أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ليث الجادر - لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين














المزيد.....

لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 16:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أولاً: المقدمة

يتجاوز عدد العمال الوافدين في العراق اليوم نصف مليون عامل وعاملة، في ارتفاع غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، وخصوصًا في ظل فتح سوق الاستقدام من دون ضوابط مركزية واضحة، وغياب التنظيم النقابي أو الغطاء القانوني الشامل الذي يكفل حقوقهم. هؤلاء الشغيلة – القادمين غالبًا من بنغلادش، باكستان، نيجيريا، الهند، نيبال، إثيوبيا ومصر – يعملون في بيئات غير رسمية تفتقر لأبسط شروط العدالة، من دون تمثيل نقابي أو سند قانوني يضمن لهم الكرامة والحقوق.

إن صعود هذه الفئة بوصفها قوة عمل دائمة – وليست مؤقتة – يستوجب التفكير بإطار تنظيمي يحميها من الاستغلال ويعيد الاعتبار لمفهوم العمل كقيمة إنسانية لا تُختزل بالجنسية أو الإقامة. لذا، تأتي هذه الورقة كدعوة لتأسيس نقابة مستقلة أو لجنة تنظيمية للشغيلة الوافدة، تستند إلى معطيات واقعية وحاجة قانونية ملحة، في سبيل بناء عدالة اقتصادية وإنسانية.

ثانيًا: الواقع الإحصائي – سوسيولوجيا الحضور الوافد

الحجم والتركيب

يُقدَّر عدد العمال الوافدين في العراق حاليًا بما يقارب 500,000 عامل وعاملة.
تشكّل الغالبية العظمى من:
- بنغلادش، باكستان، نيجيريا
- يليهم: الهند، نيبال، إثيوبيا، مصر والفلبين

القطاعات التشغيلية

- البناء والمقاولات (35%)
- الخدمة المنزلية والتنظيف (25%)
- الأمن والحراسة الخاصة (20%)
- المطاعم والفنادق (10%)
- الزراعة والخدمات الريفية (10%)

ملامح الاستغلال

- حوالي 80% من العمال يعملون بدون عقود عمل مكتوبة أو مترجمة.
- أكثر من 60% يتعرضون لاقتطاع أو تأخير في الرواتب.
- ظاهرة حجز الجوازات شائعة، خاصة في الخدمة المنزلية والإنشاءات.
- لا يتمتع أي من هؤلاء العمال بنقابات تمثلهم أو بتأمين صحي أو ضمان اجتماعي.

ثالثًا: الثغرات القانونية – حق غائب عن النص

رغم أن العراق عضو في عدد من الاتفاقيات الدولية، إلا أن الإطار القانوني المحلي لا يزال عاجزًا عن معالجة وضع العمالة الوافدة، سواء من حيث الحماية أو التمثيل.

قانون العمل رقم 37 لسنة 2015

- لا يتضمن بنودًا صريحة حول العمال الأجانب أو آلية حمايتهم من الانتهاكات.
- لا يعترف بحقهم في التنظيم النقابي، بل يُقصر ذلك على "المواطنين" و"العاملين في القطاعات الوطنية".
- لا يوجد نص يُجرّم صراحة حجز الوثائق الرسمية (الجواز، الإقامة).

دستور العراق (2005)

- تنص المادة (22) على "حق العمل" و"حرية التنظيم"، لكنها لا تشرح مدى انطباقها على غير المواطنين.

الالتزامات الدولية

- العراق صادق على اتفاقية العمل الدولية رقم 87 بشأن حرية التنظيم النقابي، والتي لا تميز بين العمال المحليين والأجانب.

رابعًا: نحو تنظيم بديل – مقترح نقابي واقعي

في ظل هذا الواقع، يمكن اقتراح تشكيل:

"اللجنة النقابية للعمالة الوافدة في العراق"

- تعمل كجسم تنسيقي تمثيلي، يُنظم داخليًا على أساس قطاعات العمل (البناء، الخدمات، الأمن...).
- تكون تحت مظلة اتحاد نقابات العمال العراقي أو تنشأ بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.
- تسعى لتقديم:
* الاستشارات القانونية المجانية
* توثيق الانتهاكات
* التفاوض الجماعي
* حملات الضغط والتوعية

خامسًا: دروس إقليمية مقارنة

- في لبنان، أنشأ العمال المنزليون نقابة رمزية رغم عدم الاعتراف القانوني الرسمي بها.
- في الأردن، أُطلقت شبكات دعم وحملات توعوية، واندمجت بعض العاملات في لجان نقابية قطاعية.
- في الخليج، رغم المنع القانوني، بدأت تُبنى شبكات تضامن عابرة للجنسيات بإشراف اتحادات إقليمية.

