عبدالرؤوف الشاذلي في روايته أوراق شمعون المصري على خلفية دينية وتاريخية. إذ ينطلق روائياً من مشهد خيمة الاجتماع على جبل نبو بعد وفاة النبي موسى عليه السلام، حيث يستعد بنو إسرائيل لعبور نهر الأردن بقيادة يوشع بن نون والراوي " شمعون بن زخاري المصري" يُقدم نفسه بأنه شاهد عيان أو ناقل أمين لأحداث عايشها أو سمعها من الثقات . كما أنه يسرد شهادته بوصفه أحد بني إسرائيل الذين عايشوا الخروج من مصر، ويؤرخ لحياتهم في سيناء ويؤكد أنه لم يكتب طلباً للمجد بل وفاءً للأمانة التاريخية للجيل الجديد .إذ يروي الراوي أحداث عبور البحر كطفل صغير، يصف بدقة مشاعر الخوف من جيش فرعون، ثم المُعجزة الكبرى حين انشق البحر بعصا موسى. يصّور مشهد غرق الجيش المصري بطريقة بصرية مؤثرة، مع لمحات إنسانية كارتداء الطفل لقبعة جندي فرعوني لتصبح رمزاً له لاحقاً. كما هي الحال مع صحراء "رفيديم " زمن التيه لبني إسرائيل بعد الخروج من مصر، وتحديداً في اللحظة التي واجه فيها بنو إسرائيل خطر "العماليق " لكن من هو هذا شمعون؟ هل هو شخصية حقيقية أم مجازية؟ وما الذي يدفع شيخاً مغموراً إلى كتابة آخر ما تبقى من حياته على ضوء الحطب؟ في ليلة خريفية، باردة، وسط صحراء نسيها الزمان، ليروي قصة قوم اختارهم الله ثم أضلوأ الطريق ؟
شمعون يروي لنا القصة من منظور طفل وشاب في زمن بني إسرائيل،ويتحرك البطل بين أبعاد ثلاثة هي الذاكرة الممزقة، الواقع المضطرب، والروح الباحثة عن الطمأنينة. لكنه يتحدث بلسان إنسان ناضج، مما يضفي على الرواية طابع الحنين والمرارة والاعتراف.هو شاهد على التحول الديني والاجتماعي والسياسي داخل بني إسرائيل، لكنه أيضاً ضحية هذا التحول، كما نرى لاحقاً في انهياره النفسي بعد حادثة رجم "رام".وأن يُلقّب أحدهم بـ"المصري" وسط بني إسرائيل ليس تفصيلًا عابراً، بل تكسيراً متعمداً لمفهوم "النقاء العرقي" السائد في روايات التوراة. شمعون، ابن الأم المصرية، لم يحمل فقط تاريخاً مختلفاً، بل ظلّ يحتفظ بقبعة جندي فرعوني غريق، كأنما يتشبث بذاكرة نصفها خلاص، ونصفها خيانة. " كنت الطفل الوحيد من بني إسرائيل الذي حظي بأم مصرية." هذه الجملة وحدها تُعيد تشكيل فكرة "الهوية الخلاصية" في النص الديني، وتُعلن بصوت خافت أنه لا يُحصر الخلاص في عرق، ولا يُصاغ الإيمان بهوية أحادية.
صاغ الشاذلي عالماً متوتراً متشظياً، تديره شخصيات مأزومة،تعاني من تيه جغرافي ولكن، قبل ذلك،من تيه وجودي داخلي. وهنا تتجلى براعة السرد. فما بين موسى وقورح جدلية القيادة والشرعية. فمن أبرز معالم الرواية الصراع على الشرعية الروحية والسياسية بين موسى وخصومه ( قورح، داثان، أبيرام). هذا ليس فقط تمرداً سياسياً،بل هو تمرد على فكرة النبوة ذاتها. إذ يقول قورح متحدياً:"بل قل الأمر موسى!" وبهذا يختزل الشاذلي من يسعون للسلطة، ويعرض بمهارة كيف يتحول الإيمان حين يُفرغ من معناه إلى مجرد طموح.

يُمثل داثان وأبيرام وقورح العقل المُتشكك، والمنادي بالعودة إلى " الواقع الآمن" في مصر، وإن كان ذلاً وينتهي كل هذا بسؤال فلسفي عميق " لماذا هذا الصراع الدائم ما بين العقل والإيمان؟" بهذا السؤال العميق يختتم الراوي واحداً من أشد مشاهد التوتر والاختبار في مسيرة الخروج الكبرى لبني إسرائيل من أرض مصر، وهي المسيرة التي لا يمكن فهمها كحدث جغرافي وزمني فحسب، بل كملحمة روحية تختبر جوهر الإنسان بين خضوعه للرب وتمرده عليه، بين حنينه لقيوده وخوفه من حريته. فالمعجزة التي أرعبت الناس قبل أن تُغرق العدو عندما صاح موسى: "كلا!"، لم تكن الكلمة خطاب نبي، بل صفعة في وجه الشك. تحوّل البحر إلى طريق، لكن ليس مجاناً. الطفل على ظهر الحمار، يحسّ برذاذ الماء، ويسمع بكاء أمه، ويكاد يطير من شدة الريح. لم تكن المعجزة استعراض قوة، بل عتبة رعب. الله هنا لا يُطمئن، بل يختبر.فهذه ليست رواية عن بني إسرائيل بل هي قصة الإنسان حين يُسأل عن إيمانه وقت الشدة. من ذا الذي لا يحمل داخله قورحاً صغيراً يشكك،وموسى يصبر ويوشع يبشر ورمانا تعزف لنايها كي لا نموت من الصمت؟

