|
عالم متعدد الأقطاب الإمبريالية: خرافة التوازن وخطر التجزئة.
رياض الشرايطي
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
■حين يُبدَّل السَجَّان فقط : تعيش البشرية اليوم على وقع تحولات هائلة لا تُبشّر بخلاص، بل بتعقيد أعمق في بنية السيطرة والنهب. فمن حرب غزة المستعرة التي جاوزت تسعة أشهر وأظهرت تواطؤًا عالميًا صريحًا مع مشروع الإبادة الصهيونية، إلى استمرار الحرب في أوكرانيا التي تمزّق خاصرة أوروبا الشرقية، إلى التمزق الدموي في السودان، وامتداد التوترات في بحر الصين الجنوبي، لم يعد هناك مجال للحديث عن "عالم ما بعد الحرب الباردة"، بل عن عالم ما بعد أوهام العدل الدولي. في هذا السياق، يروج إعلام الأنظمة وقوى رأسمالية "غير غربية"، ومعهما بعض فصائل اليسار الشعبوي، لوهم اسمه "تعدد الأقطاب". وكأن تحوّل مركز الهيمنة من الغرب إلى شرق آسيا أو أوراسيا سيجلب معه التحرّر. لكن هذه السردية تُخفي جوهر الصراع: ليس بين شرق وغرب، بل بين شعوب مسحوقة وقوى إمبريالية جديدة وقديمة تتنافس على بسط الهيمنة وإعادة تقسيم النفوذ والموارد والأسواق. لقد علّق كثيرون آمالهم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي على "النظام العالمي الجديد"، الذي بشّرت به الولايات المتحدة. لكنها لم تكن بشارة بقدر ما كانت إعلانا عن مرحلة جديدة من السطو المنظّم باسم "الحرية"، تتوّجها واشنطن باعتبارها القطب الأوحد، تُملي شروطها بالدم والديون والقمح المعدّل. ثم جاء الرد من الشرق، لا في شكل بديل اشتراكي، بل في هيئة قوى رأسمالية استبدادية تسعى إلى قضم نصيبها من الكعكة العالمية. هكذا وُلدت أكذوبة تعدد الأقطاب. لينين، قبل أكثر من قرن، قال إن: "الإمبريالية ليست سياسة، بل مرحلة من تطوّر الرأسمالية حين تتحول إلى نظام عالمي لاحتكار السوق والسيطرة على الشعوب." وفي هذا المعنى، فإن تعدد الأقطاب اليوم لا يعني تعدد البدائل، بل تعدد السجّانين. كلهم، من موسكو إلى واشنطن، من بكين إلى باريس، يتقنون لغات مختلفة لكن يخاطبون شعوب الجنوب بلغة واحدة: لغة السوق والقواعد والديون والمصالح.
🟥 أولا: من القطب الواحد إلى التعدد الإمبريالي ، سردية الصعود والخيبة .
مع سقوط جدار برلين سنة 1989 وتفكك الاتحاد السوفياتي رسميا في 1991، دخلت الرأسمالية العالمية في مرحلة استفراد أمريكي. أعلن جورج بوش الأب "النظام العالمي الجديد"، وكتب فوكوياما: "نهاية التاريخ قد حلّت بانتصار الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية الغربية". خلال عقد التسعينات، هيمنت واشنطن على العالم دون منازع: تفككت يوغوسلافيا بنار الناتو. اجتُيحت العراق والصومال وأفغانستان. تمت محاصرة كوبا، إيران، كوريا الشمالية. فُرضت النيوليبرالية كديانة عالمية عبر صندوق النقد والبنك الدولي. لكن هذه الأحادية لم تُنتج استقرارا. بل صنعت توحشا مطلقا، أزمات مالية متلاحقة (أزمة جنوب شرق آسيا 1997، ثم أزمة الإنترنت، ثم الكبرى في 2008)، وولّدت فراغا في الثقة الدولية، استثمرته قوى صاعدة لرسم حضورها الجديد. مع بداية الألفية، ظهر تحدي مزدوج: روسيا، بقيادة بوتين، أعادت تشكيل دولة أمنية رأسمالية تبحث عن "عظمة مفقودة"، فخاضت حروبا في الشيشان، جورجيا، ثم أوكرانيا. الصين، عبر اقتصاد مخطط جزئيا وسوق ضخمة، شرعت في التوسع عبر "طريق الحرير الجديد" واستثمارات عملاقة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ما بين 2013 و2023، تبلورت تحالفات مضادة للناتو: مجموعة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا). منظمة شنغهاي. صفقات الغاز باليوان بدلا من الدولار. سباق على المعادن النادرة، الموانئ، الفضاء الرقمي. كل هذا أفضى إلى سردية جديدة: نحن لم نعد في عالم أحادي، بل في عالم متعدد الأقطاب. لكن... هل فعلا تغيّرت القاعدة؟.
