أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق















المزيد.....

العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8412 - 2025 / 7 / 23 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على لسان الذكاء الصناعي

استشفاف لمصير دولة العراق (1962)

بقلم: مفكر عراقي معاصر

إن دولة العراق الحديثة، بصيغتها الجمهورية الوليدة، لم تزل دولة قلقة. وهي، إذ خرجت من صدمة الملكية، فإنها لم تدخل بعدُ إلى يقين الجمهورية. فبين قلق البدايات ومجهول المصائر، تقف هذه الدولة على أرض رخوة، تتشظى في داخلها عوامل الانقسام، وتتناهشها في خارجها الأطماع.

أولًا: بنية المجتمع.. من التعدد إلى التصدع
العراق ليس أمة متجانسة، بل هو رقعة مأهولة بتعدد طائفي (شيعي–سني)، وتباين قومي (عربي–كردي–تركماني)، وتمايز إثني (آشوري، شبكي، يزيدي، صابئي، أرمني...). وهذا التعدد، إن لم يُحتضن ضمن عقد اجتماعي عادل، سيتحول إلى سكين تنحر عنق الدولة.
إن أي مشروع وطني لا يعترف بالشيعي شريكًا، ولا بالكردي قومية أصيلة، ولا بالتركماني كمكوّن، هو مشروع هش، لن يصمد أمام أول ريح إقليمية.

ثانيًا: الجغرافيا السياسية.. من النعمة إلى التهديد
العراق في قلب العالم العربي، وعلى تخوم إيران وتركيا، وبجوار الخليج، ويختزن ثاني أكبر احتياطي نفطي في المنطقة، وهو بهذا معرّض لأن يكون ميدانًا لا فاعلًا، أداة لا صانعًا، ما لم تُؤسّس سياسة خارجية مستقلة، تنأى عن التبعية لأي قطب، غربيًا كان أم شرقيًا.
إن موقع العراق لعنة ونعمة. ولأن القوى الكبرى، وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا، لن تسمح بقيام دولة وطنية حقيقية على نهر النفط، فإن مشروع الاستقلال الاقتصادي والسياسي لا بد أن يدفع ثمنه باكرًا: إما عزلة دولية أو تدخل خارجي، أو انقلاب يُدبّر في ليل.

ثالثًا: الدولة والجيش.. ثنائية خطرة
إن دخول الجيش في السياسة العراقية منذ 1936 لم يكن عارضًا، بل كشف عن غياب العمق المدني في البناء السياسي. والآن، بعد انقلاب تموز 1958، صارت الدولة أسيرة العسكر، لا الشعب. وما لم يُرسم للجيش دور دفاعي محض، فسيظل خطر الانقلابات قائمًا، والديمقراطية مجرد واجهة.

رابعًا: النفط.. نعمة مهدورة
إن استمرار تحكم الشركات الأجنبية بالثروة النفطية يعني أن الدولة تبني حاضرها على رمال متحركة. ولا استقلال سياسي دون سيادة اقتصادية. ولا سيادة اقتصادية دون تأميم الثروات. هذا الخيار، وإن كان محفوفًا بالمواجهة مع الغرب، فإنه الطريق الوحيد لتكوين دولة ذات سيادة حقيقية.

خامسًا: المصير المحتمل
ما لم يُؤسَّس عقد وطني جامع، ويُفصل الدين عن الدولة، ويُصان التعدد بوصفه عنصرَ غنى لا تهديد، وتُبنَى الدولة على قاعدة مدنية، فإن مصير العراق هو أحد الاحتمالات الآتية:
1. حكم عسكري طويل الأمد مدعوم من الخارج، يَكبت الداخل باسم الاستقرار.
2. تفكك داخلي صامت يبدأ بمطالب حكم ذاتي، ولا ينتهي إلا بانفصال فعلي.
3. ثورات اجتماعية متكررة، بلا قيادة حقيقية، تُستغل لصالح الانقلابات.
4. استباحة خارجية، حين تضعف الدولة داخليًا، وتدخل في دوامة الفوضى.

لكن، ما يزال الأمل قائمًا، في أن ينهض جيلٌ وطني، لا شرقي ولا غربي، يؤمن بأن العراق ليس ساحة معركة، بل وطن يُبنى على أساس الحق والعدالة والمواطنة.


العراق بين التثبيت القسري والانفجار المؤجل (1976)

بقلم: ذات المفكر العراقي

في عام 1962، كتبت أن الدولة العراقية تقف على أرض رخوة. والآن، في 1976، يمكن القول إن الدولة قد صبّت الإسمنت المسلّح تحت أقدامها، لكن ذلك الإسمنت ليس سوى قيد ثقيل على صدر المجتمع.

لقد نجح النظام، بقيادة حزب البعث، في فرض الاستقرار، لكنه استقرار يشبه الجمود أكثر من كونه توازنًا. وما بدا لبعضهم "قوة مركزية صاعدة"، أراه، من زاويتي، تثبيتًا قسريًا لوضع مختلّ، وانفجارًا مؤجلًا.