تتميز أوراق شمعون بأسلوب عربي سردي جميل، يجمع بين البلاغة الأدبية والشعورية كقول الراوي " كنت أرى رفيقاً رابعاً لنا في كوخنا الجميل ."أو حين يقول الأب :" إذا تعلق الأمر بالرب فلا تسأل ب (كيف) " تتّسم الرواية بلغة سردية تتداخل فيها البساطة مع العمق، حيث تبدو الكلمات في ظاهرها مألوفة ومباشرة، لكنها محمّلة بإيحاءات وتجارب نفسية عميقة. هذه اللغة لا تتوسّل الزخرفة أو التعقيد، بل تنبع من نبض الحياة اليومية، ما يمنحها صدقاً يُشعر القارئ بأنه أمام شهادة حية وليست محض بناء أدبي مصطنع. ومن أبرز ما يشدّ في كل هذا هو القدرة على توظيف مفردات مألوفة في صياغة مشاهد تتجاوز المباشر لتلامس البعد الوجودي للشخصيات.
يستخدم الشاذلي التكرار بأسلوب فني واعٍ، ليس بوصفه تكراراً لفظياً مجرداً، بل أداة لتثبيت المعنى وتعميق أثره. فعبارات مثل "أروى تكرر الكلمات" أو الإشارات المتكررة إلى الألم النفسي لشمعون ليست مجرد استدعاءات عشوائية، بل تخلق حالة من الدوران الداخلي، تعكس اضطراب الشخصية وتعبّر عن عجزها عن الفكاك من معاناتها. التكرار هنا ليس ضعفاً لغوياً، بل تقنية تشير إلى حضور دائم للألم والتوتر.ويتخلل الرواية أو الأوراق بالأصح أيضاً حضورٌ للأسئلة البلاغية التي لا تبحث عن أجوبة، بقدر ما تُثير التفكير وتُشرك القارئ في المساءلة الداخلية التي يعيشها السارد. عندما يقول: "هل سيأتي أحد ليعيد أوراقي؟"، لا ينتظر جواباً، بل يبوح بشعور الفقد والضياع، فيُحمّل اللغة طاقة تأملية تتجاوز الحدث الظاهري نحو أفق فلسفي يتعلّق بالوجود والمعنى والانتماء.
تُسهم الصيغة السردية بضمير المتكلم في جعل السرد أكثر حميمية وقرباً من القارئ، حيث تنفتح الذات الساردة بكل ما فيها من وجع وتشوّش وأمل مكسور. هذه اللغة الذاتية تُقرّب المتلقي من الداخل النفسي للشخصية، فتجعله لا يقرأ الأحداث فقط، بل يشعر بها، ويصير طرفاً فيها، كأنه يرافق شمعون في رحلته المتعثرة.

على مستوى التوصيف، يعتمد السرد على أوصاف دقيقة ومكثفة للأمكنة والشخوص والحالات النفسية، ما يخلق مشهدية متكاملة تساعد القارئ على التخيّل والانغماس. فالسوق، أروى، التفاصيل الصغيرة، كلها ترسم لوحة محسوسة تجعل السرد أكثر واقعية ومصداقية. لا تأتي هذه الأوصاف بغرض التجميل أو الإطالة، بل تُسهم في تشكيل بيئة داخلية وخارجية معقدة تتفاعل فيها الشخصيات مع فضائها المكاني والذهني.ورغم اتكائه على لغة يومية، لا يخلو السرد من إشارات رمزية وتأويلات ضمنية تمنحه عمقاً دلالياً إضافياً. فالماء، مثلًا، لا يرد كعنصر طبيعي فحسب، بل يحمل دلالات التطهر والبحث عن بداية جديدة. و"أروى" لا تمثل فقط شخصية نسائية، بل تتحول إلى رمز للرغبة، وربما للفتنة أو للأمل الضائع. أما "البرية"، فتمثّل حالة التيه والضياع التي يعيشها السارد، وهي فضاء روحي بقدر ما هي جغرافي.تتضافر كل هذه العناصر لتشكيل نبرة عامة يغلب عليها الحزن، التشكي، والتأمل الصامت. ليست نبرة صاخبة أو ثورية، بل هي صوت داخلي، مثقل، يعبّر عن ألم لا يجد له مخرجاً، وعن وعي مأزوم بالذات والعالم. وبهذا المعنى، تبدوالأوراق وكأنها صرخة مكتومة في وجه العبث، تُقال بلغة واقعية، لكنها مشبعة بدفء التجربة وشحنتها العاطفية.كما يتكامل الأسلوب واللغة في هذه الأوراق ليشكّلا بنية فنية متماسكة، تجمع بين البساطة والرمزية، بين القرب الإنساني والعمق الفني. ويغدو السرد بذلك أكثر من حكاية سردية. إنه تجربة شعورية وفكرية تدعو إلى التأمل، وتُبرز قدرة اللغة على أن تكون أداة كشف، لا مجرد وسيلة سرد.
.