🟥 ثانيا: تعدد الأقطاب = تعدد الإمبرياليات لا تعدد العدالة .
التحليل الجوهري هنا هو أن ما تغيّر هو التوازن بين القوى، لا طبيعة النظام. تعدد الأقطاب لا يُنتج بديلا، بل توسيعا لسوق النهب. فبدلا من إمبريالية واحدة، صار لدينا عدة إمبرياليات، لكل منها أدواتها: أمريكا: إمبريالية عسكرية مالية. الصين: إمبريالية ناعمة تنموية وديْنية. روسيا: إمبريالية طاقية وأمنية. وقد استوعبت كل واحدة دروس التاريخ: "أهم ما تعلمته الصين من الغرب ليس الديمقراطية، بل كيف تستغل الجنوب دون أن تُتهم بالاستعمار." (سلافوي جيجيك) الصين تموّل الموانئ والطرق في إفريقيا، لكنها تُغرق القارة بالديون وتتحكّم في الموارد دون محاسبة. روسيا تدعم أنظمة ديكتاتورية مقابل قواعد عسكرية أو مناجم ذهب (السودان، مالي). أمريكا تفرض اتفاقات "حرية السوق" لكنها تُرسل البوارج لحماية شركاتها. لقد قال هو تشي منه، زعيم الثورة الفيتنامية: "الاستعمار لا يُستبدل إلا إذا كسرنا كل أشكاله، سواء جاء بسحنة بيضاء أو صفراء." وهكذا، فإن الأقطاب الجديدة لا تتنافس على تحرير العالم، بل على إعادة تشكيل استعمار أكثر مكرا، أقل تكلفة عسكرية، وأكثر ربحا ماليا. إنها إمبريالية ما بعد الكولونيالية. وما يدعم هذا التحليل هو غياب أي دعم حقيقي لحركات التحرر. هل دعمت الصين الثورة السودانية؟ هل دعمت روسيا انتفاضة أكتوبر العراقية؟ هل أيدت الهند حق تقرير مصير الشعوب الأصلية؟ الإجابة دائمًا: لا. فلا معنى لتعدد الأقطاب حين لا يتغيّر شكل السيطرة. إنها إعادة تموضع لا تحرير. تتجلى الحقيقة الصارخة في الشرق الأوسط: حيث تواصل الإمبريالية الأمريكية والصهيونية، مدعومة بتواطؤ بعض الأقطاب الأخرى، مشروعا قديما – جديدا لإعادة تشكيل جغرافية المنطقة. في فلسطين، تُنفّذ منذ أكتوبر 2023 خطة إبادة ممنهجة في غزة، بأدوات متطورة وبغطاء دولي سافر. ولم يكتفِ الكيان الصهيوني بحصار القطاع، بل دمر كل مقومات الحياة فيه، وسط صمت روسي وتواطؤ صيني، وارتباك عربي مخز لم يتجاوز بيانات الشجب. في سوريا، يُرسَّخ نظام قروسطي قائم على الفساد والطائفية والتجويع، تحت حماية تركية ، خليجية من جهة، والصهاينة و أمريكا من جهة أخرى. الكيان الصهيوني لا يكتفي باحتلال الجولان، بل يشن غارات شبه أسبوعية على دمشق وحمص والجنوب السوري، مستغلا التناقضات الكبرى بين الأقطاب. إيران، التي تُقدَّم في الدعاية كمحور مقاومة، تتلقى ضربات موجعة من الكيان الصهيوني على أرضها وعلى أراضي حلفائها، دون أن تتجاوز الردود سقف الاستعراض. الصراع يُدار بعقلانية أمنية تخدم مصالح الكبار. الحكام العرب، أغلبهم بلا استثناء، أثبتوا في هذه السنوات الأخيرة خيانتهم التامة. فمنهم من انخرط في مسارات التطبيع، ومنهم من ينسّق أمنيا واقتصاديا مع الاحتلال، ومنهم من التزم الصمت الكامل تجاه دماء أطفال غزة. كأنهم شهود زور على جريمة العصر. كل هذا يحدث ضمن هندسة جيوسياسية صهيونية تقوم على إعادة تفكيك الخارطة، وفق تصورات مستوحاة من مشروع برنارد لويس وخطط آفي ديختر، لجعل الشرق الأوسط كيانات ضعيفة، طائفية، متناحرة، يسهل ابتلاعها اقتصاديًا وثقافيًا. وهكذا، لا تطرح الأقطاب الجديدة أي بديل. إنها إما شريكة ضمنية في المشروع، أو منافسٌ يسعى إلى اقتسام الربح لا إيقاف الجريمة. إن ما يحدث ليس تعددا للعدالة، بل تعدد للجلادين. والمحرقة اليومية في غزة، والتمزيق المتواصل لسوريا، وسقوط السودان، ليست سوى أعراض لنظام عالمي لا يمكن إصلاحه، بل يجب إسقاطه من جذوره.
