أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان - كتاب في حلقات (6)















المزيد.....

مدرسة شملان - كتاب في حلقات (6)


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 00:08
المحور: قضايا ثقافية
    


الفصل الخامس
ليزلي ماكلوكلين
«ميكاس» في الأربعينات….. من علمني حرفاً ….

جاء في تقرير رسمي جرى توزيعه في حدود وزارة الخارجية البريطانية عام ١٩٦٩ فيما يتصل بتقييم ميكاس» كمركز لتعليم العربية الحديثة) ما يلي :

إن أسس الطريقة الراهنة لتدريس العربية في «ميكاس» أرساها ، خلال أعوام ١٩٥٦ - ۱۹۵۸ ، جيه دي ميتلان كمدير للمركز وايه جيه ام كريغ، كمعلم أول. وقد تم إدخال تغييرات هامة في طريقة التدريس التي كانت مستخدمة وكانت طريقة تقليدية .

وهذا صحيح دون ريب. وسوف يبرز المسؤولان الآنفة الإشارة إليهما كثيراً خلال عرضنا هذا، فهما تبوأ مناصب متميزة عقب مغادرتهما لميكاس كما أن كليهما يجيد التواصل باللغة العربية .

لذلك، فقد يكون هناك ما يغري بتجاهل الفترة بين انتقال «ميكاس» إلى شملان في أواخر عام ١٩٤٧ وبين العام ١٩٥٦ باعتبار أن تلك الفترة زمن عقيم، خصوصاً بالنظر إلى الانتقادات الموجهة في الفصل الأخير الجوانب البرنامج الدراسي. بيد أن ذلك لن يكون من الأنصاف في شئ.

كانت «ميكاس» خلال الأربعينات تتلمس طريقها نحو اعتماد طرق فعالة ليس لتعليم العربية الحديثة وحسب وإنما لاستغلال البيئة الناطقة بالعربية أيضاً. ولقد حققت قدراً من النجاح آيته أن تلك الفترة أنجبت مديرين لاحقين الميكاس كانا هميمين وذوي أفكار مبدعة في إدارتهما لـ«ميكاس» ومجيدين تماماً للعربية مكتوبها ومحكيها: وكلاهما أصبح سفيراً مميزاً لدى عدد من البلاد العربية. هذا الثنائي هو «دونالد ميتلاند» و «جون ويلتون» (وقد أنعم كليهما لاحقاً بلقب الفارس). ويمكننا القول - دون الخوض في تمييز يثير الاستياء - إن كل مديري «ميكاس» - عدا اثنين منهم -هم خريجو «ميكاس» المبكرة وإن أحد الاثنين بعد بيرترام توماس) موضوع الاستثناء إذ إنه لم يتخرج من «ميكاس» قط.

فضلاً عن ذلك فأي نظرة - ولو عجلى - لأسماء بعض طلاب -ميكاس» في نهاية الأربعينات كفيلة بأن تكشف عن التالي ذكرهم - فضلاً عن المديرين سالفي الذكر:
-مستشار حميم لحاكم إحدى دول الخليج بعد تقاعده من الخدمة في الخارجية البريطانية.
-مؤلف لعدد من الكتب حول النفط والسياسة في منطقة الخليج باستناد على تجاربه الشخصية المذهلة.
-سفير ناجح في العالم العربي شحن ابنه باهتمامه العميق بما هو عربي فأصبح بدوره أكاديمياً مرموقاً مختصاً بالسياسة العربية.
-أعداد من العقداء والعمداء المتقاعدين الذين صانوا اهتماماً بالعالم العربي لنحو نصف قرن.
بروفيسور (أستاذ كرسي متقاعد)
-مستشار - أقرب صلة من عاليه - لحاكم إحدى البلدان العربية - التي عمل فيها خلال كل مدة خدمته الدبلوماسية في البلدان العربية والتي أسهم إسهاماً عظيماً في أمنها.

إن أحد الخلافات الجوهرية بين الفترة ما بين عامي ١٩٤٧ و١٩٥٦ وبين الفترة التالية هو انه بين العام ١٩٥٦ و١٩٦٥ كان هناك مديران فقط وقد عملا في علاقة وثيقة مع المعلمين الأوائل. أما في الفترة التي انتهت عام ١٩٥٦ فلم يكن هناك سعي حثيث صوب ذلك الهدف.

لقد تقاعد بيرترام توماس بعد عام من تأسيس «ميكاس» في شملان وخلفه مسؤولون في الخارجية البريطانية أولهم برينان» ثم «ألن تروت» الذي كانت له خبرة طازجة بالمملكة العربية السعودية. ولقد فوّض «تروت» أمر تسيير الإدارة اليومية الخاصة بالتدريس إلى مبشر دينماركي هو الأب نيلسين» وهو مستعرب ممتاز ذو خبره طويلة وعميقة بعدد من البلدان العربية.

وقد كان «تروت» ممثلاً لتقليد راسخ ومجيد في غرابة الأطوار بل البغلنة داخل وزارة الخارجية البريطانية.

ولقد اعتمد تقليد تحجيم مستجدي السلطة في وزارة الخارجية من الذين قد يساورهم الإحساس بأنهم في وضع يسمح لهم بسن اللوائحوالقوانين للشغيلة في الكروم. تلقى مرة توجيهاً إدارياً من لندن معنون إلى سي آيه تروت» وكان رده عليه ..... شكراً على ......

بتاريخ. ... والمعنونة باسم «سي آيه تروت»

ليس بطرفنا أحد بذلك الاسم

المخلص

«سي آيه تروت»

ورغم أن شراكة «تروت» و «نيلسن لم تعمر طويلاً إلا إنها خلدت تقاليد وإجراءات بعينها في «ميكاس»
وحيث أن الأب نيلسين كان قسيساً فقد درج على الشعور بالحاجة لأن يختلط بالناس. وهكذا فقد قدم كل تشجيع للطلاب ليتواصلوا مع أهل القرية. وتمكن بعض الطلاب من السكن مع عائلات شملانية ولكن ذلك لم ينطبق عليهم جميعاً ففضلاً عن حرص بعض الطلاب على خصوصياتهم فلم تكن كل عائلة راغبة في وجود رجل غريب مقيم في كنفهم. فمهما غلب الطابع الماروني على شملان فقد كانت ما تزال قرية عربية تحمل حتى الآن تحفظات مماثلة.

كان للطلاب سبيل سالك إلى حياة القرية وكان الأب نيلسين لا يزال في ذاكرة القرية خلال السبعينات بفضل معرفته للحياة الشعبية العربية واهتمامه بالناس.

-وشيئاً فشيئاً نشأت ترتيبات شبه منتظمة لتلاقي أهل القرية والطلاب وذلك فضلاً عن الصلات غير الرسمية والعفوية في الشوارع. فقد أصبحت حفلات «الأوزي» - مثلاً - تقليداً مصوناً دخل حتى في مواد التدريس المستخدمة في المركز: كانت تلك وجبات غداء طويلة مسترخية تحفل بالكوسة المحشوة والضأني والرز وفستق الصنوبر والشراب السخي ... وبالتالي بالاستعداد العظيم للأنس باللغة العربية: الخطابات يجرى تبادلها وبالتدريج - عوضاً عن الضيوف المعدودين - تتسع الحلقة فيرتادها وجهاء القرية أيضاً.

وآخر الأمر، حين انتقلت «ميكاس» لمقر أشبه بالداخلية أضحت حفلة الأوزي رسمية يؤمه ضيوف لا علاقة لهم بشملان لهم مقاعد على المائدة مخصصة لهم وبتبادل للخطب بالعربية.

على أن أسس تعليم العربية بقيت على حالها، كما أشرنا آنفاً. ففي دورة دراسية أمدها أحد عشرة شهراً كان من شأن قواعد «ثاتشر» أن تتيح للطلاب أساسا في الفصحى. أما فيما يتصل بتعليم العامية فيكفي ما ورد في وثيقة الخارجية البريطانية، آنفة الذكر: -

كان تعليم العامية محدوداً في هذه المرحلة. وكان طلاب «ميكاس» يميلون إلى الاشتهار باستخدامات تنويعات من العربية تتكون أساسا من ضرب من ضروب لغة الصحف بتسكين لنهاية الكلمات.

والوثيقة ذاتها تحمل تعليقاً نسبته إلى مدير للمركز في وقت لاحق:
جهوده المبكرة توجت بتعليق يقول: أنت تتكلم العربية مثل كتاب.
وتمضى الوثيقة لتعلق على نحو منصف بأن اللغة المحكية .... لم يكن لها مثيل في العربية التي يتحدثها العرب في أي مكان كان: إلا إنها كانت تحظى بمزية فهمها من قبل المتعلمين بدرجة ما أو بأخرى، في معظم العواصم التي عمل فيها خريجو «ميكاس» لاحقاً.

وهناك جانب آخر بقى متصلاً حتى عام ١٩٥٦ وتمثل في تخصيص وقت وافي للمحاضرات والاطلاعات المتعلقة بالخلفيات. وفي واقع الأمر كان هناك معلم أول في الفترة الطويلة بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٥٥ ، هو نورمان لويس الجغرافي ذو المعرفة المتخصصة بسوريا ولبنان والذي كتب عن جماعات عديدة في المنطقة، بينها طائفة الإسماعيلية كما كتب دراسة معتمدة حول طرق الزراعة في الجبال.

ولقد ظلت التركيبة الطلابية متسقة ومكونة أساسا من الطلاب البريطانيين الرسميين. معظم أولئك كانوا من الخارجية البريطانية بيد أن عدداً منهم كانوا من الضباط العسكريين، إذ أن البريطانيين كانت ما تزال لهم التزامات عسكرية عظمى في العالم العربي مثل ليبيا وعدن والبحرين ومصر وغيرها.

لقد قدمنا ملامح عامة وجيزة للحياة في قرية شملان وفى لبنان في الفصل المتقدم. وهناك - حتى في يومنا هذا - ملامح عديدة عن حياة القرية في ذلك البلد يمكن لطالب الأربعينات تلمسها. وقد كان بوسع طلاب تلك الأيام إن فتحوا عيونهم جيداً، أن يروا بلا ريب علامات التغييرات المقبلة.

النفط والفلوس . . .

تقول الكاتبة البريطانية المشهورة «فريا ستارك» في إحدى القطع التي تدور حول سيرة حياتها إنها لم يساورها أدنى تردد في الاندفاع لتعلم العربية إذ أن معرفة تلك اللغة تقود حتماً كما هو واضح إلى ارتباط بالنفط والمال معاً. وكان لبنان الأربعينات قد بدأ يتقسم أكثر من نفحة منهما معاً.

فقد وصل خط الأنابيب السعودي عام ١٩٤٧ إلى صيدا ناقلاً النفط من المنطقة الشرقية - وتأسست برسوخ صلة بين المملكة العربية السعودية وبين لبنان. وقد يرى اكتمال الحلقة في حقيقة أن السيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان وقت تحرير هذا الكتاب أصبح بليونيراً خلال أعماله الإنشائية في السعودية في السبعينات والثمانينات. وقد تشعبت لاحقاً مدلولات الدور السعودي في لبنان عبر شراء العقارات وتطوير بيروت لتصبح فردوساً (أرضيا متكاملاً ومجهزاً بقباب البهجة التي تليق بالحكام) وعبر توفر مستويات التعليم الراقية بالبلاد.

وليس السعوديون وحدهم هم الذين جاؤا إلى لبنان للدراسة بل أن ذلك فعله أيضاً مواطنو مناطق الخليج الأخرى التي لم تتحرر بعد من صلاتها المختلفة ببريطانيا. كانوا مثلاً يأتون في أعداد متزايدة إلى مدرسة الكويكارز» في «برمانة» ذات المستويات العالية في التعليم الثانوي والتي تستخدم الإنكليزية لغة للتعليم. أما فيما يتصل بالدراسة الجامعية فهناك عديد من الشباب درسوا علوماً شتى خصوصاً في جامعة بيروت الأمريكية قبل عودتهم إلى مواطنهم لتولى المناصب في صناعة النفط وفي الإدارة أو في الأعمال التجارية الخاصة.

وكانت بيروت قد بدأت تتغير فيما هي تتكيف مع أثار الثروة النفطية الجديدة. بيد أن ذلك التغير كان تدريجياً فقط: فمصر كان لديها الكثير مما تقدمه للوافدين من شبه الجزيرة العربية في تعطشهم للمعرفة ولغيرها مما تعد به القاهرة. فقبل أن ترسخ آثار اشتراكية نظام جمال عبد الناصر وأيديولوجيته كانت للقاهرة تسهيلات تعليمية جيدة على كل المستويات: وكان هنالك استخدام واسع للإنكليزية والفرنسية. ومصر أقرب كثيراً من السعودية وكانت أكثر تقدماً من بيروت كما ملاهيها كانت متقدمة واللغة فيها لا تمثل حاجزاً.