رواية من الأدب" التخيلي ذو الطابع التوراتي" وترتقي إلى مستوى أدب النفي المقدس Scared Exile Literature))، نجد أن الصحراء ليست مجرد عقوبة ولا طريقاً ، بل مختبر للإيمان الجماعي. هناك وسط العراء والقحط، يضع الكاتب القارىء أمام أسئلة توراتية وجودية وهي هل الحرية أثمن من الخبز؟ وهل الشك في الوعد الإلهي خيانة أم طبيعة بشرية ؟ فالرواية لا تهاجم الإيمان، بل تكشف زيف التدين الشعبي. يُدافع عن النبوة ضد الخرافة، وعن العقل ضد الانسياق العاطفي،، وعن الوحي ضد الادعاء الكاذب باسم الدين." لم أترك فيها ما أحن إليه...فقد خرجت منها بمن أحب" في هذا الأدب لا يُنكر لحظات الوهن البشري، بل يُدرجها ضمن دراما الخلاص. فحين يصرخ أحدهم "صدقتها! فقد أخرجنا موسى إلى هذا القفر كي يميتنا جوعاً " ، لا يُدان هذا القول على الفور، بل يُمهد لحدث سماوي يكشف كم أن الرب يرد على الشك بالإشباع، وعلى التذمر بالمعجزة. تُعلمنا الرواية شيئاً لا يُنسى أن الإيمان لا يُقاس فقط بالمعجزات، بل بالناي المصنوع من أعواد التيه، بالعزف على أوتار الظمأ، وبالقدرة على الرؤية وسط الغبار. وهكذا فإن" أدب النفي المقدس"ليس فقط أدباً روحياً أو دينياً، بل هو أدب إنساني مقاوم، يحوّل الهزيمة إلى نشيد، والتيه إلى وطن مؤقت، والناي إلى يقين من خشب.

يتقمص الكاتب صوت " شمعون بن زخاري" وتحمل العديد من الرسائل الخفية كالخروج من العبودية ليس فقط انتقالا مكانياً بل اختبار للإيمان، وتحرر من عادات الذل، وتحمل مشقة التغيير" أكلو من فوق رؤوسهم ومن تحت أقدامهم كما قال لهم يوشع بن نون" . لكن البعض ظل قلبه متعلقاً بقدور لحم مصر. في الليلة الأخيرة، لم ينتظر شمعون أن تُقرأ كلماته في مجمع أو تُحفظ في صندوق عهد. قال ببساطة:" هذا كتاب لا أدري من سيكون قارئه، فأياً من تكن، أرجو أن تتذكر كاتب هذه الأبواب بالرحمة، وأن تدعو له بالغفران."تلك ليست جملة ختامية، بل صلاة إنسان نصفه مصري ونصفه عبري. رجل لا يدّعي النبوة، بل الشهادة. رجل لم يُرشد شعباً، لكنه حفظ دمعتهم. ترك زجاجته في بحر التاريخ، علّ أحداً في زمن بعيد... يلتقطها.
أجواء تاريخية متوترة بين قبائل عربية، في محيط مكة، يثرب (المدينة المنورة لاحقاً)، وأطراف الجزيرة العربية. سرد الأحداث مثل التحضير للحرب، المناوشات القبلية، وخطر العواصف الرملية يعطي إحساساً بالبيئة الصحراوية القاسية التي كانت تحكم الحياة اليومية. هذا الإطار مهم لأن الأحداث والتوترات القبلية، بالإضافة إلى التحالفات والولاءات، هي جزء لا يتجزأ من فهم تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث لعبت هذه التحالفات والصراعات دوراً جوهرياً في تشكيل المشهد السياسي والديني والاجتماعي.إذ يتم التركيز على محادثات بين شيوخ القبائل (أواس، دومة، عابر) التي تكشف تعقيدات السياسة القبلية، مزيج من الولاءات والصراعات بين القبائل مثل خزاعة، جرهم، قيدار، وبني إسماعيل. يظهر اختلاف المواقف بين الشيخ (دومة) و(أواس) تعبيراً عن التوتر السياسي الداخلي، إذ يتقاطع الولاء الديني أو العائلي مع الحسابات الاستراتيجية. ووجود شخصية الراوي الذي يتابع ويصف المشهد بإحساس شخصي يُثري السرد ويجعل القارئ يشعر بالتوتر الحاصل، كما هو الحال في اللحظة التي تصف فيها العاصفة الرملية التي تضرب يثرب. فما هي رمزية الطبيعة والطقس؟

تشظي الذات وبناء الهوية فشخصية "شمعون" تُصاغ في الرواية بوصفها ذاتاً متفككة، تتأرجح بين الانتماء إلى جماعة لم تعد تنتمي إليه، والحنين إلى أرض لم يعد يعرفها. إنه "الآخر" في كل مكان، الآخر في "بكة"، والآخر في "قادش برنيع"، وحتى في علاقاته مع النساء. "لو كانت الأمور سارت كما دُبّر لها لكنت اليوم أرافق إحدى هذه القوافل إلى كنعان... ولكن الأمور سارت كما اختارها القدر لي" هذه العبارة تنضح بـ القلق الوجودي الذي يطبع هوية "شمعون"، حيث تتداخل الميتافيزيقا (القدر) مع الجغرافيا (أرض كنعان)، لتنتج شخصية مأزومة، تحمل مرآة الداخل في غربة الخارج، وتشكل مرآة لأزمنة الشتات، التي تبدأ من الجسد ولا تنتهي بالمكان.
.
مشهد الولادة الذي تصرخ فيه "أروى" كأنها تنشق شطرين، هو من أبلغ مشاهد الرواية تصويراً لمفهوم الخلق المتألم ! "أي ألم هذا الذي تتحمله المرأة كي تهب الحياة؟!" هنا لا تُقدّم المرأة ككائن جانبي، بل كرمز أصيل للحياة، رغم اغتراب المجتمع عنها. كما يفضح الراوي المفارقة القاسية النساء يُحتقرن في الوعي الاجتماعي، ويُعتمد عليهن في أعقد لحظات البقاء، كما في مشهد الهروب أو المولد.أما "هوى"، فهي روح الترحال، شبيهة باسمها، تختفي فجأة وتظهر فجأة، كما لو كانت رمزاً للحرية أو الحلم المراوغ، والمشهد الذي تتجه فيه إلى "بيت الخوص" حافية، منهارة، خارجة من ذاتها، هو تجسيدٌ دراميّ لـ"المشي وراء الحلم ولو كان وجعاً".العاصفة الرملية ليست مجرد خلفية بيئية، بل تلعب دوراً رمزياً في الرواية. الرمال التي تغطي كل شيء وتحجب الرؤية تعكس الحالة السياسية والاجتماعية الملبدة، العواصف كأحداث طبيعية تتوازى مع العواصف القبلية أو الحربية القادمة.
هناك ارتباط بين الطبيعة والنزاع البشري، كأن الطبيعة تشارك في مشاعر القلق والخطر.كما أن الصراع بين الولاء القَبَلي والانتماء الشخصي في موقف (عمرو) الذي يرفض الهروب مع بقية رجاله ويصر على البقاء مع أهله رغم الخطر، يعكس قيمة الولاء القَبَلي أو العائلي، وهي قيمة مركزية في المجتمعات العربية القديمة، وربما تحمل مدلولات دينية أو أخلاقية أيضاً. هذه اللحظة تحفز القارئ على التفكير في معنى التضحية والولاء في زمن الصراع.

اللغة في الرواية تحمل طابعاً شبه رسمي ومتزن، يناسب شخصية الشيوخ ورجال القبائل. الأسماء المكررة، الحوارات المركزة، والوصف الدقيق للعواصف والرمال يجعل السرد ذا أبعاد متعددة سردية، وصفية، وتأملية.استخدام الوصف الحسي للرمال والريح يجعل القارئ يشعر بالعاصفة ويشارك الشخصيات مشاعر الخوف والترقب.

الرواية تحمل ضمناً بعداً دينياً عبر ذكر أماكن ذات رمزية دينية (مكة، يثرب) وتحركات القبائل التي كانت ذات أدوار رئيسية في التاريخ الإسلامي والجاهلي. قد تعكس الرواية هذه الفترة التي شهدت تغيرات جذرية في البنية الاجتماعية والدينية في الجزيرة العربية. فالرواية غنية بالتفاصيل التاريخية والاجتماعية، يعكس صراعات سياسية وقبلية معقدة في بيئة صحراوية قاسية. يعيد تسليط الضوء على الولاءات والتحديات التي كانت تشكل النسيج الاجتماعي والديني في الجزيرة العربية في تلك الفترة. الطبيعة في النص ليست مجرد مشهد بل تشكل رمزية حية للتوترات القادمة، بينما الشخصيات تقدم تمثيلاً إنسانياً لأبعاد الولاء، الشجاعة، والخوف.