🟥 ثالثا: خريطة جديدة... أم تكرار للمجزرة؟.
إن ما تشهده المنطقة العربية اليوم ليس مجرد فوضى طارئة، بل مشروع طويل المدى لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية بناء على مصالح الكيانات الرأسمالية الكبرى، وعلى رأسها الكيان الصهيوني. الهدف لم يكن يوما خلق دول ديمقراطية عادلة أو شعوب مستقلة، بل تفتيت الكيانات إلى وحدات طائفية وقَبَلية قابلة للابتلاع، وتعميق الشرخ بين مكونات الشعوب، وتدمير فكرة الأمة الجامعة أو الهوية الشعبية المقاومة. لقد بدأ هذا المشروع منذ زمن بعيد، حين كتب برنارد لويس، مستشار السياسات الأمريكية: "إن ضمان أمن إسرائيل يتطلب إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أسس طائفية وعرقية متصارعة." ومنذ ذلك الحين، تكفّل صناع القرار الأمريكيون والصهاينة بتنفيذ هذا التصور حرفيا، بدء من غزو العراق وتقسيمه طائفيا، مرورا بالحرب السورية وتحويلها إلى حرب بالوكالة، ووصولا إلى الحرب الإبادية الجارية في غزة. غزة، منذ أكتوبر 2023، تحولت إلى أكبر مسرح إبادة منذ رواندا. قُصف فيها الحجر والبشر، وجُوّع فيها مليونان ونصف من المدنيين، وهُدمت المدارس والمستشفيات، وسُحقت البنية التحتية بالكامل. وقد فعل ذلك الاحتلال الصهيوني بغطاء أمريكي – أوروبي، وصمت روسي – صيني، وتواطؤ عربي لا لبس فيه. هذا السحق الممنهج، ترافق مع خطط واضحة لإفراغ غزة من سكانها: إنشاء مناطق عازلة على حدود مصر. اقتراح تهجير قسري إلى سيناء أو أوروبا أو أمريكا اللاتينية. تجفيف المياه ومنع الوقود والأدوية. إنها الهندسة الديموغرافية بأبشع صورها، تُنفَّذ في وضح النهار. ويقف العالم، بأقطابه كافة، إما مشجعا أو صامتا أو متآمرا. أما في سوريا، فالصورة لا تقل بشاعة. هناك، تُفرض اليوم أنماط جديدة من السيطرة المقنعة. فبين الاحتلال الأمريكي في الشرق (حقول النفط)، و تركيا في الشمال ، والغارات الصهيونية في كل مكان في الجنوب ، والنظام القروسطي المقنّع بربطات العنق، أعاد البلاد إلى ما قبل الدولة، تتحول سوريا إلى رقعة شطرنج بيد اللاعبين الكبار. النتيجة: لم يعد السوريون يملكون وطنا، بل فسيفساء من الميليشيات والمصالح الدولية المتناقضة، حيث تقتل الناس يوميا دون أي مساءلة. وفي السودان، يتجلى التنافس الإمبريالي في أكثر صوره دموية: قوات الدعم السريع ممولة من الإمارات ومرتبطة بشركات صهيونية، والجيش مدعوم من مصر وروسيا، والضحايا دائما هم المدنيون الذين يقتلون ويهجَّرون ويغتصبون. لقد قال مالكوم إكس: "إذا لم تكن حذرا، فإن وسائل الإعلام ستجعلك تحب الظالم وتكره المظلوم." وهذا بالضبط ما يجري اليوم، حيث يُقدَّم الكيان الصهيوني كمُدافع عن نفسه، بينما تجرَّم المقاومة، ويُعاقَب الشّعب على صموده. كل هذا يتم ضمن مشروع كبير تُعيد الإمبريالية، بأقطابها المتعددة، رسمه: تفكيك الخرائط. السيطرة على الموارد (نفط، غاز، معادن نادرة). إنشاء قواعد عسكرية دائمة (من جيبوتي إلى المتوسط). زرع أنظمة وظيفية، قابلة للتغيير أو البيع في المزاد العلني. وهنا، لا يهم من القاتل: واشنطن أو