|
الأقليات في المنطقة: أداة إسرائيلية 🇮🇱 أم ضحية مشروع الدولة الكبرى؟”(تثير تساؤلًا وتحفّز القارئ على استكشاف وجهات النظر المختلفة) -سوريا ☪ بين “الموروية 🇧🇷🇵🇹 ” الجديدة وتحالفات الأقليات : مشروع الدولة في مهب الري …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لم يعد النقاش في الشأن السوري مقتصراً على أبعاد الحرب أو تداعياتها الداخلية ، بل بات يمتد إلى أسئلة أكثر عمقاً تتصل بهوية الدولة ومستقبلها السياسي والاجتماعي ، في هذا السياق ، يتجاوز المراقب مجرد التساؤل التقليدي ، كما يُظهر عنوان هذا المقال ، ليطرح رؤية تحليلية تستند إلى مشاهد 🎬 واقعية وتحولات جذرية في المشهد السوري ، أهمها ما بات يُعرف بـ”الموروية الجديدة” 🇧🇷 🇵🇹 أي ذلك التوجه الذي يربط بين بعض الأقليات السورية ودولة الإحتلال الإسرائيلي ، ولا يخفى أن سوريا ، رغم ما تشهده فلسطين 🇵🇸 من إبادة جماعية متواصلة على يد الإحتلال الإسرائيلي (راجع تقارير هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة، 2024)، تعاني داخلياً من تصاعد الانقسامات الطائفية والمذهبية والفئوية ، على حساب الهوية الوطنية الجامعة ، وقد أكد تقرير لـمعهد كارنيغي للشرق الأوسط أن هذه الانقسامات باتت تشكل خطراً ‼ وجودياً على الدولة السورية ، لأنها تضعف أي مشروع وطني شامل (Carnegie Middle East Center, 2023) ، وما يُثير الاكتئاب ليس فقط حجم الدمار المادي أو البشري ، بل الإنهيار المعنوي للروح العربية ، التىّ كانت يوماً ما تملك نفوذاً ثقافياً وعسكرياً امتدّ طولاً وعرضاً في المعمورة ، فأي مصير هذا الذي يجعل بعض فئات المجتمع ترى في إسرائيل ، وهي العدو التاريخي للأمة ، جهة حامية ومستقرة أكثر من الدولة الأم؟.
في السويداء ، ذات الغالبية الدرزية ، برزت في الأشهر الأخيرة إشارات خطيرة لتوجهات انفصاليّة ، مدعومة إسرائيلياً ، وفق ما ذكرته تقارير إستخباراتية نُشرت في صحيفة هآرتس العبرية (Haaretz, 2024)، ويبدو أن إسرائيل تسعى لتحويل هذه المدينة إلى كيان مستقل ، منفصل عن السلطة المركزية في دمشق ، مما يفتح الباب أمام تقسيم فعلي لسوريا على أسس طائفية وعرقية ، وليس هذا التحرك معزولاً ؛ فهناك من يسأل اليوم : هل كان حكم عائلة الأسد ، ذات الخلفية العلوية ، يوفر شعوراً بالأمان لتلك الأقليات ، حتى باتوا يفضلون اليوم حكماً إسرائيلياً؟ هذا التحول المفاهيمي يشي بإعادة إحياء فكرة “دول الأقليات”، كما ورد في دراسة لمركز راند الأمريكي ، التىّ تتحدث عن خارطة جديدة للشرق الأوسط تُقسم على أسس طائفية (RAND Corporation, 2022).
رغم الإعلان عن إتفاقات عدة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن غياب التطبيق العملي يضع هذه التفاهمات تحت المجهر ، فالمطالبة بنظام “فيدرالي لا مركزي” دون حسم وضع الجناح العسكري لقسد، واستمرارها في إدارة مناطقها كسلطة مستقلة ، كما ذكرت رويترز في تقرير لها (Reuters, March 2024)، يُفرغ أي إتفاق من مضمونه ، ويُجهض أي أمل في توحيد القرار العسكري والسياسي للدولة السورية ، وفي الجنوب ، تستمر الطائفة الدرزية برفض دخول مؤسسات الدولة إلى السويداء ، بما في ذلك القوات الأمنية والجيش ، مما يعزز النزعة الانفصالية ويضعف سلطة الدولة .
تبدو ممارسات قسد ، خصوصاً تجاه العرب في شرق سوريا ، كشرارة لغليان شعبي ، بحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان ، والذي أشار إلى إرتفاع حالات الاحتجاج الشعبي في دير الزور والرقة (SOHR, May 2025) ، كما أن إنتقال عناصر درزية من داخل إسرائيل إلى السويداء يثير تساؤلات مقلقة ، ويُعد مؤشراً على إحتمالية إندلاع صراع أهلي بدعم خارجي ، لا يمكن إغفال أن إسرائيل ، وفق دراسات مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية (BESA, 2024)، تدفع باتجاه تفكيك الدول العربية من الداخل عبر دعم الأقليات الطامحة إلى الإنفصال أو الحكم الذاتي ، وهو ما تفعله حالياً في سوريا وسبق أن جربته في العراق 🇮🇶 ولبنان 🇱🇧 .
سوريا تقف اليوم أمام مفترق طرق خطير ☣، فإما أن تستعيد مؤسسات الدولة سيطرتها وتعيد بناء هوية وطنية جامعة قادرة على إحتواء التعدد ، أو أن تدخل نفق “الموروية الجديدة”، حيث تُدار الأقاليم من الخارج وتُبنى التحالفات على أساس الهوية الطائفية لا الوطنية والقومية ، أما السؤال الذي لا يزال معلقاً : هل ما زال في الإمكان إنقاذ الدولة السورية من هذا المصير؟ أم أن تفتيت الهوية بات أمراً واقعاً تُكرّسه المعادلات الدولية والإقليمية ؟…
لا يمكن لأي باحث أو منقّب أو حتى سائح يزور سوريا أن يُنكر أنها أرض غنية بالتاريخ والحضارات ، فمن موقعها الجغرافي القريب من الكيان الإسرائيلي وامتدادها العميق داخل الجغرافيا التركية 🇹🇷 ، تنبع أهميتها الاستراتيجية التىّ جعلتها مطمعاً لقوى إقليمية ودولية منذ قرون ، فسوريا ، بتاريخها العريق ، احتضنت حضارات كبرى مثل الأروية ، البابلية ، الأكادية ، الرومانية ، الهلينستية، البيزنطية، والإسلامية ، هذه الحضارات تركت وراءها كنوزاً وآثاراً لا تُقدّر بثمن ، لتتحوّل لاحقاً إلى أهداف مشتهاة لعصابات نهب من الداخل والخارج ، بدأت أعمال التنقيب المنظمة في عهد الإحتلال الفرنسي ، حيث استُهدفت مواقع أثرية عدة مثل تدمر ، رأس شمرا ، تل الحريري ، الرقة ، دير الزور ، البوكمال ، الحسكة ، عين العرب ، تل أحمر ، وحمص ، حماة ، كان الهدف 🎯 المعلن هو البحث العلمي ، لكن الحقيقة كانت أبعد من ذلك بكثير ، فقد تم توثيق نقل الكثير من القطع الأثرية إلى الخارج منذ تلك الفترة .
وفي عهد عائلة الأسد ، وبدلاً من حماية هذا الإرث التاريخي ، تحوّل التنقيب إلى مشروع تجاري بإمتياز ، حيث تورط ضباط كبار – على رأسهم رفعت الأسد – في سرقة وتهريب الآثار ، بالتنسيق مع جهات أجنبية ، وباستغلال العاملين في هيئة الآثار ، الذين أُجبروا على تقديم معلومات دقيقة عن مواقع القطع القيّمة ، ومع إندلاع الثورة السورية ، تفاقم الوضع بشكل غير مسبوق ، فالفوضى الأمنية وانشغال النظام بقمع الإحتجاجات فتحت الباب على مصراعيه لنهب الآثار وتهريبها ، أصبحت سوريا أشبه بسوق سوداء مفتوحة للقطع الأثرية ، تشارك فيها أطراف متعددة : النظام ، الميليشيات تابعة لإيران ، جماعات مسلحة ، وحتى بعض المدنيين الذين وجدوا في ذلك مصدر رزق تحت وطأة الحرب .