لقد انتفع اللبنانيون كثيراً من التغييرات الجذرية التي حدثت في مصر غير أن تلك المرحلة لم تصبح ملحوظة إلا حوالي عام ١٩٥٥ أصبحت تلك التغييرات بلا رجعة عملياً بعد أزمة السويس عام ١٩٥٦ مما أفاد ميناء بيروت ومطارها وتجارها ومدارسها وجامعاتها وملاهيها.

وكان على طلاب «ميكاس» - منذ انتقالها إلى شملان أن يلتزموا الحيطة والحذر حيال الموقف السياسي في الدول المجاورة. ولم يكن ممكناً الكارثة الفلسطينيين أن تكون بعيده عن بالهم إذ أن «ميكاس» جاءت إلى لبنان بسبب استحالة العمل في القدس. وكان بوسع الطلاب إدراك حجم مشكلة اللاجئين، بالاحتكاك المباشر فيما كان ألوف الفلسطينيين يهربون إلى لبنان في الأشهر الأخيرة للانتداب الذي انتهى في مايو/ أيار من عام ١٩٤٨ بين أولئك الذين نجوا بجلودهم كان هناك معلمون في «ميكاس» المسلم منهم والمسيحي.

ولقد أضحى الموقف في سوريا شديد الاضطراب عقب تأسيس دولة إسرائيل. وكان من شأن مهانة الهزيمة التي تجرعتها الجيوش العربية، وبينها الجيش السوري، أن سبب إحساساً بالغثيان حيال الأنظمة التي اعتبرت مسؤولة عن نكبة العرب. وفى سوريا تجلت أول الآثار العنيفة: ففي عام ١٩٤٩ وقع ما لا يقل عن ثلاثة انقلابات عسكرية. كان ذلك إيذاناً ببداية مرحلة طويلة بلغت عشر سنوات على الأقل تعين على طلاب «ميكاس» خلالها توخي أقصى الحذر حين التفكير في التوجه لزيارة سوريا.

وكان للبنان مشاكلها أيضاً تلك المشاكل التي لابد أن تلفت انتباه الطلاب المباشر: انطون سعادة زعيم الحزب القومي السوري الذي رأينا آنفاً أن له أنصار في شملان ذاتها هرب إلى سوريا بعد إعداده لانقلاب ضد الدولة اللبنانية تقاتل خلاله أعضاء الحزب السوري القومي مع الكتائب (*) في يونيو/ حزيران من عام ١٩٤٨ . ومن دمشق رتب أنطون سعادة عمليات حرب عصابات في صيف عام ١٩٤٩ ضد مخافر الشرطة في القرى على الجبل. ولكن سعادة نفسه غدا ضحية لتغيير في نظام الحكم في دمشق حيث كان قد منح حق اللجوء السياسي ولكنه اقتيد فجأة وجرى تسليمه للسلطات اللبنانية التي أعدمته إيجازياً فجر الثامن من يوليو عام ١٩٤٩.

وهناك تغييرات أخرى كان طلاب شملان في وضع يسمح لهم بأن يشهدوها في لبنان حول منطقة المطار: الذي يمكن رؤيته بوضوح من القرية. كان اللبنانيون أذكى من غيرهم في إدراك الفرص التي أتاحها نشوء صناعة نفطية في مناطق قاحلة من شبه الجزيرة العربية. فقد تم افتتاح مباني المطار الحالي في يناير/ كانون ثان من عام ١٩٤٧ حتى يتم تصدير فواكه لبنان ولحومها وخضرواتها الوافرة بصورة مجدية تجارياً إلى البلدان العربية المجاورة. وفي غضون فترة وجيزة كان هناك خط للشحن الجوي وشبكة للتوزيع البري يعملان على قدم وساق. وسرعان ما اغتنى بعض الناس ونشأت شركات أطعمة ومرطبات ظلت مزدهرة حتى يومنا هذا إذ أصبحت منذ ذلك الوقت عمليات منتشرة على نطاق العالم. أما خط الشحن الجوي فقد تطور بصورة مستقلة عن خط طيران مدني وسرعان ما نما ليصبح خطوط طيران الشرق الأوسط. وكان بوسع طلاب شملان أن يرقبوا نمو المطار وأن يتعرفوا على كبار المسؤولين عن تلك العملية إذ أن رئيس مجلس إدارة تلك الخطوط الجوية الشيخ نجيب علم الدين اختار لاحقاً أن يجعل من شملان مقراً له.