بكين أو موسكو أو باريس. كلهم يلبسون قبعة السوق، ويحملون خريطة الجيوبوليتيك، ويتشاركون الهدف ذاته: الإبقاء على الجنوب فقيرا، ممزقا، ومنهوبا. ولعل أقسى ما في المشهد هو الدور العربي الرسمي. فالحكام لم يعودوا مجرد متواطئين، بل صاروا أدوات فعالة في تنفيذ المخطط: بعضهم يطبّع مع الكيان الصهيوني ويستضيف قادته. بعضهم يمول المذابح في غزة تحت اسم "المساعدات الإنسانية". بعضهم يعتقل كل من يتضامن مع المقاومة. وفي الوقت الذي تُقصف فيه غزة وتُحتل الجولان وتُقسَّم سوريا وتُحرق السودان، يخرج هؤلاء بزيف بياناتهم، يتحدثون عن "الشرعية الدولية" و"الحل السلمي" و"احترام السيادة". لكن الشعوب تعرف الحقيقة: "الذي يبيعك في النهار لا يمكن أن يحميك في الليل." ما يجري هو إعادة استعمار شاملة، لكن بطريقة حديثة: لا بالمدافع فقط، بل بالدين العام، بالقواعد العسكرية، باتفاقات الغاز، بالديكتاتوريات العميلة. إنه استعمار بألف وجه، في عالم يبدو متعددا لكنه موحد في الغاية: نهب الشعوب، تدمير الأوطان، إبقاء الأغلبية في الظلام. ولا يمكن مواجهة هذا المشروع إلا بإحياء جذوة المقاومة، وبناء جبهة أممية شعبية، تتجاوز الأوهام، وترى الحقيقة كما هي: لا قطب منقذ. لا شرق شريف. لا غرب عادل. هناك فقط شعوب تُسحق، وقوى تسحقها. والبوصلة يجب أن تبقى فلسطين، التي تُعلِّمنا اليوم أن النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بالدم والصمود والوعي.
🟥 رابعا: وهم التوازن... وواقع الهيمنة المركّبة.
بينما يُروَّج لفكرة أن تعدد الأقطاب سيُفضي إلى عالم أكثر توازنا، يكشف الواقع أن ما يحدث هو العكس تماما: فالعالم يشهد تصعيدا في النزاعات المسلحة، تسابقا محموما على التسلح، انهيارا في مفهوم السيادة الوطنية، وتكثيفا للهجمات على حركات التحرر. تعدد الأقطاب لم يُخفف من هيمنة القوى الكبرى، بل زادها شراسة، ووسّع ساحة الصراع ليشمل كل القارات. لقد كتب سمير أمين: "إن الانتقال من هيمنة قطب واحد إلى تعدد الأقطاب لا يعني الخروج من الرأسمالية الإمبريالية، بل فقط الدخول في مرحلة من تنافس القراصنة على الغنيمة." والغنيمة هنا هي الجنوب العالمي: أرضا، شعوبا، موارد، أسواقا، وفضاء رقميا. فبينما تُسوَّق المنافسة بين أمريكا والصين وروسيا على أنها "صراع بين نماذج مختلفة"، فإن كل طرف يمارس نفس أساليب القهر: السيطرة على القرار السياسي في الدول التابعة. فرض مديونية طويلة الأمد. التدخل العسكري المباشر أو بالوكالة. التأثير في المناهج التعليمية، والإعلام، والثقافة، لإعادة تشكيل وعي الشعوب بما يخدم المركز. ولعل أبرز الأمثلة على هذه الهيمنة المركبة هو ما يحصل في القارة الإفريقية: فرنسا التي كانت القوة الاستعمارية الأولى، تحاول اليوم العودة عبر الأدوات الثقافية والتعليمية، رغم طردها من عدة دول (مالي، بوركينا فاسو). روسيا تملأ الفراغ العسكري عبر شركة فاغنر وتدعم الانقلابات مقابل السيطرة على الذهب واليورانيوم. الصين تشتري الولاء عبر البنية التحتية والديون الخفية التي ترهن الموانئ والمناجم لعقود. أمريكا تعيد