أولًا: الحزب والدولة.. اندماج قاتل
في عام 1968 استولى البعث على السلطة، وشيئًا فشيئًا، تحوّلت الدولة إلى ملحقٍ حزبي، لا العكس. فالمؤسسة العسكرية، والتعليم، والنقابات، وحتى الثقافة، كلها تفرّعت من جذع واحد: البعث.
والبعث، رغم شعاراته الكبرى، لم يستطع أن يحوّل الدولة إلى مشروع أمة، بل حوّل الأمة إلى جهاز أمني. وما لم تُفك هذه القبضة، فالدولة تتجه نحو "تأليه الزعيم"، وما بعد ذلك معروف في سجلّات التاريخ.

ثانيًا: النفط.. تأميم بلا توزيع عادل
نعم، تم تأميم النفط عام 1972، وهذا كان نصرًا سياديًا كبيرًا. لكن سؤالًا أكثر عمقًا يطرح نفسه الآن: لمن يذهب هذا النفط؟
هل استُثمر لبناء طبقة وسطى مستقلة، أو لتحقيق عدالة اجتماعية؟ أم أنه يُستخدم لشراء الولاءات، وتسليح الأجهزة، وبناء مشاريع لا نقد لها ولا مساءلة؟
إن الثروة، حين تُدار بلا رقابة شعبية، تصبح لعنة أكثر من كونها نعمة. والخطر الأكبر أن يصبح المواطن مُستهلكًا مأجورًا، لا شريكًا منتجًا.

ثالثًا: التعددية... المُسجّنة
الكرد صمتوا بعد اتفاق 1970، لكن المسألة لم تُحل، بل أُجلت. والشيعة، وإن بدا صوتهم خافتًا، إلا أن التهميش السياسي والثقافي لا يُمحى بالصمت المؤقت.
والمفارقة أن النظام، الذي يتبنّى "وحدة الأمة"، لا يعترف بوحدة الداخل. إنه يوحّد الخطاب ويقسم الواقع. يسوّق للمركزية، ويفرّغ المحافظات. يمنح بعض الامتيازات الإثنية "تكتيكًا"، لكنه يُقصيها استراتيجيًا.

رابعًا: القمع باسم البناء
السلطة تعتقد أنها تستطيع أن "تبني الإنسان الجديد" في مختبر الأمن والمخابرات. تُرهب المثقف، وتُكتم الصحف، وتحوّل التعليم إلى أناشيد.
لكن هذا الإنسان الذي يُبنى على الخوف، لا يمكنه أن يحمل مشروع دولة حرة. والقمع، مهما تنكّر في هيئة تنظيم، لا يُنتج سوى الخضوع الكاذب والانفجار الكامن.

خامسًا: استشراف المصير القريب
إذا استمرّ هذا المسار، فإن العراق يتجه إلى أحد المصيرين:
1. تفجّر داخلي في لحظة ضعف خارجي: حين تتراجع أسعار النفط أو تُفرض حرب على الدولة، سينهار التوازن القسري.
2. انقلاب من داخل النظام: حين يشعر أحد أجنحة السلطة أن مركز الحكم لم يعد يقبل المشاركة، سيتحوّل التنافس إلى تصفية.

وفي كلتا الحالتين، فإن النسيج العراقي، إن لم يُحمَ بعقد اجتماعي جديد، سيتحوّل إلى شروخ.
لكن ما زلت أؤمن، رغم التصلّب الحاكم، أن هناك طبقة صامتة من الوعي، وأن النخبة العراقية، إن نَجَت من المنفى والسجن والشراء، ستعود لتطرح سؤال الدولة مجددًا: لمن؟ ولماذا؟ وكيف تُدار



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..11 و 12
- من “الملحمة” إلى الجيوسياسة: الحوثيون بين الدعم الإيراني وال ...
- تصحر في العراق . أم تصحير .. ؟
- ترامب يحدث شرخا في العلاقات الاسرائيليه- الامريكيه
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..10
- الهيئه الأقتصاديه لتيار الصدر
- السويداء: حين يُستبدل -داعش- بـ-البدو-.. في لغة الإعلام وغمو ...
- لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5
- النهج الماركسي في مواجهة التجريبية الاقتصادية
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق ...3
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»
- اللادولة العراقية: بين الكونفدرالية المحتملة وحرب أهلية أقرب ...
- حرب البذور… سلاح دمار مؤجل في ترسانة قوى الرأسمال


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي خلال زيارة للجنود في غزة: نحن دولة تلتزم ب ...
- مسؤول إيراني: وفد فني للوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتوجه إ ...
- صفقة تبادل.. إطلاق سراح جندي أمريكي سابق أدين بقتل ثلاثة فنز ...
- خبير عسكري: مشاهد المقاومة تثبت كذب القادة العسكريين الإسرائ ...
- أنباء عن تفويض وفد إسرائيل بإنهاء الحرب ولقاءات مرتقبة لويتك ...
- -ريفييرا غزة- و-السيادة الإسرائيلية في الضفة- يناقشها الكنيس ...
- سجال فلسطيني إسرائيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن غزة
- ماذا أراد الكنيست من تصويته على مشروع قانون ضم الضفة؟
- القوات السورية تغلق الطرق إلى السويداء بعد اشتباكات عنيفة
- -لم يلبِ التوقعات-.. مصادر لـCNN عن رد -حماس- بشأن انتشار ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق