أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا والعالم والتاريخ















المزيد.....

امريكا والعالم والتاريخ


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(امريكا والعالم والتاريخ)
لا توجد دولة سواء كانت قوة دولية عظمى او قوة دولية كبرى، أو قوة اقليمية كبرى؛ تصنع الحروب والاضطرابات في العالم مثلما تفعل امريكا فيه. بل ان امريكا تكاد تكون او كذلك هي لجهة سياستها في العالم؛ الدولة التي تصنع الحروب بين دول العالم وايضا هي من تصنع الاضطرابات داخل الدول التي تستهدفها. تستخدم في كل هذا الذي تصنعه في دول العالم سواء في القارة العربية او في جوارها او في بقية اركان الكرة الارضية؛ بما تؤجره بثمان مدفوعة مسبقا ولاحقا عند بدء العمل لصالح اجندتها، من وكلاءها في داخل الدول او الانظمة عبر فرية الصداقة والشراكة والتحالف، بينما الحقيقة ليسوا سوى انظمة مأجورة لتحقيق مصالح امريكا واسرائيل بغطاء امريكي، والافراد ليسوا سوى مأجورين لتحقيق مصالح امريكا واسرائيل؛ عبر اغطية كاذبة ومزيفة. لا توجد حرب بين دولتين او نزاع بين دولتين او اضطراب داخل دولة ما في العالم الا وكانت امريكا هي من اوجدت وصنعت كل هذا؛ لخدمة مصالحها التكتيكية والاستراتيجية. هذا لا يعني اعفاء بقية القوى العظمى الدولية من مسؤوليتها في تفجير الاوضاع، كما وفي عين الاتجاه لا يمكن اعفاء انظمة الاستبداد والدكتاتوريات من مسؤوليتها في تفجير الاوضاع داخل بلدانها، بسبب سياسة الطغيان وتكميم الافواه، وإلغاء وجود الأخر المختلف؛ لكنها ليس هي من تفجرها في لحظة البدء، إنما امريكا هي المسؤولة اولا واخيرا في تفجير الاوضاع في اكثر من مكان في العالم. كما ان امريكا هي القوة العظمى الدولية الوحيدة خلال العقدين الماضيين من تهدد سيادة الدول ومحاولة مصادرة قرارها المستقل، سواء بالتهديد باستخدام القوة العسكرية او باستخدام العقوبات الاقتصادية؛ لفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم. حتى الانتشار النووي هي ايضا اي امريكا المسؤول الاول والاخير عن هذا الانتشار او هذا الانتشار الذي يلوح في الافق المنظور، اضافة الى البداية الواضحة الآن في بداية سباق التسلح للقوى الدولية العظمى والكبرى. الاضطراب والقلق الامني وعدم الاستقرار بين الكوريتين، والتوجس المستمر باندلاع حرب بينهما؛ هو التدخل الامريكي في شبه الجزيرة الكورية منذ اكثر من ثلاث ارباع القرن والى الآن. اضافة الى التهديد الامريكي باجتياح كوريا الشمالية على مدار كل هذه السنوات، مع العقوبات الاقتصادية القاسية عليها، والى الآن. مما دفع قادة كوريا الشمالية لصناعة القنبلة النووية، ونواقلها. هذا التطور او هذا التمكًين؛ جعل امريكا تتوقف كليا عن التهديد المستمر بغزوها وتغير نظامها بنظام عميل لها. الآن كوريا الشمالية في شراكة او حلف استراتيجي مع روسيا. ان هذا ربما يقود الى الانتشار النووي في شبه الجزيرة الكورية، وفي جوارها. في الملف النووي الايراني؛ قامت امريكا واسرائيل بتعقيد الوصول الى تسوية واقعية ومرضية لطرفي التفاوض امريكا وايران؛ بالسماح لإسرائيل بالهجوم على المنشآت النووية الايرانية وعلى قادة العسكريون الايرانيون، والعلماء النوويون الايرانيون، ومن ثم قيامها هي بمهاجمة منشآت ايران النووية. ان ايران ربما تحت هذا الضغط؛ قد تفكر ايران جديا بنتاج قنبلتها النووية حتى تتخلص كليا ونهائيا من التلويح الاسرائيلي والامريكي بالعدوان عليها. هذا الاتجاه في التفكير الايراني قد لا يكون بعيدا عن الواقع. عندها تدخل المنطقة في سباق للحصول على السلاح النووي، تركيا، السعودية وربما غيرهما من دول المنطقة. ناهيك عن الحرب في اوكرانيا او الغزو الروسي لأوكرانيا. هذه الغزو او قل الحرب ما كان لها اصلا ان تحدث لولا التمدد الاطلسي على مقربة من حدود روسيا وبإرادة امريكية اصلا وتعقيبا اوربيا لخطوات تلك الإرادة. فقد ارادت امريكا عبر الناتو محاصرة روسيا، والضغط عليها، وجعلها تاليا تنكفي ضمن حدودها لتكون تاليا او لتوفر تاليا؛ فرصة سانحة لها اي لأمريكا والغرب في تمزيق وحدتها الداخلية بفعل انحسار اقتصادها داخليا، ليؤدي في نهاية المشوار الى اضعاف اقتصادها وبالتالي هز وحدتها السياسية وتماسكها الداخلي. لذا، فالحرب في اوكرانيا هي اولا واخيرا هي صناعة امريكية غير مباشرة. هذا لا يعني اعفاء قادة روسيا عن