إحساس بالوثائقية والتوثيق في تسمية الأجزاء بـ"ورقة" توحي بأنها جزء من سجلّ أو وثيقة قديمة، كأن القارئ يطلع على مذكرات أو سجلات شخصية تُسجل الأحداث بشكل متسلسل. هذا يعزز الإحساس بالواقعية والتاريخية. في تقسيم الرواية إلى لقطات أو محطات فكل "ورقة" تمثل محطة أو حدثاً مستقلاً، تفتح نافذة على قصة أو مشهد معيّن. هذا يمنح القارئ فرصة التأمل في تفاصيل دقيقة، ويكسر رتابة السرد الطويل، والورقة قد تعني هشاشة الحكي والذاكرة، فهي ورقة ورقة يمكن أن تُمزّق أو تضيع بسهولة، كما أن الحكاية الإنسانية مليئة بالفقد والنسيان، وهذا يتناغم مع موضوعات الألم والفقدان في الرواية، كما أن الورقة كرمز يمكن أن تعني بداية جديدة، أو حكاية تُكتب باستمرار، تماماً كما حياة الناس التي تستمر رغم المعاناة. يشعر القارئ وكأنه يشارك في كشف قصة تُروى في أجزاء متقطعة، مما يثير الفضول ويحفّز على الاستمرار في القراءة.