نشر قواتها بذريعة محاربة الإرهاب. وكلهم، دون استثناء، يعملون على تكسير أي مشروع وطني مستقل، أو حركة تحرر حقيقية قد تُعيد تشكيل الدولة على أسس شعبية. لقد قال فرانتز فانون: "إن الاستعمار حين يشعر بالخطر، لا يغادر، بل يُعيد ارتداء قناع آخر." وفي عالم اليوم، القناع قد يكون شراكة اقتصادية، أو تدريبا عسكريا، أو مؤتمرا دوليا حول المناخ، لكنه يظل يخفي جوهرا واحدا: الهيمنة والتحكّم. أما في قلب الصراعات الساخنة اليوم: في أوكرانيا، الحرب التي بدأت كصراع روسي – غربي سرعان ما تحولت إلى سوق للسلاح وتجريب الاستراتيجيات الجديدة، بينما يُقتل المدنيون وتُدمّر المدن. لا روسيا تدافع عن حق الشعوب، ولا الناتو يدافع عن الحرية. الكل يحارب لأجل النفوذ، والموت من نصيب الفقراء. في تايوان، تستعد الصين وأمريكا لاشتباك قادم قد يغيّر وجه آسيا والمحيط الهادئ، تحت شعار حماية السيادة، بينما المقصود هو: من سيسيطر على سلاسل التوريد، والتكنولوجيا، والذكاء الصناعي. في الشرق الأوسط، تُستعمل إسرائيل كأداة استراتيجية دائمة، تُنفذ المهام القذرة، بينما تحصد الدول الغربية نتائجها من خلال تحكّم اقتصادي وأمني وثقافي طويل الأمد. في ظل هذا، تُخنق القضية الفلسطينية عمدا. لا لأن المقاومة ضعيفة، بل لأنها تكشف زيف الجميع: أمريكا التي تبرر القتل. أوروبا التي توازن بين الجلاد والضحية. روسيا التي تهادن الاحتلال. الصين التي تساوي بين المستعمر والمقاوم. الأنظمة العربية التي تخون، أو تشتري سكوت شعوبها بالخبز المسموم. فلسطين، بهذا المعنى، ليست قضية شعب فقط، بل اختبار للضمير العالمي، وقد كشف الامتحان أن العالم بات بلا قلب. وحين تُقصف غزة، ويُشرد أهلها، ويُخطط لتهجيرهم نحو سيناء أو قبرص أو أمريكا اللاتينية، لا تتحرك المنظمات الدولية، لأن القتل يجري ضمن "هندسة إمبريالية متعدّدة الأطراف". لقد كتب إدوارد سعيد قبل عقود: "ما يُرعب الغرب في الفلسطيني ليس سلاحه، بل صموده الذي يذكّره بجريمة لا تنسى." وهذا الصمود هو ما يُراد سحقه الآن، في ظل تواطؤ صريح من أقطاب العالم، الذين يرون في انتصار المقاومة خطرا على هندسة السيطرة. وهكذا، ينهار وهم التوازن العالمي. لا يوجد ميزان، بل شبكة من المصالح تُدار بأدوات متباينة، لكن بأهداف موحدة: تهميش الجنوب، تفكيك الشعوب، وإعادة تشكيل العالم بما يخدم النخبة الرأسمالية العالمية. وفي هذا العالم، لا خيار إلا المقاومة. لا تعني فقط حمل السلاح، بل بناء الوعي، وترسيخ الثقافة الوطنية التحررية، وتفكيك الأساطير الإعلامية التي تجعل من الجلادين "شركاء في التنمية". إن التحدي أمام شعوب الجنوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ليس فقط الاحتلال العسكري، بل الاحتلال الأيديولوجي والثقافي والسياسي، الذي يُخدر العقول، ويُفرّغ الثورات من مضمونها. ولذلك، فإن كل خطوة نحو التحرر تمرّ أولا بكسر أوهام التوازن، والاعتراف بأن العالم لم يتغيّر جذريا: فقط تعددت وجوه الجلاد، لكن السوط ما زال نفسه.
🟥 خامسا: المراوغة الإعلامية والثقافية – أدوات الهيمنة الجديدة.