مسؤوليتهم فيها، اضافة الى الرئيس الاوكراني الذي صار لعبة ودمية بيد امريكا والغرب. أن هذه الحرب قادت ولسوف تقود او ينتج عنها اكثر في ميدان سباق التسلح بين روسيا والصين من جهة ومن الجهة الثانية امريكا ودول الاتحاد الاوروبي، فرنسا وألمانيا وبريطانيا. امريكا الآن تخوض حرب في جبهات متعددة بصرف النظر عن ما يقوله ترامب عن نشر السلام وحلول السلام بينما الحقيقة هي غير هذا التوجه كليا. امريكا ترامب في الوقت الذي يقول رئيسها او طروحاته عن حلول للسلام لمشاكل العالم والتي هي كما اسلفنا القول فيه في اعلى هذه السطور هي صناعة امريكية؛ تخوض امريكا ترامب معارك اقتصادية وتجارية حتى مع اقرب حلفاء امريكا من غير ان يستثني هؤلاء الحلفاء. ان ترامب في الوقت الذي يقول او يقوم بطرح طروحات عن حلول للسلام فهو يزود اوكرانيا بالسلاح عبر الناتو على ان تدفع دول اوروبا فاتورتها المالية لشركات صناعة السلاح الامريكي. لتكون امريكا هنا هي الطرف الرابح في اتجاهين؛ كسر الإرادة العسكرية الروسية لأجبرها على الرضوخ للحل الامريكي، وثانيا تحقق ارباح ثلاث اضعاف سعرها في السوق حسب المصادر الصحفية الروسية. في بحر الصين الجنوبي، وفي تايوان تخوض امريكا صراع خفي، قد يظهر على السطح لأي سبب كان. ففي الوقت الذي تعترف فيه امريكا بالصين الواحدة، اي ان تايوان هي قانونيا جزء من الصين الام؛ لكنها وفي نفس الوقت تزود تايوان بأقوى ما لديها من سلاح، وتصرح وبوضح تام من انها لن تقف متفرجة في حالة مهاجمة الصين لتايوان. لكن الصين تتصرف بحكمة وعقلية واقعية؛ فالصين ترد عليها اي على امريكا من انها تتبع الطريق السلمي والسياسي في استعادة السيطرة على تايوان وفي الوقت عينه لن تسمح لها او لأي قوة دولية دفعها او مساعدتها؛ بإعلان استقلالها عن البر الصيني. في بحر الصين الجنوبي تحشد امريكا حلفائها لمنازعة الصين بالسيطرة على البحر الذي تعتبره الصين بحرا صينيا خالصا. الغاية الامريكية من كل هذه التدخلات هي ليس حبا وانصافا بالحق وبالقوانين الدولية ومراعاتها، فأمريكا هي الدولة الاهم او الاكثر خرقا للقانون الدولي على كل ما مر من تاريخها المجلل بالعدوان والغزو والاحتلالات لدول وشعوب الارض كل الارض؛ بل هو محاصرة الصين وتخليق نزاعات لها في جوارها وفي اي مكان اخر ترى فيه ارضا خصبة لأشغال الصين او مشاغلة الصين فيه. في قارة العرب وفي جوارها؛ تحاول امريكا ترامب ان تقدم نفسها على انها ستكون راعية للسلام، ولحلول السلام، إنما الحقيقة والغاية النهائية؛ هي غير هذا الطرح تماما. في سوريا تحتل جزء من الارض السورية على مدار عقد نصف؛ وتسيطر على سلة الغذاء وعلى النفط والغاز لسداد جزء من فاتورة احتلالها لجزء استراتيجي من سوريا؛ بحجة محاربة الإرهاب في المنطقة.. تاليا؛ في مخادعة وازدواجية في سياستها على ارض الواقع؛ تدعم النظام الجديد في سوريا. في التوازي تسمح او تدعم بصورة خفية؛ الهجمات الاسرائيلية على سوريا، مهما قالت او اعترضت عليها لفضيا؛ تظل الحقيقة ظاهرة ظهورا كاملا حتى وهي مدفونة تحت طبقات سميكة من المخاتلة والكذب. ان هذه الهجمات الاسرائيلية قد تؤدي اذا ما استمرت على هذه الوتيرة الى تهديد جدي لوحدة سوريا الجغرافية والسياسية. ان هذه السياسة الامريكية في قارة العرب وفي جوارها تضع امام المتابع الكثير من الاسئلة والشكوك حول ما تخطط له امريكا في المنطقة العربية؟



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: صراع بين التمكين والوحدة والانقسام والفوضى
- المقاومة الفلسطينية..
- قصتان قصيرتان
- خور عبد الله التميمي..طريق التنمية العراقي: اشكالات وغموض
- مفاوضات ايقاف الابادة..
- المفاوضات الامريكية لاايرانية..
- ربما تدفع الضربات الامريكية الأخيرة على المنشئات النووية الا ...
- العدوان الاسرائيلي عيى ايران والنظام الدولي
- الحرب الايرانية الاسرائيلية..هل تستسلم ايران ام تقاومة وتصمد
- الحرب الاسرائيلية الايرانية..الى اين؟
- النووي الايراني..
- قراءة في رواية سالقاك هناك للروائية المصرية رشا سمير
- ايران، امريكا: تكتيكات متقابلة
- جرائم اسرائيل في غزة..
- الولايات المتحدة الامريكية..
- حور عبد الله التميمي..
- الواقعية السياسية..
- الشعوب الكردية..
- هل تقود المفاوضات..
- مدافع ديمقراطية


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا والعالم والتاريخ