الأوراق تتّبع شكل "السفر"، وليس الرواية الحديثة، وتُقسم إلى "أوراق"، وهو ما يحمّلها بُعداً توثيقياً وتاريخياً، يوهم القارئ أنه يقرأ وثيقة روحية حيّة كُتبت تحت وطأة الصراع الداخلي والروحي. فكل ورقة تمثل حالة وجدانية، ونقلة شعورية تكشف عن نضج أو انكسار أو تأمل. إذ يستلهم الكاتب نصه من سفر العدد (الإصحاحان 13 و14)، حين أرسل موسى اثني عشر جاسوساً لاستكشاف أرض كنعان، فعاد عشرة منهم مثبِّطين، بينما أصرّ اثنان (يشوع وكالب) على الثقة في وعد الله. في التوراة، كانت نتيجة الجُبن الشعبي حرمان ذلك الجيل من دخول الأرض، والتيه أربعين عاما.لكن ما يميز هذه الرواية هو التوسيع النفسي والتحليل الاجتماعي للشخصيات. لا يكتفي الكاتب بسرد الحدث، بل يغوص في الانفعالات والخيارات والأصوات المتضادة التي تشكّل لحظة الرفض.فشخصية موسى هنا ليست مجرد نبيٍّ آمر، بل كليمٌ مكلوم، يكاد ينكسر تحت خيبة أمته. أما شخصيات المعارضين فليست محض شرّ، بل مزيج من الخوف المشروع، والضعف البشري، والحنين إلى الماضي، حتى وإن كان ماضي عبودية.
تطرح الرواية سؤالًا فلسفياً وجودياً عميقاً " هل أراد الرب أن يُسيّر شعبه نحو الأرض، أم أن الاختيار، ولو كان خاطئاً، هو جوهر التكليف؟"هنا تتجلّى عبقرية أسامة الشاذلي حين يُبرز التوتر بين القدر والوعد، وبين الحرية والعقوبة. الرب لا يُجبرهم على الدخول، بل يُمهلهم ليلة كاملة ليفكروا، ليختاروا، ليقرروا. وكأن التاريخ الديني يتحوّل إلى مسرح للأخلاق والضمير.ونلمس في هذا الطرح توازياً مع المفهوم التوراتي العميق لـ"العهد" – فدخول الأرض ليس مكافأة على الإيمان فحسب، بل امتحانٌ له. فالأرض لا تُعطى لمن لا يُقدّرها، ولا لمن يخشى أهلها أكثر مما يثق بإلهه.
في القراءة التوراتية التقليدية، يُصوَّر بنو إسرائيل كشعب "صلب الرقبة"، كثير التمرّد. لكن السرد هنا يُضفي طابعاً إنسانياً معقداً على هذه الصورة. الجموع ليست فقط متمردة، بل ممزقة بين الرجاء والذعر. صوت النساء في العويل، صوت قورح في التمرد، صوت يشوع في الرجاء كلها أصوات تنبع من داخل الجماعة الواحدة، وتدفع القارئ إلى إدراك أن الانقسام لم يكن بين نبيٍّ وقومه، بل في قلب القوم أنفسهم. فالشاذلي يُحاكي صوت الضمير الجماعي في لحظة اضطراب وجودي، وينقل هذا الاضطراب إلى شخصية الراوي، الذي يمثل الجيل التالي، جيل لا حيلة له إلا أن يرث عاقبة قرار لم يُصوّت عليه. فهل الترحال والتيه رمزية عقابية أم تطهيرية؟
في التوراة، كان التيه أربعين سنة عقوبة تأديبية، هدفها إفناء الجيل الرافض واستبداله بجيل أشد إيماناً. أما في النص الأدبي، فيُحمَّل التيهُ طابعاً فكرياً ووجودياً، إذ يصير تعبيراً عن ضياع الإنسان حينما يخون يقينه. وبينما يموت الأب (زخاري) كممثل للحلم المجهض، يرحل الابن في مغامرة جديدة لتحقيق الحلم ذاته. هنا يتحوّل التيه من لعنة إلى مختبر شخصي للوعي والمصير، وينقلب الحُكم إلى فرصة للخلاص الفردي، وكأن الأرض الموعودة لم تعد موقعاً جغرافياً، بل حالة داخلية من الثقة، والإيمان، والقدرة على الاختيار. فالرواية ليست مجرد استدعاء أدبي لواقعة توراتية، بل إعادة تأويل لها في ضوء الأسئلة الوجودية الحديثة. لماذا نرتعب من الحرية؟ لماذا نخون أحلامنا عندما تقترب من التحقق؟ هل الخوف من الحياة أعظم من الخوف من الموت؟
هذه ليست رواية عن بني إسرائيل فحسب، بل رواية عن كل شعبٍ يتردد أمام لحظة مصيرية، وكل فردٍ يقف على أعتاب حلم... ثم يختار التيه. هذه رواية راقية، تحمل نفساً توراتياً لكنها لا تنتمي لدين بعينه، بل تحتفي بالإنسان في ضعفه وقوته، في حبه وغدره، في حزنه ورجائه. كما تعرّف الخوف الأسطوري (العماليق) وتكشفه على حقيقته، وتؤكد أن الأسطورة تصنعها الخرافة لا الواقع ، فالعماليق ليسوا شياطين كما تقول القصص القديمة بل "بشر كسائر البشر" فلحظة التنوير الحقيقية بؤرتها هي إسقاط الأسطورة تفكيك الرمز، والانتصار للواقع حتى وإن كان أكثر قسوة ، وأيضا تأخذ المرأة فيها حيزاً محورياً، فهي أم، صديقة، أرملة، زوجة أولى وثانية، تعاني وتمنح وتغفر، وتتحول، وتبني من الوجع بيتاً جديداً فالشخصيات ليست مثالية، بل واقعية في هشاشتها. سولاف كانت صديقة ثم صارت زوجة الأب ، وزخاري "يخون" زوجته الأولى رغم حبه لها، وأم سيحون التي لم تكن يوما شريرة تصبح زوجة أخرى دون قصد كما هي الحال مع باتشيفا الصوت النسوي الناقم المتشائم ، شخصية نمطية للمرأة ذات اللسان السليط والرؤية السوداوية، تتقاطع مع نماذج نسوية توراتية كثيرة أما رومانا فهي المرأة القوية، الحنونة ،الوفية، تمثل القلب النابض بالحب والتضحية . لم تواجه خيانة زوجها بالصراخ أو الهروب ، بل صبرت حتى استمالت زوجها بعاطفتها
أحد أهم ما يحسب للشاذلي هو هذه النقلة الدرامية الهادئة من أجواء الاحتفال والسمر، حيث يجلس شمعون إلى جوار أروى والشيخ عابر، ويُحتفى به على مائدة القبيلة، إلى لحظة الانقضاض عليه وجرّه إلى التحقيق من قِبل "شرطة إدوم"، التي تمثل نظاماً سلطوياً يخلط بين الدين والسياسة والريبة.هذا الانتقال لا يأتي فجائياً، بل مبني بلغة محكمة تنذر بالخطر، وتضع القارئ على حافة الترقب، حيث يُزرع الشك في كل جملة من هو شمعون؟ ولماذا يدور الشك حوله؟ ومن هو "هدد بن بدد" الذي يمثل الاستبداد في هيئة إدومية معاصرة؟
الشيخ "عابر" ليس شيخ قبيلة، بل هو حكيم صوفي بأزياء بدوية. في كل ظهور له، يعيد تشكيل الفضاء المعرفي لشمعون. هو من يمنحه رمزية الفراشة الخارجة من شرنقة اليأس، هو من يتكلم عن البرزخ واليقظة والحياة بعد الموت... إننا أمام خطاب معرفي يتجاوز الشعارات الدينية المألوفة إلى تجربة روحية كاملة.وجود "عابر" لا يقدّم إجابات، بل يعيد ترتيب الأسئلة. يعيدنا إلى نصوص الحكمة القديمة، حيث يُترك الإنسان ليتأمل في الرموز، لا ليتلقّى تفسيراً جاهزاً .في قلب هذه العاصفة، تقف "أروى" كجسر هش بين شمعون والقبيلة. لا تقدَّم كعاشقة رومانسية بقدر ما هي رمز لاحتواء الحياة، للانتماء، للقدرة على الجلوس إلى جوار "الغريب" وتقبل لغته وماضيه دون أن تطلب تفسيراً ولكن، هل تكفي العاطفة لتكون سنداً له وسط المحاكمة والريبة والعرق المتهم بالباطن؟ هنا يكمن جمال الرواية ؛ فهو لا يمنح أروى قوة أسطورية، بل يتركها إنساناً في منطقة غموض.ما يحسب للشاذلي في هذا المشهد، هو قدرته على شحن النص بكثافة رمزية دون أن يقع في المباشرة. فالسرد يتضمن مقاطع قابلة للتأويل السياسي (النظام الإدومي كسلطة بوليسية)، وأخرى روحية (الفراشة والبرزخ)، وثالثة جمالية حسية (صوت المزمار، نار اللحم، روائح الليل). لا يقول كل شيء، بل يوهم بأنه لا يقول شيئاً، بينما هو يحفر عميقاً في بنيات الهوية، الدين، الدولة، الوعي. كما أننا لا نجد الحكاية لذاتها، بل بوصفها حقل توتر بين الضياع والنبوة، بين المطاردة والبحث عن معنى، بين الأنا المفككة وعالم لا يُصدّق إلا بالقوة.إن شمعون في النهاية هو كل فرد يعيش في الهامش، يحمل في داخله ندبة التاريخ، ويبحث عن مكان لروحه في أرض لا تعرفه.

