أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الشرايطي - الرّأس














المزيد.....

الرّأس


رياض الشرايطي

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:46
المحور: الادب والفن
    


قدْ تتعثّرْ في ريش البوم..
إذن جازفْ بولوج أركان الجمجمة الموبوءة،
واقرأ نعيقها على جدران الجبين المفقوء...

الـــــــــــــــــشاردة الأولى:
يستوطن غور جمجمتي
مخلب جرذ
ينبش قبو طفولتي
فيحتلّني البكاء.........

الــــــــــــــــــواردة:
من يشتري قصيدي
بكرّاس لولدي....

الـــــــــــــــــشاردة الثّانية:
حين تلفّ بيتي حبال الشّمس
تهرب المنضدة و القلم
و أبقى كمل النّهار وحدي
أعوي كنوّار لوز
أضاع ليلته السوداءْ....

الــــــــــــــــــواردة:
اللّيل جــنّة المجانين
و محــــطّة المتعبـــــــــــــن....

الـــــــــــــــــشاردة الثّـــــــالثة:
كلّنا قبل المساء الصّبر
أشباه أذناب زواحف عند البتر .......

الــــــــــــــــــواردة:
القوارير باللّيل تحاصرنا
فنروم معانقة النّادل طويلا...طويلا.

الـــــــــــــــــشاردة الــــــــــرّابعة:
الأصحاب قناديل
كهف الدّنيا......

الــــــــــــــــــواردة:
(ثلاث ليس لها وجود،
الغول و العنقاء و الخلّ الودود...)

الـــــــــــــــــشاردة الخامسة:
تطفو على سطح رأسي
قُبّعة شرطيّ قديم
نسي فيها صفّارته
و بقايا صراخٍ من مظاهرة أمس
كلّما هززت رأسي
صفّرَ الغضبُ و تَطايرَ الغُبار...

الــــــــــــــــــواردة:
من لا يحلم في هذا الخراب
فهو ضحية مثالية للواقع...

الـــــــــــــــــشاردة السّادسة:
حين أفكّر في خبز الغد
تتشقّق المرآة في وجهي
و تنبت لي لحية من شوك الأسئلة
و فمٌ لا يعرف كيف يطلب
دون أن يعضّ...

الــــــــــــــــــواردة:
الفقر ليس عارا،
إلّا حين يحاضرُ فينا الأثرياء عن الأخلاق...

الـــــــــــــــــشاردة السّابعة:
أكتب شعرا
كمن يحشو رسالة استغاثة
في زجاجة ماء
ثمّ يرميها في بئر جافّ
وينتظر المطر...

الــــــــــــــــــواردة:
القصيدة لا تنقذ أحدا،
لكنّها تواسي اليد الممدودة في الظلام...

الـــــــــــــــــشاردة الثّامنة:
لي في مخي بئر
تقطنه ضفادع الكلام المؤجّل
كلّما أردت النوم
قفزت قصيدة
و نبحت…

الــــــــــــــــــواردة:
من لا يُصاب بالشعر
في هذا الزمن،
فقد مات ولم يُدفن بعد...

الـــــــــــــــــشاردة التّاسعة:
في مؤخرة رأسي
يعيش حاجب عجوز
يمسك دفتر حضور الأفكار
يؤشّر على كلّ جنون
ثمّ يقهقه:
"هذا لا يمرّ إلّا مشيا على الرّيش..."

الــــــــــــــــــواردة:
كل فكرة نبتت من شقّ جدار
كانت سابقا لعنة
ثمّ صارت نشيدا...

الـــــــــــــــــشاردة العاشرة:
في منقار طائر الرّيبة
سقطت رغبتي في التصريح
فأصبحت أكتبُ بصمتي
و أوزّع الهمس على أصدقائي
كما يُوزّع الخبزُ في طابور طويل...

الــــــــــــــــــواردة:
من يحتمل السرّ
كأنّه حمل الليل في جيبه
و تظاهر بالنهار...

الـــــــــــــــــشاردة الحادية عشرة:
تسلّل إليّ الليل
من ثقب في ضميري
و جلس بقربي
كشيخٍ أعمى
يريد أن يحكي كلّ شيء
و لا يسمع شيئًا...

الــــــــــــــــــواردة:
الصمتُ عكّازُ الذين تعِبوا من الشرح...

الـــــــــــــــــشاردة الثانية عشرة:
في جيبي اليمنى
يسكن حجر صغير
قال لي يومًا:
"لا تؤمن بكثرة الرؤوس...
أحيانًا، رأس واحد يكفي للخراب"

الــــــــــــــــــواردة:
الحقيقة ليست في الجماجم
بل في الصّداع المزمن...