في عالم الإمبريالية متعدد الأقطاب، لم يعد العنف العسكري هو الوسيلة الوحيدة أو حتى الأساسية للهيمنة، بل صار الإعلام والثقافة والهيمنة الأيديولوجية أسلحة من الدرجة الأولى. تُستخدم هذه الأدوات ليس فقط لتبرير الحروب والاحتلال، بل لإعادة كتابة التاريخ وتشكيل الوعي العالمي وفق مصالح القوى الكبرى. لقد قال جورج أورويل ذات مرة في تحذير صارم: "من يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي، ومن يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل." هذا هو جوهر ما يحدث اليوم على مستوى الإعلام الدولي: تتحكم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، وكذلك بقية الأقطاب الإمبريالية، في وسائل الإعلام الكبرى، فتُسوّق قصصهم كأنها الحقيقة المطلقة، وتُغيب أصوات المقاومة أو تُشوّهها أو تُجرّمها. في فلسطين، على سبيل المثال، تُعرض المقاومة على أنها إرهاب، وتُبرر المجازر الصهيونية بأنها دفاع عن النفس. تُحجب رواية الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال منذ عقود، وتُقنع الرأي العام العالمي بأن الضحية هي المعتدية، والصهيوني هو المتضرر. كما أن التقنيات الرقمية، من شبكات التواصل إلى خوارزميات التحكم في المعلومات، تُستغل لصنع تصورات مشوهة، تُبث الإحباط واليأس بين الشعوب، وتحاصر أي حراك تحرري في فقاعة إعلامية خانقة. وبعيدا عن فلسطين، نجد أن الإعلام يُوظف لتفتيت الوعي الجماعي في مناطق النزاعات الأخرى: في أوكرانيا، تُروّج الأطراف المتصارعة إعلاميا لنفسها على أنها الطرف "الوطني" أو "المدافع عن الحرية"، بينما يبقى المواطن العادي وقود الحرب. في السودان، يغيب صوت الضحايا الحقيقيين خلف الأخبار المتقطعة والمصادر المشكوك فيها. في الشرق الأوسط عموما، تُستخدم الخطابات الطائفية والمذهبية لزرع الفرقة بدلا من الوحدة. كما أن النظام التعليمي والثقافي في العديد من الدول، خاصة في الجنوب العالمي، يُعاد إنتاجه ليخدم مصالح النخبة العالمية: المناهج تكرّس صورة العالم من منظور القوة، وتُبعد الطلبة عن التفكير النقدي، وتحجّم قدراتهم على قراءة التاريخ بوعي. في هذا الإطار، يتحول التحكم في الثقافة إلى شكل من أشكال الإمبريالية الجديدة، حيث لا تُقهر الشعوب فقط بالمدافع، بل بالقواعد والقوانين والرموز. لقد أكدت فرانتز فانون في كتابه "المعذبون الأرض": "لا يمكن تحرير الشعوب إلا إذا حررت وعيها من سجون الثقافة الاستعمارية." واليوم، في ظل تعدد الأقطاب الإمبريالية، تتكثف هذه السجون، فتتحول الشعوب إلى جماهير مستهلكة لا تسعى إلا للبقاء في دائرة الترفيه والإعلام الموجه، بعيدا عن الوعي السياسي الحقيقي. إن هذا الواقع يتطلب استراتيجية مضادة قائمة على: تحرير الوعي عبر الإعلام البديل والمستقل. إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر الشعوب المقاومة. تطوير التعليم الوطني التحرري الذي يُمكن الشعوب من فهم واقعها ومقاومته بفعالية. بناء ثقافة مقاومة جديدة تعيد الاعتبار للقيم الوطنية والإنسانية الأصيلة. وبدون هذا التحرير الثقافي والفكري، تبقى المقاومة المسلحة مجرّد رد فعل عشوائي، يسهل السيطرة عليه وتشويهه إعلاميًا. يتبين أن تعدد الأقطاب الإمبريالية لا يعني تعدد البدائل، بل تعدد أدوات القمع التي تتكيف مع كل مرحلة زمنية وتقنية. والميدان الحقيقي للنضال اليوم يمتد بين مدافع الإعلام والوعي، بين الخرائط الجيوسياسية والمناهج التعليمية، بين رموز السلطة والثقافة الشعبية. إنه صراع على القلب والعقل والروح، أكثر من كونه مجرد صراع على الأرض والحدود.
🟥 سادسا: المقاومة والتحالفات الشعبية – أمل يكسر دائرة الهيمنة.