تُعد إسرائيل من أبرز المستفيدين ، حيث تم تهريب عدد كبير من القطع النادرة – خاصة من تدمر – إلى داخلها ، بمساعدة وتسهيل من ضباط سوريين كانوا يتمتعون بحصانة تامة من المحاسبة ، تحوّل الجيش السوري في مرحلة ما بعد الثورة من مؤسسة شبه قمعية إلى تشكيلات متفرعة تمارس أنشطة غير قانونية : فرق متخصصة بسرقة الآثار، وأخرى في صناعة المخدرات ، وأخرى في تجارة الأعضاء البشرية ، قاد هذا التحول ماهر الأسد ، الذي ورث شبكة “النبّاشين” التىّ أسسها عمّه رفعت في الثمانينيات ، وكانت تابعة حينها لسرايا الدفاع .
تمثّل الأراضي التركية اليوم ممراً رئيسياً لتهريب الآثار السورية إلى السوق الأوروبية ، فقد وثقت تقارير دولية 🇺🇳 وجود مافيات منظمة تُدير عمليات تهريب مستمرة في سوريا نحو المدن التركية ، ومنها إلى المزادات العالمية في أوروبا 🇪🇺، وما يحدث في سوريا لا يندرج فقط ضمن جرائم الحرب ، بل هي جريمة كبرى بحق الإنسانية والتاريخ ، فسرقة الآثار ليست فقط فقداناً 😞 لمادة ثقافية ، بل محوٌ لذاكرة الشعوب من أجل التقسيم على يد جيل يجهل تاريخه ، وتزويرٌ لحقيقة التاريخ ، فسوريا ، التىّ شكّلت يوماً مهداً للحضارات ، عاشت في قبضة 🤛 من لا يعترفون بقيمتها ولا يقدّرون إرثها ، ويبقى السؤال المطروح : هل سيأتي يوم تُستعاد فيه هذه الكنوز إلى أصحابها الحقيقيين؟ أم أن الحضارة السورية ستظل منفية في متاحف الخارج ، تتحدث عن ماضٍ سرقته أيدٍ داخلية وخارجية ؟…
في خضم التحولات السياسية الكبرى التىّ تشهدها المنطقة العربية ، يبدو أن الصراع لم يعد محصوراً في الجغرافيا أو العقيدة ، بل تعداه ليصبح صراعاً على الزعامة ، وإعادة رسم موازين القوى بين الطوائف والأقليات ، وفي قلب هذا الصراع ، يبرز نتنياهو كلاعب مركزي يحاول إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم طموحاته الشخصية والسياسية ، ويقلب المعادلات الإقليمية المتجذّرة منذ عقود ، المهمة التىّ تواجه المنطقة اليوم ليست سهلة أو تقليدية ، بل مرهقة ومعقدة ، وتفوق في صعوبتها مرحلة التأسيس التىّ عرفتها الدول الحديثة في بدايات القرن العشرين ، فالعدو الذي تتعامل معه قوى المقاومة اليوم قد حسم خياره بشكل جذري ؛ حتى أصبح يُشبه “الانتحاري” الذي يرتدي حزاماً ناسفاً ، لا يهمه حجم الخسائر بقدر ما يهمه تنفيذ المهمة حتى النهاية .