سادسًا: التوصيات والسياسات المطلوبة

1. تعديل قانون العمل العراقي لإدراج العمال الأجانب ضمن الحقوق النقابية والتمثيلية.
2. حظر صريح لأي ممارسة تمس الحقوق الشخصية للعامل (حجز الوثائق، منع التنقل، العمل القسري).
3. إقرار عقود عمل إلزامية مصدّقة ومترجمة، خاضعة لتفتيش دوري.
4. شراكة رسمية مع سفارات البلدان المصدّرة للعمالة لتأطير الشكاوى والنزاعات.
5. تأسيس لجنة وطنية عليا لمراقبة أوضاع العمال الوافدين ضمن وزارة العمل أو بالتنسيق معها

إن تأسيس نقابة للشغيلة الوافدة في العراق ليس قضية "عمالية" فحسب، بل هو مسألة كرامة وطنية وعدالة اجتماعية. كيف يمكن لدولة تُدين الاستعمار والتمييز أن تصمت أمام عبودية جديدة تجري على أرضها بصمت؟ لقد آن الأوان لنكسر حاجز التواطؤ القانوني والتجاهل المؤسساتي، وننقل الشغيلة الوافدة من خانة "المستورَدين" إلى موقع "المنتِجين ذوي الكرامة والحق



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..8 و9
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..6و7
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزيق..4و5
- النهج الماركسي في مواجهة التجريبية الاقتصادية
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق ...3
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق...2
- العراق بين العرش الموعود وأشباح التمزق..1
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»..ج2
- لحظة الانهيار الغامضة: حين ألقى حزب العمال الكردستاني سلاحه
- نقد مقولة «لا يمكن التخلي عن اقتصاد السوق والمنافسة»
- اللادولة العراقية: بين الكونفدرالية المحتملة وحرب أهلية أقرب ...
- حرب البذور… سلاح دمار مؤجل في ترسانة قوى الرأسمال
- الاطار السياسي لمهام المشروع الاشتراكي
- المجمعات السكنية في عهد السوداني: رفاه للنخبة أم حل لأزمة ال ...
- الطفل الذي يسقيك تأنيبًا..البعد النفسي لاشراك الاطفال في الش ...
- عاشوراء العراقيين ...حسين يقتل حسينا
- تفاصيل الحياة اليومية في غزه..تغيب مقصود أم ماذا؟
- نقد جذري للذكاء الاصطناعي الرأسمالي وخطة عودة إلى الأرض
- حينما تفقد الملكية معناها: تفكيك النقد الميكانيكي للاشتراكية
- العداله الاجتماعيه..حتم التناقض الثنائي


المزيد.....




- متحدث باسم -شهداء الأقصى-: لا نجد طعاما للمرضى ولا للعاملين ...
- نقابة المعلمين تعلن عن عدة مفاجآت غير متوقعة لأصحاب المعاشات ...
- “مبروك عليك العلاوة” وزارة المالية تكشف موعد صرف مرتبات شهر ...
- عاجل للعراقيين.. بدء صرف رواتب أيار وحزيران لجميع الموظفين غ ...
- اجهز عشان قرب.. طريقة الاستعلام عن رواتب المتقاعدين بالعراق ...
- البرلمان التركي يبدأ صياغة خارطة طريق لنزع سلاح العمال الكرد ...
- “بخطوات سهلة وبسيطة” طريقة تجديد منحة البطالة الجزائرية 2025 ...
- البرلمان التركي يبدأ صياغة خارطة طريق لنزع سلاح العمال الكرد ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1858 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- وزارة المالية.. الإستعلام عن رواتب المتقاعدين شهر أغسطس 2025 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ليث الجادر - لنتصدى لاستعباد العمال والعاملات الوافدين