في مواجهة هذا النظام الإمبريالي متعدد الأقطاب، يتبلور سؤال محوري: كيف يمكن للشعوب، خصوصا في الجنوب العالمي، أن تكسر دائرة الهيمنة المتشابكة وتؤسس لتحرر حقيقي؟ الجواب لا يكمن في انتظار انتصار أحد الأقطاب أو ثورة على المستوى الدولي من الأعلى، بل في بناء تحالفات شعبية عابرة للحدود تُعيد تعريف المقاومة. لقد أكّد الكاتب الثوري أنطونيو غرامشي أن: "المعركة الثقافية هي المعركة الأساسية التي تحدد إمكانية التغيير السياسي والاجتماعي." وهذا يعني أن المقاومة اليوم يجب أن تكون شاملة، لا تقتصر على المواجهة المسلحة فقط، بل تشمل بناء وعي جماعي يعزز التضامن والعدالة الاجتماعية والتحدي ضد الامبريالية بجميع أوجهها. من فلسطين إلى السودان، ومن سوريا إلى أوكرانيا، تظهر بوادر هذه المقاومة: في فلسطين، رغم الحصار والمجازر، تستمر مقاومة الشعب وصموده التاريخي الذي يُلهم شعوب العالم. المقاومة ليست فقط سلاحًا، بل ثقافة حياة تتحدى محاولات التهويد والتطبيع. في السودان، تنتفض الجماهير على الانقلابات والعسكر، تطالب بحكم مدني وحقوق شعبية، متحديةً الدعم الخارجي للأنظمة العسكرية العميلة. في سوريا، حتى في ظل الحرب والانقسام، تستمر مجموعات مقاومة محلية تناضل للحفاظ على كرامة وطنها بعيدا عن سياسات الاحتلالات الخارجية. في أوكرانيا، رغم توريط الحكومة في صراع النفوذ، تظهر حركات شعبية تدعو للسلام والتفاوض وتحاول تجاوز الاستقطاب الدولي. يتطلب هذا الواقع بناء تحالفات تعبر القارات وتضم القوى العمالية، الفلاحين، المثقفين، والنساء، والشباب الذين يشكلون غالبية الشعوب. تحالفات تُركّز على القضية الاجتماعية والاقتصادية جنبًا إلى جنب مع القضايا الوطنية. كما يجب أن يرتبط هذا العمل بمشروع فكري يفضح الأكاذيب الإمبريالية ويقدم بدائل حقيقية تعيد بناء الاقتصاد على أسس من العدالة، وتحرر الإنسان من عبودية الديون والتبعية. لقد قال الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز: "إن المقاومة هي الفعل الذي يخلق المستقبل، لا الذي ينتظر حدوثه." وفي هذا الإطار، تصبح فلسطين رمزا عالميا للمقاومة التي لا تنكسر، درسا في الصمود أمام آلة القمع المتعددة الأوجه، ونموذجا للإرادة التي ترفض الانكسار. المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة. فالتاريخ مليء بالأمثلة التي تبدلت فيها موازين القوى بفعل إرادة الشعوب وتنظيمها الذاتي. المقاومة الحقيقية تبدأ من الداخل، من الوعي الفردي والجماعي، من رفض قبول الأوهام الإمبريالية، ومن تصميم الشعوب على استعادة حقها في الحياة الحرة الكريمة. وهكذا، يبقى الأمل في يد الشعوب لا في يد الأقطاب. فكلما اشتد الظلم، كلما نمت بذور التحرر، التي يوما ما ستنكسر السلاسل وتُسقط القلاع.