يسعى نتنياهو جاهداً إلى فرض نفسه كزعيم سياسي إقليمي بديل ، يحل محل رموز المرحلة السابقة مثل الأسد الأب ، ويُعتقد أن هذا الطموح الشخصي هو جوهر الخلاف بينه وبين الرئيس أحمد الشرع ، الذي يرى فيه نتنياهو مشروعاً لإعادة الهيمنة السنية على كامل الجغرافيا العربية ، في المقابل ، يرى نتنياهو أنه نجح في القضاء على الحلم الإيراني 🇮🇷 المتمثل في “الهلال الشيعي”، ويعتبر هذا “الإنجاز” مبرراً كافياً ليبدأ في فرض سيطرته على الأقليات في لبنان 🇱🇧 وسوريا وفلسطين 🇵🇸 ، تمهيداً لامتداد نفوذه إلى مناطق عربية أخرى ، وصولاً إلى الداخل التركي والإيراني ، ومن اللافت أن الجبهة التىّ فتحها نتنياهو مع إيران لم تكن فقط لأسباب أمنية أو سياسية ، بل كانت تهدف إلى تهيئة المناخ لعودة “ابن الشاه”، في خطوة ترمي إلى محاصرة العراق من الجهة الشرقية ، إلا أن هذه التحركات أغفلت أن السوريين وحدهم كانوا ، ولا يزالون ، يدفعون الثمن الأكبر لهذه السياسات ، والتكلفة كانت باهظة جداً ، اجتماعياً واقتصادياً وإنسانياً ، ويحاول بعض العنصريين في لبنان 🇱🇧 اختزال العلاقة بين بلادهم وسوريا في خطاب طائفي ضيق ، يتقاطع في كثير من جوانبه مع السردية الإسرائيلية ، لكن الواقع أكثر تعقيداً ، فالعلاقة بين سوريا ولبنان ذات وجهين ، فيها من التاريخ والمصير المشترك ما يجعل من تبسيطها ظلماً للطرفين .
لو أخذنا على سبيل المثال وضع العمال السوريين في لبنان ، سنجد أن كبرى الشركات تعتمد على فقراء من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين ، فهؤلاء يتوزعون طائفياً على مختلف التيارات : من أتباع حزب الله ، إلى مؤيدي حركة أمل ، وصولاً إلى أهل السنة والجماعة ، لكن الحلقة الأضعف دائماً هم السوريون ، وتحديداً السنّة منهم ، رغم أن لبنان انفصل إدارياً عن سوريا عام 1920، فإن النسيج الاجتماعي بينهما لا يزال مترابطاً ، كما هو الحال مع عائلات كثيرة ، مثل عائلة الفنانة فيروز التىّ تجمع بين سوريا ولبنان وفلسطين ، إلا أن السوريين في لبنان اليوم ، خصوصاً الذين يُبدون إعجاباً 👍 بالرئيس أحمد الشرع ، يتعرضون للملاحقة والتضييق ، وأحياناً يتم تلفيق تهم “داعشية” لهم إثر مشادات في أماكن العمل .
وليس من المستبعد أن يقوم بعض المنتمين إلى حزب الله أو حركة أمل ، أو حتى بعض السوريين العلويين ، بالإبلاغ عن هؤلاء السنة ، ليقوم الحزب باعتقالهم ، هذه الممارسات أثارت حفيظة الحكومة السورية ، خصوصاً أن هذه الإجراءات الأمنية تُنفذ بشكل تمييزي ضد فئة معينة من اللاجئين ، إذ يبدو وكأن هناك عرفاً غير مكتوب يمنع أهل السنة من تولي السلطة أو امتلاك مرجعية تحميهم ، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو حتى اليمن ، إن ما يجري اليوم ليس مجرد صراع نفوذ ، بل هي معركة على الهوية والطموح والمصير ، فنتنياهو، برغبته في فرض نفسه كزعيم إقليمي ، يتجاهل أن المنطقة ليست ساحة شطرنج خالية من اللاعبين ، وأن تكلفة اللعب على وتر الطائفية والسيطرة ليست فقط سياسية ، بل إنسانية بالدرجة الأولى .