الـــــــــــــــــشاردة الثالثة عشرة:
ذات مساء
ابتلعني ظلّي
و راح يكتب قصائدي باسمي
و يوقّع باسمه…

الــــــــــــــــــواردة:
أخطر الأشباح
هو ذاك الذي يسكن داخلك
و يسرق صوتك…

الـــــــــــــــــشاردة الرابعة عشرة:
في قبو الرأس
يتدلّى مصباح مائل
ينير أحيانًا
كلماتٍ لم أقصدها
و يطفئني حين أكون واضحًا...

الــــــــــــــــــواردة:
الوضوحُ لعنة الشعراء
و مأوى الطبالين...

الـــــــــــــــــشاردة الخامسة عشرة:
حين يشتدّ الضجيج في جمجمتي
أفتح النافذة ليدخل طائر
فيختنق...

الــــــــــــــــــواردة:
أحيانًا، الفكر نَشْرة جوّية
لا تُنبئ إلا بالأعاصير القادمة...

الـــــــــــــــــشاردة السادسة عشرة:
كلّما حاولت أن أشرح الحبّ
قفزت لي صورة أمي
و هي تزرع النعناع في قِدر قديم
ثمّ تنسى الماء...

الــــــــــــــــــواردة:
لا لغة للحبّ
سوى ارتباكٍ يشبه خبزًا محروقًا
بداخله العطر...

الـــــــــــــــــشاردة السابعة عشرة:
في ليالٍ كثيرة
أُقيم مأتما لشهقةٍ لم تخرج
أبكي على روح قصيدة
خنقها الحياء...

الــــــــــــــــــواردة:
القصائد التي لا تُكتَب
تصير أوراما في المخيّلة...

الـــــــــــــــــشاردة الثامنة عشرة:
أحيانًا، أفكّر في استئجار رأس آخر
أرتاح فيه
من هذا الزحامِ المزمن...

الــــــــــــــــــواردة:
العقل كالحذاء،
إذا ضاق عليك، لا ينفعك جماله...

الـــــــــــــــــشاردة التاسعة عشرة:
في كلّ صرخة
هناك فكرةٌ خائفة
تحاول أن تُولد من دون قابلة...

الــــــــــــــــــواردة:
الحرية ليست فكرة
إنّها ولادة مستمرّة وسط الركام...

الـــــــــــــــــشاردة العشرون:
في زاوية الرأس
ينتحب طفلٌ قديم
يمضغ ممحاةً
و يخطّ على الجدار
أسماءً شطبها الزمان
ثمّ يضحك…
كأنّه اخترع النسيان!

الــــــــــــــــــواردة:
من لم يربّه وجعهُ الأوّل
ربّته محنة التذكّر…



#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الرفيق جورج ابراهيم عبدالله مباشرة
- اليسار المتحزّب واليسار المستقل: بين البيروقراطية والمقاومة. ...
- عالم متعدد الأقطاب الإمبريالية: خرافة التوازن وخطر التجزئة.
- صدى النازية في قلب الحداثة.
- قراءة سريعة في كتاب معذّبو الأرض لفرانز فانون
- ردّ على تفاعل نقدي من رفيق مع مقال- هل لا يزال لليسار معنى ف ...
- هل لا يزال لليسار معنى في ظل العولمة النيوليبرالية؟ .
- من اضغاث حقيقة متّهمة بالحلم. من المجتمع المدني إلى الجبهة ا ...
- الرّئيس العربي : حين يتحوّل الصندوق الانتخابي إلى بوّابة للع ...
- الإمبريالية في جسد جديد صراع الغاز، والمضائق، والعقول...
- الحرب التي تعيد ترتيب الجحيم: حين لا يكون الاصطفاف كافيا.
- قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة ع ...
- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ...
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
- قراءة في قصّة “رحاب” من المجموعة القصصية - بلايك - للشاعر و ...
- -منتصر السعيد المنسي-: حفر في منطوق شهادة ذاتية ضد نسيان الط ...
- غزة تحترق: تاريخ حرب إبادة جماعية تقودها الصهيونية العالمية ...
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية -ولع السّباحة في عين الأسد- ...
- الإمبريالية الأمريكية بنَفَس ترامب: وقاحة القوة ونهاية الأقن ...
- ورقة من محترف قديم في قطاع السّياحة


المزيد.....




- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الشرايطي - الرّأس