على أن كل ذلك تعلق بالمستقبل حين بدأت الثروة النفطية توزيعها المنتشر في لبنان وأضحت بينة في شكل المساكن الأكثر رفاهية والطرق الأفضل، ولكن شملان حتى بعد منتصف الخمسينات لم يكن السبيل إليها ممكناً إلا بصعوبة إذ أنه لا طريق معبد بالإسفلت كان يؤدي إليها.

وهكذا كان هناك ما يثبط عزيمة الطلاب كثيراً عن الترحال : وذلك تمثل في وعورة الطرق .. إلا أن هنالك حافز واحد على الأقل بقي للحركة خارج شملان فقد كان معنى التركيز على العربية ومحاضرات الشؤون المعاصرة مع ما صاحبها من قراءات أن يكون الطلاب لدى نهاية الأسبوع الدراسي على أتم الاستعداد لأن يضربوا في الأرض أين ما كانت الوجهة . ما كان لهم في المتناول كي يستكشفوه في لبنان ذكرناه بإيجاز في الفصل الثالث. وهناك كتابان تم تأليفهما بخيال ومهارة قد يساعدا في تصوير جو أواخر الأربعينات. انهما كتاب روبين فيدان المسمى سوريا ولبنان وكتاب جوليان هكسلي من ارض عتيقة. وقد استخدم العديد من طلاب ميكاس» الكتابين مرشداً لهم في تجولاتهم في طول المنطقة وعرضها .

بدأ العمل في المركز يتخذ الشكل الذي سيظل عليه حتى النهاية . فقد تم تخصيص معلم لكل ثلاثة طلاب أو أربعة. وكانت الدروس عادة خمسة صباحية طول الواحد منها يتراوح بين الأربعين دقيقة وبين الساعة . وكان الطلاب يترددون على المعلمين تباعاً في الصباح. وإذا افترضنا وجود ما ولكنها منهجية كانت تنشأ شيئاً فشيئاً. وبعد هذا وذاك فلم تكن هناك معاهد متخصصة بنقل فن تعليم العربية كلغة أجنبية .

وكان طلاب تلك الأيام - جملة - مجموعة قوية العزم مالت إلى قبول حقيقة أن الإدارة كانت على مستوى مسؤولية المهمة إذ أن عادة الانضباط العسكري ما زالت غلابة على نحو ما كانوا يسلمون بالنظام في معظمه ولكنهم كانوا قادرين على غرس أفكار جديدة عن طريق ردود أفعالهم على طرق التدريس المفروضة عليهم. ومثل كل مؤسسات العلم الجيدة كان هناك رجع صدى من الطلاب إلى معلميهم. وقد بدأت «ميكاس» الرحلة في الخمسينات معتمدة على أسس طيبه لإنشاء منهجها التعليمي ونشاطاتها الإضافية.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للحسنة... معانٍ أخرى
- غير متكافئة: خيبة أمل عمرها 30 عامًا
- مدرسة شملان - كتاب في حلقات(5)
- ‏لحن الوفاء الأخير، ‏ ‏محمد عبد الكريم يوسف ‏
- أول حب، آخر حب ‏ ‏محمد عبد الكريم يوسف ‏
- سميحة: عالم بلا قيود
- ليتني قد مت قبل الذي قد مات من قبلي
- ‏المحطة قبل الأخيرة ‏
- كرز في غير أوانه2 ، محمد عبد الكريم يوسف
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (4)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (3)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (1)
- مدرسة شملان ، كتاب في حلقات (2)
- النظام العالمي - ارتجال بالتصميم
- سقوط النازية وتداعيات الحرب
- عدو ما يجهل: لعنة سوء الفهم
- الطريق إلى دمشق: ما الشيء الذي كاد نتنياهو أن يكشفه للأسد عا ...
- رانديفو: حكاية قلبٍ بريء وقطارٍ فات
- وصايا الضحايا: حكاياتٌ من ركام الكراهية
- قلب روسي حقيقي: ألكسندر دوغين، فلاديمير بوتن والأيديولوجية ا ...


المزيد.....




- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
- خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد ...
- بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مدرسة شملان - كتاب في حلقات (6)