■ بين عتمة الهيمنة ونور المقاومة ، رؤية ثورية لعالم متعدد الأقطاب : في خضم عواصف الإمبريالية التي تهب على عالمنا اليوم، حيث تتقاتل الأقطاب على الكعكة العالمية، تتبدل وجوه السيطرة ولا يتغير جوهرها، تظهر الحقيقة المرة: ليس هناك تحرر في تعدد الأقطاب، بل تعدد أشكال القهر والاحتلال. العالم الذي نراه هو نتيجة تراكم تاريخي من الاستعمار القديم والجديد، من تآمر القوى الكبرى على شعوب الجنوب، ومن صمت الأنظمة العميلة التي اختارت الخضوع بدل النضال. من غزة المحاصرة، حيث تُرتكب أبشع الجرائم الإنسانية بأدوات متطورة وبغطاء دولي مخيف، إلى أوكرانيا المحروقة، حيث يُحول الصراع إلى ساحة لتجارب عسكرية وسياسية، ومن السودان الممزق إلى سوريا المتفتتة، ترسم الإمبريالية اليوم خريطة جغرافية وسياسية جديدة تخدم مصالح رأس المال العالمي واحتياجاته التوسعية. وليس خافيا أن الاستعمار اليوم لم يعد مجرد مدافع ودبابات، بل أدوات ثقافية وإعلامية تسرق الوعي، تبرر الجلادين، وتحجب حقيقة المقاومة. كما أن الهيمنة لا تتوقف عند الحدود الوطنية، بل تتغلغل إلى داخل المجتمعات، تعيد إنتاج الطائفية، والفساد، والديكتاتورية، وتُجهز الأرضية لانكسار إرادة الشعوب. ولكن، رغم هذه الصورة القاتمة، ينبثق الأمل من رحم المعاناة. مقاومة الشعوب التي تتحدى القهر بكل أشكاله، من فلسطين إلى السودان، ومن سوريا إلى أوكرانيا، هي شهادة حية أن النظام ليس ثابتا، وأن التغيير ممكنٌ بالوعي والتنظيم والجبهة الموحدة. في ظل عالم متعدد الأقطاب، يصبح النضال أشد تعقيدا لكنه أكثر ضرورة. ليس الهدف فقط إسقاط نظام عالمي فاسد، بل بناء عالم جديد على أسس العدالة، التضامن، والحرية. عالم يُحرر الشعوب من أسر الديون والسيطرة الثقافية، ويعيد كرامتها المسلوبة. والخلاص في الرؤية الثورية التي ترى في القضية الفلسطينية قلب المعركة، وفي وحدة الشعوب قوتها. فبدون هذه الوحدة، تظل الأوهام تحجب الطريق، وتظل قوى الاستعمار تستغل انقساماتنا لتبقى هي السائدة. ختاما، علينا أن نرفض أي خطاب يبيع الوهم بأن تعدد الأقطاب هو نهاية الإمبريالية أو بداية عهد جديد. فالعالم اليوم هو ساحة صراع مستمرة، ولكن في هذا الصراع أيضا يولد الفجر، وفي المقاومة تكمن جذور الحرية. إنه نداء لكل الثوار والمقاومين، لكل الشعوب التي تمزقها الحروب والديون والاحتلال: لا خيار إلا أن نكون نحن صُنّاع التاريخ، نكسر قيود الخوف والجهل، ونبني غدا لا يعتمد على أقطاب الجلادين، بل على إرادة الشعوب الحرة، التي لا تعرف الاستسلام.
#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدى النازية في قلب الحداثة.
-
قراءة سريعة في كتاب معذّبو الأرض لفرانز فانون
-
ردّ على تفاعل نقدي من رفيق مع مقال- هل لا يزال لليسار معنى ف
...
-
هل لا يزال لليسار معنى في ظل العولمة النيوليبرالية؟ .
-
من اضغاث حقيقة متّهمة بالحلم. من المجتمع المدني إلى الجبهة ا
...
-
الرّئيس العربي : حين يتحوّل الصندوق الانتخابي إلى بوّابة للع
...
-
الإمبريالية في جسد جديد صراع الغاز، والمضائق، والعقول...
-
الحرب التي تعيد ترتيب الجحيم: حين لا يكون الاصطفاف كافيا.
-
قراءة لرواية -1984- لجورج أورويل. رواية ضدّ الزّمن ومركّبة ع
...
-
قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير
...
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
-
قراءة في قصّة “رحاب” من المجموعة القصصية - بلايك - للشاعر و
...
-
-منتصر السعيد المنسي-: حفر في منطوق شهادة ذاتية ضد نسيان الط
...
-
غزة تحترق: تاريخ حرب إبادة جماعية تقودها الصهيونية العالمية
...
-
قراءة نقدية في المجموعة القصصية -ولع السّباحة في عين الأسد-
...
-
الإمبريالية الأمريكية بنَفَس ترامب: وقاحة القوة ونهاية الأقن
...
-
ورقة من محترف قديم في قطاع السّياحة
-
القصيدة ما بعد الّنثر
-
افكار حول البناء القاعدي والتسيير
-
قراءة في مجموعة -نون أيار- للشاعرة نسرين بدّور.
المزيد.....
-
السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا
...
-
مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني
...
-
سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح
...
-
أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو
...
-
هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا
...
-
بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة
...
-
إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
-
تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
-
العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|