يصوّر الشاذلي الحياة في مكة القديمة، في فترة ما قبل الإسلام أو في بداياته، حيث نجد تواجد قبائل متعددة مثل جرهم، خزاعة، تيماء، يطور... وهي قبائل حقيقية تعود إلى فترة تاريخية معروفة في الجزيرة العربية. مع الوضع السياسي والاجتماعي مضطرب بسبب الحروب بين القبائل، ما يسبب الفقر والجوع، كما يظهر في استقبال القافلة من قبل أطفال ونساء من الأحباش. فالحج والطقوس الدينية مثل الطواف حول البيت، والاعتقاد بقدسية الحجر الذي يحمل أثر قدمي إبراهيم، ما يعكس مركزية مكة كوجهة روحية مهمة. وهذا يعطي الرواية ثقلاً تاريخياً ويجعله محاولة لتصوير مرحلة انتقالية في المجتمع العربي، بين الوثنية القديمة وبزوغ التوحيد.
البناء السردي والأسلوبي السرد يتوزع بين الراوي (شمعون) وأحاديث بين الشخصيات، مع مزيج من الوصف التفصيلي والحوار. فالأسلوب غني بالوصف الحسي الشمس، الصخور، رائحة المباخر، صوت الصفير، حركة الناس… كل هذا يعزز الإحساس بالمكان والزمان.و توظيف الحوار يظهر التوتر بين الشخصيات والقبائل، مع إبراز صراعات دينية واجتماعية، مثل مواجهات الشيخ (دومة) مع بعض الشباب.و ثمة تواتر بين مشاهد الطقوس الدينية وأحداث الحياة اليومية، مما يخلق توازناً بين البعد الروحي والبعد الإنساني.


شمعون الراوي، ناظم القصة، رجل متأمل، يحمل جرحاً جسدياً ونفسياً، يمارس النجارة، ويحمل صندوقاً ذا قيمة عاطفية ومادية. يعبر عن الحيرة والشفقة تجاه الجوع والفقر، ويبدو متورطاً في صراعات القبائل. ليث ودعس، رفاق شمعون، يمثلون جزءاً من الحياة اليومية، ولكل منهم وجهة نظره عن الواقع، بين الخوف من الحروب والتعاطف مع المساكين. الشيخ (عابر) و(دومة) يمثلان السلطة الدينية والزعامات القبلية، ويتجلى فيهما الصراع بين التمسك بالقديم ومحاولة فرض النظام الديني والاجتماعي. عمرو بن الحارث الجرهمي، رمز للثروة والسلطة، يظهر في الرواية بوصفه رجلاً يملك قوافل وأنعاماً كثيرة، لكنه بعيد عن السوق في بداية الأحداث، مما قد يشير إلى تحالفات أو صراعات خفية.

البيت الحرام (بكة) رمز مركزي للقداسة، لكنه في الوقت نفسه مكان للخلافات والصراعات، حيث يحتدم الجدل حول “دنس” البيت والنصبان الوثنيين. أثر قدم إبراهيم على الحجر يعكس الاعتقاد القديم ويمنح المكان أبعاداً أسطورية وروحية. الصندوق الذي يحمل رمزية كبيرة، فهو ذكرى الأم ومصدر الذهب، يمثل الأمل والميراث والعبء الذي يحمله الراوي . الخشب والنجارة حرفة الراوي التي تعكس محاولته للبناء والاستقرار وسط الفوضى. الذهب، رمز القوة والسلطة، لكنه أيضاً عبء وموضوع شكوك حوله. الحروب بين القبائل: ترمز إلى الصراع على الأرض والسلطة والديانة، وتأثيرها المدمر على المساكين.