ويبقى السؤال : هل يستطيع الشرق الأوسط أن ينهض من هذا الركام ، ويعيد تشكيل معادلاته بعيداً عن منطق الإقصاء والتهميش؟ أم أن الطموحات الشخصية ستظل تعرقل أي مشروع حقيقي للتعايش والتوازن؟ ….
في بلدٍ أعتاد أن يُهندس القهر ويُعمّر جدران الخوف 😨 ، لا يمكن وصف نظام الأسد إلا بأنه نظام مشوب بكل الشوائب ، نظامٌ لم تعرف النقاء طريقاً إليه ، مهما أرتفع صوته الإيديولوجي ، ومهما زيّن شعاراته بالوطنية والقومية ، فالكارثة التي نعيش فصولها اليوم لم تولد من فراغ ، بل تأسّست بهدوء مُخيف على يد سلطة جعلت من القمع سلوكاً ، ومن الإقصاء نهجاً ، ومن الفساد عموداً فقرياً للدولة .
فالجيل الذي سبق الثورة السورية لم يكن مجرد ضحية ظرف ، بل ضحية نظام تعمّد حرمانه من التقدّم والتطوّر ، من التكنولوجيا والتعليم الحديث والانفتاح ، وحين هبّت رياح الثورة ، كان الجيل الجديد على موعد مع كارثة مضاعفة : التعليم غائب ، والأمية حاضرة بقسوة ، والعمل المبكر في أسواق لا تعرف الرحمة هو المأوى الأخير للطفولة المشردة ، هكذا ، في وضح النهار ، تحوّلت المدرسة إلى رفاهية ، وصارت لقمة العيش أولوية تُسقط كل ما دونها ، إذنً ، 6 عقود مضت ، ولم يعرف السوريون معنى الدولة ، فالدولة التىّ تحضن الجميع ، لا تُقصي ولا تُهمّش ، لهذا ، كان الكردي مواطناً بلا أوراق ، منفياً في وطنه ، والسني محاصراً بالترهيب والاعتقالات والاغتيالات ، والمسيحي والعلوي والدرزي ، وإن نجا من آلة البطش ، عاش غريباً في دولة لم يشعر أنها تمثله ، بل تمثّل تحالفاً أقلّوياً متآلفاً مع المستعمر ، ثم لاحقاً مع المحتل .
وهنا 👈 ، تبدأ الحكاية الأكثر إيلاماً ، حيث تتحوّل بعض الأقليات من شركاء وطن ، إلى أدوات في يد المشروع الصهيوني ، فمن يظن 🤔 أن العلاقة بين دروز سوريا وإسرائيل حديثة العهد ، يجهل أن تاريخ دروز فلسطين 🇵🇸 كان معيباً مقارنة بشرف الموقف الدرزي في لبنان 🇱🇧 والمتمثل بعائلة جنبلاط ، إنه تحوّل غريب، بل محيّر ، حين يصبح تحالف الدم 🩸 بين دروز فلسطين والاحتلال نموذجاً يُغري آخرين بالاقتداء به ، باعتباره “خلاصاً” من واقع الدول العربية المهترئة ، إن ما رأيناه في جنوب لبنان مع سعد حداد وأنطوان لحد، وما تكرر مع بعض أكراد العراق 🇮🇶 ، وظهر لاحقاً في “قسد”، نراه اليوم – بلا مواربة – عند فئة من دروز سوريا ، يرفعون صوتهم في العلن ، ويعلنون تحالفهم السياسي مع إسرائيل ضد دولتهم ، بل ويعتبرون الجيش السوري تهديداً ، فيما يرون في جيش الإحتلال مصدر أمان !
ولنكن واقعيين : فدروز فلسطين يشكلون 2% فقط من السكان ، لكن 83% منهم يخدمون في جيش الإحتلال ، فالنسبة صادمة ، لكنها كاشفة ، فحين تتحوّل هذه الغالبية إلى حجة ، تجد بعض دروز سوريا فيها ملاذاً نفسياً وسياسياً ، دون أن يدركوا أن هذا الإنحياز لا يهدد فقط وحدة سوريا ، بل يفتح أبواب جهنم على الأمة بأكملها ، إن تقسيم سوريا لم يعد مجرد وهم استراتيجي في أدراج تل أبيب ، بل مشروع تغذّيه الخيانات الصغيرة ، وتحميه أوهام الأقليات بالنجاة الفردية ، فلو أن المتحالفين مع الإحتلال قرروا الرحيل إلى فلسطين المحتلة ، لكان وقع المصيبة أخفّ ، أما أن يُمنع الجيش السوري من الدخول إلى مدينة في وطنه ، فهنا تبدأ الكارثة الحقيقية .
نحن لا نحاكم طائفة ، بل نحذر من لحظة تاريخية تُمزق الجغرافيا ، وتُحوّل الوطن إلى كانتونات ، والهوية إلى شتات ، وفي لعبة الأمم ، لا أحد يربح حين تحترق الخريطة ، بل الجميع وقود في نار 🔥 لا تُبقي ولا تذر … والسلام 🙋♂ ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحروب ✈🚀💣: المدرسة الكبرى لتعليم الجي
...
-
في زمن الغربة : مشايخ 👴أوروبا 🇪🇺 أحف
...
-
فشل التوفيق بين الصوفية والعلمانية في إسرائيل 🇮
...
-
تيار زومبي 🧟 🇮🇱..
-
إستراتيجية الصين 🇨🇳 لتعزيز قوتها الناعمة في
...
-
العالم 🌍 🪐 رهينة حكومة الإجرام في تل أبيب
...
-
حضارة من ورق 📑 : غزة 🇵🇸 تطيح بأسطورة
...
-
التيار العلماني في إسرائيل 🇮🇱 هو الخاسر الأك
...
-
إنفاق💰عسكري لا يُطاق 🙅♂ : قرار الحرب
...
-
تفوق إسرائيل التكتيكي… ومأزقها الاستراتيجي ..
-
تل أبيب 🇮🇱 تحت النار 🔥 🚀
...
-
الضربات الأمريكية 🇺🇸 للمفاعلات النووية السلم
...
-
القواعد الشعبية لترامب 🇺🇸 تعارض انخراط بلاده
...
-
لا 🙅♂ يمكن تحقيق 🧐🤨توازن b
...
-
حين تغيب الأمة 🏟 ، يصبح الذبح من الوريد إلى الوريد م
...
-
هل كان الماغوط شديد الواقعية 😤 حتى تنبأ بالمستقبل
...
-
ثمن الحرية🗽وتكلفة الكرامة : العلاقة🤝 بين الف
...
-
غزة … بين المقاومة 🇵🇸 والمأزق الإسرائيلي الم
...
-
تأثير 💁♂وا ثيونغو 🇺🇸 🇰
...
-
داعش مصدوم 😳 – هل 🤷♂ بعد هذه الإبادة
...
المزيد.....
-
رئاسة سوريا تصدر بيانا حول السويداء والدرزية وقبائل البدو
-
تعويض ب10 مليارات.. ترامب يصعّد ضد صحيفة وول ستريت جورنال لز
...
-
بريطانيا تنضم إلى أحدث حزمة عقوبات أوروبية ضد روسيا
-
لماذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
-
القضاء البرازيلي يفرض قيودا مشددة على بولسونارو وواشنطن تهدد
...
-
ترامب يقاضي قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ستريت جورنال
...
-
ما دلالات تحذيرات أنقرة لقوات قسد؟ وكيف تترجمها تركيا عمليا؟
...
-
هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟
-
ألمانيا ـ نسبة تلاميذ المدارس بخلفيات مهاجرة تثير زوبعة سياس
...
-
إسرائيل وسوريا يتفقان على وقف إطلاق النار والاشتباكات مستمرة
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|