الصراع بين القديم والحديث يُظهر المواجهة بين الطقوس الوثنية والديانة التوحيدية، والجدل حول ما هو مقبول في الدين وما هو دنس والظلم والفقر والحرب يفرض تساؤلاً كيف أن الحروب تضر الفقراء بينما الطامعون يستفيدون. والقداسة والإيمان في البيت كمكان مقدس، ونشوة الخشوع والتجربة الروحية تختلف بين الناس، كما تتفاوت بين الصراعات الإنسانية. الهوية والانتماء كما أن شخصية الراوي متأرجحة بين مكانين (قادش، يثرب، بكة) وتحاول إيجاد مكان لها وسط تحولات اجتماعية وسياسية.الثقة والخيانة ،موضوعات الشكوك في المحيط الاجتماعي، مثل الخوف من (دعس) أو من تصرفات عمرو بن الحارث.
نقاط قوة الرواية في تصوير دقيق وغني للحياة في مكة القديمة مع تفاصيل ملموسة. الشخصيات متعددة الأبعاد، تحمل تناقضات ومواقف إنسانية. المزج بين التاريخ والخيال، مما يجعل النص غنياً بالتفاصيل الواقعية والرمزية. الاستخدام الممتاز للحوار والتفاعل بين الشخصيات لتقديم صراعات داخلية وخارجية.رواية أوراق شمعون تمثل عملاً أدبياً ثرياً يجمع بين التاريخ والدين والسياسة والاجتماع في قالب سردي قوي، ويعكس بمهارة الصراعات التي عايشها المجتمع العربي القديم في مكة. من خلال شخصية الراوي وتفاعلاته، نستطيع أن نشعر بعمق التجربة الإنسانية من حيرة وألم وأمل وسط دوامة من التغيرات الكبرى.


نقد أخلاقي لبني إسرائيل وصفهم بأنهم لا يملكون بذور الخير، وأنهم جيل عُوقب بالتيه لأنه لم يحفظ العهد، ولم يثبت على الإيمان، رغم كل الآيات والمعجزات. الأب "شمعون بن زخاري" يختار أن يختم حياته في غار موسى، ويكتب شهادته.هذا فعل توثيق للذاكرة الجماعية، وشهادة للتاريخ، ليحملها الابن بعده. إنه يكتب لا لمجد، بل لتكون كلماته نوراً لمن يأتي من بعده التنقل بين الأجيال (من "شمعون بن زخاري" إلى "زخاري بن شمعون") أعطى للنص امتداداً زمنياً، وشعوراً بالاستمرارية التاريخية.هل يُمكن لشعب أن يرث نبياً دون أن يرث رؤيته؟ وهو سؤال لا يتعلق ببني إسرائيل فقط، بل بأي جماعة دينية بعد رحيل نبيها، مما يجعل الرواية عابرة للأديان والزمن، في نبرة تشبه "رسالة في زمن ما بعد النبوة".
بيروت-لبنان في 24 تموز الساعة الثانية بعد الظهر 2025



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوميديا السوداء في مواجهة القمع الأنثوي في عصر تيك توك ويو ...
- كم يمكن أن نُفرّط في حرياتنا مقابل الشعور بالأمان
- ما بين قوانين النقد الصارمة و- لعبة العفريتة-
- هل من رسائل مخفية يمكن استنتاجها في رواية أوراق شمعون المصري ...
- سردية اعترافية لراوٍ عاشق ومقاوم في رواية
- عبء الماضي ومهمة المستقبل في قصة الشامة ل ميخائيل شولوخوف
- -حياة غير مكتملة-: حين يُبعث الغفران وسط رماد الحزن
- بارتلبي ورفض عالم هيرمان ميلفل الحديث والكئيب
- تيار الوعي بين الحب والصداقة والعالم الهش في رواية قلب ضعيف ...
- صوفيا رواية حرة تُحلق بنا فوق سماء الغيب
- سردية القهر والانتحار في هلوسات ترشيش للروائي حسونة المصباحي
- بنية القلب الواعي في هندسة العلاقة الإنسانية
- الطيار الذي أسقطه الزمن ق في رواية -لا لون هناك-لمحسن الغمري
- نسمات أيلول- كوميديا اجتماعية تسلط الضوء على تقلبات الحياة ا ...
- رواية -عزازيل و الانتقال بين العوالم المادية والروحية
- -عقد ونصف العقد- لجمانة حداد بين نصل الحبر ومِداد التجربة
- الغيرة الناعمة في الفضاء الثقافي
- هل يمكن للمرأة أن تكون حرّة حقًا في مجتمعٍ لا يتقبل إلا ما ي ...
- هل عالم الصيحات هو عالم التآكل الأنساني؟
- الجرس الأخير وصراع الذات والحب في عالم مشوش


المزيد.....




- سلوم حداد.. تصريحات الممثل السوري حول نطق الفنانين المصريين ...
- جدل الفصحى.. الممثل السوري سلوم حداد يعتذر للمصريين بعد تصري ...
- السقا يفجر مفاجأة للجميع .. فيلم مافيا الجزء الثاني قريبًا “ ...
- تضارب الروايات حول اشتعال النيران في أسطول الحرية
- بسبب غزة.. 1800 فنان يتعهدون بمقاطعة مؤسسات الكيان السينمائي ...
- سوق المناخليّة.. حكاية حيّ يتنفس التاريخ
- ممثلون ومخرجون يتعهدون بعدم العمل مع مجموعات الأفلام الإسرائ ...
- محمد صلاح يثير الجدل بصورة -فيلم ثقافي-
- فنانون يتعهدون بمقاطعة مؤسسات إسرائيل السينمائية بسبب غزة
- فيلم إيراني يحصد جائزة في مهرجان البندقية السينمائي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - هل يُمكن لشعب أن يرث نبياً دون أن يرث رؤيته؟